الأصحاح الخامس تفسير إنجيل لوقا القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس

بداية إختيار السيد لتلاميذه.

الأعداد 1-11

الآيات (لو1: 5 – 11): –

“1 وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ وَاقِفًا عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. 2فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ الْبُحَيْرَةِ، وَالصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا الشِّبَاكَ. 3فَدَخَلَ إِحْدَى السَّفِينَتَيْنِ الَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ السَّفِينَةِ. 4 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». 5فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئًا. وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ». 6 وَلَمَّا فَعَلُوا ذلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكًا كَثِيرًا جِدًّا، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. 7فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ. 8فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ! ». 9إِذِ اعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ الَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ السَّمَكِ الَّذِي أَخَذُوهُ. 10 وَكَذلِكَ أَيْضًا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبَدِي اللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَتَخَفْ! مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ! » 11 وَلَمَّا جَاءُوا بِالسَّفِينَتَيْنِ إِلَى الْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ.”.

ما ورد فى إنجيلى متى ومرقس عن إختيار التلاميذ.

الآيات (مت18: 4 – 22): -.

“18 وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 19فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». 20فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. 21ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. 22فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ.”.

المسيح لا يستخدم قوى سحرية لجذب الناس، بل أننا نفهم أنه قضى يوماً تقريباً فى إقناع يوحنا وأندراوس بعد أن شهد المعمدان لهما بأن يسوع هو المسيا (يو 35: 1 – 42). ويوحنا وأندراوس أقنعا أخويهما بطرس ويعقوب فأتيا للمسيح فأقنعهم أولاً (إر 7: 20) وبعد هذا دعاهم هنا. فطريقة الله هى الإقناع وليس الإجبار. والمسيح إختار صيادين بسطاء ليحولهم إلى صيادين للناس، ولم يختار حكماء وفلاسفة، حتى تظهر قوته الإلهية العاملة فيهم (1كو 17: 1 – 31).

بحر الجليل = هو بحيرة عذبة طولها 13 ميلاً، وهى شرق مقاطعة الجليل يصب فيها نهر الأردن الآتى من الشمال ثم تذهب المياه بعد ذلك إلى البحر الميت. وتسمى بحيرة جنيسارت وأيضاً بحر طبرية، وهذا الإسم أطلقوه عليها إكراماً لطيباريوس قيصر.

ملحوظة: إختار الله فى العهد القديم رعاة غنم ليرعوا شعبه كموسى وداود وغيرهم، لأن فى العهد القديم، كان الشعب اليهودى هو شعب الله، والله هو راعيهم الأعظم، وأرسل لهم الله رعاة يرعون شعبه الذى كان داخل حظيرة الإيمان فعلاً، أمّا فى العهد الجديد فإختار الله صيادين ليصطادوا الأمم الذين كانوا غارقين فى بحر هذا العالم (لو5: 10). والمسيح إختار صيادين بسطاء من الجليل المحتقر ليعمل بهم، فيكون المجد لله لا للبشر.

تركا الشباك. تركا السفينة = تركا مصدر رزقهم وأطاعا. لذلك كانوا رسلاً جبابرة. والسامرية تركت جرتها، وإبراهيم ترك أور. وماذا تركنا نحن؟

الآيات (مر14: 1 – 20): -.

“14 وَبَعْدَمَا أُسْلِمَ يُوحَنَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللهِ 15 وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ». 16 وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ سِمْعَانَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. 17فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا تَصِيرَانِ صَيَّادَيِ النَّاسِ». 18فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ. 19ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ قَلِيلاً فَرَأَى يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ، وَهُمَا فِي السَّفِينَةِ يُصْلِحَانِ الشِّبَاكَ. 20فَدَعَاهُمَا لِلْوَقْتِ. فَتَرَكَا أَبَاهُمَا زَبْدِي فِي السَّفِينَةِ مَعَ الأَجْرَى وَذَهَبَا وَرَاءَهُ.”.

نجد هنا نفس قصة دعوة التلاميذ، وتركهم سفنهم ومهنتهم وأنهم تبعوا يسوع فوراً. وتفسير هذه الإستجابة الفورية، هو سابق إقتناعهم بالمسيح كما قلنا سابقاً.

وفى آية 14: – قد كمل الزمان = فالنبوات حددت زمان مجئ المسيح (دا 9).

بحر الجليل = هو بحيرة طبرية، ويسمى أيضا بحيرة جنيسارت.

أمّا القديس لوقا فأورد بعض التفصيلات الأخرى عن هذا اللقاء بين السيد المسيح وتلاميذه، إذ دعاهم وهم بجانب سفنهم وشباكهم. وهنا نجد أن المسيح قد أظهر سلطانه أمام تلاميذه فى معجزة صيد السمك الكثير، وبهذا نفهم سببا آخر لماذا تبع التلاميذ يسوع فوراً إذ دعاهم. إذاً لنلاحظ أسباب إستجابة التلاميذ لدعوة المسيح لهم: -.

شهادة يوحنا المعمدان له، والمعمدان كان المعلم الأول لهم قبل المسيح.

حوار يسوع معهم لمدة يوم كامل يو 35: 1 – 42.

معجزات الشفاء التى أجراها المسيح أمامهم مت 24: 4.

تعاليم المسيح للجموع من سفينة سمعان لو 3: 5.

معجزة صيد السمك الكثير لو 6: 5 – 7 جعلتهم يطمئنون لتدبير الله لإحتياجاتهم المادية.

ونلاحظ أن آخر لقاء للمسيح حدثت فيه نفس القصة، أى معجزة صيد سمك كثير (يو 1: 21 – 14).. وبمقارنة المعجزتين نجد الآتي.

المعجزة الأولى كانت فى سفينتين والأخيرة كانت فى سفينة واحدة فالمسيح أتى ليجعل الإثنين واحداً (اليهود والأمم أو السمائيين والأرضيين بحسب فكر كنيستنا أو أي إثنين منشقين على بعضهما).

فى المعجزة الأولى أمرهم بطرح الشباك ولم يحدد الجهة. وفى الأخيرة طلب السيد إلقاء الشباك على الجانب الأيمن. وفى الأولى لم يذكر عدد السمك وفى الثانية ذُكرَ عدد السمك (153 سمكة) لأن الأولى تشير لكل الداخلين للإيمان وهم كثيرين، أماّ الثانية فتشير للقطيع الصغير أى الذين سيخلصون وهؤلاء معروفين واحداً فواحداً وهم على الجانب الأيمن (الخراف على الجانب الأيمن، أماّ الجداء فهم على الجانب الأيسر): فالدعوة موجهة للجميع لكن قليلين هم الذين يخلصون.

فى الأولى صارت الشبكة تتمزق فيهرب منها السمك الصغير (رمز لمن إيمانهم ضعيف). وفى الثانية لم تتمزق الشبكة وكان السمك من كبار السمك (يو 11: 21) رمز لمن إيمانهم ثابت ناضج فهؤلاء لا يتركون الكنيسة مهما حدث من تجارب، فالشبكة رمز للكنيسة، ومن يترك الكنيسة يغرق فى بحر هذا العالم حتى أخذتا فى الغرق = بسبب هؤلاء الذين إيمانهم قليل. ولكن نشكر الله فالكنيسة يحفظها المسيح.

فى الثانية طلب السيد المسيح من التلاميذ أن يعطوه السمك الذى إصطادوه، فالمؤمنين هم للمسيح وليس للكارزين أو للخدام. أما السيد فأعطاهم من عنده سمكاً مشوياً وخبز، أى أن المسيح متكفل بإعالة خدامه ليصطادوا هم لهُ المؤمنين، ويكون المؤمنين للمسيح. (راجع تفسير نش8: 11، 12).

تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً = بعد هذا مباشرة نجد يسوع يستخدم هذه السفن كمنبر للتعليم (تأمل: – لو كان التلاميذ لم تقابلهم ليلة فشل فى رزقهم لما كانوا قد نالوا كل هذه البركات الروحية، أى لو كانت السفن قد إمتلأت سمكاً هذه الليلة ما كانوا قد إقتنعوا بأن يتركوا مصدر رزقهم ويتبعوا يسوع، وما كان يسوع يستطيع أن يدخل سفنهم ليستخدمها للكرازة) ولكن بعد هذا نرى أن السفن قد إمتلأت سمكاً بوفرة (بركات مادية). إذاً لنثق أنه لو أغلقت أمامنا بعض الأبواب فإن هذا يكون بسماح من الله لنحصل على بركات أكثر، ولو فرغت سفينتنا من السمك (بركات مادية) فهذا ليدخل المسيح لسفينة حياتنا.

إبعد إلى العمق = الصيد يكون ليلاً لذلك قال بطرس تعبنا الليل كله أى تعبنا فى الوقت المناسب للصيد ومع هذا لم نحصل على شئ. أما الآن وبالنهار فالوقت غير مناسب للصيد. والصيد لا يكون بالشباك فى العمق بل على الشاطئ. وهنا فكلام بطرس يعبر عن الخبرة البشرية بما تحمله من فشل ويأس ولكن أروع ما قاله بطرس هو على كلمتك ألقى الشبكة = هنا ينتقل بطرس من خبراته البشرية المحدودة إلى الإيمان العميق بكلمة الله. وكثيراً ما تقودنا خبراتنا البشرية لليأس، ولكن مع الإيمان نرى العجائب.

العمق = طالما بطرس سيصير صياد للناس فليعلم أول درس، هو أن الخادم يجب أن يحيا فى العمق، عمق معرفة المسيح وعمق الحب وعمق الإيمان، أمّا من يحيا فى السطحيات بلا خبرات روحية فى مخدعه فهذا لن يصطاد شيئا. وهنا نرى الجهاد مع النعمة. فالجهاد يتمثل فى الدخول للعمق وإلقاء الشبكة (حياة الخادم الداخلية = عمق، كلمة الكرازة = إلقاء الشبكة) والنعمة هى عمل الله العجيب بكلمات الخادم لتأتى هذه الكلمات بثمارها. ولنلاحظ أن الدعوة هى للجميع فالمسيح لم يحدد الجهة التى يلقون فيها الشباك. ومسئولية خلاص المؤمن هى مسئوليته الشخصية.

العمق: أيضا العمق يفهم على أنه عن النبات الذى يتعمق فى باطن الارض ليحصل على المياه، فلا تحرقه حرارة الشمس فيثمر. والمياه تشير للروح القدس الذى يعطى التعزيات وسط التجارب ويعطينا أن نثمر.

كيف ندخل الى العمق؟ هذا يكون بتنفيذ الآية “حب الرب الهك من كل قلبك…” (تث 6: 5). ومحبة المسيح تعنى الاتحاد معه (راجع تفسير يو15: 9). وبالتالى فالروح القدس المنبثق من الآب ويملأ الابن يملأنا اذا كنا ثابتين فى الابن.

وفى قول بطرس تعبنا الليل كله = إشارة لعمل الأنبياء فى العهد القديم كله، إذ تعبوا ولكن كانت الخطية مسيطرة على قلوب البشر. ويشير هذا القول أيضاً لمن يكرز ويعلم ببلاغة بشرية ولكن من عندياته وليس بعمل المسيح فيه. وربما تشير للخدام الذين يتعبون كثيراً ولكن الوقت، وقت الثمار لم يأت بعد، فلقد كانت ليلة التلاميذ فاشلة بمقاييسهم ولكنها كانت بداية نجاح عجيب وتحول عجيب.

ونلاحظ أن المسيح جذب التلاميذ إليه بعد أن خاطبهم بلغتهم، فهو كلمهم بلغة صيد السمك فإنجذبوا إليه، وهكذا كلم المجوس بلغتهم عن طريق نجم، وكلم قسطنطين الملك بلغته حينما أرشده أن يضع علامة الصليب على أسلحته فيغلب فى الحرب.

فأشاروا إلى شركائهم = فالحصاد كثير والفعلة قليلون.

أخرج من سفينتى = قطعا بطرس لا يريد من المسيح أن يخرج حقيقة من سفينته لكن هذا مجرد تعبير عن شعوره بعدم إستحقاقه بوجود السيد فى سفينته فحينما واجه بطرس نور المسيح رأى خطاياه وشعر بعدم إستحقاقه، وهذا ما حدث مع إشعياء إذ رأى الله (إش 6). وقد طمأنه المسيح بقوله = لا تخف. عموماً فالمؤمنين ينقسمون إلى فئتين الأولى مثل بطرس حينما يعطيهم الله بركة من عنده يشعرون بأنهم غير مستحقين لشئ، وإذا صادفتهم تجربة ينسبونها لخطاياهم، أما الصنف الثانى فهو شاعر بأن الله لا يعطيه ما هو أهل له، وأن الله قد ظلمه، وإذا صادفته تجربة نسبها لظلم الله له. ولنعلم أن الفئة الأولى هى التى يدخل المسيح قلبها ويملك عليها كما دخل لسفينة بطرس.

تركوا كل شئ وتبعوه = من يعرف المسيح حقيقة يترك كل شئ حاسباً إياه نفاية ويكرس القلب بالتمام للمسيح. ولنلاحظ أن بطرس ترك شبكة وصنارة ولنرى ماذا أعطى الله لبطرس حتى الآن من مجد فى السماء وعلى الأرض. شبكتهم تتمزق.. أخذتا فى الغرق = التجارب التى تواجه الكنيسة فيتركها ضعاف الإيمان.

شفاء أبرص.

الأعداد 12-16

الآيات (لو12: 5 – 16): –

“12 وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ، فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصًا. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 13فَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! ». وَلِلْوَقْتِ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ. 14فَأَوْصَاهُ أَنْ لاَ يَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ «امْضِ وَأَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ، وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ كَمَا أَمَرَ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ». 15فَذَاعَ الْخَبَرُ عَنْهُ أَكْثَرَ. فَاجْتَمَعَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ لِكَيْ يَسْمَعُوا وَيُشْفَوْا بِهِ مِنْ أَمْرَاضِهِمْ. 16 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي الْبَرَارِي وَيُصَلِّي.”.

هل تبحث عن  الشهيد أوري الشطانوفي

الآيات (مر 40: 1 – 45): -.

“40فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي» 41فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! ». 42فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ. 43فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ، 44 وَقَالَ لَهُ: «انْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئًا، بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ». 45 وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَابْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيرًا وَيُذِيعُ الْخَبَرَ، حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِرًا، بَلْ كَانَ خَارِجًا فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ، وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.”.

بدأ القديس مرقس معجزات المسيح بمعجزة إخراج روح نجس (1: 23 – 28)، فالمسيح أتى ليخلص البشرية من سلطان إبليس. ومرقس يكتب للرومان وبهذا يظهر قوة المسيح على الأرواح التى تخيف البشر. بهذه المعجزة أراد مرقس أن يقول للرومان إن ملوككم هزموا جنوداً هم بشر، أما ملكنا إبن الله فله سلطان على القوى الخفية التي أخافت كل البشر حتى ملوككم كل زمان. وبعد أن تكلم مرقس عن سلطان المسيح على الأرواح النجسة إنتقل لمعجزات الشفاء وذكر كما نرى فى هذه الأيات شفاء أبرص.

وقول المسيح له أر نفسك للكاهن = فهذا لأن هذا الشخص كان معروفاً بأنه أبرص، وكان معزولاً لا يستطيع أن يحيا وسط المجمع ويحتاج لشهادة من الكهنة بأنه قد برأ ليعود لحياته الطبيعية. تحنن = هذه هى محبة الرب يسوع. فإنتهره = هذه أتت بعد تحنن فلا نفهمها بأن السيد زجره، بل نبهه لعدم العودة للخطية.

أما متى فإذ يكتب لليهود يبدأ بمعجزة شفاء أبرص، فاليهود يعرفون أن البرص هو ضربة غضب من الله، ولا يشفيه سوى الله. فيفهمون أن المسيح هو الله.

يبدأ القديس لوقا أيضاً إنجيله بأول معجزات السيد وهى معجزة إخراج روح نجس، إذ يكتب لليونانيين والرومان (لو 33: 4).

أريد فأطهر = كلمة أريد تظهر ألوهية السيد المسيح، فهو لا يطلب ولا يصلى لله ليشفى المريض، بل إرادته تشفى المريض. ولاحظ قوله فأطهر لأن البرص فى نظر اليهود نجاسة.

الآيات (مت2: 8 – 4): -.

“2 وَإِذَا أَبْرَصُ قَدْ جَاءَ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». 3فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلاً: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! ». وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ. 4فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «انْظُرْ أَنْ لاَ تَقُولَ لأَحَدٍ. بَلِ اذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ، وَقَدِّمِ الْقُرْبَانَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ مُوسَى شَهَادَةً لَهُمْ».”.

قَدَّم السيد المسيح أولاً التعاليم المحيية، ثم هاهو يقدم الشفاء. فهدف المسيح الأساسى هو التعليم وليس شفاء الأمراض، فالتعليم هو الذى سيقدم الشفاء من مرض الخطية إذ يرينا طريق الثبات فى المسيح فنحيا فى مجد أبدى. والإنجيليون قدموا لنا بعضاً من المعجزات التى صنعها السيد ليقدموا لنا فكر الله من نحونا. بل أن السيد المسيح كان بمعجزاته يستعلن لنا محبة الله الآب. فهو حينما يشفى أبرصاً أو أعمى أو يقيم ميت فهو يريد أن يقول إرادة الآب من نحوكم هى الشفاء والبصيرة والحياة. والآب قطعاً لا يريد لنا أن نُشفى من أمراضنا الجسدية ثم نهلك أبدياً، لكن إرادة الآب من نحونا هى شفائنا روحياً وأن تكون لنا البصيرة الروحية أى أن نعاين الله وأن تكون لنا حياة أبدية (والأمراض قد تكون وسيلة يستخدمها الله للشفاء الروحى، وهذا حدث مع بولس ومع أيوب) والمسيح صنع معجزات مع اليهود ومع الأمم فهو يعلن أنه أتى لخلاص الجميع. والمسيح قطعاً إستخدم المعجزات لجذب الناس، وليعرفوا قوته فيقبلوا على سماع تعاليمه، وحتى الآن فالمعجزات التى تحدث بأسماء قديسين كثيرين هى لجذب مؤمنين كثيرين تنفعهم المعجزة فى تثبيت إيمانهم.

أبرص = البرص هو رمز للخطية (راجع كتاب اللاويين).

وسجد = هو يقدم العبادة والخضوع قبل أن يقدم مشكلته، يطلب ما لله قبل أن يطلب ما لنفسه. ولذلك تبدأ كنيستنا فى كل مناسبة صلواتها بصلاة الشكر.

إن أردت تقدر = هذه صلاة إيمان بقدرة المسيح على الشفاء أريد فأطهر = المسيح يعلن سلطانه على البرص وإرادته الطيبة نحو خليقته. وصاحب كلمات السيد وإرادته عمله مد يسوع يده ولمسه ونلاحظ أن من كان يتلامس مع أبرص يتنجس ويحتاج إلى أن يتطهر، لكن السيد الرب القدوس لم يكن ممكناً للبرص أن ينجسه، بل البرص يهرب من أمامه “فالنور يضئ في الظلمة، والظلمة لم تدركه” (يو5: 1). وهو يدخل إلى أى نفس مهما كانت نجاستها ليطهرها. والمريض كان يحتاج إلى لمسة يد الرب ليدرك حنانه عليه، فهو لم يكن محتاجاً فقط للشفاء الجسدى، بل إلى لمسة حنان ليدرك محبة الرب له.

أنظر أن لا تقول لأحد = كان اليهود فى انتظار ظهور المسيا ليخلصهم من حكم الرومان، وبهذا القول الذى إستعمله السيد مراراً كان يتجنب أن يأخذوه عنوة ليجعلوه ملكاً فتحدث ثورة وسط الشعب تثير السلطات، والمسيح لم يأت ليكون ملكاً أرضياً. بل أن هذا سيثير الكهنة والكتبة فيخططون لموته قبل أن ينهى تعليمه. والسيد يهتم بالتعليم أكثر من المعجزات.

أر نفسك للكاهن = فالسيد يحترم الشريعة، وهو لم يأت لينقض الناموس وهو أراد أن يُظهر للكهنة أنه قادر على شفاء البرص فيدركوا أنه المسيا فشفاء البرص هو من الله فقط. ولقد بدأ القديس متى معجزات المسيح بهذه المعجزة، فالبرص كما قلنا رمز للخطية، والمسيح أتى لشفاء البشرية من الخطية أساساً. والقديس متى هنا يشرح لليهود معنى الخلاص وأنه ليس خلاصا من الرومان بل من الخطية التى يرمز لها البرص، لذلك كانت أولى معجزاته شفاء أبرص.

* كان الربيون يضعون طرقا لعلاج الأمراض بعضها طبية وبعضها سحرية. ولكنهم أبدا لم يتعرضوا لمرض البرص، فهو مرض لا يشفيه إلا الله وحده. وإعتبروا البرص نوع من الموت الأخلاقى والمعنوى. ومنع الأبرص من أى إتصال بالآخرين. ويتم تمييز الأبرص بشكل خاص تتضح فى ملابسه ويترك شعره دون تهذيب، ويغطى نصف وجهه الأسفل وشفته العليا ويصرخون نجس نجس. وقد يكون كل هذا كوسيلة حماية من العدوى أو بحسب الشريعة. ويمنع دخولهم إلى الهيكل بل وكل أورشليم، بل وأى مدينة مسورة. وفى حال دخولهم يعاقبون بالجلد 39 جلدة. ولا يخالطون سوى البرص مثلهم. وكان من المفهوم أنه لا شفاء من البرص سوى بتدخل إلهى. وكان أى من له خبرة يقوم بفحص الأبرص ولكن من يعلن طهارته ويعتمدها هم الكهنة. وفى ترتيب النجاسة يعتبر الميت هو الأكثر نجاسة ويليه الأبرص مباشرة (هناك عدة أسباب للنجاسة ويسمونها أبو النجاسات وأولها الموت ثم يليه مرض البرص)، وإن دخل الأبرص إلى أى مكان ينجسه بالكامل. وكان الرابى مير لا يأكل بيضة تم شراؤها من شارع كان به أبرص. ورابى آخر كان يرميهم بالحجارة ليبتعدوا عنه. وكان الربيين ينسبون المرض لأسباب أخلاقية، فلا موت بدون الخطية. وهذا صحيح ونفهم هذا من الخطية الأصلية. وقالوا إن العقم والبرص هى من أمراض التأديب. ويقولون أنه لا شفاء سوى بغفران كل الخطايا. حقاً كانوا بؤساء.

لقد تسلل هذا الأبرص من الربيين الذين يمنعون دخول البرص، وذهب للمسيح قائلا “إن أردت تقدر أن تطهرنى”. ولمس المسيح هذا الأبرص وشفاه، عكس ما كان يفعله الربيين. فلهؤلاء البؤساء بل وكل البشر الذين أذلتهم الخطية وجعلتهم عاجزين وبلا رجاء أتى المسيح ليشفيهم. وقطعا كان شفاء الأبرص آية تظهر من هو المسيح وما هى قدرته المطلقة. فأتى إليه الكثيرين من المعذبين.

شفاء المفلوج.

الأعداد 17-26

الآيات (لو 17: 5 – 26): –

“17 وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ كَانَ يُعَلِّمُ، وَكَانَ فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ وَالْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانَتْ قُوَّةُ الرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ. 18 وَإِذَا بِرِجَال يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إِنْسَانًا مَفْلُوجًا، وَكَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ. 19 وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ الْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى السَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ الْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ الأَجُرِّ إِلَى الْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ. 20فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 21فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ «مَنْ هذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟ » 22فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟

23أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ 24 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا»، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ! ». 25فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ. 26فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اللهَ، وَامْتَلأُوا خَوْفًا قَائِلِينَ: «إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ! ». “.

الآيات (مت 1: 9 – 8): -.

“1فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. 2 وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحًا عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 3 وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: «هذَا يُجَدِّفُ! » 4فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 5أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ 6 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ! » 7فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 8فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَانًا مِثْلَ هذَا.”.

الآيات (مر 1: 2 – 12): -.

“1ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضًا بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2 وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. 3 وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجًا يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4 وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ، كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهِ. 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6 وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هذَا هكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟ » 8فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ 10 وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11«لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ! ». 12فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هذَا قَطُّ! ».”.

كانت آخر آية فى إنجيل متى قبل معجزة شفاؤ المفلوج، أن أهل كورة الجدريين طلبوا منه أن يغادر كورتهم. وحينما رفضه أهل كورة الجدريين دخل السفينة وإجتاز، فالسيد لا يبقى قط حيث لا يُرْغَبْ فيه. وجاء إلى مدينته = أى كفر ناحوم (مر 1: 2) وكانت كفر ناحوم هى مركز خدماته وتنقلاته فى تلك المرحلة.

قصة شفاء المفلوج:

هل تبحث عن  وعد السيد المسيح تلاميذه

إذا مفلوج يقدمونه إليه = أروع خدمة نقدمها لإنسان هى أن نضعه أمام المسيح، والمسيح هو الذى يعرف إحتياجاته كما قالت أخوات لعازر للمسيح “لعازر مريض” ولم يقولا له ماذا يفعل. ومن إنجيلى مرقس ولوقا نفهم أنهم قدموه بطريقة غير عادية، إذ هم نقبوا سقف البيت ولنلاحظ.

أنه إذ دخل المسيح إلى البيت، حالاً ذاع الخبر فإجتمع الناس حوله. وإذا دخل المسيح حياتى لصرت رائحة المسيح الزكية، فيجتمع الناس حولى يسألون عن المسيح، وهذه هى الكرازة بحياة المسيح الذى فينا.

ما ذنب صاحب البيت الذى نقبوا سقفه؟ ولكن على الخادم الأمين الذى هو رائحة المسيح الزكية أن يحتمل الضيقات لأجل المسيح.

مغفورة لك خطاياك = فالخطية هى سبب ألامنا. والمسيح يبحث عن شفاء البؤرة الصديدية، أصل الداء (أم القيح). ولنفهم أن كثيراً ما يؤدبنا الرب بأمراض الجسد بسبب خطايانا، يؤدبنا فى الجسد لكى لا ندان مع العالم (عب 5: 12 – 11). “ومن تألم فى الجسد كُفَّ عن الخطية” (ابط 1: 4). والمسيح حين يغفر الخطايا فهو يشفى النفس لتتمتع بالبنوة = ثق يابنى.

المسيح فى معجزة بيت حسدا ذهب هو للمريض، إذ ليس له أصدقاء يلقونه فى البركة إذا تحرك الماء. وهنا ينتظر المسيح أصدقاء هذا المفلوج أن يأتوا به إليه، فمما يفرح المسيح روح المحبة هذه التى جعلت الأصدقاء يحملون صاحبهم ليأتوا به للمسيح، هذا هو مفهوم الشفاعة الذى يفرح المسيح أن نصلى بعضنا لأجل بعض وأن يصلى السمائيين لأجل الأرضيين ويصلى الأرضيين لأجل السمائيين، أما من ليس له أحد يذكره كمريض بيت حسدا، فهذا لا ينساه المسيح بل يذهب إليه بنفسه ليشفيه.

فى متى لماذا تفكرون بالشر فى قلوبكم. وفى مرقس لماذا تفكرون بهذا فى قلوبكم فالسيد الرب هو فاحص القلوب والكلى. ولنعلم أن الله يسألنا فيماذا نفكر….. فبينما يمجد الله بعض الناس على حدث ما، يجدف البعض الآخر عليه بسببه ولنذكر أنه فى بداية كل قداس يقول الكاهن أين هى قلوبكم. ولعل السيد بكشفه لما فى قلوبهم يظهر لهم أنه إن كان يعرف ما فى قلوبهم فهو قادر أن يغفر أيضاً الخطايا كما يقول. فمعرفة ما فى القلوب منسوبة لله (مز 15: 33). يجدف = يدعى أن له سلطان الغفران وهو لله وحده. وبهذا ففى نظرهم أنه يدعى الألوهية.

أيما أيسر أن يقال… = لاحظ أن السيد المسيح لم يقل أيما أيسر أن أغفر الخطايا أما أن أشفى المرض، بل أيما أيسر أن يقال كذا أو كذا. لأن فى نظر الناس أن الأيسر هو أن يقال مغفورة لك خطاياك من أن يقال قم إحمل سريرك وإمشى. فإنه إذا قال مغفورة لك خطاياك فلن يرى أحد الخطايا وهى تغفر، ولكن لو قال قم إحمل سريرك فهنا سيظهر صدقه إن قام الرجل وحمل سريره. ولكن المسيح إذ هو ينوى أن يشفى المريض فلقد إختار أن يستأصل أصل الداء وهو الخطية. وبهذا يكون قوله مغفورة لك خطاياك هو الأصعب لأنه يشتمل على (1) غفران الخطايا وسيكون دمه هو الثمن (2) الشفاء الجسدى. وكان هذا سيظهر للناس فوراً إذ يقوم المفلوج. ولما شكوا فى المسيح إذ قال مغفورة لك خطاياك إذ هم يعلمون أن الله وحده هو الذى يغفر الخطايا، أقام المسيح هذا المفلوج بعد أن فهموا ضمناً أنه غفر خطاياه لأنها أصل الداء. وبهذا فلقد صار عليهم أن يعترفوا بأنه هو الله، فحسب ما يؤمنون أن الله وحده هو غافر الخطايا. كلام السيد المسيح هنا يفهم أن كلا الأمرين مستحيل على البشر أن يقولوا مغفورة لك خطاياك أو أن يقولوا قم وأمش، ومن يفعل هذا هو قادر أن يفعل تلك ولا يستطيع أن يفعل هذه أو تلك إلاّ الله، وبحدوث المعجزة صار عليهم أن يعترفوا أن المسيح له سلطان على مغفرة الخطايا.. إذاً هو الله. المسيح هنا يعلن أنه إبن الإنسان الذى جاء محملاً بقوة غفران الخطايا ليشفى البشر من خطاياهم وأثارها (مت 21: 1).

فلما رأى يسوع إيمانهم = ليس إيمان الأصدقاء الذين حملوا المفلوج فقط، بل إيمان المفلوج الذى إحتمل هذا الوضع العجيب أن يدلونه من السقف، ولم يعترض إذ سمع قول السيد مغفورة لك خطاياك.

قول المسيح يابنى يساوى تماماً قوله مغفورة لك خطاياك فغفران الخطايا يعيدنا لحالة البنوة لله.

ولكن لكى تعلموا أن لإبن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا = هناك تفسير لطيف آخر لهذه الآية، أن الربيين كانوا يعلمون أن الإنسان لا يمكن شفاؤه من مرض إلاّ إذا غفرت خطاياه كلها. وبهذا يكون السيد المسيح حين قام بشفاء المفلوج قد أثبت انه غفر خطاياه كما قال.

فقام للوقت وحمل السرير = حين يعطى السيد أمراً أو وصية فهو يعطى معها القوة على التنفيذ، لقد قام هذا المفلوج بصحة وعافية وكأننا أمام معجزة خلق من جديد. وهكذا يحدث مع كل تائب، أن الله يعطيه أن يصير فى المسيح خليقة جديدة. لقد كان حَمْلَ السرير هو علامة القوة التى تمتع بها هذا المفلوج.

إذهب إلى بيتك = بسبب الخطية حرمنا من الفردوس بيتنا الأول وحُرِمنا من الأحضان الإلهية. وبالتوبة نعود إلى أحضان الآب كما تمتع الإبن الضال بقبلات أبيه وأحضانه عند عودته تائباً.

دعوة لاوى.

الأعداد 27-32

الآيات (لو 27: 5 – 32): –

“27 وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». 28فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ. 29 وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ. وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَتُهُمْ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ؟ » 31فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ الْمَرْضَى. 32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».”.

الآيات (مت 9: 9 – 13): -.

“9 وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 10 وَبَيْنَمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْبَيْتِ، إِذَا عَشَّارُونَ وَخُطَاةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاءُوا وَاتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ. 11فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟ » 12فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيب بَلِ الْمَرْضَى. 13فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».”.

الآيات (مر 13: 2 – 17): -.

“13ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْبَحْرِ. وَأَتَى إِلَيْهِ كُلُّ الْجَمْعِ فَعَلَّمَهُمْ. 14 وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». فَقَامَ وَتَبِعَهُ. 15 وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ. 16 وَأَمَّا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا رَأَوْهُ يَأْكُلُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ، قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا بَالُهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟ » 17فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».”.

وهنا نسمع عن دعوة متى العشار كاتب هذا الإنجيل ليكون من تلاميذ المسيح، وهذه الدعوة تأتى مباشرة بعد شفاء المفلوج بغفران خطاياه. فالمسيح أتى ليدعو الخطاة إلى التوبة ويشفى من أثار الخطية، ويحول الخطاة لتلاميذ له، وكل خاطئ هو مفلوج لا يستطيع العمل ولا الخدمة في ملكوت الله. ومتى هو متى العشار = رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية. والعشارين كانوا مشهورين بالظلم والقسوة، مكروهين من الشعب فهم يستغلون وظيفتهم فى إغتصاب أموال الشعب وهم يعملون لصالح المستعمرين الرومان. وهنا متى يعترف بوظيفته الأولى المخجلة قبل أن يعرف المسيح. كما إعترف بولس بإضطهاده للكنيسة أولاً، فالتائب الحقيقي يعترف بماضيه بسهولة فهو قد تخلص منه. ومتى هذا كان إسمه لاوى. والقديسين مرقس ولوقا إستخدما إسم لاوى حتى يتفادوا إستخدام إسم متى العشار، فمتى كان مشهوراً بهذا الإسم، ومرقس ولوقا تأدباً تجاه زميلهم الإنجيلي قالا لاوى. وكان من الأشياء المألوفة أن يكون للشخص إسمين (شاول / بولس..) ومتى غالباً كان له علاقة سابقة بالمسيح ولكن إستمر فى عمله حتى دعاه السيد المسيح هنا لتبعيته. وقول المسيح إتبعنى قطع كل رباطاته مع ماضيه. ونفهم من مرقس ولوقا أن متى صنع وليمة للرب فى بيته، ودعا إليها زملاؤه العشارين، كما دعت السامرية أهلها وجيرانها ليعرفوا ويفرحوا بالمسيح. ومتى إنكاراً لذاته لم يذكر هذه الوليمة ولكننا نسمع فى (مت 10: 9) أن يسوع كان فى بيته وبهذا نفهم أنه كان فى بيته لأجل هذه الوليمة. لقد تحرر العشار من خطاياه وصار بيته مكانا للمسيح ووليمة وفرح، وهذا حال كل تائب حقيقى. والفريسيين المتكبرين لم يعجبهم جلوس المسيح مع خطاة وشعروا أنهم أبر من المسيح الذي يجلس مع خطاة. والمسيح يقول لهذا أتيت “أنا أريد رحمة لا ذبيحة” لقد قبل السيد لاوى بن حلفى هذا، وصيره تلميذاً لهُ حتى يشهد لمن يبشرهم أن المسيح يريد ويقبل الخطاة وهذه هي الرحمة. والسمائيين وأولاد الله يفرحون بتوبة الخطاة أما الفريسيين المتكبرين الأرضيين فقد ثاروا على المسيح لجلوسه مع الخطاة.

العشارين والخطاة = ارتبط إسم العشارين مع الخطاة نظراً لطمعهم وقساوتهم.

ربما يتعلل الفريسيين بالمزمور الأول “طوبى للرجل الذى لا يجلس فى مجلس المستهزئين” ولكن هناك فرق، فالسيد لم يجلس فى مجلس مستهزئين يشاركهم، بل مع خطاة تائبين فرحوا بمن يقبلهم وإشتاقوا لتغيير حياتهم، وتلامسهم مع المسيح قدسهم. وعلى مائدة الإفخارستيا نجتمع كخطاة تائبين لننال مغفرة خطايانا.

لم آت لأدعو أبراراً = أى من يظن فى نفسه أنه بار كالفريسيين، والحقيقة فإنه لا يوجد ولا واحد بار سوى المسيح وحده. ومن يظن أنه بار هو حقيقة أعمى. والمسيح أتى لمن له بصيرة بها إكتشف أنه خاطىء نجس يحتاج للمسيح لكى يرحمه ويغفر له. وبولس الرسول مفتوح العينين يقول “الخطاة الذين أولهم أنا” والقديس يوحنا يقول “إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا….. ونجعله كاذباً” (1يو1: 8، 10).

لا يحتاج الأصحاء الى طبيب… = فالخاطئ فى نظر الله ما هو إلاّ مريض يريد الله شفاؤه.

إذا عشارون وخطاة كثيرون قد جاءوا = فالمسيح إذا وجد في مكان لصار مصدر جذب.

بينما يطالب الربيين الخاطئ أن يتوب أولا ليقبلونه، أتى المسيح للخطاة، فالمريض هو الذى يحتاج للطبيب. الربيين يطالبون الخاطئ أن يتحول ويصير تائبا أولا حتى يكون مقبولا من الله، أما المسيح فهو يرحب بالخاطئ ليحوله هو إلى تائب. الربيين لهم مطالب لقبول الخاطئ بينما المسيح جاء ليغفر الخطايا وليشفى أمراض وليعطى حياة. أتى المسيح ليغفر خطايا المفلوج ويقبل متى “لاوى العشار” وباقى العشارون والخطاة.

وقف الفريسيين ضد الخطاة لعزلهم بل أن كلمة فريسى هى بمعنى الإنعزال عن الخطاة وإحتقارهم (مفروز عنهم ومنها فريزى). وفى هذا يتفق معهم الصدوقيون. وإعتبروا أن حتى الأفكار تدنس الإنسان حتى لو لم ينفذها، بل هى أسوأ فهى تعبر عن تقصير داخلى تجاه الناموس. هم لا يقبلون سوى التائب.

ولكن الواضح عموما أنه عند الربيين، شرط قبول الشخص الخاطئ هو توبته وتغييره، حتى أنه فى بعض الخطايا مثل الهرطقة قالوا أنه حتى فى حالة التوبة الحقيقية الصادقة يكون علامة المغفرة أن يموت الشخص، ويكون موته علامة على أن توبته كانت صادقة. لأن هذا الشخص حتى لو تاب سيكون بقاءه فى الطريق الصواب مستحيل وهو سينحرف ثانية. بينما نجد المسيح يقبل كل من يأتى إليه مهما كان ماضيهم. ومن هذا نفهم معنى إعتراض اليهود وموقفهم من قبول متى “لاوى العشار”. وقال الربيين فى رفضهم لقبول متى – أن متى حاول الهروب من القضاء عليه حينما وقف أمام القضاء فى النهاية، وذلك بالتلاعب بإسمه إذ قال “مَتَى أجئ وأتراءى قدام الله” (مز42: 2) [متى فى العبرية هى كما فى العربية تعنى حرف الإستفهام متى] فجاءه الرد من القضاة “مَتَّى يموت ويباد إسمه” (مز41: 5). ولقد سجل التلمود خمسة أسماء فقط من أسماء تلاميذ الرب وهناك إسمين معروفين هما متى وتداوس، وسجلت التوراة أيضا إسم نيقوديموس وغالبا هو من جاء للمسيح ليلا (يو3).

هل تبحث عن  سنكسار ( يوم الاثنين ) 1 اغسطس 2016

بالإضافة لأن اليهود كانوا يكرهون العشارين ويحتقرونهم. لأن اليهود أصلا كارهين الضرائب التى يأخذها منهم الرومان عن طريق العشارين، أضف لذلك أن هؤلاء العشارين كانوا يحصلون منهم على أكثر من المفروض بالقوة. ومن الناحية الدينية فهم رافضين دفع جزية لملك أجنبى فهذا يعتبر علامة على العبودية لغير الله. لذلك نظروا على العشارين الذين يحصلون الجزية أنهم خارجين عن الجماعة وغير وطنيين. وقالوا أن قبول توبة العشارين صعبة جدا.

السؤال عن الصوم.

الأعداد 33-39

الآيات (لو 33: 5 – 39): –

“33 وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيرًا وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟ » 34فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ». 36 وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلاً: «لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ رُقْعَةً مِنْ ثَوْبٍ جَدِيدٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْجَدِيدُ يَشُقُّهُ، وَالْعَتِيقُ لاَ تُوافِقُهُ الرُّقْعَةُ الَّتِي مِنَ الْجَدِيدِ. 37 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. 38بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ، فَتُحْفَظُ جَمِيعًا. 39 وَلَيْسَ أَحَدٌ إِذَا شَرِبَ الْعَتِيقَ يُرِيدُ لِلْوَقْتِ الْجَدِيدَ، لأَنَّهُ يَقُولُ: الْعَتِيقُ أَطْيَبُ».”.

الآيات (مت 14: 9 – 17): -.

“14حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ » 15فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ. 16لَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْب عَتِيق، لأَنَّ الْمِلْءَ يَأْخُذُ مِنَ الثَّوْبِ، فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 17 وَلاَ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقَاقُ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعًا».”.

الآيات (مر18: 2 – 22): -.

“18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ » 19فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. 21لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيق، وَإِلاَّ فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. 22 وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق عَتِيقَةٍ، لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْرًا جَدِيدَةً فِي زِقَاق جَدِيدَةٍ».”.

تحولت العبادة فى اليهودية إلى المظهريات طلباً للمجد الدنيوى، فكانوا يصومون ويصلون لعلة، أى ليثيروا إنتباه الناس إلى تقواهم، وهم هنا بسؤالهم عن عدم صوم تلاميذ المسيح كان هذا ليشيروا بطريقة غير مباشرة لأفضليتهم عن تلاميذ المسيح. وهؤلاء الفريسيون يصومون ويطلبون في المقابل عطايا مادية. فالفريسيون ليس لديهم الروح القدس يكشف لهم محبة المسيح وبذله وأيضاً إذا حصلوا على تعزيات يتكبرون.

والسيد المسيح فى إجابته شرح مفهوماً جديداً للصوم فى المسيحية، فهمنا منه أن المسيحى هو عروس للمسيح العريس، والمسيح دفع دمه ثمناً لهذه الخطبة فطالما هو موجود بالجسد، فالتلاميذ ينعمون بوجود عريسهم معهم، فهم فى فرح، والفرح لا يصح معه النوح والتذلل والصوم. أماّ بعد أن يرفع العريس، فالعروس سوف تفهم أنه طالما أن عريسها فى السماء فهى غريبة على الأرض، ستفهم النفس أن عريسها ذهب ليعد لها مكاناً وسيأتى ليأخذها إليه، وستذكر أنها لم تتكلف شيئاً للحصول على هذا المكان السماوى، بل أن عريسها دفع كل الثمن، الروح القدس سيفتح عيون العروس على عمل المسيح ومحبته. فتقف النفس لتقول مع عروس النشيد أنها مجروحة حباً. وتكتشف بُطْلْ هذا العالم وأنها مع كل حب عريسها لها فهى ما زالت محبة للعالم ولشهواته فتخجل من نفسها قائلة ماذا أقدم لمن أحبنى كل هذا الحب؟ سأقدم له إثبات إيمانى بهذا النصيب السماوى، سأبيع الأرض وكل ما فيها، ولن أطلب أى ملذات فيها ودون طلب أى أجر فى مقابل هذا، ولن أطلب أن يلتفت الناس إلى ما أفعل فأنا لا أهتم سوى بعريس نفسى. النفس التى تذوقت حب عريسها لن تكتفى بالصوم بهذا المفهوم، بل ستترك عن طيب قلب كل ملذات العالم، بل وهى المجروحة حباً ستبكى وتنوح على خطاياها التى سببت الألم لعريسها لذلك نسمع فى متى قول السيد هل يستطيع بنو العرس أن ينوحوا ويكرر مرقس ولوقا القول مستبدلين كلمة ينوحوا بكلمة يصوموا. فالأصل أن النفس المجروحة حباً تنوح إذ تحزن قلب عريسها. لقد تحول الصوم إلى عمل خاص بالعروس فيه تنوح وتتذلل فى حب لعريسها علامة توبة وندم، فتتمتع هنا بحبه كعريس لها، وتتهيأ لتلتقى معهُ فى العرس الأبدى. المسيحي يصوم ولا يطالب بثمن لأنه يشعر أنه لا يستحق شئ، بل هو يتذلل أمام مسيح أحبه لهذه الدرجة. ولأن المسيحي عينه إنفتحت فرأى كم أهان الله بخطاياه. وما يفرح الله فى تذللنا وأصوامنا هو أن هذا سلاح ضد الشيطان الذى يحاربنا دائما ليبعدنا عن السماويات (أف6: 12). وبصومنا نغلبه فيكون لنا نصيب فى السماويات. وهذا ما يفرح المسيح أن نكون بجانبه فى السماء، فهذه هى إرادته “أيها الآب أريد أن هؤلاءالذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا، لينظروا مجدى…” (يو17: 24). وحين ننظر مجده ينعكس مجده علينا ونفرح أمامه للأبد.

والسيد يرفض فكرة الترقيع، فلا يصح أن يصوم تلاميذه وهو معهم بنفس الأفكار القديمة الفريسية. هم سيحصلوا على الطبيعة الجديدة بعد حلول الروح القدس وحينئذ يصومون بالفكر الجديد، فالطبيعة الجديدة أو الخليقة الجديدة (2كو 17: 5) هى عطية من الله، وليست بإضافة بعض الأصوام والصلوات، وكيف تليق تعاليم العهد الجديد بالفريسيين الذين يهتمون بالتحيات فى الأسواق وبملذاتهم ومسراتهم. فى المسيحية تكون النفس مستعدة لأن تصوم العمر كله وتترك الكل وتحسب الكل نفاية، بذل الجسد كذبيحة حية.. فهل يستطيع الفكر اليهودى تحمل هذا؟ قطعاً لا، بل إن اليهودى لو أضفنا له هذه الأفكار المسيحية ( وهى كرقعة من قطعة جديدة)، واليهودى (كثوب عتيق) من المؤكد أنه لن يتحمل، بل سيتمزق لإنكماش الجديد بعد الغسيل. ونلاحظ أن اليهود كانوا يصومون يومى الإثنين والخميس أسبوعياً مع يوم الكفارة. المسيحية تنكر حقوقها من ملذات العالم ليس كفرض عليها وإنما حباً فى عريسها، وسمواً بالنفس إلى مجال الروح حتى تنتعش وتتخلص من رباطات المادة. فهل هذا يتفق مع الأفكار الفريسية، هذا لا يتناسب إلاّ مع من يحوله الروح القدس إلى خليقة جديدة. وفى المسيحية تكتشف النفس أنها كلما بذلت ذاتها وباعت الأرضيات وتركت شهوة الجسد ترتفع للسماويات فتلتقى مع عريسها فى فرح، وإذا حدث هذا فماذا يهم النفس إن طوبها الآخرين، وهذا هو هدف الفريسيين من الصوم. لقد صار الصوم فى المسيحية تحريراً للنفس من الأرضيات لتلتقى بعريسها فى علاقة سرية سواء فى الصوم والتذلل والنوح أو فى الفرح والتعزية. والخمر الجديدة إذا وضعت فى زقاق (من الجلد) قديم، فبسبب تفاعلات الخمر الجديدة تنبعث غازات لا يحتملها جلد الزقاق القديم فيتشقق الزقاق. وطبعاً الزقاق القديم إشارة لطبيعة الإنسان العتيق قبل المعمودية وهذه الطبيعة القديمة لا تحتمل أفراح اللقاء مع العريس السماوى (فالخمر إشارة للفرح). فببساطة لو تذوق الفريسى أفراح العهد الجديد لإنفجر فى كبريائه إذ سينسب ما حصل عليه إلى تقواه وورعه وإلى أصوامه وصدقاته، ولن ينسبها إلى محبة المسيح، فيسقط فى كبرياء قاتل. فالفريسية التى هاجمها المسيح تشير لطبيعة الإنسان العتيق الذى يميل لأن يفتخر بما يعمله من بر وبهذا يُعَرِّفْ شماله ما تفعله يمينه. إن الفريسى أو اليهودى أو الإنسان العتيق لن يستسيغ تعاليم المسيح والعهد الجديد، لذلك سيفضل ما يعرفه بخبراته = يقول العتيق أطيب فالخمر العتيقة أطيب، والمعنى أن اليهودى الذى تعوَّد أن يفتخر بنفسه وبتقواه، سيجد أن هذا أطيب من إنكار ذاته ونسبة كل شئ لله. لذلك فَضَّل السيد أن لا يصوم تلاميذه حتى يحصلوا على الطبيعة الجديدة. والفريسيون قطعاً سيرفضون التذلل والإنسحاق مفضلين نفختهم وكبريائهم. الخمر الجديدة = هى العبادة بالروح ومن ضمنها الصوم، وهذه تثير الفرح فى الإنسان كثمرة للروح القدس. والزقاق القديمة = يكون جلدها قد فقد مرونته فتنشق مع تخمر وتفاعلات الخمر الجديدة، إشارة للفريسي المنفوخ بكبريائه وبره الذاتي. وبمنطق هذا المثل فلن يكون في السماء نوح ولا تذلل ولا صيام فسنكون مع عريسنا أبدياً. وكمثال لهذا ففي خلال فترة الخمسين المقدسة بعد القيامة لا صوم ولا تذلل وما قبل القيامة خلال الـ55يوماً الصيام تذلل ونوح.

نرى حيرة تلاميذ المعمدان حين رأوا معلمهم فى السجن، بينما كان المسيح وتلاميذه يأكلون ويشربون مع الخطاة. فتحيروا وسألوا لماذا لا يصوم تلاميذك كما نصوم نحن والفريسيين، فهكذا علمنا معلمنا يوحنا المعمدان. وكان من الصعب شرح مفهوم التجديد الشامل والخليقة الجديدة لهم. ولكن إذا تذكروا كلام معلمهم أنه فَرِحَ إذ ذهبت العريس لعريسها، وقارنوا هذا مع رد المسيح أنه طالما العريس موجود لا يصومون (مت9: 14، 15). لفهموا الرد على تساؤلاتهم.

كان اليهود يعفون العريس والعروس وأصدقائهم (وهؤلاء الأصدقاء يسمونهم بنو العرس كما قال عنهم الرب فى الآيات السابقة) من الصوم ومن أى تذلل ومن واجبات الصلاة اليومية والزهد فى أسبوع فرحهم حتى لو جاء يوم الكفارة وسط أيام فرحهم. ويعتبرون أن إسعاد العريس والعروس أسبوع فرحهم هو واجب دينى. وبالتالى سيفهمون أنه بعد مغادرة المسيح بالجسد للأرض سيبدأ تلاميذه فى الصوم والتذلل ولكن بالمفاهيم المسيحية الجديدة. بل أن مغادرة المسيح لن تكون بهذه السهولة، بل هو سيصلب ومن بعدها يبدأ إضطهاد مروع ضدهم. [ولكنهم فى حبهم للمسيح الذى أحبهم سيقبلون ليس فقط الصوم بل الموت. هذا هو الخمر الجديد. الحب الجديد الذى يجعلهم يصومون فى فرح ويتألمون من أجل المسيح فى فرح ويحسبون هذا الألم هبة من المسيح أن يشتركوا معه فى ألامه (فى1: 29)].

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي