كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
مقدم الإجابة | الشماس بيشوي بشرى فايز, القمص تادرس يعقوب ملطي |
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الكنيسة, عقيدة |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
ماذا نعنى بالقول “كنيسة واحدة”؟
يرى أوريجينوس أن وحدة الكنيسة بنيت على أساس إيمانها الواحد وعلى نظامها وتدبيرها الواحد.
مع التنوع فى الثقافات التى تعيش فيها كنائس الشعوب المتنوعة وأثرها على بعض الطقوس مثل الأيقونات والألحاد، غير أنها تحمل مفاهيم لاهوتية وروحية واحدة. إنها مملكة المسيح الواحدة على الأرض. لقد أعلن السيد المسيح نفسه عن هذه الوحدانية بقوله: “ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغى أن آتى بتلك أيضاً فتسمع صوتى، وتكون رعية واحدة وراعِ واحد” (يو10: 16). ويؤكد هذا بقوله إنه هو “الكرمة الحقيقية” (يو15: 1). كما يقول “ليكون الجميع واحداً… كما أننا نحن واحد” (يو17: 21 – 22).
كما يقول: [تؤكل الذبيحة (حمل الفصح) بأكملها فى بيت واحد، ولا يؤخذ لحم منها إلى الخارج معنى هذا أن بيتاً واحداً ينال الخلاص فى المسيح، أى الكنيسة على مستوى العالم. هذه التى كانت غريبة عن الله، ثم صارت الآن تتمتع بأٌلفة فريدة معه. لقد قبلت رسل الرب يسوع، كما قبل بيت “راحاب الزانية”، جواسيس يشوع، فكان هو البيت الوحيد الذى خلص من دمار أريحا. لذلك، فمع تعدد بيوت العبرانيين، إلا أنها كانت تعادل بيتاً واحداً، وبنفس الطريقة، فإن الكنائس على مستوى المدينة والدولة، مهما تعددت، تؤلف كنيسة واحدة. إذ أن المسيح واحد فى جميعها، هو المسيح الكامل، غير المنقسم. لذلك، ففى كل بيت كانت الذبيحة كاملة، وغير منقسمة على بيوت عديدة. فى هذا يقول بولس: إننا جميعاً واحد فى المسيح، إذ هو “رب واحد وإيمان واحد” (أف4: 5) ([29])].
تُبنى وحدة الكنيسة أيضاً على استمراريتها فى الإيمان الذى يبدأ بالعهد القديم ويستمر فى العهد الجديد. ويلخص أوريجينوس الاستمرارية الرسولية فى الاعتراف كالآتى: [يوجد إله واحد، خلق كل الأشياء ورتبها، إله الرسل والعهدين القديم والجديد ([30])].
قدم الرسول بولس وحدة الكنيسة فى صورتين:
- أشار إلى الكنيسة جسد المسيح، بقوله: “وأما أنتم فجسد المسيح واعضاؤه أفراداً” (1كو12: 27)، “لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح” (أف4: 12)، مؤكداً الوحدة بين أعضائها بكونها الجسد المرتبط بالرأس السماوى. يقول العلامة أوريجينوس: [إن كنا جسد المسيح، وقد رتب الله الأعضاء، كل عضو فى الجسد فيهتم كل واحد بالآخر، ويتناغم مع الآخر، وعندما يتألم عضو تتألم كل الأعضاء معه، ومتى تمجد عضو تفرح الأعضاء معه، يلزمنا أن نمارس الحنو النابع من الموسيقى الإلهية، إنه متى اجتمعنا معاً فى اسم المسيح يكون فى سطنا كلمة الله، وحكمته وقوته ([31]).
- دعا الرسول الكنيسة بيت الله (1تى3: 15)، وهيكل الله (1كو3: 16)، يسكن روح الله فيها. أما الرسول بطرس فيصف المسيح بأنه الحجر الحىّ والمؤمنين بالحجارة الحيّة المبنية فى البيت الروحى (1بط3: 4 – 5).
تنعكس هذه الوحدة فى الإيمان على الوحدة فى العبادة، فالكنيسة مع انتشارها فى دول مختلفة تؤمن بمعمودية واحدة وإفخارستيا واحدة لكل هذه الكنائس المحلية. فجميع المؤمنين لهم أم واحدة حيث يُولد الكل من معمودية واحدة، ويتناولون طعاماً واحداً (جسد الربّ الواحد).
وحدة الإيمان تقدم وحدة التعليم ووحدة العبادة والتمتع بالحق الإلهى الواحد. يقول الرسول: “كى لا نكون فيما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال، بل صادقين فى المحبة ننمو فى كل شئ إلى ذاك الذى هو الرأس: المسيح، الذى منه كل الجسد مركباً معاً ومقترناً بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه فى المحبة” (أف4: 14 – 16).
[29] An ananymonus Paschal homily in the tradition of Origen; Thomas Halton, p. 87. [].
[30] Origen: De Principiis, Pr. 4. [].
[31] Commentary on Matthew 1: 14 [].