بين نبيّين و قائدين و رجلي الله
موسى يبارك يشوع قبل موته
بين قائدين ، بين نبيين ، بين عهدين ، بين رجلين اختارهما الله لقيادة شعب الرب ، هما موسى و يشوع ، حكم و عبر مشجعة و مفيدة ، تعالوا نقرأ من كلمة الله بين آخر سفر التثنية و أول سفر يشوع لنستفيد و نتعزّى بكلمة الله ، لتكون نبراسا و حصنا في أيام الشدائد
تعالوا نقرا معاً ..
بعد أن تقدم النبي موسى في السن و أحس بدنو أجله و أنّه لن يتمكن من إكمال الرحلة و دخول أرض فلسطين بعد ان قاد الشعب العبراني لأربعين عاماً في بريّة سيناء
اختار خليفة له هو النبي يشوع ..
1 فذهب موسى وكلم بهذه الكلمات جميع إسرائيل،
2 وقال لهم: “أنا اليوم ابن مئة وعشرين سنة. لا أستطيع الخروج والدخول بعد، والرب قد قال لي: لا تعبر هذا الأردن.
3 الرب إلهك هو عابر قدامك. هو يبيد هؤلاء الأمم من قدامك فترثهم. يشوع عابر قدامك، كما قال الرب.
4 ويفعل الرب بهم كما فعل بسيحون وعوج ملكي الأموريين اللذين أهلكهما، وبأرضهما.
5 فمتى دفعهم الرب أمامكم تفعلون بهم حسب كل الوصايا التي أوصيتكم بها.
6-8 تشددوا وتشجعوا. لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم، لأن الرب إلهك سائر معك. لا يهملك ولا يتركك – لا تخف ولا ترتعب” “.
القائد الناجح هو الذي يهتم بالصف الثاني من القيادة ليمتد العمل ولا يتوقف. موسى في تواضع يعترف و يعلن للشعب : “أنا اليوم ابن مئة وعشرين سنة، لا أستطيع الخروج والدخول بعد..
يعلن بأن تلميذه يشوع سيحقق للشعب ما لم يستطع هو أن يحققه هو : “الرب قد قال: لا تعبر هذا الأردن… يشوع عابر قدامك كما قال الرب” [2-3].
الله أعلن لموسى أن يشوع هو سيتابع المسيرة و يحقق الحلم بدخول أرض الميعاد ..
متى يشتهي كل قائد نجاح الغير أكثر من نجاحه هو ..
يا لها من نفسية مشجعة ..و حتى السيد المسيح قال كلام مماثل يوحنا 14 : 12 ..الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها، لأني ماض إلى أبي.
السيد المسيح يقول أن المؤمنين به سوف يقومون بأعمال أفضل و أعظم مما فعل فأي كلام بعد هذا ؟؟؟
النبي موسى يتابع في إعلانه و كلمته الوداعية أن الله هو القائد لمسيرة الفرد و الشعب
” الرب سائر أمامك، هو يكون معك، لا يهملك ولا يتركك. لا تخف ولا ترتعب ” ..
النبي موسى يشجّع الشعب بأن لا ييأسوا أو يقنطوا أو يحسّوا بالضياع لو مات ، فالقائد الحقيقي لمسيرة الشعب هو الله
***
عاش موسى 120 عامًا مثل نوح الذي كرز بالبرّ في عالم شرير. عاش 40 عامًا في قصر فرعون يتعلم حكمة المصريين (أع 7: 20، 23)، و أربعين عاماً يجول في أرض
مديان يتهيأ للرعاية والخدمة (أع 7: 29-30) ، 40 و أربعين عاماً قائدًا للشعب بتوجيه الله نفسه.
كشف لنا موسى النبي عن نظرته لمرور سني العمر في صلاته الواردة في المزمور 90. و بأنه لا يجب أن يقدّر العمر بالسنوات و طولها بل ببركة الرب. “لأن ألف سنة في
عينيك مثل يوم أمس بعدما عبر وكهزيع من الليل” (مز 90: 4)
تطلع موسى إلى سنوات عمره الثمانين الأولى بكونها تحمل قوة جسدية مع تعب وبلية. أما الأربعون سنة الأخيرة فمع شيخوخة الجسد تحمل قوة الروح، هي عطية الله له للعمل.
يقول: “أيام سنيننا هي سبعون سنة، وإن كانت مع القوة فثمانون سنة، وأفخرها تعب وبلية. لأنها تُقرض سريعًا فتطير” (مز 90: 10).
يتابع النبي موسى في خطبته الوداعية …
2 ودعا موسى جميع اسرائيل وقال لهم.انتم شاهدتم ما فعل الرب امام اعينكم في ارض مصر بفرعون وبجميع عبيده وبكل ارضه.
3 التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك وتلك الآيات والعجائب العظيمة.
4 ولكن لم يعطكم الرب قلبا لتفهموا واعينا لتبصروا وآذانا لتسمعوا الى هذا اليوم.
5 فقد سرت بكم اربعين سنة في البرية لم تبل ثيابكم عليكم ونعلك لم تبل على رجلك.
6 لم تأكلوا خبزا ولم تشربوا خمرا ولا مسكرا لكي تعلموا اني انا الرب الهكم.
7 ولما جئتم الى هذا المكان خرج سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان للقائنا للحرب فكسرناهما
8 واخذنا ارضهما واعطيناها نصيبا لرأوبين وجاد ونصف سبط منسّى.
9 فاحفظوا كلمات هذا العهد واعملوا بها لكي تفلحوا في كل ما تفعلون
من يحفظ كلام الله و وصاياه يفلح …
ثم يتابع موسى فينصح بأن يتعلم الصغار و الكبار و الغرباء الذين يعيشون بين شعب الله من كلمة الله ..
*12 اجمع الشعب، الرجال والنساء والأطفال والغريب الذي في أبوابك، لكي يسمعوا ويتعلموا أن يتقوا الرب إلهكم ويحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة.
*13 وأولادهم الذين لم يعرفوا، يسمعون ويتعلمون أن يتقوا الرب إلهكم كل الأيام التي تحيون فيها على الأرض التي أنتم عابرون الأردن إليها لكي تمتلكوها”.
و يتابع في نشيد جميل كتبه تمجيداً لله فيقول
من سفر التثنية 32 – 1 ..
– انصتي أيتها السماوات فأتكلم ، ولتسمع الأرض أقوال فمي.*- يهطل كالمطر تعليمي، ويقطر كالندى كلامي. كالطل على الكلاء، وكالوابل على العشب.
*- إني باسم الرب أنادي. أعطوا عظمة لإلهنا.
*– هو الصخر الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل. إله أمانة لا جور فيه. صديق وعادل هو.
-هم أغاروني بما ليس إلها، أغاظوني بأباطيلهم. فأنا أغيرهم بما ليس شعبا، بأمة غبية أغيظهم.
-ليس مثل الله يا يشورون * يركب السماء في معونتك، والغمام في عظمته.
-الإله القديم ملجأ، والأذرع الأبدية من تحت. فطرد من قدامك العدو وقال: أهلك.
-فيسكن إسرائيل آمنا وحده. تكون عين يعقوب إلى أرض حنطة وخمر، وسماؤه تقطر ندى.
-طوباك يا إسرائيل* ، من مثلك يا شعبا منصورا بالرب؟ ترس عونك وسيف عظمتك فيتذلل لك أعداؤك، وأنت تطأ مرتفعاتهم”.
…..
*يشورون : اسم عبري معناه [المستقيم] وهو اسم تحبب يستعمل في الشعر لشعب بني أسرائيل
*كلمة اسرائيل بالكتاب المقدس تعني شعب الله ، الملاك أطلق على يعقوب اسم اسرائيل فنوئيل ، فكل نسل يعقوب هم اسرائيل ، و لا علاقة لها بالكيان الباغي الموجود في فلسطين حالياً بشعب الله و الكيان العبري الموجود حالياً ، اسم غاب عنه المعنى ..
……..