اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ سفر أخبار الأيام الأول القمص تادرس يعقوب ملطي

اَلأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ

انشغال داود بهيكل الرب حتى في حروبه.

تكشف تصرُّفات داود عن مدى انشغاله ببناء الهيكل، ففي كل حروبه كان ما يشغله ما يستولى عليه من ذهبٍ وفضةٍ يحجزه بالكامل لبناء الهيكل، وأيضًا ما يُقَدِّمه له الملوك كهدايا وجزية له. إن ما يشغله التمتُّع بالحضرة الإلهية بكل وسيلة. تفكيره الدائم: “إن كنت لا أستطيع أن أبني هيكل الرب، فلا أقل من أن أساعد ابني في ذلك”.

مع كل معركة كان الرصيد المُعَد لبناء الهيكل يتزايد أكثر فأكثر. وهكذا في كل تجربةٍ نصارع فيها بنعمة الله، ننعم مع النصرة على قوات الظلمة على رصيدٍ جديدٍ لحساب ملكوت الله فينا!

مع إعفاء الكهنة من تأدية الواجب العسكري للتفرُّغ للخدمة، نرى أن بنايا بن يهوياداع [16] الكاهن (1 أي 27: 5)، سلك في الجندية، وصار أحد رجال البأس المُجاهِدين، وكان حارسًا لداود شخصيًا. صار قائدًا في الجيش. قتل أسدًا في وسط جب في يوم ثلجي (2 صم 23: 20).

جاءت الأحداث الواردة في الأصحاحات 18 – 20 تاريخيًا بعد أن صار ملكًا (ص 12) وقبل إحضار التابوت إلى أورشليم (12 – 17).

1. هزيمة الفلسطينيين 1.

2. هزيمة الموآبيين 2.

3. هزيمة السريان (الأراميين) 3 – 10.

4. هزيمة الأدوميين وتقديس الغنائم للرب 11 – 12.

5. إقامة محافظين في أدوم 13.

6. اهتمام داود بالقضاء 14.

7. تعيينات في الجيش والأعمال الحكومية 15.

8. تعيينات في خدمة الهيكل 16 – 17.

العدد 1

1. هزيمة الفلسطينيين

وَبَعْدَ ذَلِكَ ضَرَبَ دَاوُدُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَذَلَّلَهُمْ،.

وَأَخَذَ جَتَّ وَقُرَاهَا مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. [1].

تَمتَّع داود بنصراته المستمرة منذ أن بدأ وهو شاب معركته مع جليات الجبار الفلسطيني، لأن الرب يعينه أينما ذهب.

يرى كثير من الآباء أن محاربة داود للأمم الوثنية، ونصرته عليهم تشير إلى عمل السيد المسيح كقائد المعركة الروحية ضد إبليس وملائكته لكي يُحَرِّرنا من عبوديتنا له وللخطية.

  • جاء المسيح، داود الحقيقي، لكي يرفع الجنس البشري من وادي الخطايا والدموع. لقد وقف في وادٍ يواجه الفلسطينيين (1 صم 17: 19 – 20). كانوا في وادٍ، لأن ثقل خطاياهم ضغطتهم إلى أسفل. على أي الأحوال، كان (الإسرائيليون) واقفين لكنهم لم يجسروا أن يحاربوا خصومهم.

لماذا لم يجسروا على فعل هذا؟ لأن داود رمز المسيح لم يكن بعد قد وصل.

إن هذا حق أيها الإخوة الأحباء. من كان قادرًا أن يحارب ضد إبليس قبل أن يُحَرِّر المسيح، ربنا، الجنس البشري من سلطانه؟ الآن فإن كلمة داود تُترجَم “قوي بيده”، ومن هو أقوى أيها الإخوة من ذاك الذي غلب العالم كله، متسلِّحًا بالصليب وليس بسيفٍ؟ [259].

الأب قيصريوس أسقف آرل.

نصرته على الفلسطينيين [1]. سبق الحديث عنها في (14: 9 – 16).

نصرته على الموآبيين [2]. التي صورها بصورة أقل مما وردت في (1 صم 22: 3).

تحرَّك نحو الشمال، وغلب أهل صوبة [3] والسوريين [5].

خضعت كل هذه الأمم تحت سلطانه، فملك داود حتى نهر الفرات.

العدد 2

2. هزيمة الموآبيين

وَضَرَبَ مُوآبَ،.

فَصَارَ الْمُوآبِيُّونَ عَبِيدًا لِدَاوُدَ يُقَدِّمُونَ هَدَايَا. [2].

سَجَّل لنا سفر صموئيل الثاني (8: 1 – 2) أن داود قتل ثلثي الموآبيين، وقد كانت جدَّته راعوث موآبية.

  • يليق بنا أن نتحقق أن تلك الحروب هي وصف رمزي لنصرات الرب المُخَلِّص، إذ غلب في العالم كله الوثنية وعدم الإيمان. إنها كلماتهم التي ينطق بها المزمور (60)، إذ بالحق أزال الخزعبلات القديمة التي لهم ليتأهلوا إلى التغيير بواسطة نعمة الإنسان الجديد[260].
هل تبحث عن  نينوى

الأب كاسيدورس.

  • في سفر الملوك الثاني (صموئيل الثاني) حيث هزم داود الموآبيين، يُسَجِّل لنا الكتاب المقدس قياس خطين منفصلين، واحد للحياة وآخر للموت (2 صم 8: 2 LXX) معنى ترك بعض الموآبيين أحياء، والآخرين ماتوا يُوَضِّح بواسطة قصة عُرفة وراعوث. عُرفة التي رجعت ثانية إلى الوثنية وإلى مدينتها القديمة قد عُينت للموت. وأما راعوث التي تَبعتْ حماتها، والتي اسمها يعني “نُعمى (مبتهجة)”، فتقول “شعبك شعبي، وإلهكِ إلهي” (را 1: 16) [261].

القديس جيروم.

الأعداد 3-10

3. هزيمة السريان

وَضَرَبَ دَاوُدُ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكَ صُوبَةَ فِي حَمَاةَ،.

حِينَ ذَهَبَ لِيُقِيمَ سُلْطَتَهُ عِنْدَ نَهْرِ الْفُرَاتِ، [3].

هدَدْ عزر: هذا الاسم مشتق من الكلمة “هدَدْ” وهو اسم إله سرياني، وقد صار في وقت ما اللقب الخاص بحُكَّام هذه المملكة، مثل “فرعون” لملوك مصر.

صوبة: بالقرب من دمشق في الشمال الشرقي منها؛ يرى البعض أنها كانت قبلاً تُدعَى “حوبة” (تك 14: 15). كانت عاصمة المملكة التي كانت تسود على منطقة سوريا.

لقد أراد داود أن يُثَبِّت مملكته ويمتد بها نحو الفرات حسب الوعد الإلهي (تك 15: 18؛ عد 24: 17) [262].

وَأَخَذَ دَاوُدُ مِنْهُ أَلْفَ مَرْكَبَةٍ وَسَبْعَةَ آلاَفِ فَارِسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ،.

وَعَرْقَبَ دَاوُدُ كُلَّ خَيْلِ الْمَرْكَبَاتِ،.

وَأَبْقَى مِنْهَا مِئَةَ مَرْكَبَةٍ. [4].

جاء في سفر التثنية (17: 16) عن الملك “لا يكثر له الخيل”، لئلا يسقط في الكبرياء، أو يدخل في منافسة مع الملوك المُحيطِين به من جهة علامات الأبَّهة والعظمة. لهذا يبدو أن داود احتفظ بالمئة مركبة علامة نصرته على هدّدْ عزر ثم يقوم بعد ذلك بإبادتها كبقية خيل المركبات. هذا وينتقد البعض داود أنه كما أخطأ في تعدُّد الزوجات (14: 3)، فهو يخطئ هنا بكثرة الخيل.

فَجَاءَ أَرَامُ دِمَشْقَ لِنَجْدَةِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ،.

فَضَرَبَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. [5].

وَجَعَلَ دَاوُدُ مُحَافِظِينَ فِي أَرَامَ دِمَشْقَ،.

وَصَارَ الأَرَامِيُّونَ لِدَاوُدَ عَبِيدًا يُقَدِّمُونَ هَدَايَا.

وَكَانَ الرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ. [6].

وَأَخَذَ دَاوُدُ أَتْرَاسَ الذَّهَبِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَبِيدِ هَدَدَ عَزَرَ،.

وَأَتَى بِهَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. [7].

كرَّس داود كل المواد الذهبية والفضية والنحاسية للرب، استخدمها ابنه سليمان فيما بعد في بناء الهيكل.

وَمِنْ طَبْحَةَ وَخُونَ مَدِينَتَيْ هَدَدَ عَزَرَ أَخَذَ دَاوُدُ نُحَاساً كَثِيرًا جِدًّا،.

صَنَعَ مِنْهُ سُلَيْمَانُ بَحْرَ النُّحَاسِ وَالأَعْمِدَةَ وَآنِيَةَ النُّحَاسِ. [8].

طبحة وخون: لا يُعرَف موقع هاتين المدينتين، ولا العلاقة بينهما. وقد جاء في النص العربي القديم اسمهما أميسا Amesa (حاليًّا حمص) وبعلبك.

اهتم الكاتب بإبراز أن داود أخد نحاسًا كثيرًا جدًا، وصنع منه سليمان بحر النحاس والأعمدة وآنية النحاس[263].

وَسَمِعَ تُوعُو مَلِكُ حَمَاةَ،.

أَنَّ دَاوُدَ قَدْ ضَرَبَ كُلَّ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ مَلِكِ صُوبَةَ، [9].

كانت مملكة توعو على حدود مملكة هدَد عزر (راجع 2 صم 8: 8 – 9).

فَأَرْسَلَ هَدُورَامَ ابْنَهُ إِلَى الْمَلِكِ دَاوُدَ لِيَسْأَلَ عَنْ سَلاَمَتِهِ وَيُبَارِكَهُ،.

لأَنَّهُ حَارَبَ هَدَدَ عَزَرَ وَضَرَبَهُ. (لأَنَّ هَدَدَ عَزَرَ كَانَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ تُوعُوَ).

وَبِيَدِهِ جَمِيعُ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ. [10].

1. من مصلحتنا أن يكون أصدقاؤنا من الذين يَتمتَّعون بالحضرة الإلهية، فملك حماة عندما سمع عن عظمة نجاح داود، أرسل ليهنئه ويرتضي وجهه بهدية قيمة [9 – 10].

هل تبحث عن  قراءة كلمة الله

إنه ليس من المنفعة أن يعارض أحد ابن داود، لذلك “قبلوا الابن لئلا يغضب” (مز 2: 12). فليَتعلَّم ويطلب الحكمة ملوك وقضاة الأرض وكذلك الوضعاء. الهدايا التي يجب أن نأتي بها إلى الله ليست آنية ذهب وفضة، فهذه تليق بمن ليس له شيء يُؤتَى به إليه، بل نُقَدِّم له قلوبنا وحُبَّنا الخالص كما أنفسنا ذبيحة حية.

2. البَرَكة التي يجزلها الله لنا يجب أن نكرمه منها، فهدايا أصدقائه كما غنائم أعدائه “قدسها داود لله” [11]، أيّ حفظها لبناء وتزيين الهيكل، ونحن يجب أن نُقَدِّس لله ونستخدم لمجد اسمه كل ما هو حق وثمين لدينا: “لتكن تجارتنا وأجرتنا قدسًا للرب” (إش 23: 18).

3. الذين يصطحبون الله معهم حيثما يذهبون، يتوقعوا أن يَنجحوا ويُحفظوا حيثما يتوجهون، فقد قيل سابقًا [6] ويُعَاد هنا أيضًا [13] “وكان الرب يُخَلِّص داود حيثما تَوَجَّه”، فعيَّن الله دائمًا على من أعينهم مُتَّجِهة دائمًا إليه.

4. يعطي الله القوة للناس ليس لكي يظهروا بها كعظماء، بل ليعملوا بها الخير، فداود عندما ملك على كل إسرائيل صنع حكمًا وعدًلا بين شعبه، وهكذا استجاب لنتيجة ارتفاعه، فلم يكن مُرَكِّزًا على انتصاراته بالخارج حتى ينسى أن يصنع عدلاً بالداخل، وبذلك فهو خدم الملك الإلهي، والله “الجالس على العرش قاضيًا عادلاً”، فكان رمزًا بارزًا للمسيا، “الذي قضيب استقامة هو قضيب ملكه”.

الأعداد 11-12

4. هزيمة الأدوميين وتقديس الغنائم للرب

هَذِهِ أَيْضًا قَدَّسَهَا الْمَلِكُ دَاوُدُ لِلرَّبِّ،.

مَعَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ:

مِنْ أَدُومَ وَمِنْ مُوآبَ وَمِنْ بَنِي عَمُّونَ وَمِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ عَمَالِيقَ. [11].

كانت الأمم تُقَدِّم جزية لإسرائيل لتفوقها على الأمم ولقوة سلطانها.

خَصَّص داود الهدايا التي أرسلها إليه توعو ملك حماة، وأيضًا ما استولى عليه من ذهب وفضة كغنائم من الأمم لله، بكونه هو مصدر كل شيءٍ، ويجب أن يُستخدَم كل شيء لأجله.

هكذا يليق بالمؤمن أن يُكَرِّس قلبه ومواهبه وموارده لله ولمجده.

وَأَبْشَايُ ابْنُ صَرُويَةَ ضَرَبَ مِنْ أَدُومَ فِي وَادِي الْمِلْحِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفاً. [12].

اتَّجَه داود نحو الجنوب وغلب الأدوميين، واحتل خليج العقبة الذي يفتح على البحر الأحمر وما وراءه. استخدمه سليمان فيما بعد ذلك في القيام بعلاقات تجارية.

نُسِبَ الثمانية عشر ألفًا الذين قتلهم أبشاي لداود (2 صم 8: 13).

العدد 13

5. إقامة محافظين في أدوم

وَجَعَلَ فِي أَدُومَ مُحَافِظِينَ،.

فَصَارَ جَمِيعُ الأَدُومِيِّينَ عَبِيداً لِدَاوُدَ.

وَكَانَ الرَّبُّ يُخَلِّصُ دَاوُدَ حَيْثُمَا تَوَجَّهَ. [13].

كان الرب يهب النصرة لداود أينما تَوَجَّه. كان داود يشعر أن الله هو مصدر نُصرَاتِه المتوالية، ولا ينسبها لمهارته وخبرته وإمكانياته الذاتية.

العدد 14

6. اهتمام داود بالقضاء

وَمَلَكَ دَاوُدُ عَلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ،.

وَكَانَ يُجْرِي قَضَاءً وَعَدْلاً لِكُلِّ شَعْبِهِ. [14].

أما عن اهتمامه بالعدالة، فكان داود الملك رئيسًا للعدالة. فتحقيق العدالة كانت مسئولية الملك (1 مل 3: 16 – 28؛ إش 11: 4؛ مز72).

كانت رسالته كملكٍ “يجري قضاءً وعدلاً لكل شعبه”.

شعر الأعداء بغضب داود، أما شعبه فتمتَّعوا ببرِّه وتقواه وعدله. لم يكن داود قائدًا شجاعًا وصالحًا فحسب، وإنما كان مُدبِّرًا ومنظِّمًا حكيمًا.

العدد 15

7. تعيينات في الجيش والأعمال الحكومية

وَكَانَ يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ عَلَى الْجَيْشِ،.

هل تبحث عن  المِغْزَل

وَيَهُوشَافَاطُ بْنُ أَخِيلُودَ مُسَجِّلاً، [15].

قائمة العاملين معه الواردة هنا تطابق ما ورد في (2 صم 8: 16 – 18).

كان الرجل الثاني بعد الملك مباشرة يوآب رئيس الجيش الذي يدخل في معارك لأجل المملكة. بجانب قيادته للجيش كان رئيس الحرس الشخصي للملك. فقد كانت حراسة الملك غاية في الأهمية كتكلفة للشهرة التي نالها.

يرى بعض الدارسين أن داود الملك أقام مُسَجِّلاً على نظام مصر، يُسَجِّل الأحداث الخاصة بالدولة.

“المُسَجِّل”: غالبًا ما أخذ داود هذا النظام عن مصر، وهو أشبه بمتكلمٍ رسمي عن القصر الملكي كما ورد في سجلات مصرية كثيرة، وهو يقارب حاليًا رئيس التشريفات.

الأعداد 16-17

8. تعيينات في خدمة الهيكل

وَصَادُوقُ بْنُ أَخِيطُوبَ وَأَبِيمَالِكُ بْنُ أَبِيَاثَارَ كَاهِنَيْنِ،.

وَشَوْشَا كَاتِباً [16].

كان شوشا Shousha السكرتير الملكي، سكرتير الملك الخاص، وسكرتير الدولة العام، ويُمَثِّل سكرتير الدولة حاليًا. وهو مسئول عن كل المراسلات وعن إيرادات الهيكل، له دوره الهام في الشئون العامة للدولة.

أما ذكر الكاهنيْن مع هذه الشخصيات القيادية العليا في شئون الدولة، فيكشف عن الارتباط القوي بين شئون الدولة والحياة الدينية للشعب.

وَبَنَايَا بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ،.

وَبَنُو دَاوُدَ الأَوَّلِينَ بَيْنَ يَدَيِ الْمَلِكِ. [17].

الأرجح أن الجلادين والسعاة كانوا جماعة من الجنود الغرباء، انضموا إلى داود أثناء هروبه من وجه شاول، وظلوا موالين له طوال مدة حكمه (2 صم 15: 17 – 18)، وأصبحوا جزءًا من حرسه الخاص.

يذكر في هذه القائمة الخاصة بالقادة العسكريين والمدنيين والدينيين أبناء داود الأولين؛ في (2 صم 8: 18) يذكرهم ككهنة، أما هنا فيذكرهم كرؤساءٍ وقادةٍ في خدمة الملك، إذ صار الكهنة من اللاويين.

جاء في (2 صم 8: 18) “بنو داود كانوا كهنة”، لا لممارسة العمل الكهنوتي مثل تقديم الذبائح، وإنما لممارستهم بعض الأعمال الإدارية للهيكل. وقد أوضح ذلك سفر أخبار الأيام الأول إذ قيل إن بني داود كانوا رؤساء مسئولين في خدمة الملك “.

من وحي 1 أي 18.

من يدك النصرة والنجاح.

  • مع ما اتَّسم به داود من شجاعة منذ صباه،.

أدرك أن سرَّ شجاعته هو التصاقه بك.

في كل معاركه لا يتحرَّك بدونك.

يختفي فيك، فينعم بالنصرة.

هَبْ لي في معركتي الدائمة مع إبليس،.

ألا أعتمد على نصرات ماضية.

أنت هو سرُّ القداسة والطهارة والنصرة.

نعمتك هي سَنَدِي،.

وحضورك في أعماقي هو سرُّ بنياني الدائم.

  • هَبْ لي مع الاتكال عليك أن أحرص على النمو الدائم بك.

لم تشغل داود نصراته على الأمم المحيطة،.

عن الاهتمام والقضاء بالعدل لكل شعبه.

هب لي ألا تشغلني نصرتي على بعض الخطايا،.

عن الاهتمام بتسليم كل حياتي لك.

لأستتر ببرِّك وأتمسَّك بوصاياك.

  • نصراته لم تشغله عن التدابير الصالحة،.

في جيشه وأعمال الدولة.

لألتصق بك وأتمتع بالحكمة والمشورة الصالحة.

فيكون كل ما في داخلي تحت تدبير لائق ببنيك.

لك المجد يا واهب النصرة والحكمة والمشورة.

لك المجد يا من تهتم بكل ما في داخلي وما في خارجي.

أنت هو القائد الحقيقي لكل حياتي.


[259] Sermon 121: 5.

[260] Cassidorus: Exposition of the Psalms, 59: 1 – 2 (60: 1 – 2).

[261] Homilies on the Psalms 61 (Ps 51).

[262] Cf. Jamieson, Fausset, and Brown Commentary, Electronic Database.

[263] Cf. Jamieson, Fausset, and Brown Commentary, Electronic Database.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي