كالب

كالب بن يفنة من سبط يهوذا

من كان ابن خمس وثمانين سنه وشعر كانه ابن خمس واربعون؟



اسم عبري بمعني “كلب” وهو اسم : كالب بن يفنة من سبط يهوذا.

كان واحداً من الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى رجل الله من قادش برنيع، في برية فاران، ليستكشفوا أرض كنعان (عد 13 :6)، وبينما أشاع عشرة من الجواسيس “مذمة الأرض” (عد 13 :22)، مما أصاب الشعب بالإحباط عندما سمعوا أن “الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً.

أيضاً قد رأينا بني عناق هناك” (عد 13 :28). فإن كالب ويشوع شجعا الشعب قائلين: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها، “والرب معنا” (عد 13 :30و14 :6-9). ومع أن بني إسرائيل لم يقدروا أن يدخلوا إلى أرض كنعان في ذلك الوقت لعدم الإيمان، وقال الرب: “إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي…
ولم يسمعوا لقولي، لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم، وجميع الذين أهانوني لن يروها، أما عبدي كالب، فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى، وقد اتبعني تماماً، أدخله الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها” (عد 14 :22-24و30).
ويقف كالب بطلاً من أبطال الإيمان لأنه اتبع الرب تماماً هو ويشوع بن نون (عد 32 :12، تث 1 :36). وفي نهاية الأربعين السنة من التجوال في البرية تأديباً لهم من الله، دخل كالب ويشوع إلى أرض الموعد، وأصبح على كل سبط أن يمتلك الأرض التي منُحت له بالقرعة ومع أن كالب كان قد أصبح متقدماً في الأيام ، ابن خمس وثمانين سنة، إلا أنه كان مازال رجل الإيمان، متشدداً بالرب، وطلب من يشوع أن يعطيه الجبل وقرية أربع الرجل الأعظم في بني عناق العمالقة الذين أخافوا الجواسيس من قبل (يش 41 :6-15) وكأنه كان يريد أن يثبت للشعب أنه كان في إمكان آبائهم أن يدخلوا إلى الأرض ويمتلكوها منذ أربعين سنة لو أنهم آمنوا واتكلوا على الرب، وطرد كالب من هناك بني عناق الثلاثة (يش 15 :14).
وأراد كالب أن يحرض الشباب حوله، فقال لهم: “من يضرب قرية سفر ويأخذها، أعطيه عكسة ابنتي امرأة (يش 15 :16، قض 1 :12)، فأخذها عثنيئيل بن قناز – ابن أخي كالب – فأعطاه عكسة ابنته امرأة (يش 15 :17 -19، قض 1 :13-15) وأصبح عثنئيل أول قاض لإسرائيل لمدة أربعين سنة (قض 3 :9 -11).

وليس ثمة تناقض بين قيام كالب بالقضاء على بني عناق في الجبل وحبرون، وبين القول: “وجاء يشوع في ذلك الوقت، وقرض العناقيين من الجبل، من حبرون، فأخذ يشوع كل الأرض حسب كل ما كلم به الرب موسى” (يش 11: 21 -23) إذ إن من الواضح في سفر يشوع أن المقاومة المنظمة أمام بني إسرائيل، قد قضى عليها في المعركتين الحاسمتين في جبعون وحاصور (يش 10،11) وأصبح الأمر بعد ذلك أن يقوم كل سبط بالقضاء على جيوب المقاومة الواقعة في نصيبه، والاستيلاء على المدن مدينة بعد مدينة. وكما يحدث في الحروب الحديثة، فإن الفضل في الانتصار ينسب عادة إلى القائد العام، وقد فشلت غالبية الأسباط – إلى حد بعيد – في امتلاك كل الأرض التي وقعت في نصيب كل سبط لعدم الإيمان، وعدم اتباعهم الرب تماماً (قض 1 :27-36).
ولكننا نجد كالب يقف هنا – كما وقف في قادش برنبع – بطلاً من أبطال الإيمان لأنه اتبع الرب تماماً. وهناك مشكلة في تحديد النسب الصحيح لكالب، ففي سفر أخبار الأيام الأول (2 :18) يذكر كالب على أنه ابن حصرون ومن ناحية أخرى يذكر على أنه “كالب بن يفنة القنزي” (عد 32 :12) والقنزيون هم نسل قناز الذي يبدو أنه كان أحد أمراء قبائل أدوم التي كانت تتجول في صحراء سيناء (تك 36 :15) وقد تزوج موسى من إحدى بناتهم (قض 1 :16، 4 :11) وقد جذبت هجرة بني إسرائيل إلى الشمال بعض أولئك الناس فارتبطوا بهم واندمجوا معهم وعبدوا الرب (يهوه) مثلهم، وقد ارتبطت عشيرة كالب بسبط يهوذا، وسرعان ما أخذ كالب مكانة بارزة في السبط، فمع أن رئيس السبط كان “نحشون بن عميناداب” (عد 2 :3).
إلا أن كالب هو الذي اختبر ليمثل السبط في الجواسيس الاثني عشر (13 :6)، كما وقع عليه أيضاً الاختيار ليمثل السبط في تقسيم الأرض (عد 34 :19) كما نقرأ أن يشوع “أعطى كالب بن يفنة قسماً في وسط سبط يهوذا” (يش 15 :13) مما يدل على أنه لم يكن أصلاً من هذا السبط. وبعد ذلك بعدة قرون في أيام شاول وداود، يبدو أن نسل كالب كانوا يقيمون في كورة منعزلة من أرض يهوذا، فقد كان “نابال” “كالبياً” أي من نسل كالب (1 صم 25 :3،30 :4).




هل تبحث عن  كان الله يحل في وسط آبائنا الأبرار

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي