مصباح منير الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري الفصل الأول

[pt_view id=”aa2d703e20″ tag=”مصباح منير – الأنبا بيشوي مطران دمياط و البراري” field=name]

طفولة وإعداد

“قبلما صورتك فى البطن عرفتك” (أر1: 4)

من أصل عريق :

نشأ حبيبنا وترعرع فى أسرة دمياطية عريقة النسب، حيث كان والده نيح الله نفسه -المهندس إسكندر نقولا- رجلاً كنسياً وشماساً يجيد حفظ الألحان ويتلوها بصوت شجى.

ولا عجب! فهو من عائلة قديسين وشهداء، فجدته هى ستهم بشاى التى سميت بهذا الإسم تذكاراً لعمها الشهيد مار سيدهم بشاى شهيد دمياط.

وهذه الجدة هى التى قامت بتربية المهندس إسكندر نقولا مع أخيه الأكبر المتنيح الأرخن ألفونس نقولا ذلك لأن والدته كانت قد توفيت وتركته فى سن الرابعة من عمره.

فبذرت فيهما بذار الإيمان ومحبة الكنيسة حتى أنهما رُسما شماسين فى طفولتهما.

ونشأ المهندس إسكندر نقولا إنساناً ناجحاً إجتماعياً ومدنياً وكنسياً. وليس المجال هنا للحديث عنه فى سيرته العطرة وجل أعماله…

غير أنه قد خرج من صلبه الذى كان عتيداً أن يرعى إيبارشية مهمة فى كنيسة المسيح، بل وإستخدمه الله فى مهام كثيرة فى الكنيسة الجامعة.

ولادة الطفل فى المنصورة :

كان والده يعمل مهندساً بمدينة المنصورة فترة من الزمن، حيث سكن هناك بحى تورييل.

وفى يوم 19/7/1942م ولد الطفل مكرم وسُجِّل بالسجل المدنى هناك، هذا رغم أن والده كان دمياطياً أصيلاً ووالدته من أسرة صعيدية من محافظة المنيا.

ولم يلبث قليلاً حتى نُقل الوالد إلى مدينة بورسعيد كمساعد مدير أعمال فى الإسكان… فعاش الطفل فترة صباه هناك فى بورسعيد حتى عام 1946م. حيث أصيب الوالد بمرض مفاجئ وتوفى على أثره فى 6 أغسطس من هذه السنة عينها، تاركاً الطفل فى الرابعة من عمره.

الذين سبق فعرفهم … عينهم :

ياللتدبير الإلهى الذى يفوق العقل، حكمة الله السامية التى تعلو الأفهام!

هل تبحث عن  تأمل فى المزمور الرابع عشر ...... قال الجاهل في قلبه: " لا يوجد إله "

فقد سمح الله أن يتعرَّض الطفل لفقدان الأب فى طفولته، ليصير الله نفسه أباً له، شأنه فى ذلك شأن كثيرين من العظماء والقادة الروحيين فى مختلف العصور!

وبالفعل كان لهذا أكبر الأثر فى حياته وخدمته فيما بعد، وأبوته الحانية على الآخرين …

فقد إهتم به على أثر ذلك كثيرين من الشخصيات العظيمة والمباركة التى كان لها أثر كبير فى حياته نذكر منهم:

1- إهتم به عمه الأرخن ألفونس نقولا :

ومن العجيب أن والده المهندس إسكندر نقولا وهو يحتضر قبل نياحته قال لأخيه ألفونس نقولا: “إن حكمة الله عظيمة أن يجعلك بلا أولاد منك، لكى يكون أولادى لك لترعاهم من بعدى”.

وكان المتنيح الأستاذ ألفونس من أعاظم الشخصيات الدمياطية مدنياً وروحياً، وكان يدير أوقاف الكنائس بدمياط، وكان عميد الأقباط فى زمانة.

وصار للطفل بمثابة الأب الحنون والمحب له، والمهتم بأموره حتى إلى وقت تخرّجه من كلية الهندسة بالأسكندرية، وكان يتابعه بالرعاية والخطابات… ونذكر أن قال له الطفل هذه العبارة التى لا تنسى بعد فقد والده: “بابا مات ياعمى، مش إنت تبقى بابا”.

وكان الطفل يحضر بإستمرار إلى منزل عمه فى الأجازات، كما كان يقضى فترات الصيف فى رأس البر فى عشة عمه.

2- إهتمت به أيضاً خالته البتولة كاترين:

عاشت هذه القديسة طيلة حياتها بتولاً، وإهتمت به، وكانت تعتبره كإبن لها، وكان أحب شخصية إلى قلبها، ظلت تهتم به حتى فترة ذهابه إلى الأسكندرية، ودخوله الجامعة، فكانت تقيم معه وتهتم بخدمته، وربما هو أحب فيها بتوليتها. وتأثر بها فى حياته.

3- تأثر بأبينا المتنيح القمص بطرس عوض

وكان كاهناً بكنيسة السيدة العذراء ببورسعيد وقد رأى فيه الأبوة فى فترة صبوته وكان له بمثابة أب إعتراف فى هذه الفترة.

هل تبحث عن  إبصالة آدام لـ شهادة القديسين أباكير ويوحنا وإبطولما وفيلبي، 14 بؤونة

بين القاهرة وبورسعيد :

إنتقلت الأسرة بعد نياحة عميدها لتعش فى القاهرة … فى بيت العائلة. وهناك دخل الطفل مدرسة الروضة (حضانة قصر الدوبارة) وذلك فى سن مبكرة، وبقرار إستثنائى من وزير المعارف، الذى عرف ظروف وفاة والده، وأصدر أمراً بقبوله وتعليمه على نفقة الدولة.

وقضى الطفل كل سنوات الروضة والدراسة الإبتدائية بالقاهرة، وأخيراً رجعت الأسرة مرة ثانية إلى بورسعيد فى سنة 1952م، حيث حصل الطفل على الشهادة الإبتدائية فى عام 1953م.

بعدها تغيَّر نظام التعليم فأُدخل فيه نظام الشهادة الإعدادية، فحصل الصبى على الشهادة الإعدادية فى 1955.

التفوق الدراسى للصبى :

كان الصبى ذكياً جداً سريع البديهة، متفوقاً فى دراسته وتميَّز بالذاكرة القوية والتركيز الشديد والدقة المتناهية، وبعض هذه الصفات كانت وراثية ومكتسبة من الأسرة فكان كل أعمامه مهندسين عباقرة وأساتذة محاميين.

ولم يتخلف فى أى سنة من سنوات الدراسة حيث إلتحق بالدراسة الثانوية فى بورسعيد سنة 1956م، ورغم توقف الدراسة هناك نحو ثلاثة أشهر بسبب العدوان الثلاثى على المدينة، إلا أنه أكمل دراسته بعد ذلك بنجاح وحصل على الثانوية العامة فى 1958م بتفوق مما مكَّنه أن يلتحق بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي