كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الخدمة الكنسية – اللاهوت الرعوي, قضايا مسيحية عامة |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
هل تهاجم الكنيسة حق الإنسان فى الملكية خاصة؟
اعتادت الكنيسة فى معالجتها للأمور أن تُقدم الجوانب الإيجابية قبل مهاجمتها، فتحث على الحب قبل مهاجمتها للكراهية والحقد والحسد. وإذ نشأت المجتمع الكنسى حثت على حياة الشركة والعطاء بسخاء ولم تهاجم حق الإنسان فى الملكية خاصة. اهتمت بطريقة استخدام المؤمنين للممتلكات فيما هو لبنيان الجماعة وسعادة الأفراد فى الرب.
يرى القديس أمبروسيوس أن كل شئ خُلق للاستخدام العام، ويحق لكل شخص أن يتمتع بخيرات الأرض. وأن الملكية الخاصة تخلق عدم مساواة[338].
فى نظر القديس أغسيطينوس، الإنسان التقى يُميز بين استخدام الشئ والتلذذ به. فستخدم ما يلزم استخدامه، ويتمتع بما يلزم التمتع به، دون الخلط بينهما، إذ يقول:
[أن نتمتع بأى شئ يعنى أن نلتصق به بقوة لأجل الشئ فى ذاته. وأما أن نستخدم شيئاً فهو أن نوظف ما نناله، لنحصل على ما نحتاج إليه، بشرط أن يكون من الائق بنا أن نحتاجه[339]].
[لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن يُلاماً بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائى بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا فى كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيباً يستخدم ناراً بطرقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبزاً به سم لتنفيذ جريمته[340]].
[إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة غير مضطربة، مُركز على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة فى عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن أناس أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا قد مُنعنا بإصرار فى العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكى ما نبلغ الكمال. لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشئ جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائياً[341].
يرى القديس أغسطينوس أنه يليق بنا أن نستخدم ما لدينا ولا ندعها تستخدمنا، أو كما يقول: “امتلك الزمنيات ولا تدعها تمتلكك”. فمن كلماته فى هذا الأمرك [يوجد فى الكنيسة الجامعة عدد ضخم من المؤمنين لا يستخدمون الخيرات الدنيوية، ويوجد آخرون يستخدمونها وكأنهم لا يستخدمونها، كما قال الرسول (1كو7: 31). هذا ظهر عندما ألزم المسيحيون على عبادة الأوثان فى وقت ما، فكم من أثرياء وأصحاب بيوت وتجار وجنود، وكم من قادة مدنيين وأشراف، من كلا الجنسين تعذبوا من أجل الإيمان والتقوى، تخلوا عن كل تلك الخيرات الباطلة الزمنية التى كانوا يستخدمونها، ولكنهم لم يُستعبدوا لها. بهذا أثبتوا لغير المؤمنين أنهم امتلكوا هذه الأشياء دون أن تمتلكهم[342]]. كما يقول: [أية راحة يُمكن لهذه (الممتلكات) أن تجلبها، عندما يكون من الأفضل ألا نحتاج إليها من ألا نتمسك بها؟ وعندما يُعذبنا الاشتياق الشديد لامتلاكها بل ويكون العذاب أعظم من الخوف بأن نفقدها بعد أن نمتلكها؟ ليس بمثل هذه الممتلكات يصير الناس صالحين، وإنما بعدما يصيرون صالحين يجعلون هذه الأشياء صالحة باستخدامها بطريقة صالحة. لذلك لا توجد راحة صادقة فى هذه الأشياء، بل بالأحرى توجد الراحة حيث توجد الحياة الحقيقية. وسعادة الإنسان تأتى بالضرورة من ذات مصدر صلاحه[343]]. [على الرغم من امتلاك (بعض) المسيحيين الأغنياء ثروات، لكنها لا تمتلكهم، لأنهم بالحق تخلوا عن العالم فى قلوبهم، ولا يلقون رجاءهم على مثل هذه الممتلكات. إنهم يستخدمون نظاماً سليماً فى تدريب زوجاتهم وأبنائهم وكل أهل بيوتهم أن يتمسكوا بالدين المسيحى، تفيض بيوتهم بكرم الضيافة… ويُقدمون خبزاً للجائعين، ويكسون العرايا، ويفتدون الأسرى، مدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكى يتمسكوا بالحياة الأبدية (1تى6: 19) [344]]. [إن أردنا أن نرجع إلى بلدنا الأصلى حيث توجد سعادتنا، يلزمنا أن نستخدم هذا العالم، لا أن نتمتع به، لكى ما نرى “أمور الله غير المنظورة مُدركة بالمصنوعات” (رو1: 20). بمعنى أننا ندرك الأبدى الروحى من خلال ما هو جسدى وقتى[345]].
[338] Expos. Evong sec Luc. 124: 7; 247.
[339] On Christian Doctrine 3: 1 – 4.
[340] On Free Choic of the will, 6: 1: 15.
[341] The way of Life of the Catholic Church, 23: 1: 42.
[342] The way of Life of the Catholic Church, 35: 1: 77.
[343] Letters, 130 to Proba, 3.
[344] Letters, 157 to Hialarius, 35.
[345] Christian Instruction, 3: 1: 4.