لوقا 10:18-14
تكشف الصلاة حالة الإنسان الروحية الداخلية الحقيقية، واستخدمها السيد، في مثل اليوم، ليُظهر لنا بأن اختلاف أسلوب الصلاة بين كل من الفريسي و العشّار كشف التناقض بين حالتيهما الروحيتين المختلفتين. فبطريقة صلاة الفريسي أوضح لنا حالته الروحية الداخلية وكيف كان يعيش الإيمان ظاهرياً، وكيف أن هذه الطريقة في عيش الإيمان لم تودي به إلى الخلاص بل خسره “لأن كل من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع”، رغم أنه يبدو ظاهرياً أمام ذاته وأمام أعين الناس من أوائل المصلّين والمبررين إلا أنه لم يتبرر بعين الله. بينما العشّار بصلاته “اللهم ارحمني أنا الخاطئ” أوضح لنا حالته الروحية الداخلية الصحيحة فـ “نزل إلى بيته مبرراً”.
بحالتي كل من الفريسي و العشّار يمكننا التمييز بين المتخشع المتواضع وبين المتخشّع المتظاهر ويمكن أن نرى:
1- المتخشع المتواضع أمثال العشّار يفحص ذاته ويكشف كل خطاياه وأخطائه، وذلك لأنه يرى خطاياه ويعرفها. بينما الفريسي المتخشع المتظاهر يفحص ذاته كي يكشف فضائلها ويتحدّث عنها متفاخراً أمام أعين الناس والله.
2- المتخشع المتواضع يسأل رحمة الله دائماً لأنه يعرف أنه لا يستطيع بمقدرته أن يخلص إنما برحمة الله. أما المتخشع المتظاهر فهو على العكس يطلب من الله التبرير مستنداً على أعماله التي أنجزها. فهو يعتبر ذاته أنه مستحق الدخول إلى ملكوت السموات لأنه يعتقد أن أعماله ستخلّصه.
4- المتخشع المتواضع يهتم ويلاحظ ذاته فقط معتبراً أن الآخرين هم أفضل منه. على عكس المتخشع المتظاهر فهو يعتبر ذاته أفضل الناس، أما الآخرين فيعتبرهم كمادة تصلح للقمامة وسيذهبون للجحيم إذ قال الفريسي “أللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة”.
إخوتي وبنظرة نقدية للذات هل نلاحظها أنها تشبه الفريسي المتخشع المتظاهر (الفريسي) أم لا؟ وإذا كان الجواب نعم فلنتعلم من إنجيل اليوم أن نتمثّل في الصلاة والتواضع بالعشّار المتخشّع المتواضع ونتبع طريقته في الصلاة المتواضعة لأنه بذلك سننال رحمة الله، وهذه هي روحانية كنيستنا الأرثوذكسية التي يجب أن نرتكز عليها لننال الخلاص “نزل إلى بيته مبرراً”.