الأصحاح الثامن سفر الملوك الأول مارمرقس مصر الجديدة

الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ

تدشين الهيكل.

1 حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ الأَسْبَاطِ، رُؤَسَاءَ الآبَاءِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي أُورُشَلِيمَ، لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ، هِيَ صِهْيَوْنُ. 2 فَاجْتَمَعَ إِلَى الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعِيدِ فِي شَهْرِ أَيْثَانِيمَ، هُوَ الشَّهْرُ السَّابعُ. 3 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَحَمَلَ الْكَهَنَةُ التَّابُوتَ. 4 وَأَصْعَدُوا تَابُوتَ الرَّبِّ وَخَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ الْقُدْسِ الَّتِي فِي الْخَيْمَةِ، فَأَصْعَدَهَا الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ. 5 وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ الْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ مَعَهُ أَمَامَ التَّابُوتِ، كَانُوا يَذْبَحُونَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. 6 وَأَدْخَلَ الْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ الْبَيْتِ فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ، إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ الْكَرُوبَيْنِ، 7 لأَنَّ الْكَرُوبَيْنِ بَسَطَا أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ التَّابُوتِ، وَظَلَّلَ الْكَرُوبَانِ التَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. 8 وَجَذَبُوا الْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ الْعِصِيِّ مِنَ الْقُدْسِ أَمَامَ الْمِحْرَابِ وَلَمْ تُرَ خَارِجًا، وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9 لَمْ يَكُنْ فِي التَّابُوتِ إِلاَّ لَوْحَا الْحَجَرِ اللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى هُنَاكَ فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ الرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 10 وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ الْكَهَنَةُ مِنَ الْقُدْسِ أَنَّ السَّحَابَ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ، 11 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ.

العدد 1

ع1:

شيوخ إسرائيل: هم مشيروا الملك ويساعدونه في الحكم في قضايا الشعب.

رؤوس الأسباط رؤوس الآباء: عددهم 12، واحد لكل سبط.

مدينة داود صهيون: كانت أولًا حصنًا لليبوسيين وبعدها أخذها داود وبنى فيها قصرًا ومدينة جديدة سميت باسمه (1 أى11: 4 – 8). وكلمة صهيون تعنى “حصن”، وهي من التلال التي تقوم عليها أورشليم. كان داود قد نقل إليها التابوت، ثم نقل سليمان التابوت إلى الهيكل الذي أقامه على جبل المريا، أي أن صهيون غير جبل المريا. فيما بعد أصبحت كلمة صهيون تشمل الهيكل أيضًا وكثيرًا ما يطلق اسم صهيون على أورشليم كلها.

كان آخر موضع وصل إليه التابوت هو صهيون في خيمة خاصة أقامها له داود، وهي غير الخيمة الأصلية التي اقامها موسى والتي وضعت في جبعون وتحوى كل أدوات الخيمة، بينما أقيم هيكل سليمان على جبل المريا، فكان من الطبيعي أن ينقل التابوت من صهيون إلى الهيكل ليوضع في قدس الأقداس. وكان من اللائق أن يتم النقل بصورة احتفالية في موكب يسير فيه شيوخ إسرائيل ورؤساء الأسباط الذين وجَّه إليهم الملك سليمان الدعوة للمشاركة، فهو احتفال بإعلان سكنى الله وسط الشعب كله وتدشين الهيكل. والمقصود بكلمة “إصعاد” ليس نقل التابوت من مكان منخفض إلى مكان مرتفع، بل إلى هيكل الله أعظم مكان في العالم.

العدد 2

ع2:

شهر ايثانيم: هو الشهر السابع في التقويم العبري للسنة الدينية وهو الشهر الأول في السنة المدنية ويقابل شهرى سبتمبر وأكتوبر، وكانت أعياد الكفارة والأبواق والمظال تقع في هذا الشهر.

لبّى جميع رجال إسرائيل دعوة الملك وشاركت كل القيادات الدينية والمدنية وممثلو الشعب في الاحتفال الذي يرأسه الملك نفسه لنقل التابوت، وكان ذلك في شهر إيثانيم.

وكان الهيكل قد تم بناؤه في شهر بول أي في الشهر الثامن، وانتظر سليمان أحد عشر شهرًا أكمل فيها الأثاثات والأدوات الموجودة داخل الهيكل ورتب كل ما يتصل باحتفال تدشين الهيكل، واختار الشهر السابع في السنة التالية لأنه ملئ بالأعياد كما ذكرنا ويجتمع فيه الشعب من كل البلاد كما تنص الشريعة. وهكذا بعد حوالي 480 عامًا دامت فيها العبادة في خيمة الاجتماع، تنتقل الآن إلى هيكل مبنى وثابت هو هيكل سليمان.

الأعداد 3-4

ع3 – 4:

:

الخيمة: المقصود الخيمة التي أقامها موسى.

حمل الكهنة التابوت على أكتافهم كما تقضى الشريعة. وكان حمل التابوت من وظيفة اللاويين ولكن لعظمة هذا الاحتفال، حمل الكهنة التابوت بأنفسهم. وكانت خيمة الاجتماع في ذلك الوقت في مكان آخر خارج أورشليم وهو “جبعون” (1 أى16: 39)، فنقلت كل الأثاثات والأدوات الموجودة في الخيمة والخيمة أيضًا وحفظت في الحجرات الملحقة ببيت الرب لأنها تقدست بحضور الله فيها أثناء الصلوات فكانت بركة لابد من الاحتفاظ بها. وهكذا نفهم أن التابوت كان في مكان وهو أورشليم والخيمة وأدواتها كانت في جبعون في أيام داود فنقل كل هذا إلى الهيكل.

وترمز خيمة الاجتماع لجسد المسيح الذي عاش به على الأرض، ودخول الخيمة إلى هيكل الله الذي أقامه سليمان يرمز لدخول المسيح بالجسد النورانى إلى السماء بعد صعوده.

العدد 5

ع5:

قدّم الملك والشعب في مسيرتهم أمام التابوت ذبائح بأعداد لا تعد ولا تحصى من الكثرة تعبيرًا عن فرحهم وشكرهم للرب لعمله معهم وسماحه بإقامة هيكل ثابت يسكن فيه في وسطهم.

العدد 6

ع6:

أدخل الكهنة التابوت إلى قدس الأقداس ووضعوه في المكان المخصص له تحت جناحى الكروبين المصنوعين من خشب الزيتون المغشى بالذهب (1 مل 6: 27).

العدد 7

ع7:

كان جناحا الكروبين يظللان التابوت وكانت العصى المخصصة لحمل التابوت في أماكنها في الحلقات على جانبى التابوت حتى تم إدخال التابوت إلى مكانه.

العدد 8

ع8:

بعد أن أدخل الكهنة التابوت بعصويه، الذين يحملانه بهما، وضعوا تحت جناحى الكاروبين القائمين في قدس الأقداس. وبعد ذلك جذب العصوين إلى الخارج في اتجاه باب قدس الأقداس ولم ينزعاها من الحلقات، فكانت تلمع عند دخول رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس في النور الإلهي (الشاكيناه) الذي كان يضئ عند دخوله؛ وبهذا يرى لمعان رأسى العصى؛ فلا يقترب إلى التابوت.

وعند جذب العصوين رأى الكهنة الواقفين في القدس وقتذاك رأس العصوين، ثم أغلقوا باب قدس الأقداس، فلم يعد أحد يراهما إلا رئيس الكهنة عند دخوله مرة كل سنة. ولم تعد تستخدم العصوين في حمل التابوت لأنه استقر في قدس الأقداس وليس هناك حاجة إلى تحريكه، كما كان يحدث قديمًا في خيمة الاجتماع. والخيمة ترمز إلى الكنيسة المتغربة في برية العالم، أما الهيكل فيرمز لأورشليم السمائية حيث تستقر الكنيسة مع المسيح إلى الأبد.

† إن وجود العصوين في حلقاتهما في التابوت رغم استقراره في قدس الأقداس تذكرنا نحن المؤمنين بضرورة اليقظة المستمرة في جهادنا الروحي الذي لن ينتهى حتى ننعم بالدخول إلى الحياة الأبدية. كما علينا أن ندرك دائمًا أننا في غربة على هذه الأرض حتى نعود إلى بيتنا السماوى.

العدد 9

ع9:

لم يوجد داخل التابوت سوى لوحى الشريعة، أما قسط المن وعصا هرون الذين ذكرهما بولس الرسول في (عب9: 4)، وضعا في صندوق خاص بجوار التابوت في المحراب، وقد كان يوضح قسط المن وعصا هرون في خيمة الاجتماع أمام تابوت العهد (عد17: 10) ثم يوضعا فيه عند الارتحال، أما في الهيكل بعد الاستقرار فقد وضعا أمام التابوت في صندوق خاص.

الأعداد 10-11

ع10 – 11:

:

عندما خرج الكهنة من القدس بعد وضع التابوت مكانه، ظهر سحاب كثيف ملأ الهيكل، كعلامة لرضا الله على ما فعله الملك سليمان وشعبه، وكانت شدة السحاب ملحوظة للغاية، حتى أن الكهنة لم يستطيعوا أن يبدأوا الخدمة، وهو نفس ما حدث عند تدشين خيمة الاجتماع ولم يستطع موسى أن يدخل (خر40: 34 – 35) ولم يظهر الله بمجده إلا بعد خروج الكهنة لأنهم لن يحتملوا رؤية مجد الله.

ملحوظة: وضع الكهنة تابوت العهد في قدس الأقداس، ثم خرجوا قبل بدء الخدمة ولم يكن يسمح لأحد بعد ذلك أن يدخل قدس الأقداس؛ إلا رئيس الكهنة ولمرة واحدة في العام.

وقد ظهر مجد الله بشكل سحاب لما يلي:

السحاب مرتفع في السماء والله يسمو عن أفكارنا وأعمالنا.

السحاب عبارة عن ماء نقى تبخر وارتفع إلى السماء، والله نقى بل كامل النقاوة.

السحاب لونه أبيض، والله كلى البهاء والعظمة.

السحاب يخفى ما وراءه، والله لا يعرف أحد أعماق جوهره؛ لأنه غير محدود ولا يمكن معرفة كل أفكاره وتدابيره.

والسحاب يعلن في مواضع كثيرة حضرة الله، كما في تجلى المسيح على الجبل. ولكن سر ظهور السحاب يعلن مجد الله وتعظيمه لهذا الهيكل وتقديره لتعب سليمان وكل شعبه في بنائه بهذه الفخامة وسر العظمة الحقيقي هو حلول الله وليس فخامة البناء.

ومجد الرب عندما ملأ البيت يرمز لجسد المسيح في ملء الزمان وأيضًا لسكنى روحه القدوس في قلب كل مؤمن في العهد الجديد بالإضافة إلى حلوله في كنيسته وأسراره المقدسة.

هل تبحث عن  الأب الكاهن قدسأبونا القس ابرآم عادل عجيب

العدد 12

ع12:

وقف سليمان يشجع الشعب، إذ امتلأت قلوبهم رهبة عندما ملأ مجد الرب البيت بالسحاب، فأفهم شعبه أن السحاب إعلان لحلول الله في وسط شعبه وسكناه في بيته. وقد ظهر الله في السحاب قبل ذلك أيام موسى النبي ويبدو أن هذه العبارة، أي سكنى الله في السحاب، كانت معروفة عند اليهود، إذ كانوا يرونها تحل على خيمة الاجتماع ولكن يؤكدها هنا سليمان، عندما رأى السحاب يغطى بيت الرب عند تدشينه.

العدد 13

ع13:

بدأ سليمان عظة هي في جوهرها تسبحة شكر لله، لما سمح به من تحقيق رغبة داود أبيه، فمكّن ابنه سليمان من بناء بيت يسكن فيه الرب دائمًا.

العدد 14

ع14:

كان وجه سليمان نحو قدس الأقداس عند إدخال التابوت إليه، فاستدار ليواجه شعبه الواقف أمامه ويباركهم بالبركة التي يبارك بها رئيس الكهنة الشعب، كما باركهم موسى النبي (خر39: 43) وكما فعل داود عند إصعاده تابوت الرب إلى مدينة داود (2 صم6: 18). ولم تذكر كلمات البركة التي قالها سليمان ولعلها تشبه ما يقوله رئيس الكهنة (عد6: 22 – 27).

وكان الشعب في احتياج أن يطمئن بهذه البركة أمام رهبة حلول الله ومخافته.

العدد 15

ع15:

يشير سليمان إلى الوعد الإلهي لداود ببناء البيت (2 صم7)، مسبحًا الرب، الذي وعد بفمه أولًا، ثم حقق بيده ما سبق ووعد به.

الأعداد 16-17

ع16 – 17:

:

قال سليمان عن فم الرب أن الرب لم يحدد للشعب – منذ أخرجه من مصر – مدينة محددة من مدن أسباط إسرائيل لبناء بيت على اسم الرب، بل اختار داود ملكًا على شعبه وهذا الكلام كان سليمان قد سمعه من أبيه الذي أعلمه به ناثان النبي (2 صم7). وداود هو الذي فكر في بناء البيت، كما أخبر ناثان النبي (2 صم7). وكان الله يسكن في وسط شعبه، في خيمة الاجتماع، التي تنتقل من مكان إلى مكان بين الأسباط، إلى أن سمح الله ببناء بيت ثابت له.

† عندما رأى الله رغبة داود في بناء بيت له، ثم تنفيذ سليمان لذلك، فرح وحل وبارك الهيكل. وعندما يرى الله اشتياقك وسعيك نحوه من خلال الصلاة والقراءة يفرح ويبارك حياتك ببركات كثيرة فوق ما تتمنى.

الأعداد 18-19

ع18 – 19:

:

فرح الله برغبة داود أن يبنى لله بيتًا ولكن لانشغال داود بحروب كثيرة؛ لتوسيع المملكة واستقرارها لم يكن من المناسب أن يبنى هذا البيت العظيم فأجل هذا العمل لأيام ابنه سليمان الذي في عهده استقرار ورخاء.

الأعداد 20-21

ع20 – 21:

:

يضيف سليمان قائلًا: حقق الرب ما وعد به، فتوليت أنا ابنه العرش وقمت ببناء البيت باسم الرب وهيأت مكانًا للتابوت، الذي يضم عهد الرب، الذي قطعه مع آبائنا حين أخرجهم من مصر، أي لوحى الشريعة المكتوب عليها الوصايا.

ونلاحظ في كلام سليمان أنه لم يشر إلى عظمة مباني هيكل الله، أو الذهب الذي فيه ولكنه ركز على أمرين هما:

وعد الله ببناء بيت له على يد ابن داود.

وجود تابوت عهد الله في الهيكل.

أى أن عظمة الهيكل ترتكز على وعد الله وحضوره من خلال التابوت، وهو سر قوة الهيكل، الذي هو صورة السماء على الأرض.

22 وَوَقَفَ سُلَيْمَانُ أَمَامَ مَذْبَحِ الرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ 23 وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ إِلهٌ مِثْلَكَ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَلاَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ، حَافِظُ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ السَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 24 الَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وَأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهذَا الْيَوْمِ. 25 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ احْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلًا: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ كَانَ بَنُوكَ إِنَّماَ يَحْفَظُونَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَمَامِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 26 وَالآنَ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ أَبِي. 27 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟

العدد 22

ع22:

مذبح الرب: المقصود المذبح النحاسى حيث أقيم منبر لسليمان أمامه ووقف الشعب كله وراءه.

أدار سليمان وجهه نحو مذبح الرب متقدمًا جميع الشعب في تضرعهم إلى الله، ورفع يديه نحو السماء ليسبح الرب. وهذا يبين تقوى سليمان وفهمه بالعبادة المقدسة المقدمة لله.

وبسط اليدين يعني:

إظهار الاحتياج لله.

تقديم الطلبات والاحتياجات لله، القادر على الاستجابة لها.

إظهار الاتضاع والخشوع في التضرع لله.

إعلان الإيمان بسكنى الله في السماء، أي سموه عن أفكار البشر.

تسبيح الله وتمجيده على مراحمه وعطاياه.

ومازال المؤمنون يرفعون أيديهم إلى الله في صلواتهم، سواء الصلوات الجماعية في الكنيسة، أو الخاصة في بيوتهم.

وسليمان في صلاته الشفاعية هذه عن شعبه يرمز للمسيح الشفيع عن شعبه (يو17). وقد وقف سليمان أمام المذبح لأن صلاته قائمة على الذبيحة التي ترمز لذبيحة المسيح، فبالمسيح الفادى لنا قدوم ودالة أمام الآب.

العدد 23

ع23:

يقرّ سليمان من خلال تسبيحه بأن الله لا شبيه ولا مثيل له، لا في السماء ولا على الأرض، هو صانع رحمة بتحقيقه الوعود الإلهية، وهو إله أمين حافظ للعهد والإحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه، السالكين في طرقه باستقامة. فهو ثابت في حفظ وعوده رغم ضعف البشر وعدم حفظهم لوعودهم نحوه، ثم رحمته تستر وتكمل كل ضعف في البشر، فبحفظه وعوده ورحمته يقبل أولاده رغم ضعفهم.

العدد 24

ع24:

الله صادق في وعوده وقد وعد داود بالسماح لبناء بيت له والآن بقوة الله تمَّ الوعد الإلهي وبُنى البيت بيد ابن داود، أي سليمان النبي.

الأعداد 25-26

ع25 – 26:

:

الآن يطلب سليمان من الرب أن يديم الملك على بني إسرائيل لبيت داود، كما وعده بذلك قائلًا أنه سيكون دائمًا من نسله من يجلس على كرسى المملكة بشرط حفظهم الوصايا وأمانتهم واستقامتهم (2 صم7: 4 – 17) وقد حقق الله وعده لنسل داود، فأبقى بعد انقسام المملكة سبطين ليملك عليهما نسل داود وهي مملكة يهوذا، ثم كان التحقيق الأكبر لهذا الوعد بأن جاء المسيح من نسل داود ليملك على قلوب المؤمنين به إلى الأبد.

العدد 27

ع27:

أدرك سليمان بحكمته الروحية أن الله مالئ كل مكان قد تنازل ورضى أن يسكن في مكان محدد وسط شعبه.

† ليتك تمجد الله في صلواتك وتسبحه، لتشعر بعظمته، فتخشع أمامه وتنال بركاته وتطلب منه بثقة كل ما تريد؛ لأنه العظيم القادر على كل شيء.

28 فَالْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، وَاسْمَعِ الصُّرَاخَ وَالصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ الْيَوْمَ. 29 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هذَا الْبَيْتِ لَيْلًا وَنَهَارًا، عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قُلْتَ: إِنَّ اسْمِي يَكُونُ فِيهِ، لِتَسْمَعَ الصَّلاَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 30 وَاسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَاسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ. 31 إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ إِلَى صَاحِبِهِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ حَلْفًا لِيُحَلِّفَهُ، وَجَاءَ الْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ فِي هذَا الْبَيْتِ، 32 فَاسْمَعْ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاعْمَلْ وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ. 33 إِذَا انْكَسَرَ شَعْبُكَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ الْعَدُوِّ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ وَصَلَّوْا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 34 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْجِعْهُمْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لآبَائِهِمْ. 35 «إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هذَا الْمَوْضِعِ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ، 36 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَرًا عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثًا. 37 إِذَا صَارَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ، إِذَا صَارَ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ فِي أَرْضِ مُدُنِهِ، فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 38 فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 39 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ، 40 لِكَيْ يَخَافُوكَ كُلَّ الأَيَّامِ الَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِنَا. 41 وَكَذلِكَ الأَجْنَبِيُّ الَّذِي لَيْسَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ هُوَ، وَجَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ، 42 لأَنَّهُمْ يَسْمَعُونَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَبِيَدِكَ الْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ الْمَمْدُودَةِ، فَمَتَى جَاءَ وَصَلَّى فِي هذَا الْبَيْتِ، 43 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَافْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُو بِهِ إِلَيْكَ الأَجْنَبِيُّ، لِكَيْ يَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ اسْمَكَ، فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِكَيْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ دُعِيَ اسْمُكَ عَلَى هذَا الْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ. 44 «إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ عَدُوِّهِ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ، وَصَلَّوْا إِلَى الرَّبِّ نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَهَا وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُهُ لاسْمِكَ، 45 فَاسْمَعْ مِنَ السَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ. 46 إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ، وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ الْعَدُوِّ وَسَبَاهُمْ، سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، بَعِيدَةً أَوْ قَرِيبَةً، 47 فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا. 48 وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ أَعْدَائِهِمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ، وَصَلَّوْا إِلَيْكَ نَحْوَ أَرْضِهِمِ الَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِهِمْ، نَحْوَ الْمَدِينَةِ الَّتِي اخْتَرْتَ وَالْبَيْتِ الَّذِي بَنَيْتُ لاسْمِكَ، 49 فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50 وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51 لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ. 52 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ نَحْوَ تَضَرُّعِ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُصْغِيَ إِلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَا يَدْعُونَكَ، 53 لأَنَّكَ أَنْتَ أَفْرَزْتَهُمْ لَكَ مِيرَاثًا مِنْ جَمِيعِ شُعُوبِ الأَرْضِ، كَمَا تَكَلَّمْتَ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِكَ عِنْدَ إِخْرَاجِكَ آبَاءَنَا مِنْ مِصْرَ يَا سَيِّدِي الرَّبَّ».

هل تبحث عن  اختيار داود الأصغر بين إخوته ملكًا يرمز إلى رب المجد

العدد 28

ع28:

يطلب سليمان من الرب الاستجابة لتضرعاته وصلواته التي يرفعها إلى الرب في هذا اليوم، وهذا يبين مدى اتضاع سليمان وخشوعه أمام الله وإحساسه بعظمة حضرته وأيضًا باحتياجه الشديد فصرخ من عمق قلبه طالبًا معونته.

الأعداد 29-30

ع29 – 30:

:

فى هذا الموضع: يقصد أمام هيكل الله.

طلب سليمان من الله رعايته واهتمامه الدائم بهيكله وكل الطلبات التي تقدم فيه من سليمان وكل شعب الله؛ لأن اسم الله دعى على هذا المكان والله في محبته يسمع من السماء ويغفر لشعبه الصارخين إليه ليرحمهم.

الأعداد 31-32

ع31 – 32:

:

وضع عليه حلفًا: طلب الشخص الذي حدث له ضرر من الشخص المشكوك فيه أن يحلف ليؤكد كلامه.

إن حدث ضرر لشخص ما وشك في آخر أن يكون هو المتسبب في الضرّر الذي لحق به، يأتي به إلى بيت الرب ويحلف المشكوك فيه، وليكن الرب هو القاضى بينهم، إن حلف كذبًا يدينه الرب وإن كان صدقًا يبرره الرب. أي أن سليمان يطلب من الله أن يكون قاضيًا لشعبه فيبارك البرئ ويعاقب المذنب الذي لم تظهر أدلة ملموسة على إدانته، فالله فاحص القلوب والكلى وبهذا ينتفى كل ظلم ويجرى الله عدله فيعاقب المخطئ ويبرّر البرئ.

الأعداد 33-34

ع33 – 34:

:

وعد الله شعبه أن يحفظهم إن حفظوا وصاياه (لا26: 1 – 13)، ولكن إن كسروها وخالفوها يتعرضوا لهجمات الأعداء عليهم وينهزموا أمامهم (لا26: 14 – 39)، وبعد هزيمتهم إن شعروا بخطاياهم وقدموا توبة أمام الله نحو هيكله المقدس، يترجى سليمان من الله أن يسامحهم ويعيدهم بقوته إلى بلادهم التي طردهم الأعداء منها، وهذا ما حدث في السبي.

† حتى تتمتع ببركات الله التي وهبها لك، ليتك تحفظ وصاياه وتشكره كل حين ولا تستهن بطول أناته بتماديك في فعل الخطية فتفقد هذه البركات.

الأعداد 35-36

ع35 – 36:

:

إذا منعت عن شعبك المطر الذي يروى المزروعات، بسبب أنهم أخطأوا إليك، ثم أدركوا خطأهم وأقروا بإثمهم ورجعوا عن طرقهم الردية لأنهم علموا أنك تؤدبهم على عصيانهم، فاقبل توبتهم واستجب لتضرعاتهم واغفر لهم، واسمح للسماء أن تمطر فتروى الأرض التي أعطيتها لشعبك ليسكنوا فيها. وقد حدث هذا بالفعل أيام إيليا النبي عندما ترك الشعب الله وانغمسوا في عبادة البعل ولكن لما تابوا أنزل الله المطر بعد ثلاث سنين وستة أشهر.

الأعداد 37-39

ع37 – 39:

:

لفح: ريح ساخنة تجفف النباتات وتميتها.

يرقان: آفة تصيب المزروعات فتهلكها.

جردم: الجراد في مراحل نموه الأولى الذي يتكاثر بالملايين ويكون شرهًا فهي أخطر مراحل نمو الجراد.

إن حدثت مجاعة، أو تفشى وبأ ما، أو هبت ريح حارقة فأصابت المزروعات، أو هاجمه الجراد والآفات، أو إذا حاصر الأعداء مدن شعبك، أو إن حلت بشعبك كارثة، فحين يصلى أو يتضرع أي فرد من كل شعبك. مدركًا ما ارتكبه من معصية وبسط يديه نحو هذا الهيكل، فاستجب أنت من السماء مقر سكناك واصفح وجازى كل أحد حسب طرقه؛ لأنك وحدك مطلع على ما يدور في فكر كل بشر وتعرف خفايا القلوب، فتسامح التائبين المتضرعين إليك وتعاقب الأشرار المتماديين في خطاياهم.

العدد 40

ع40:

إذ يرى شعبك سلطانك يا الله وغفرانك للتائبين ومجازاتك للأشرار يخافونك ويحفظوا وصاياك.

