كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, قانون الإيمان النيقاوي, قوانين الكنيسة
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف تطور قانون الإيمان الكنسى؟ [3]

  1. إذ انطلقت الكنيسة فى عصر الرسل تكرز وتبشر العالم بالخلاص، كان لزاماً أن يعترف كل موعوظ بإيمانه جهراً فى صيغة مختصرة قبلما يتقبل العضوية فى جسد المسيح، أى قبيل عماده مباشرة. وذلك كما فعل الخصى الأثيوبى (أع8: 37) حين أعلن رغبته فى العماد معترفاً “أنا أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله“. ظهر “قانون الإيمان الكنسى” كصيغة خاصة بالمعمودية، يعترف بها طالب العماد معلناً قبوله الحق ودخوله “الحياة فى المسيح يسوع“.
  2. إذ ظهرت غنوصيات غير أرثوذكسية تنادي بالثنائية، تحتقر المادة وتشوه حقيقة التجسد الإلهى، لم يعد “قانون الإيمان” فى صورته الأولى كافياً، إنما يلزم الاعتراف بالحبل بالسيد المسيح بالروح القدس، وولادته من العذراء مريم، وتألمه فى عهد بيلاطس بنطس وموته ودفنه وصعوده (وليس كما عَلّم الغنوصيين أنه اختطف إلى السماء من على الصليب أو قبيل صلبه)، وأن الروح القدس حالّ فى الكنيسة. يظهر هذا الأثر بصورة واضحة فى قانون الإيمان للقديس هيبوليتس المستعمل فى العماد، إذ كان طالب العماد يُسأل ثلاثة أسئلة ويجيب عليها[4]: ينزل (طالب العماد) فى الماء، ويضع المُعمد يده على رأسه، قائلاً: أتؤمن بالله ضابط الكل؟ يقول الذى يُعتمد: أؤمن. عندئذ يعمده (يغطسه) واضعاً يده على رأسه. بعد ذلك يقول له: أتؤمن بيسوع المسيح ابن الله، الذى وُلد بالروح القدس من العذراء مريم، وصُلب فى عهد بيلاطس بنطس ومات وقام من الأموات فى اليوم الثالث وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب هذا الذى يأتى ليدين الأحياء والأموات؟ وإذ يقول: أؤمن، يغطسه مرة أخرى. وأيضاً يقول له: أتؤمن بالروح القدس وبالكنيسة المقدسة وقيامة الجسد؟ فيقول المُعمد: أؤمن، فيغطسه المرة الثالثة.
  3. إذ بدأت الهرطقات تنتشر لم يعد “قانون الإيمان” خاصاً بطالبى العماد فقط، إنما صارت الحاجة ملحة لاستعماله الكنسى فى العبادة الليتورجية والعبادة الخاصة. بدأت المجامع المسكونية تضع قانون الإيمان لأهداف دفاعية وتعليمية. ففى مجمع نيقية وُضع قانون الإيمان يحارب الأريوسية.
هل تبحث عن  أعياد وتذكارات ومناسبات يوم 12 شهر أبيب

فإنه وإن اقترب من قانون الإيمان الأورشليمى الخاص بالعماد قديماً، لكنه أضاف إلى الفقرة الثانية الخاصة بالسيد المسيح هذه الصيغة: “نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، واحد مع الآب فى الجوهر”. هذه الصيغة لا يستطيع الأريوسيون أن ينطقوا بها، فتفرزهم عن المؤمنين. بهذا قدم مجمع نيقية للكنيسة صيغة لاهوتية مبسطة تعلن إيمان الكنيسة، يعترف بها المسيحيون ويترنمون بها ويصلونها، وليست اختباراً لطالبى العماد فقط.

وفى المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية فى عام 381م بسبب إنكار مقدونيوس الذى كان بطريركاً للقسطنطينية ألوهية الروح القدس دون أن ينكر الوهية السيد المسيح، أضيف إلى قانون الإيمان النيقوى صيغة خاصة بالروح القدس: “الرب المحيى، المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق فى الأنبياء…” بهذا صار قانون الإيمان ملخصاً للإيمان الأرثوذكسى أكثر منه اعترافاً يردده طالبو العماد.


[4] Whitalker: Documents of the Baptismal Liturgy, p5.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي