الأصحاح الأول سفر الحكمة حكمة سليمان مارمرقس مصر الجديدة

المقدمة

تفاسير أسفار الكتاب المقدس.

أولا: كاتبه.

ثانيًا: زمن كتابته.

ثالثًا: مكان كتابته.

رابعًا: أغراضه.

خامسًا: سماته.

سادسًا: العقائد.

سابعًا: الليتورجيات.

ثامنًا: الرموز.

تاسعًا: قانونيته.

عاشرًا: اقتباسات من الكتاب المقدس.

الحادي عشر: أقسامه.

أولا: كاتبه:

سليمان الحكيم ابن داود ملك بني إسرائيل، الذي عاش في القرن العاشر قبل الميلاد، أي قبل عام 1000 ق. م. وكتب أسفارًا أخرى كثيرة، مثل سفر الأمثال، ونشيد الأنشاد، والجامعة، بالإضافة إلى كتابات كثيرة لم يضمها الوحي الإلهي إلى أسفار الكتاب المقدس بحسب تقليد الآباء.

وقد كتبه سليمان باللغة العبرية، ثم ترجم إلى اللغة اليونانية في القرن الثاني ق. م. ولبلاغته في أصله العبري، ظهر أيضًا بليغًا في ترجمته اليونانية.

ومما يثبت أن كاتبه هو سليمان الحكيم:

إعلان سليمان عن شخصه من خلال السفر، إذ يقول الكاتب أنه ملك وقاضى لشعب إسرائيل، وجالسًا على عرش أبيه، وأمره الله ببناء هيكل له (حك 9: 7، 8).

يظهر من أسلوبه أنه نفس الأسلوب الذي كتب به سليمان باقي أسفاره.

ثانيًا: زمن كتابته:

كُتب قبل عام 1000 ق. م، وانتشر في القرن الثاني وبداية القرن الأول ق. م في الإسكندرية بين اليهود الساكنين هناك؛ لأنه كان سندًا ضروريًا لهم ضد الأفكار اليونانية الوثنية السائدة هناك.

ثالثًا: مكان كتابته:

كتبه سليمان في اليهودية، وغالبًا في أورشليم مكان إقامته.

رابعًا: أغراضه:

تثبيت إيمان اليهود في وحدانية الله، والرد على الشكوك فيها، ودعوة الأمم أن يؤمنوا بالله الواحد.

قوة الله التي تنتصر على حروب الشياطين المختلفة.

عناية الله للأبرار، وعطاياه السخية لهم، ومعاقبة الأشرار. فالله يبارك في الماديات في يد أولاده، أما في يد الأشرار فتكون سبب ضلالهم؛ لأجل شرهم.

أسباب الخير والشر، وما يؤدى إليهما.

الحكمة هي الله، وهي عطية إلهية لكل من يطلبونها.

الحكمة هي عمل الله في الإنسان، فيبارك إمكانياته مهما كانت صغيرة، ويؤدى به إلى السلوك المستقيم.

أهمية الحياة الأبدية، وتأثيرها على السلوك الإنسانى.

عظم البتولية وبركات الله لمحبيها.

دعوة الحكام للتمسك بالحكمة، ليستطيعوا أن يحكموا شعوبهم بفكر الله.

تصوير عميق لبعض الأحداث المذكورة في أسفار موسى الخمسة، مثل الضربات العشر ونزول المن.

خامسًا: سماته:

يظهر أن كاتبه على درجة عالية من العلم، ورقة المشاعر، وبلاغة الأسلوب، ويتميز بالتقوى والروحانية.

الكاتب دارس للأسفار المقدسة، ويقتبس منها، ويضيف إليها تأملات عميقة، وأفكار حكمية.

يستخدم الكاتب فنون البلاغة والإنشاء في أسلوب أدبى رفيع المستوى. ويستخدم أحيانًا الموضوعات المتقابلة، أي المتضادة، مثل الخير والشر، لتوضيح المعنى وتأكيده.

يقدم موضوعات حكمية مختلفة، وينهى كل موضوع بملخص له، فهو كاتب منظم في تفكيره، يساعد القارئ على تجميع المعانى الموجودة في كل موضوع.

يظهر الأسلوب دراية الكاتب بالفلسفات الوثنية واليونانية.

يجسد السفر الحكمة، فيخاطبها كشخص، والمقصود بالحكمة هي اللوغوس، أي الأقنوم الثاني الذي تجسد في ملء الزمان.

سادسًا: العقائد:

يحوى السفر عقائد كثيرة نبين أهمها هنا:

1 – الله: فيظهر صفات كثيرة له مثل:

أ – عالم بكل شيء (حك 1: 6 – 10).

ب – خالق الإنسان على صورته (حك 2: 23). وخلقه بارًا خالدًا، أما الموت فدخل إلى العالم بحسد إبليس (حك 1: 12 – 16؛ 2: 24).

حـ – الله هو مدبر العالم كله، ومصدر كل معرفة وعلم (حك 7: 15 – 21).

د – الله وحده مصدر الفضائل، إليه نلتجئ بالصلاة (حك 8: 21).

هـ – الله يبحث عن أولاده، ويعلن نفسه بسهولة وعمق لمن يطلبه، ويتجاوب معه (حك 6: 13 – 17).

2 – المسيح: يعلن السفر أن المسيح هو الله، وهو الحكمة، فيقول:

أ – المسيح هو الله الذي له كل صفات الألوهية، وروحه هو الروح القدس (حك 7: 22، 23).

ب – المسيح واهب الخلود (حك 8: 13).

جـ – المسيح الأزلي خالق كل المخلوقات (حك 9: 9).

3 – الروح القدس.

أ – المسيح يرسل لنا الروح القدس واهب الحكمة والمعرفة (حك 9: 17).

ب – الروح القدس موجود في كل مكان (حك 1: 7).

4 – الضيقات:

يسمح بها الله لأولاده كامتحان مؤقت، ينالون بعده ثواب عظيم (حك 3: 5).

سابعًا: الليتورجيات:

نجد في طقوس الكنيسة اقتباسات مأخوذة من هذا السفر نورد بعضها هنا:

1 – القداس الإلهي:

فنرى في صلاة الصلح في القداس الباسيلى “الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس” مأخوذ من (حك 2: 24).

2 – الأجبية:

في قطع صلاة باكر يقول “سبقت عيناى وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك” مأخوذة من (حك 16: 28).

3 – التسبحة:

نجد في لبش الهوس الأول “العمق العميق صار مسلكًا… وطريق غير مسلوكة مشوا عليها” مأخوذة من (حك 19: 7، 8).

4 – البصخة:

تقرأ أجزاء من هذا السفر في الساعة السادسة من إثنين البصخة (حك 1: 1 – 9)، الساعة الحادية عشر من ليلة الأربعاء (حك 7: 24 – 30)، وباكر يوم الجمعة العظيمة (حك 2: 12 – 22).

ثامنًا: الرموز:

توجد رموز كثيرة في هذا السفر من أهمها:

اضطهاد المسيح: اضطهاد الأشرار للبار هو رمز لاضطهاد اليهود للمسيح البار (حك 2: 12 – 20).

المسيح الديان: الصديق الذي يعتبر الأشرار موته هوانًا يدينهم في نهاية الأيام، هو رمز للمسيح الذي سيدين جميع الأشرار ببره في الدينونة الأخيرة (حك 5: 1 – 5، 18 – 24).

البتولية: المكافأة السمائية للأطهار الذين ليس لهم نسل، مثل العاقر والخصى ترمز للأمجاد السمائية التي ينالها البتوليون (حك 3: 13 – 15).

تاسعًا: قانونيته:

1 – سفر الحكمة ضمن الأسفار القانونية الثانية، وتعترف بذلك الكنيسة الأرثوذوكسية والكاثوليكية، أما البروتستانت فرغم أنهم يرفضونه، ويرفضون كل الأسفار القانونية الثانية، ولكنهم يعتبرونه كتابًا عظيمًا، يحوى معانى روحية عميقة، ومكتوب ببلاغة عالية، كما شهد بذلك أحدهم، وهو الدكتور سمعان كلهون كاتب كتاب “مرشد الطالبين”.

ولإثبات قانونية هذه الأسفار نورد تاريخ جمعها، وهو كما يلي:

أ – قام نحميا – في القرن الخامس قبل الميلاد – بجمع الأسفار المقدسة التي كتبها الأنبياء، ورجال الله في مكتبة، بعد إرجاع اليهود من السبي (2 مك2: 13). وهي تلك الأسفار التي رتبها عزرا الكاهن، ونُسبت إليه في جمعها، وتشمل كل أسفار العهد القديم، فيما عدا الأسفار القانونية الثانية.

هل تبحث عن  القديس باسيليوس الكبير والعودة إلى قيصرية كبادوكيا

ب – في القرن الثاني قبل الميلاد قام يهوذا المكابى بجمع الأسفار التي كتبت بعد زمان عزرا ونحميا، التي لم يستطيعا الحصول عليها في زمانهما؛ لأنها كانت مع بعض اليهود الذين كانوا قد تشتتوا في السبي، وبهذا كملت الأسفار المقدسة. وهذه الأسفار الأخيرة التي جمعها يهوذا (2 مك2: 14)، هي ما تسمى بالأسفار القانونية الثانية، وهي ليست ثانية في مكانتها، بل ثانية في زمان جمعها. وقد كانت الأسفار القانونية الثانية موجودة في أيدي اليهود قبل ذلك بسنوات كثيرة، ولكن يهوذا جمعها، ورتبها، إذ أن الحقبة بين نحميا ويهوذا كانت طويلة، وهي ثلاثة قرون. وقد اعترف بها اليهود وقتذاك كأسفار قانونية.

ج – هاجر كثير من اليهود الذين كانوا في فلسطين إلى مصر؛ نتيجة اضطهاد السلوقيين لهم. وأراد بطليموس فيلادلفوس حاكم مصر ترجمة أسفار اليهود من العبرية إلى اليونانية، فاستدعى اثنين وسبعين شيخًا من اليهود، قاموا بترجمة الأسفار التي كانت بين أيدي اليهود، وسميت بالترجمة السبعينية، وهي تحوى الأسفار القانونية الثانية.

د – واضح مما سبق أن اليهود قبلوا الأسفار القانونية الثانية قبل مجئ المسيح، ولكن في العصر المسيحى، أي القرن الأول، وما تلاه، اعتمد المسيحيون في إثبات أن يسوع المسيح هو المسيح المنتظر على الترجمة السبعينية لأسفار العهد القديم؛ لذا رفض اليهود الأسفار القانونية الثانية، وتمسكوا بالنسخة القديمة التي كانت عندهم، والتي تنقصها هذه الأسفار.

هـ – قبلت الكنيسة الكتاب المقدس بما يحويه من الأسفار القانونية الثانية، طوال القرون الماضية، حتى القرن السادس عشر، حين قامت الثورة البروتستانتية، فرفضت هذه الأسفار، لا لأسباب عقيدية، ولكن رفضًا منهم لكل ما تسلموه من الكنيسة الكاثوليكية، وعادوا إلى النسخة اليهودية القديمة، واعتبروا الأسفار القانونية الثانية مجرد كتب قديمة، وضموها إلى كتب الأبوكريفا، أي الكتب المخفية، والتي تحوى أساطير وخرافات، وهي كتب غير قانونية.

و – الأسفار القانونية الثانية تشمل:

سفر طوبيا وترتيبه في الكتاب المقدس بعد نحميا، ويشمل أربعة عشر إصحاحًا.

سفر يهوديت وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر طوبيا، ويشمل ستة عشر إصحاحًا.

تتمة سفر أستير، وترتيبه في الكتاب المقدس مكمل لسفر أستير، ويشمل الإصحاحات من العاشر إلى السادس عشر.

سفر الحكمة لسليمان الملك، وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر نشيد الأنشاد، ويشمل تسعة عشر إصحاحًا.

سفر حكمة يشوع بن سيراخ، وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر الحكمة، ويشمل واحد وخمسين إصحاحًا.

سفر نبوة باروخ، وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر مراثى إرميا، ويشمل ستة إصحاحات.

تتمة سفر دانيال، وترتيبه في الكتاب المقدس مكمل لسفر دانيال، ويشمل بقية الإصحاح الثالث وإصحاحين آخرين، هما الأصحاح الثالث عشر والرابع عشر.

سفر المكابين الأول، وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر ملاخى، ويشمل ستة عشر إصحاحًا.

سفر المكابين الثاني، وترتيبه في الكتاب المقدس بعد سفر المكابين الأول، ويشمل خمسة عشر إصحاحًا.

2 – أقرت قوانين الرسل قانونية هذا السفر ضمن الأسفار المقدسة في قانون 85.

3 – أقرت المجامع الأولى قبل الانقسام قانونيته، مثل مجمع ايبون عام 393 م، والذي حضره القديس أوغسطينوس، وكذلك مجمعى قرطاجنة الأول والثانى عامى 397 م، 419 م.

4 – أقرت المجامع الحديثة للكنيسة الكاثوليكية قانونيته، مثل المجمع التريدنتينى 1546 م، ومجمع القسطنطينية عام 1642 م. بالإضافة إلى مجمعى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية عامى 1671 م، 1682 م.

5 – الترجمة السبعينية، وقد حوت الترجمة على هذه الأسفار، وعدتها في مرتبة واحدة مع الأسفار الأخرى، وكذلك الترجمات التي ظهرت بعدها، وجمعها العلامة أوريجانوس، مثل ترجمة أكويله، وترجمة إبيماخوس.

6 – شهد الآباء الأولون بقانونيته، واستشهدوا به في كتاباتهم، وهم القديس إكليمندس الروماني، والقديس اكليمندس الإسكندري، والقديس أوسابيوس القيصرى، والقديس إيريناؤس، والقديس ديوناسيوس الإسكندري، والبابا أثناسيوس الرسولى، والقديس أبيفانيوس، والقديس ايرونيموس والقديس باسيليوس.

عاشرًا: اقتباسات من الكتاب المقدس:

1 – العهد القديم:

مما يؤكد قانونية هذا السفر اقتباساته من كتب العهد القديم، مثل أشعياء والمزامير، وأسفار موسى، ويوجد به إشارات واضحة للذبائح والتسابيح (حك 18: 9)، والبخور (حك 18: 21) والخيمة والمذبح والهيكل (حك 9: 8).

2 – العهد الجديد.

اقتبست كتب العهد الجديد الكثير من هذا السفر، فتشابهت المعانى مثل:

أ – (مت13: 43) و(حك 3: 7).

ب – (يو1: 1) و(حك 8: 3).

جـ – (يو1: 10) و(حك 9: 9).

د – (رو 1: 19، 20) و(حك 13: 1).

هـ – (رو2: 4) و(حك 12: 10).

و – (أف6: 11 – 20) و(حك 5: 17 – 20).

الحادي عشر: أقسامه:

يمكن تقسيم السفر إلى الأقسام التالية:

1 – مكافأة الأبرار، ومصير الأشرار (حك 1 – 5).

يظهر هذا الجزء مقابلة بين مصير الأبرار، والأشرار، ويدعو الأبرار إلى التمسك بالبر الذي يهبهم الخلود، ويثبت بهذا إيمان الأبرار بالله أمام مقاومة الأشرار لهم. ويحوى هذا الجزء على ما يلي:

الأصحاح الأول: الله يكره النفاق.

الأصحاح الثانى: إدعاءات الأشرار وفسادهم.

الأصحاح الثالث: مصير الأبرار والأشرار.

الأصحاح الرابع: البتولية ومعنى الشيبة الصالحة.

الأصحاح الخامس: الأبرار والأشرار في يوم الدينونة.

2 – مفهوم الحكمة ومدحها (حك 6 – 9):

يمتدح سليمان الحكمة ويكشف عن طبيعتها وأنها عطية الله، ويدعو الملوك الوثنيين إلى اتباعها. ويحوى هذا الجزء ما يلي:

الأصحاح السادس: الملوك والحكمة.

الأصحاح السابع: عظمة الحكمة.

الأصحاح الثامن: تفوق الحكمة.

الأصحاح التاسع: صلاة سليمان لطلب الحكمة.

3 – مصدر الرحمة والرعاية والأبدية (حك 10 – 19).

يظهر لنا السفر أهمية هذه الحكمة من خلال سفر الخروج، ومقابلة بين حال شعب الله، والمصريين. وينقسم هذا الجزء إلى ما يلي:

الأصحاح العاشر: عمل الحكمة من آدم إلى الخروج من مصر.

الأصحاح الحادي عشر: ضربتا النهر والضفادع.

الأصحاح الثاني عشر: الله يسعى لخلاص الكل.

الأصحاح الثالث عشر إلى السادس عشر: عبادة الأصنام ونتائجها.

الأصحاح السابع عشر إلى التاسع عشر: ضربات الظلام وموت الأبكار وعبور البحر الأحمر.

ملحوظة:

يوضع هذا السفر في الكتاب المقدس بعد سفر نشيد الأنشاد، وبعده يوضع سفر يشوع بن سيراخ، وهو أيضًا من الأسفار القانونية الثانية، ثم سفر أشعياء.

يُرْمَز للسفر بهذين الحرفين (حك).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

الله يكره النفاق.

نلاحظ في الأصحاحات الخمس الأولى من هذا السفر أنه يناقش فكرة مكافأة الأبرار ومصير الأشرار، ويظهر من خلالها أهمية الحكمة في خلاص الأبرار، وفقدان الأشرار للحكمة.

هل تبحث عن  آدم أين أنت؟ _ سمعان اللاهوتي الحديث

1 أَحِبُّوا الْعَدْلَ، يَا قُضَاةَ الأَرْضِ، وَاعْتَقِدُوا فِي الرَّبِّ خَيْرًا، وَالْتَمِسُوهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. 2 فَإِنَّمَا يَجِدُهُ الَّذِينَ لاَ يُجَرِّبُونَهُ، وَيَتَجَلَّى لِلَّذِينَ لاَ يَكْفُرُونَ بِهِ. 3 لأَنَّ الأَفْكَارَ الزَّائِغَةَ تُقْصِي مِنَ اللهِ، وَاخْتِبَارَ قُدْرَتِهِ يُثَقِّفُ الْجُهَّالَ. 4 إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ، 5 لأَنَّ رُوحَ التَّأْدِيبِ الْقُدُّوسَ يَهْرُبُ مِنَ الْغِشِّ، وَيَتَحَوَّلُ عَنِ الأَفْكَارِ السَّفِيهَةِ، وَيَنْهَزِمُ إِذَا حَضَرَ الإِثْمُ.

العدد 1

ع1:

اعتقدوا: فكروا.

“أحبوا العدل يا قضاة الأرض”:

قضاة الأرض هم الشيوخ والمسئولون، والقضاة في المحاكم، وكل أب، وكل أم، وكل مسئول في أي مكان، وكل كاهن، وكل خادم، وكل من يرعى غيره.

هذه الآية تعلن أمرًا إلهيًا، وهو محبة العدل. والعدل هو الحق والبر. والمقصود أن يحب الناس، العدل، فيحيوا به، ثم يعلنوه لمن حولهم، فيكونون قدوة لغيرهم، ثم صوت الله يسمعه الآخرون، وأخيرًا يفصلون في المشاكل والأمور المختلفة.

“واعتقدوا في الرب خيرًا”.

يأمر السفر أيضًا أن نفكر بالخير في الله؛ لأن الله هو صانع الخيرات، ويتنافر مع الشر، فهو مصدر كل خير على الأرض.

إن رأى الإنسان أمرًا لا يفهمه من تصرفات الله، فلا يندفع، ويحكم – بإيعاز من الشيطان – أن الله ظالم؛ لأن طبيعة الله الخير، أما الشر، فهو طبيعة الشيطان. فالتجارب الصعبة قد يظن الإنسان فيها أن الله لا يحبه، مع أنه بحكمة يسمح بها لخيره، كما يستخدم الطبيب الدواء المر لعلاج المرضى، فينالون الشفاء.

“والتمسوه بقلب سليم”.

الأمر الثالث في هذه الآية هو أن يلتمس، أو يطلب الإنسان الله في كل احتياجاته ويلح عليه؛ لأنه لا يوجد من يحبه مثل الله، وفى نفس الوقت هو قادر على كل شيء، فيستطيع أن يحقق له مطالبه، ويوفى احتياجاته.

الطلب من الله ينبغى أن يكون بقلب سليم، أي نقى، ليس فيه شر، مثل الكبرياء، أو الإساءة للآخرين، فيكون بقلب يحب الله، ويحب الناس، ويتضع أمام الله، فينال بركاته.

العدد 2

ع2:

الله يود أن يظهر نفسه لأولاده الذين يبحثون عنه، ويؤمنون به، ويطردون عنهم كل أفكار الشك، فلا يجربونه، فيستطيعون أن يجدوه، أي يلمسون عمله في حياتهم، ويشعرون بوجوده معهم، فيتمتعون بعشرته؛ لأن الذين يجربونه يفقدون إحساسهم به، ويحرمون من خيراته، كما فعل بنو إسرائيل في برية سيناء، فلم يدخلوا أرض كنعان (عد14: 22، 23).

الله يفرح أن يكشف نفسه، ويتجلى بوضوح لأولاده الذين لا يرفضونه بالتذمر، والابتعاد عنه، والتعلق بالآلهة الأخرى، مثل المال، والشهرة، والمركز… فلا يكفرون به، بل يتمسكون به؛ حتى في الضيقات، فيتجلى بوضوح أكبر في عمق الضيقة، كما ظهر للثلاث فتية في أتون النار، وليعقوب أب الآباء الذي صارعه، فنال البركة (تك32: 24 – 28).

العدد 3

ع3:

تقصى: تُبعد.

الأفكار الزائغة هي الأفكار الغريبة، المملوءة مكرًا وخداعًا، وهي أفكار إبليس، التي يدسها للبشر، فتبعدهم عن الله. هو يعرض أفكاره على الناس، ولا يجبرهم عليها، ولكنه بإغراءاته يجذبهم إلى أفكاره، فيعتقدون أنها أفكارهم، وينشغلون بها، وبالعالم، ويتركون الله.

وعلى العكس، فاختبار قدرة الله ضابط الكل * ، وذلك من خلال التمسك بوصاياه، والرجوع إليه بالتوبة يجعل الجهال مثقفين الثقافة الروحية، فيعرفون الله، ويسلكون باستقامة، كما تكبر نبوخذنصر ملك بابل، فعاقبه الله ضابط الكل بسبع سنوات عاش فيها كالحيوان (دا3: 25). وهكذا نرى أن الله ضابط الكل استخدم التأديب مع نبوخذنصر، فأعطاه ثقافة روحية وأخرجه من جهله وهو الكبرياء، فرجع إلى الله.

العدد 4

ع4:

تلج: تدخل.

المسترق: المستعبد.

تتكلم هذه الآية عن الحكمة كشخص؛ لأن الحكمة هي الله الأقنوم الثاني، فالحكمة لا تدخل النفس التي تسعى في الشر، وتسلك مثل إبليس بالخداع والمكر، والمقصود بالنفس هنا الروح التي تسلك باعوجاج، ولا تسير بوصايا الله المستقيمة، وبالتالي لن تتمتع بحلول الله داخلها، ولا ببركاته من حكمة وفهم سليم.

أيضًا الحكمة لا تقبل أن تحل في إنسان أسلم جسده للشهوات الشريرة، وصار عبدًا للخطية؛ لأن الإنسان ينبغى أن يكون نقيًا؛ روحًا وجسدًا؛ حتى يحل الله فيه، وقد أعلن المسيح في العهد الجديد: “وقال طوبى لأنقياء القلب؛ لأنهم يعاينون الله” (مت5: 8).

العدد 5

ع5:

السفيهة: التافهة والطائشة.

روح التأديب القدوس هو الروح القدس، الذي يهرب، أى يتنافر ويبتعد عن الغش، أي عن كل إنسان يسلك بالخداع والغش؛ لأن الإنسان الذي يسلك بالغش هو متباعد عن الله، ورافض له، وبالتالي لا يعمل فيه روح الله.

وإذا وجد روح الله إنسانًا يفكر في أفكار العالم التافهة، والطائشة، لا يعمل فيه أيضًا؛ لأنه منغمس في العالم، ولا يريد أن يحيا مع الله.

وإذا وجد روح الله الإنسان يعمل الإثم والخطية، فيتوقف عمله أمام الشر، أي لا يعمل فيه روح الله؛ لأن الإنسان قد اختار الخطية والإثم بدلًا من الخضوع لله.

ولذا فالعهد الجديد يحذرنا من رفض عمل الروح القدس فيقول: “لا تطفئوا الروح” (1 تس5: 19)، وأيضًا “لا تحزنوا الروح” (أف4: 30).

† إن روح الله يريد أن يعمل فيك، وهو يحترم حرية إرادتك، هو يقرع على باب قلبك، فافتح له؛ لأنه إن لم تفتح له، فلن يدخل. وإذا سلكت في الشر بإصرار، فأنت تبعد الله عنك، وتسلم نفسك لإبليس. إن سقطت في الخطية فتب سريعًا، واطلب معونة الله، فيعمل فيك بروحه القدوس، وينقذك من كل ما سقطت.

6 إِنَّ رُوحَ الْحِكْمَةِ مُحِبٌّ لِلإِنْسَانِ؛ فَلاَ يُبَرِّئُ الْمُجَدِّفَ مِمَّا نَطَقَ، لأَنَّ اللهَ نَاظِرٌ لِكُلْيَتَيْهِ وَرَقِيبٌ لِقَلْبِهِ لاَ يَغْفُلُ وَسَامِعٌ لِفَمِهِ. 7 لأَنَّ رُوحَ الرَّبِّ مَلأَ الْمَسْكُونَةَ، وَوَاسِعَ الْكُلِّ عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّ كَلِمَةٍ. 8 فَلِذلِكَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ نَاطِقٌ بِسُوءٍ، وَلاَ يَنْجُو مِنَ الْقَضَاءِ الْمُفْحِمِ،.

العدد 6

ع6:

يعلن الكتاب المقدس محبة الله للإنسان ولخلاصه من كل شر؛ لذا فهو يلاحظ بدقة كلمات الإنسان إذا أخطأ، فكل كلام شرير هو ضد الله وتجديف عليه، إذ يخرج الإنسان عن كونه صورة الله. والله أيضًا يلاحظ قلبه ونياته الداخلية، وليس فقط فمه، فالله عالم بكلمات الفم، ونيات القلب؛ حتى يقوده للتوبة، ويستعيد نقاوته، فيتمتع بأبوة الله، ومحبته.

والخلاصة، أن روح الله يحب الإنسان البار ليمجده، والإنسان الشرير؛ لينقيه بالتأديب؛ حتى يتوب، فيمجده أيضًا مع البار؛ لأن المسيح صُلب على الصليب؛ لأجل تبرير الكل، عندما يؤمنون ويتوبون.

هل تبحث عن  ناثان الرئيس

العدد 7

ع7:

الله غير المحدود يملأ كل مكان وزمان ويحتضن الكل، وهو يتخلل كل شيء، فعلمه كامل لكل ما بداخل البشر، وهذا معناه أن الله يهتم بكل إنسان، فيبارك البار، ويجازي الأشرار.

العدد 8

ع8:

المفحم: الذي تعجز أمامه كل حجة.

ينتج عن علم الله الكامل أمران:

يطمئن كل أولاد الله أنه ضابط الكل، ومحبته تحوطهم في كل حين، فلا يضرهم شر العالم، إذ “كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله” (رو8: 28).

مخافة الله تصير أمام كل إنسان، فهو يراقب كل شرورنا، ويجازى كل واحد عن أخطائه، وحكمة الله تفحم، أي تسكت كل إنسان، لأنها حكمة كاملة، وتعاقب الخاطئ عن خطاياه بالضيق والتعب في هذه الحياة، ثم العذاب الأبدي، وهذه المخافة تدعو الإنسان للتوبة ورفض الخطية.

† أشكر الله على عطاياه، واسعى في عمل الخير. فالله لا ينسى تعب محبتك، وهو يراقب كل أفعالك ليباركك، وإن اخطأت أسرع إلى التوبة، ليسامحك، ويبررك، فهو يحبك، وأعد لك الملكوت.

9 لكِنْ سَيُفْحَصُ عَنْ أَفْكَارِ الْمُنَافِقِ، وَكُلُّ مَا سُمِعَ مِنْ أَقْوَالِهِ يَبْلُغُ إِلَى الرَّبِّ فَيُحْكَمُ عَلَى آثَامِهِ، 10 لأَنَّ الأُذُنَ الْغَيْرَى تَسْمَعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَصِيَاحُ الْمُتَذَمِّرِينَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهَا. 11 فَاحْتَرِزُوا مِنَ التَّذَمُّرِ الَّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الثَّلْبِ؛ فَإِنَّ الْمَنْطُوقَ بِهِ فِي الْخُفْيَةِ لاَ يَذْهَبُ سُدًى، وَالْفَمَ الْكَاذِبَ يَقْتُلُ النَّفْسَ.

العدد 9

ع9:

ثم يتكلم عن المنافق، أي الشرير، وفى ترجمة أخرى الكافر، أي الذن لا يؤمن بالله، فيتمادى في خطاياه. فالمنافق هو الذي يظهر غير ما يبطن، ولكن يعلن الله ضابط الكل أن كل أفكار المنافق الداخلية يفحصها، وكل أقواله التي يعلنها، أو يقولها خفية يسمعها الله، وبالتالي سيجازيه عن أفكاره، وأقواله، وأعماله الشريرة.

العدد 10

ع10:

الغيرى: التي تغار وهي من الغيرة.

ويغار الله أيضًا على مجده (خر20: 5)، ويعلن الكتاب المقدس غيرة الله على أولاده، مشبهًا الله بعريس يغار على عروسه، فيعلن أن أذن الله التي تغار على أولاده تنصت باهتمام لكل كلامهم، ويظهر أن كلام التذمر هو تذمر على الله، وليس فقط على الآخرين، أو الظروف المحيطة، وهو في أذن الله كصياح عظيم، ويضايقه جدًا، إذ معناه تعلق قلوب أولاده بالعالم، وتحولهم عنه، وهو أبوهم، وعريسهم الحقيقي.

العدد 11

ع11:

احترزوا: احترسوا.

الثلب: الإدانة والنميمة.

سدى: بلا فائدة، أو مجازاة.

ويبين أن خطية التذمر هي من إبليس الشرير، وليس فيها خير للإنسان. والتذمر يقود إلى الثلب، أي كلام الإدانة، الذي غالبًا ما يقوله الإنسان في الخفاء، وهذه طبيعة الشر، أن لا يظهر في النور، بل يميل إلى الظلام؛ حتى لا يحكم عليه. والتمادي في الإدانة يجعل الإنسان يختلق كلامًا غير حقيقيٍ، أي أكاذيب، وهذه تعتبر خطية قتل، لمن ندينهم، وهذا ما يسمى بالقتل الأدبى، أي الإساءة للآخرين، وقتل أنفسنا أيضًا، إذ تصير مظلمة، بعيدة عن كل خير، فاقدة لله الذي هو الحياة.

† إن الله يناديكِ يا نفسى، ليسكن فيكِ، ويملأكِ فرحًا، فتحبى الحياة، وكل إنسان، وتترفقى بالجميع، وتلتمسى الأعذار للكل.

12 لاَ تَغَارُوا عَلَى الْمَوْتِ فِي ضَلاَلِ حَيَاتِكُمْ، وَلاَ تَجْلُبُوا عَلَيْكُمُ الْهَلاَكَ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ، 13 إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ. 14 لأَنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَمِيعَ لِلْبَقَاءِ؛ فَمَوَالِيدُ الْعَالَمِ إِنَّمَا كُوِّنَتْ مُعَافَاةً، وَلَيْسَ فِيهَا سُمٌّ مُهْلِكٌ، وَلاَ وِلاَيَةَ لِلْجَحِيمِ عَلَى الأَرْضِ، 15 لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ. 16 لكِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ اسْتَدْعَوُا الْمَوْتَ بِأَيْدِيهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ. ظَنُّوهُ حَلِيفًا لَهُمْ فَاضْمَحَلُّوا، وَإِنَّمَا عَاهَدُوهُ لأَنَّهُمْ أَهْلٌ أَنْ يَكُونُوا مِنْ حِزْبِهِ.

العدد 12

ع12:

الغيرة على الموت تشبه غيرة العريس على عروسه، فيسعى نحوها؛ ليحتفظ بها لنفسه، وليس لآخر، هكذا من يغير على الموت، أي يسعى نحوه.

والسعى نحو الموت هو السعى وراء الخطية، التي يكون نتيجتها الموت. وهذا السعى أيضًا يكون بالفكر، والمشاعر، والكلام، والعمل؛ هذه هي أعمال الضلال، التي تنهينا الآية عنها؛ لأننا أولاد الله، ونسعى في طريق البر، وليس في طريق الضلال والموت.

هذا الضلال هو تصديق الشيطان الذي يشككنا في الله، ويحسن الخطية في نظرنا، فنسقط فيها، ونهلك بفعل أيدينا.

العدد 13

ع13:

لم يكن الموت هو تدبير الله، وهدفه من خلقة الإنسان، إذ كان يريد أن يحيا الإنسان معه في الفردوس الأول، ويتمتع بالبر، ولا يسقط في الخطية، ولكن سعى الإنسان نحو الخطية، وأكل من الشجرة، فحكم عليه بالموت، كما يقول القداس الغريغورى: “وأنا اختطفت لى قضية الموت”، فلم يسر الله بهلاك الإنسان، ودبر خلاصه بالفداء في ملء الزمان.

العدد 14

ع14:

الله عندما خلق الإنسان خلقه للبقاء معه إلى الأبد، وكونه نقيًا على صورته، ومعافى، وليس فيه سم الخطية المهلك، كما يقول القديس باسيليوس في قداسه: “الذى جبل الإنسان على غير فساد، ولم يكن للجحيم سلطان، أو ولاية عليه، بل على العكس كان معدًا له أن يحيا فيه إلى الأبد مع الله.

الأعداد 15-16

ع15 – 16:

:

حليفًا: مساندًا ومناصرًا.

إضمحلوا: فنوا وانتهوا.

الله خلق الإنسان بارًا ليخلد إلى الأبد، ولكن الأشرار المنافقين سعوا نحو الخطية، وبالتالي استحقوا عقابها، وهو الموت، أي أنهم استدعوا الموت، وطلبوه لانغماسهم في شهواتهم، وكلامهم الشرير.

وقد ظن الأشرار أن الشهوات، والموت الناتج عنها سيسندهم، وينصرهم، ويريحهم، فلم يريحهم الموت، ولا الشهوات، بل أبعدتهم عن الله، وصاروا في حزب، الشهوات والشر والهلاك الناتج عنهما.

من يتحالف مع الشيطان ظنًا منه أنه سيكسب شيئًا، أو يستريح بالشهوات الشريرة، فإنه يحكم على نفسه بالهلاك مع الشيطان في العذاب الأبدي.

يظهر من هاتين الآيتين، وما قبلهما أن الله يحترم إرادة الإنسان، ولا يجبره أن يحيا معه في البر. فإن رفض الإنسان محبة الله، وعطاياه حينئذ يكون قد اختار العذاب والهلاك لنفسه.

† هل رأيت يا أخى كيف يحبك الله ويريدك أن تحيا معه إلى الأبد، والطريق لذلك هو البر، فلماذا تحب الخطية التي نتيجتها الحتمية الموت؟ هل من الحكمة أن تحب الموت أكثر من الحياة؟ وتحب الخطية أكثر من الله؟ أنت ابن الله، ولا تستريح في الخطية، مهما خدعتك بلذتها، ففيها سم الموت. فإن سقطت قم سريعًا. إن أحضان أبيك السماوى مفتوحة لك بالحب، فتستعيد مكانك مثل الابن الضال.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي