كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية – اللاهوت الروحي, الخوف والقلق, معوقات الحياة الروحية |
آخر تحديث | 13 يناير 2022 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
2 – هل مخافة الرب تُحَطِّمّ الشعور بالثقة فى النفس؟
يُمَيّز الكتاب المقدس والتقليد الكنسى بين نوعين من المخافة. المخافة التى تحمل معنى التوقير والتكريم، والمخافة التى تحمل روح القلق والضجر والعجز.
مخافة الرب هى من النوع الأول هذه التى يتصف بها السمائيون فى علاقتهم بخالقهم. يقول القديس مار يعقوب السروجى: [الكروبيم يباركون بألحان الخوف وهم مرتعبون، ويُقَدِّس السيرافيم بالتسبيح وهم مرتجفون… لا يريد الكروب أن يتشامخ، لأنه لا يقدر أن يعرفك (يارب فى جوهرك)… السروف يُغَطِّى وجهه بجناحيه عندما يقدس، لأن النار الحية تخيفه ولا ينظر إليها. من هو كفؤ لك (يارب)؟ ومن يفهمك عندما يسبح؟ [258]].
وفى موضع آخر يقول: [يخرج المجد والبهاء المخوف من المركبة ليجمع السمائيين للمجد العظيم… يفرح الكروبيم كمن هم حاملون له، ويقدس السيرافيم وهم يتفرسون فى بلدة القدوس… يهتف الجميع لأنهم تأهلوا لنظر مكانه العالى… ببهاء نوره يتمتعون جميعهم ببركاته.] ما نادى به مار يعقوب يتناغم مع ما ورد فى مقالات القديس يوحنا الذهبى الفم عن عدم إدراك طبيعة الله “Incomprehensibility of the nature of God”. فمخافة الرب عند السمائيين تسكب عليهم بهاءً سماوياً، وتلهب حُبَّهم له، ويزدادون فى الكرامة عند السمائيين. هذا الأمر أرجو العودة إليه عند حديثنا عن الخليقة السماوية.
ما نقوله عن الطغمات السماوية إنما هو درس لنا، حيث ندرك أن مخافة الرب تعطينا ثقة فى عمل الله فينا، فنعتزّ بالتصاقنا به، ونشتهى اللقاء معه وجهاً لوجه، بل وينزع عنا كل شعور بالضعف والقلق والضجر، فنصير كمن يعيشون مع الله فى السماء. بهذا نترنم مع المرتل قائلين: “مخوف عند جميع الذين حوله” (مز89: 7). “خوف الرب نقى ثابت إلى الأبد” (مز9: 19). بهذا يبقى خوف الرب موضوع تسبيحنا فى الأبدية، واعتزازنا به مع السمائيين!
[258] – الميمر 84 على قول ربنا: “لا تحلفوا البتة” (مت5: 34).