رسالة عوبديا

رسالة عوبديا

كتب عوبديا في زمن الجلاء. إنه يكتب على طريقته ويفسر تحقيق مواعيد الله، مدفوعاً بشعور وطني. وتتلخص رسالته بالكلام عن “يوم الرب” وولادة اسرائيل الجديد، انطلاقاً من حالة تاريخية خاصة في زمانه: ففي سنة 587 ق. م. استفاد الأدرميون، وهم قبيلة سامية مستقرة قي الجبال، جنوب البحر الميت، من سقوط اليهودية ليستولوا على أراضيها في الجنوب خصوصاً في حبرون (الخليل). فهب عوبديا ضدهم. ظنوا انهم بمأمن من الاجتياح (الآية 3) ولكنهم سيهبطون مهما ارتفعوا (الآية 4). قريباً يأتي “يوم الرب” (الآية 15) وستنال هذه القبيلة عقابها، فيقاصص الله المذنبين بالجرائم ويمنح الخلاص لأتقيائه (الآيات 16- 21).
ليست المواعيد هنا للفرد وإنما للأمة كلها التي تستعبر من ويلاتها الماضية لتبني مجدها الحاضر. رغم شقائها، هي مقتنعة بأنها وحدها تعبد الله الحقيقي، سيد الكون، الساكن في صهيون (آية 21)، الذي به يرتفع قرن (رأس) شعبه وتنحط الأمم الأخرى، أما إذا أرادت هذه الأمم الخلاص، فعليها هي الأخرى أن تمر بالعقاب والموت.
ليس يوم الرب مع عوبديا يوم قصاص الله لاسرائيل، كما مع صفنيا، ولكن يوم ثأر من باقي الأمم. مع عوبديا، أصبحت كلمة “نبوءة” مرادفة لكلمة “الموعد”.

هل تبحث عن  تفسير سفر الملوك الثاني - مقدمات

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي