*نوح البار*

*نوح البار*

“كان نوح رجلاً باراً.. وسار نوح مع الله”
“لأن _الرب الإله وجدنى باراً لديه فى هذا الجيل”
والبر قبل كل شىء، هو الموقف البرىء، غير المدان، من الله
، أو فى لغة أخرى، هو الموقف السليم، من الوجهة القانونية، إزاء حق الله وبره وعدالته وقداسته…

ولكن كيف يتاح للإنسان أن يقف هذا الموقف، والكتاب يشهد: “إنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم.
ليس من يطلب الله. الجميع زاعوا وفسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد”؟

* كنت من المؤمنين بالذبائح التى ترمز إلى هذا الفداء، وهذه الكفارة، وما من شك بأننى قد درجت على تقديم هذه الذبائح كما كان يفعل آدم، وهابيل، وشيث، وأخنوخ، وموسى، وهرون وداود وسائر المؤمنين قبل الصليب…

*لقد تعلمت من الله كغيرى من الأقدمين الذين جاءوا قبل ناموس موسى، الفرق بين الطاهر وغير الطاهر من البهائم والطيور، وكيف تقدم الذبائح من البهائم والطيور الطاهرة دون سواها….

*وقد أوضحت فيما صنعته بعد أن خرجت من الفلك إذ بنيت مذبحاً للرب وأخذت من كل البهائم الطاهرة،
ومن كل الطيور وأصعدت محرقات على المذبح..

*والبر أيضاً يعني الحياة المتميزة المستقيمة المنفصلة عن العالم، والمتصلة بالله،
وقد كنت بهذا المعنى، باراً لدى الله فى جيلى،
إذ لم أعش الحياة التى كان يعيشها معاصرى وأهل جيلى،
إذ انفصلت عن شرهم ومجونهم وطغيانهم واستبدادهم، وسرت مع الله….
*ولعل سيرى مع الله كان بمثابة الامتياز والوقاية والعلاج لى من السير مع العالم…

*كنت هنا أشبه بتلك الشجرة من الصفصاف التى لاحظ البستانى أنها تميل إلى جانب،
وحاول عبثاً أن يجعلها مستقيمة منتصبة، وأخيراً ادرك السر،
إذ كان هناك مجرى صغير يندفع تحت سطح الأرض، وكانت الشجرة تميل نحوه إذ هو ينبوع ريها ومصدر انتعاشها وقوتها…

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 20 : 17 - 38 ) يوم الثلاثاء

*وما أن عرف البستانى هذا، حتى سارع إلى قفل هذا الينبوع، وتحويله إلى الجانب الآخر المهمل من الشجرة، وما أسرع ما اعتدلت واستقامت بعد ذلك..

*حقا يا أولادى ليس هناك شىء يحررنا من إغراء العالم ولهوه ومتاعه ومجونه ولذاته سوى الاتصال بالله، والالتصاق به، والسير معه، والحياة والانتعاش والرى بالشركة معه..

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي