البيانات | التفاصيل |
---|---|
الإسم | أنطياكون |
التصنيفات | شخصيات الكتاب المقدس |
شخصية بحرف | أ |
سيرة أنطياكون
السيرة كما وردت في كتاب قاموس الكتاب المقدس
أنطياكون
جلس أنطيوكس أبيفانوس علي عرش سوريا من 175 – 164 ق. م. وكانت سياسته المقررة هي صبغ كل مملكته بالصبغة اليونانية، ولكن ولاء اليهود لعقيدتهم التاريخية، كان اكبر عائق أمامه. ومع ذلك فإن كثيرين من اليهود كانوا يريدون الارتداد عن عقيدتهم طلبًا للمنفعة المادية، وكان من بين هؤلاء “ياسون” أخو رئيس الكهنة الأمين “أونياس” الثالث. وقد رشا ياسون أنطيوكس بمبلغ كبير من المال ليعينه رئيسًا للكهنةً عوضًا عن أخيه، وكان هذا المنصب منذ عهد عزرا، قد أصبح منصبًا دينيًا وسياسيًا، مما جعل منه رأسًا للأمة، ووعد: إذا إذن له الملك في بناء ملعب رياضي في أورشليم “أن يربي الشباب من بني جنسه علي نمط الوثنيين”، وأن يكتتب الناس المصطبغين بالصبغة اليونانية في رعوية أنطاكية، بمعني أن يمنح كل اليهود الذين يتخذون العادات اليونانية والعقيدة اليونانية، حقوق وامتيازات المواطنين الأنطاكيين، وقد أجابه أنطيوكس إلي طلبه، فصار ياسون رأسًا للحزب اليوناني في أورشليم، وهكذا بلغ التخلق بأخلاق اليونانيين الذروة، مع التمادي في التصرفات الوثنية تحت رياسته المنحرفة، حتي إن الكهنة لم يعودوا يحرصون علي خدمة المذبح واستهانوا بالهيكل وأهملوا الذبائح والقرابين، وبادروا إلي التحالف مع اليونانيين، وعند إقامة حفل “ذبيحة هركليس”، بالارتباط مع الألعاب اليونانية، في “صور”، أرسل ياسون الخبيث رسلًا من اورشليم أنطاكي الرعوية (2 مك 4: 7 – 19) ومعهم مبلغ كبير من المال.
وقد ساند هذه الخطة لنشر الثقافة اليونانية، صدور مرسوم من أنطيوكس، يحتم توحيد العبادة في كل دائرة ملكه، وحرم الاحتفال بالأعياد اليهودية والسبوت والذبائح في الهيكل، كما حرم إجراء الختان. وقد امتد طموحه إلي الاستيلاء علي مصر، ولكن عندما فشلت حملته عليها نتيجة لمعاونة رسل روما لمصر، عاد إلي أورشلييم ليصب جام غضبه علي اليهود الذين رفضوا أن يتنكروا لإيمان آبائهم، وقد تجاوزت اضطهادات أنطيوكس لهولاء اليهود الأمناء، كل حد وفظاعة، فأحرقت كتب الناموس المقدسة التي عثروا عليها، وامتدت المحاولة لتحويل اليهود إلي الثقافة اليونانية، إلي كل بقعة وقرية نائية في فلسطين. ولقد أدي الخطر المشترك بالسامريين – سعيًا وراء الأمان – إلي نبذ كل صلة وارتباط مع اليهود، وأرسلوا سفراء ورسالة يطلبون فيها الاعتراف بانتمائهم للحزب اليوناني، وأن يسموا معبدهم علي جبل جزريم “معبد جوبيتر الإغريقي”، وقد أُجيبوا إلي طلبهم، وكان هذا بالتأكيد الانفصام النهائي للعلاقة بين الجنسين، كما يستدل علي ذلك مما جاء في إنجيل يوحنا (4: 9): “لأن اليهود لا يعاملون السامريين“.
وكان بين أولئك الذين رفضوا أن يعتبروا أنطاكيين، متياس وهو كاهن متقدم في السن من عشيرة يوياريب، فعاد مع أبنائه الخمسة إلي موطن أسلافه بين الجبال الواقعة في الشمال الغربي من أورشليم، حزنًا علي تدنيس المدينة المقدسة والهيكل، ولكن رسل أنطيوكس تعقبوه إلي هناك وأمروه بتقديم ذبائح علي مذبح للأوثان ووعدوه بامتيازات ملكية خاصة إذا هو اطاع. ولكن الكاهن لم يكتف بأنه لم يعر اهتمامًا للإغراءات البغيضة للتحول إلي اليونانية، بل في ذروة غضبه، ذبح الكاهن المرتد الذي تقدم لإطاعة الأمر كما قتل مندوب الملك وحطم المذبح البغيض.
هذا العمل البطولي أصبح فجرًا لعصر جديد، فقد هرع الشعب إلي جانب متياس واتسعت الثورة وازدادت قوة، وبعد عام من القيادة الملهمة، مات متياس الكاهن القائد الوقور بعد أن عهد لأولاده الخمسة بمهمة الدفاع عن “الناموس”، فدعوا، منذ ذلك الوقت، “بالمكابيين” نسبة إلي “يهوذا المكابي” ابنه الذي ائتمنه علي كل العمل. وقد اوقفت انتصاراتهم الحربية، عملية التحول إلي اليونانية، وهزمت الحزب اليوناني الذي كان ينتمي إليه الأنطاكيون.