وهو فى سن السادسة عشرة سمع صراخ شاة صغيرة بين أنياب دبا وأسد ‘ لم يستطيع قلبه تحمل صرخة الشاة الضعيفة والمختطفة تستنجد براعيها ‘ فهب الغلام الصغير ودخل فى قتال حياة أو موت من أجل صرخة الحيوان الصغير ولم يأبه بقوة الدب او الاسد وهو مؤمن بان الرب سينقذه من الدب والاسد حسبما قال لشاول بعد ذلك. كان داود مثلا لرب المجد يسوع المسيح الذى عرف نفسه بأنه” هو الراعى الصالح والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف ‘وأما الذى هو أجير وليس راعيا وليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويبددها والاجير يهرب لانه أجير ولا يبالى بالخراف.” يو10: 11-13. وأيضا عندما عد داود الشعب مخالفا وصية الله ‘ وجاء غضب الله بوبأ أكل من الشعب 70 ألفا‘ فكلم داود الله مستعطفا عندما رأة الملاك المهلك والضارب الشعب قائلا: ها أنا قد أخطأت وأنا أذنبت واما هؤلاء الخراف فماذوا فعلوا فلتكن يدك علي وعلى بيت أبى ‘ وفى هذا قد كشف الله لداود نبوة عن الذبيحة والفدية التى ستتحقق فى ملء الزمان لخلاص البشرية‘ “2صمو 24: 17‘ وجاء السيد المسيح الذى رققلبه على أورشليم وبكى عليها ‘ ثم أخذنا من بين أنياب الأسد المهلك إبليس ومات على الصليب دافعا الفدية عنا. وأيضا رقة قلب داود ظهرت فى علاقته بشاول الملك الذى كان يطارده يريدقتله ‘ ومع ذلك عندما وقع شاول فى يدى داود ‘ لم يقتله وأكتفى بقطع طرف جبته بالحربة ‘ ويقول الكتاب” أن قلب داود ضربه على قطعه طرف جبة شاول.” 1صمو 24: 5‘ قال له رجاله هوذا اليوم الذى قال لك عنه الرب هانذا أدفع عدوك ليدك فتفعل به مايحسن فى عينيك ‘ كان الشيطان يحفذه لقتل شاول ليجلس على عرش ملكه الممسوح من أجله ‘ ولكن حساسية ورقة مشاعر داود إنتصرت على العراك الداخلى ورفض مجرد فكرة قتل شاول وقال كيف أمد يدى على مسيح الرب‘ وهكذا الرب يسوع المسيح الذى رفض ان يترك أذن ملخس عبد رئيس الكهنة مقطوعة وهم يهاجمونه بغية القبض عليه وشفى أذن الغلام ‘ وعلى الصليب صرخ ” ياأبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.” لو23: 24.” لقد تأوه مرة داود عطشانا ليشرب من بئر فى بيت لحم ‘ كان وهو صغير يرتوى منه (2صمو23: 15-17) ‘تأوه وقال ” من يسقينى ماء من بئر بيت لحم التى عند الباب.” وبينه وبين بيت لحم يربض جيش الفلسطينيين‘ وسمع تأوهه ثلاثة من أبطال جيشه فشقوا محلة الفلسطينيين وأسرعوا عدوا لبيت لحم وأحضروا ماء لداود من بئره المفضل‘فماذا فعل داود ؟ لم يشأ ان يشربه بل سكبه للرب قائلا: حاشا لى يارب أن أفعل ذلك ‘هذا دم الرجال الذين خاطروا بأنفسهم ‘ ولم يشأ أن يشرب‘ ماأعظم هذا القلب الرقيق النقى لداود.