الأعداد 41-43

ع41 – 43:

:

يعطى سليمان فرصة للأجانب، أي غير اليهود، أن يتمتعوا بالصلاة أمام هيكل الله، فيطلب منه أن يستجيب لطلبتهم، إذا أتوا إليه؛ لسماعهم بقوته وعندما يستجيب لهم يؤمنوا به وبهيكله؛ لتفوقه على أوثانهم؛ فيكونوا مبشرين بقوة الله بين الأمم.

وقد سمح موسى للأجانب الذين يحبون شعب الله أن يسكنوا بجوارهم ويقدموا ذبائح لله (عد15: 14).

وهذه الآيات تبين محبة الله لليهود والأمم الذي كمل في ملء الزمان عندما مات المسيح لخلاص البشرية كلها.

الأعداد 44-45

ع44 – 45:

:

إذا خرج شعبك لملاقاة عدو في أي مكان ترسلهم إليه، أي أنها حرب بأمر الرب وليست بدوافع شخصية، فصلوا إليك موجهين وجوههم تجاه المدينة التي اخترتها والهيكل الذي بنيته لاسمك، فاستجب من السماء لصلواتهم ولتضرعاتهم وانصرهم على أعدائهم. وكان كلما طلب الله قبل الحرب وأرسلهم لمحاربة الأعداء ينتصرون، ولكن عندما يهملون طلب الله ينهزمون.

الأعداد 46-49

ع46 – 49:

:

اقض قضاءهم: وانقذهم وأعدهم إلى بلادهم.

إذا أخطأ شعبك وسمحت يا الله لأعدائهم أن يسبوهم إلى بلادهم، وصلى شعبك نحو هيكلك وطلبوا معونتك فأنقذهم من أيدي أعدائهم وأعدهم إلى بلادهم. وقد حدث هذا فعلًا في السبي البابلي وأعادهم الله على يد كورش الملك الفارسى (عز7: 12، 13).

الأعداد 50-51

ع50 – 51:

:

من وسط كور الحديد: من وسط فرن صهر الحديد، وتعنى الشدائد والعذابات.

إذا سمحت يا الله لشعبك أن يظلوا فترة في السبي وتضرعوا نحو هيكلك، فسامحهم واجعل الذين سبوهم يعاملونهم برفق وأرعاهم برحمتك؛ لأنهم شعبك الذي أنقذته من عبودية مصر وعذاباتها.

الأعداد 52-53

ع52 – 53:

:

ولتكن مصغيًا دائمًا لتضرعاتى إليك وكذلك تضرعات شعبك ولتستجب لكل طلباتهم وصراخهم إليك، لأنك اخترتهم أبناءً لك من بين جميع الشعوب، كما قلت على لسان عبدك موسى عندما أخرجت آباءنا من مصر (تث4: 20).

ونلاحظ أن سليمان ركّز على طلبات واحتياجات شعبه وليس على طلباته واحتياجاته الخاصة، فهو يمثل الخادم الأمين الذي يهتم بمن يخدمهم قبل نفسه.

ونرى أن سليمان في صلاته يعتمد على شريعة الله التي استلمها موسى، فهو متمسك بما عاش فيه الآباء وما علمه الله لهم.

ويخبرنا سفر أخبار الأيام (2 أى7: 1 – 3) مسرة الله بهذه الصلاة إذ نزلت نار من السماء وأكلت الذبائح وملأ مجد الرب البيت، حتى لم يستطع الكهنة الدخول وسجد الكل أمام الله العظيم المحب لشعبه.

† إن الله الحنون مهما كانت خطاياك، وحتى لو تعرضت لمشاكل كثيرة بسببها، هو مستعد أن يسامحك ويرفع عنك كل الضيقات، بل يكرمك ويمجدك لأنك ابنه.

54 وَكَانَ لَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ إِلَى الرَّبِّ بِكُلِّ هذِهِ الصَّلاَةِ وَالتَّضَرُّعِ، أَنَّهُ نَهَضَ مِنْ أَمَامِ مَذْبَحِ الرَّبِّ، مِنَ الْجُثُوِّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ نَحْوَ السَّمَاءِ، 55 وَوَقَفَ وَبَارَكَ كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَال قَائِلًا: 56 «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَعْطَى رَاحَةً لِشَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ، وَلَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ كُلِّ كَلاَمِهِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ مُوسَى عَبْدِهِ. 57 لِيَكُنِ الرَّبُّ إِلهُنَا مَعَنَا كَمَا كَانَ مَعَ آبَائِنَا فَلاَ يَتْرُكَنَا وَلاَ يَرْفُضَنَا. 58 لِيَمِيلَ بِقُلُوبِنَا إِلَيْهِ لِكَيْ نَسِيرَ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَنَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَفَرَائِضَهُ وَأَحْكَامَهُ الَّتِي أَوْصَى بِهَا آبَاءَنَا. 59 وَلِيَكُنْ كَلاَمِي هذَا الَّذِي تَضَرَّعْتُ بِهِ أَمَامَ الرَّبِّ قَرِيبًا مِنَ الرَّبِّ إِلهِنَا نَهَارًا وَلَيْلًا، لِيَقْضِيَ قَضَاءَ عَبْدِهِ وَقَضَاءَ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ فِي يَوْمِهِ. 60 لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. 61 فَلِيَكُنْ قَلْبُكُمْ كَامِلًا لَدَى الرَّبِّ إِلهِنَا إِذْ تَسِيرُونَ فِي فَرَائِضِهِ وَتَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ كَهذَا الْيَوْمِ».

هل تبحث عن  القديس البار أنطونيوس الجيورجي (القرن6م)‏

الأعداد 54-55

ع54 – 55:

:

صلى سليمان أمام مذبح الرب ساجدًا على ركبتيه، باسطًا يديه نحو السماء، ثم اتجه نحو الشعب ليباركه بصوت عالٍ وهذه البركة الختامية هي ملخص لصلاة سليمان الطويلة السابقة.

العدد 56

ع56:

مبارك الرب: أي أنه مستحق المجد والتعظيم من شعبه.

صلى سليمان إلى الله ومجده، لأنه منح شعبه أرضًا ليسكن فيها ويجد راحة من المضايقين، فقد أخرجهم من أرض مصر وحفظهم في برية سيناء وأدخلهم أرض كنعان وحفظهم أيام القضاة وأقام لهم ملكًا صالحًا هو داود، ثم بعده ابنه سليمان، وهكذا أتم جميع وعوده الصالحة التي نطلق بها على لسان عبده موسى.

الأعداد 57-58

ع57 – 58:

:

طلب سليمان من الله أن يظل معه هو وشعبه كما كان مع الآباء من أيام إبراهيم، ولا يغضب عليهم، أو يبتعد عنهم ويساعدهم؛ حتى تتعلق قلوبهم به؛ فيحيوا بوصاياه ويعبدوه بأمانة كما عاش معه الآباء.

الأعداد 59-60

ع59 – 60:

:

ترجى أيضًا سليمان من الله أن يقبل صلواته وصلوات كل شعبه، التي يرفعونها إليه كل يوم في النهار والليل ويعتنى بهم ويسد كل احتياجاتهم ويدبر كل أمورهم، وإذ يرى الأمم صنيع الرب معهم، يقروا أن الرب إله إسرائيل هو الله ولا يوجد إله آخر سواه.

العدد 61

ع61:

هنا يوجه سليمان كلامه للشعب طالبًا منهم الإخلاص الكامل للرب والولاء الصادق له بسلوكهم وفق فرائضه وطاعتهم لوصاياه كما فعلوا اليوم، أي يوم تدشين الهيكل، إذ كانوا في حماس روحي واستعداد لطاعة وصايا الله.

† ليتك تكون ثابتًا في علاقتك بالله، فعندما تعده أن تحيا معه وتلتزم بجهاد محدد، اهتم بمتابعة هذه العهود حتى لا تفتر وتضعف.. احرص أن تجدد عهودك كل يوم أمام الله، فتتمتع بعشرته وتفرح بعنايته بك.

62 ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ الرَّبِّ، 63 وَذَبَحَ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ الَّتِي ذَبَحَهَا لِلرَّبِّ: مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، وَمِنَ الْغَنَمِ مِئَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، فَدَشَّنَ الْمَلِكُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَيْتَ الرَّبِّ. 64 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَدَّسَ الْمَلِكُ وَسَطَ الدَّارِ الَّتِي أَمَامَ بَيْتِ الرَّبِّ، لأَنَّهُ قَرَّبَ هُنَاكَ الْمُحْرَقَاتِ وَالتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ، لأَنَّ مَذْبَحَ النُّحَاسِ الَّذِي أَمَامَ الرَّبِّ كَانَ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَسَعَ الْمُحْرَقَاتِ وَالتَّقْدِمَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ. 65 وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ الْعِيدَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ، جُمْهُورٌ كَبِيرٌ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ، أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِنَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. 66 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ صَرَفَ الشَّعْبَ، فَبَارَكُوا الْمَلِكَ وَذَهَبُوا إِلَى خِيَمِهِمْ فَرِحِينَ وَطَيِّبِي الْقُلُوبِ، لأَجْلِ كُلِّ الْخَيْرِ الَّذِي عَمِلَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ عَبْدِهِ وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ.

العدد 62

ع62:

بعد صلاة سليمان، قَّدم مع شعبه ذبائح كثيرة لله، لعل معظمها ذبائح سلامة، وهي تعني شكر الله على صنيعه معهم، بسماحه أن يقام له بيت في وسطهم. وربما قدموا بعضًا من ذبائح الخطية؛ ليغفر لهم الله خطاياهم. وكذلك بعضًا من ذبائح المحرقة والتي تعنى استعدادهم لتكريس قلوبهم لله.

العدد 63

ع63:

كانت ذبائح السلامة التي ذبحت خلال فترة الاحتفالات هائلة من حيث العدد فكانت 22 ألف بقرة و120 ألف من الغنم. هكذا دشن الملك وجميع الشعب هيكل الرب.

والتدشين معناه تكريس وبدء استخدام المكان المقدس والتمتع بالعبادة فيه. ونلاحظ أن التدشين يتم بالصلاة وتقديم الذبائح، وهذا يرمز إلى أن تكريس الأماكن المقدسة يتم بذبيحة المسيح المخلص وبالصلاة له، فلا خلاص بدون سفك دم (عب9: 22).

الذبائح الكثيرة تعلن:

محبة سليمان وشعبه الكبيرة لله.

إحساسهم بعظمة الله وتنازله أن يكون له مسكن دائم في وسطهم.

غنى سليمان هو وشعبه.

شكرهم العميق لله من أجل رضاه أن يسكن في هيكل ثابت وسطهم.

قطعهم عهدًا مع الله بأكلهم من الذبائح ليحيوا له.

إقرارهم بضعهم وخطاياهم وحاجتهم لرحمة الله.

تُقدَّم هذه الذبائح غالبًا في يوم واحد ولكن طوال الأربعة عشر يومًا، التي استمرت فيها الاحتفالات بتدشين الهيكل (ع65). وغالبًا كانت معظم هذه الذبائح من المال الخاص لسليمان والباقى من تقدمات الشعب ورؤسائه.

وذبائح السلامة كان جزءً منها يقدم لله والجزء الثاني يأخذه الكهنة والجزء الثالث الباقى يأكله مقدموا الذبائح مع الاهتمام بإشراك اللاويين والفقراء وكل محتاج في الأكل من هذه الذبائح (لا7: 11) أي أنهم قدموا ذبائح لله فأعطاهم منها فأكلوا من يد الله وفرحوا. وهذا يبين أن أمام تدشين الهيكل كانت أيام فرح عظيمة جدًا وبهجة لكل الشعب.

وكان يصاحب تقديم الذبائح الضرب على الأبواق والعزف على آلات الغناء وتسبيح مستمر لله، غالبًا بترديد المزامير التي تمجد الله (2 أى7: 6).

وعندما يقول الكتاب أن سليمان ذبح هذه الأعداد الضخمة، فمفهوم ضمنيًا أنه لم يذبحها بنفسه؛ لأنه ليس كاهنًا. وقد كان عدد الكهنة كثير جدًا، حوالي ثلاثة آلاف، أما اللاويون الذين يساعدونهم فكان عددهم حوالي 40 ألفًا. وقد تمت هذه الذبائح كما قلنا في مدة 14 يومًا وبالتالي يمكن تقديم هذه الأعداد الضخمة.

العدد 64

ع64:

عمل سليمان مذبحًا نحاسيًا كبيرًا ليقدم عليه شحم الذبائح كما تنص الشريعة، ولكن الأعداد الضخمة التي قدمت في تدشين الهيكل لا يمكن أن يتسع لها أي مذبح مهما كان كبيرًا، لذلك اضطر سليمان أن يقدس مساحة كبيرة في مدخل بيت الرب، حول المذبح النحاسى؛ لتقديم الذبائح عليها، ولعله أقام مذابح مؤقتة لهذه المناسبة ووضع عليها من النار المقدسة التي على المذبح النحاسى (خر40)، وكانت الذبائح الحيوانية وكذلك التقدمات التي من الدقيق وغيره من التقدمات النباتية تقدم على هذه المذابح.

العدد 65

ع65:

حماة: مدينة سورية على مسافة 200 كم شمال دمشق.

وادى مصر: أو نهر مصر في بعض الترجمات، هو وادي العريش آخر حدود سبط يهوذا الجنوبية وهو نهر موسمى يمتلئ بالماء في الشتاء ويجف صيفًا، وهو يمثل الحدود بين مصر وأرض بني إسرائيل.

اجتمع شعب الله من أقصى البلاد شمالًا، أي من مدخل حماة إلى أقصاها جنوبًا وهو وادي مصر، كلهم أتوا إلى أورشليم ليفرحوا بتدشين الهيكل وعيّدوا سبعة أيام لهذا الغرض وكان ذلك في الشهر السابع، قبل عيد المظال، الذي يبدأ في اليوم الخامس عشر منه. فبعد السبعة أيام التي احتفلوا فيها بالتدشين استمروا سبعة أيام أخرى للاحتفال بعيد المظال والذي تطلب الشريعة فيه من جميع ذكور بني إسرائيل الحضور إلى أورشليم للوقوف أمام هيكل الله، فكان اختيارًا حسنًا من سليمان أن يختار مناسبة عيد المظال، الذي يجتمع فيه الشعب من كل مكان ويجعل تدشين الهيكل في السبعة أيام السابقة له (لا23).

العدد 66

ع66:

اليوم الثامن من عيد المظال وهو اليوم الحادى العشرون من الشهر السابع هو يوم اعتكاف، كما تنص الشريعة ولا يعمل فيه أى عمل إلا الصلاة والعبادة (لا23: 33 – 36). فبعد انتهاء هذا اليوم بارك سليمان الشعب، بعد أن تمتعوا بعبادة الله ورد عليه الشعب وباركوه. أي دعوا له بالبركة لأجل اهتمامه ببناء بيت الرب. وهنا نرى المحبة الكبيرة بين الملك وشعبه وارتباطهم معًا في محبة الله وعبادته، فشملهم الله برعايته وبركته. ثم انصرفوا فرحين وعادوا إلى بيوتهم يمجدون الله.

† ما أجمل أن تقدم صلوات من أجل من حولك وتشجعهم بكلمات طيبة، فهذا يفرح قلب الله ويفرح الآخرين، فيفرح قلبك أنت أيضًا، خاصة وأن الآخرين غالبًا سيصلون من أجلك ويطلبون لك البركة، فتحيا وكأنك في السماء.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي