كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية – اللاهوت الرعوي, العفة والطهارة, خدمة الشباب |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
كيف جذبت الطهارة والبراءة والعفة الوثنيين لقبول الإيمان المسيحى فى الكنيسة الأولى؟
يمتدح العلامة أثيناغوراس الطهارة كإحدى ثمار الحياة المسيحية الجليلة موضحاً الهدف الإيجابى منها، فيقول: “فى وسطنا رجال كثيرون ونساء كثيرات غير متزوجين وهما يمارسون حياة أعماق مع الله”. ووضع الشهيد Apoolloniusمن الأشراف قائمة بالفضائل للحاكم برينيس Perennis: [علمنا (يسوع) أن نترك الغضب، وأن نلجم جشعنا، ونسيطر على اللذة، وننزعه الحزن عنا، وأن نجعل ممتلكاتنا للنفع العام، وننمى الصداقة، ونزيل كل تباهِ، لا نطلب الانتقام لمن يؤذينا، ونستخف بالموت الذى يصدر بالحكم علينا، إذ نحن ضحايا الظلم – نحتمل الظلم ولا نستسلم له – نطيع الناموس الإلهى، نكرم الإمبراطور، نعبد الله الخالد وحده، نؤمن بخلود النفس والدينونة بعد الموت[71]].
جاء فى كتاب الراعى لهرماس الخطوط العريضة لقواعد الفضائل: [تولد العفة عن الإيمان، ومن الإيمان البساطة، ومن البساطة البراءة، ومن البراءة الطهارة، ومن الطهارة المعرفة، ومن المعرفة التهذيب والمحبة[72]].
يقول العلامة أوريجينوس: [قبلاً كنت تجرى نحو الهيكل (الوثنى)، الآن تجرى نحو الكنيسة. أولاً كنت تسفك دمك، الآن تحرر دماء الآخرين. كنت قبلاً تبدد ثروة الغير، الآن تعطى ممتلكاتك للآخرين، قبلاً كانت عيناك تتطلعان إلى النساء والأمور الأخرى مشتهياً بنظراتك، والآن تدع عينيك تتطلعان إلى الفقير والضعيف والبائس لتعزيتهم… لسانك الذى كان قبلاً ينطق ببذاءة الآن يبارك الله ويعلن الحق[73]].
يقول القديس باسيليوس الكبير: [نجد هنا تعليماً بأن ندهش من أجل هبات الله غير المنطوق بها فى المسيح يسوع وبخوف أعظم أن نتطهر من كل دنس الجسد والنفس[74]]. ويقول القديس أغسطينوس: [العفة الحقيقية هى التى من فوق، وهى لا تتم بنزع الخطايا بخطايا، بل بشفاء الشرور بالخير[75]]. ويقول القديس غريغوريوس النزينزى: [هذه الثلاثة أمور يطلبها الله من كل إنسان من بنى المعمودية: إيمان صحيح فى القلب، وصدق فى اللسان، وطهارة الجسد وعفته]. ويقول القديس مرقس الناسك: [نحن الذين وهبت لنا الحياة الأبدية نصنع الأعمال الصالحة لا لأجل الجزاء، بل لحفظ النقاوة التى وُهبت لنا].
يقول القديس غريغوريوس النيسى: [يظهر أنه ليس ممكناً للنفس أن تتحد بالله غير الفاسد بأية وسيلة ما لم تصر تقريباً طاهرة خلال عدم الفساد، حتى تنعم الشبه بالشبه، وتقيم نفسها كمرآة تتطلع نحو نقاوة الله، فيتشكل جمال النفس بالشركة فى الجمال الأصلى والتمتع بانعكاسه عليها[76]].
[مادمنا قابلين للتغيير فالأفضل أن نتغير إلى ما هو أفضل: “من مجد إلى مجد” (2كو3: 18). وهذا يجعلنا نتقدم دائماً نحو الكمال بالنمو اليومى، مع عدم الاكتفاء بحدود مُعينة نحو الكمال، يعنى عدم التوقف نحو ما هو أفضل، وعدم وضع أية حدود نقف عندها فى نمونا[77]].
[نحن نرى الآن العروس يقودها الكلمة إلى أعلى درجات الفضيلة، إلى علو الكمال. فى البداية يرسل لها الكلمة شعاعاً من نور من خلال شبابيك الأنبياء وكوى الوصايا. ثم يشجعها على أن تقترب من النور، وتصير جميلة بواسطة تحولها إلى صورة الحمامة فى النور. وفى هذه المرحلة تأخذ العروس من الخير قدر ما تستطيع. ثم يرفعها الكلمة لكى تشارك فى جمال أعلى لم تتذوقه من قبل. وبينما هى تتقدم تنمو رغبتها فى كل خطوة، لأن الخير غير محدود أمامها. وتشعر باستمرار مع حلول العريس معها انه قد أبتدأت صعودها للتوّ فقط. لذلك يقول الكلمة للعروس التى أقامها من النوم: “انهضى”. وإذ جاءت إليه يقول لها: “تعالى” (نش2: 10)، لأن الشخص الذى دعاها للنهوض بهذه الطريقة فى استطاعته أن يقودها إلى الارتفاع والنهوض بها إلى مستوى أعلى. الشخص الذى يجرى نحو الله ستكون أمامه مسافات طويلة. لذلك يجب علينا أن نستمر فى النهوض، ولا نتوقف أبداً عن التقرب من الله. لأنه كلما قال العريس: “انهض” و “تعال” فإنه يعطى القوة للارتفاع لما هو أفضل. لذلك لابد أن تفهم ما يأتى بعد فى النص. عندما يحفز العريس العروس الجميلة لكى تكون جميلة فهو يُذكرنا حقاً بكلمات الرسول الذى يطلب منا أن نسلك سلوكاً فاضلاً، لكى نتغير من مجد إلى مجد (2كو3: 18). وهو يعنى بكلمة “مجد” ما فهمناه وحصلنا عليه من بركة فى وقت من الأوقات، ولا يهم مقدار ما حصلنا علين من مجد وبركة وارتفاع، لأنه يعتقد أننا حصلنا على أقل مما نأمل فى الحصول إليه. ولو أنها وصلت إلى جمال الحمامة بما قد حققه إلا أن العريس يأمرها بأن تكون حمامة مرة أخرى بواسطة تحولها إلى شئ أفضل. فإذا حدث ذلك فإن النص سوف يُظهر لنا شيئاً افضل من هذا الاسم “حمامة” (نش2: 14) [78]].
[71] Acta Apoll. , 37.
[72] Hermas: Pastor, visions 8: 3, 7.
[73] In Epist. Ad Rom. , 4: 6.
[74] Concerning Baptism 2: 1.
[75] – العفة للقديس أغسطينوس، 28.
[76] Concerning Virginity 11. PG 368: 46 BC.
[77] – من مجد إلى مجد، تعريب القمص إشعياء ميخائيل، 1984، فصل 1: 2.
[78] Commentary on Song of Songs, Homily 5.