«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا»
سأل يسوع تلاميذه ذات يوم :
أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!.
فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:
(متّى 16: 13، 16، 17).
-1-
«اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَط»
(يوحنا 1: 18).
حتى الملائكة لم تره، اذ يخبرنا اشعياء النبي ان الملائكة تغطي وجهها في حضرة الله. ونعلم من الكتاب المقدس ان كل المرات التي اعلن الله ذاته للبشر كانت تجليات جزئية، يصدق عليها القول
«فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ»
ولكن هذا اللغز قد حل حين جاء المسيح الى العالم حيث أعلن سر التقوى ان الله ظهر في الجسد. وقد قال لتلاميذه :
قال أحد الأتقياء:
قداسة تامة قدرة فائقة محبة كاملة كمال مطلق. وفي يقيني انه لم تزف للعالم بشرى أعظم من هذه ان الله شبيه بالمسيح. قال الرسول :
«وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِ»
-2-
«أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ»
يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»
(رؤيا 1: 8).
وكذلكم البكورية هنا تعني الشرف والكرامة والمثال الاعلى، اذ نقرأ في رسالة :
( رومية 8: 29 )
«لأَنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ٱبْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ».
وقد شهدت بذلك الكلمة الالهية في :
( مزمور 89: 27 )
«أَنَا أَيْضاً أَجْعَلُهُ بِكْراً أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ».
-3-
«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ»
(يوحنا 1: 3).
وقال الرسول:
«فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ»
(كولوسي 1: 16)
انه ذو الجلال العظيم الذي هو قبل كل شيء. هذا هو الذي رأى اشعياء مجده في الهيكل وسمع الملائكة تسبح له قائلة:
«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ»
(إشعياء 6: 3).
«فِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»
(كولوسي 1: 17)،
وقد أعلن ذلك في بيت عنيا اذ قال :
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»
(يوحنا 11: 25).
وقال أيضا :
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ، حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللهِ، وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ»
(يوحنا 5: 25).
-4-
«فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ»
(يوحنا 1: 4).
والمسيح بداءة الكنيسة وحجر الزاوية في هيكلها المقدس وكما ان الألف يبدأ حروف الهجاء، وكما ان الواحد يبدأ الأعداد هكذا بالمسيح بداءة الكنيسة. قال أحد الأتقياء:
ان العالم هو خليقة المسيح القديمة والكنيسة هي خليقة المسيح الجديدة. ولكن العالم خليقة فسدت، أما الكنيسة فخليقة طهرها المسيح بدمه وقدسها بغسل الماء بالكلمة، لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. ولهذا وجب على المؤمن ان يحفظ اناءه بقداسة وكرامة. والكلمة الإلهية تقول:
«مَنْ هُوَ مُقَدَّسٌ فَلْيَتَقَدَّسْ بَعْدُ»
-5-
«بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَرَوْنَنِي. إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ»
(يوحنا 14: 19).
نعم انه حي والكنيسة تشعر بوجوده الدائم فيها. وكل مؤمن مولود من الله يستطيع ان يدلي بشهادته عن وجود المسيح فيه. على غرار شهادة بولس حين قال:
«مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ»
(غلاطية 2: 20).
يقول الكتاب انه بعد قيامته صعد وجلس في يمين الله في السماوات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى.وأخضع كل شيء تحت قدميه واياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل. هذا هو يسوع يا اخوة، متساو في الجلال مع ابيه المتعالي فاق مجد الكروبيم. فان كنت له، ينبغي ان تجعله الأول في حياتك والسيد على قلبك هذا حقه المطلق باعتبار كونه الهك الذي كونك وأعطاك الحياة. صحيح انه لا يحتاج اليك ولكنه يحبك ويريد ان تحيا في البر وقداسة الحق. ولهذا صار جسداً لكي يرتفع على الصليب ويفتدينا بذبيحة نفسه. ويصالحنا مع الله بدم صليبه، ومن هنا صارت الكلمة الرسولية:
(2 كورنثوس 5: 19).
بدون ذبيحة المسيح كنا سنبقى في حالة البعد عن الله بلا إله ولا رجاء في العالم. قال إشعياء النبي:
«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا»
(إشعياء 53: 6).
أجل كلنا أخطأنا والخطية صيرتنا أعداء لله.
«اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيح»
كنا أعداء في الفكر في الأعمال الشريرة ولكنه قتل العداوة بالصليب فغلب قوات الشر بدم صليبه، وأعطى كل من آمن به الغلبة.كما هو مكتوب
«وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ»
أراد استاذ من مذهب اللاأدريين ان يتهكم على رجل الله سندر سنغ فسأله ماذا وجدت في المسيحية ولم يكن في دين آبائك الذي تركته؟
لقد وجدت المسيح. فقال الأستاذ متضجرا:
أنا أعرف انك تبعت المسيح ولكن ما هو المبدأ الخاص الذي وجدته ولم تكن تعرفه؟
فأجابه:
ان المبدأ الخاص الذي وجدته هو المسيح. حينئذ خجل الأستاذ وانصرف عن ذلك المؤمن المنتصر بالمسيح. انصرف ولسان حاله يقول:
قال المبشر المشهور ستانلي جونس:
* * *
أشكرك أحبك كثيراً…
الرب يسوع يحبك …
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح… آمين