( يوم الاربعاء )
24 اكتوبر 2012
14 بابه
1728 عجيبٌ هو الله فى قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ.
هللويا.
وبعد ذلك عَيَّنَ الربُّ سبعين آخرينَ، وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضعٍ حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليه. فكانَ يقولُ لهُم:” إنَّ الحَصَاد كثيرٌ، ولكنَّ الفَعَلة قليلون. فاطْلُبوا إلى ربِّ الحَصَادِ أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادِهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلُكُم مِثلَ حُمْلانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلوا كيساً ولا مِزوَداً ولا أحذيَة، ولا تُسَلِّموا على أحدٍ في الطَّرِيقِ. وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أوَّلاً: السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سَلامُكُم عليه، وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا في ذلك البيتِ آكِلِينَ وشارِبينَ ممَّا عِندَهُم، لأنَّ الفَاعِلَ مُستَحِقٌّ أُجرَتهُ. لا تنتقِلوا مِن بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مَدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكُمْ إليهم، فَكُلوا مِمَّا يُقدَّمُ لكُمْ~، واشفوا المرضى الذين فيها، وقولوا لهُم: قد اقْتَرَبَ مِنْكُمْ مَلكُوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُمْ، فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبَارَ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا مِن مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُمْ. ولكن اعلَمُوا هذا إنَّهُ قد اقتَرَبَ مِنكُمْ مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم إنَّهُ سَيَكونُ لِسادُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ.
ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ! ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا! لأنَّهُ لو صُنِعتْ في صُور وصَيدا هذه القوات التى صُنِعتْ فيكُما، لتَابَتَا قَديماً جَالِسَتَيْنِ في المُسُوحِ والرَّمَادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا ستكون لهُما راحة في الدينونةِ أكثر مما لكما. وأنتِ يا كفرَنَاحُومُ أَترتفِعِين إلى السَّماءِ، ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يَسمَعُ مِنكُمْ فقد سَمِعَ مِنِّي، والذى يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذى يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني “.
فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرَحٍ قائلينَ: ” ياربُّ، حتى الشَّياطِينُ تَخضَعُ لنا بِاسمِكَ “. فقال لهُم: ” رأيتُ الشَّيطانَ سَاقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقارِبَ وكُلَّ قوَّةِ العَدُوِّ، ولا يَضُرُّكُمْ شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُمْ بَلِ افرَحُوا أنَّ أسَماءَكُمْ مكتوبة في السَّمَواتِ “.
باكــر
وقدِّيسوكَ يُباركونكَ. ومجدُ مُلكِكَ يَصِفون. وبقوَّتِكَ يَنطقون. لِيُظهِروا لِبَني البشرِ قُدرتَكَ.
هللويا.
في الغَدِ أيضاً أرَادَ أن يأتي إلى الجليلِ، فوجدَ فِيلبُّسَ فقال له يسوع:
” اتبعني “. وكان فِيلبُّسُ من بيت صيدا، مِن مدينة أندَراوسَ وبُطرُسَ. فوجد فيلبُّسُ نَثَنَائِيلَ وقال له: ” وجَدْنا الذي كَتَبَ عَنهُ موسى في النَّاموسِ والأنبياءُ يسوع ابنَ يُوسُفَ الذي مِنَ النَّاصِرَةِ “. فقال له نثنائيل: ” أمن الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالحٌ ؟ ” قال له فِيلبُّسُ: ” تَعَالَ وانظُرْ “.
ورأى يَسوعُ نَثَنَائِيلَ مُقبِلاً إليه، فقال عنه: ” هوذا إسرَائيلِيٌّ حَقّاً لا غِشَّ فيهِ “. قال له نثنائيل: ” مِن أين عرَفُنِي ؟ “. أجاب يسوع وقَالَ لهُ: ” قَبْلَ أن دعاك فِيلبُّس وأنتَ تَحتَ التينَةِ، رأيتُكَ “. أجاب نثنائيل وقال له: ” يا مُعلِّمُ، أنتَ هو ابن الله! أنت هو مَلِكُ إسرائيلَ! ” أجاب يسوع وقال له: ” هل آمنت لأنِّي قُلتُ لكَ إنِّي رأيتكَ تحت التينَةِ؟ سترى أعظم من هذا! ” ثم قال له: ” الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: مِن الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفتُوحَةً، وملائِكةَ اللهِ يَصْعَدُونَ ويَنْزِلونَ على ابنِ البشرِ “.
القــداس
مَن هو الذي يَغلبُ العَالمَ، إلاَّ الذي يؤمنُ أنَّ يَسوعَ هو ابنُ اللهِ؟ هذا الذي جاءَ بماءٍ ودَمٍ ورُوحٍ، يسوعُ المسيحُ. لا بالماءِ فقط، بل بالماءِ والدَّم. والرُّوحُ هو الذي يشهدُ، لأنَّ الرُّوحَ هو الحقُّ. فإنَّ الذينَ يشهدونَ هُم ثلاثةٌ: الرُّوحُ، والماءُ، والدَّمُ. والثَّلاثةُ هُم في واحد. إنْ كُنَّا نَقْبَلُ شَهَادَةَ النَّاسِ، فَشَهَادَةُ اللهِ أعْظَمُ جداً، لأنَّ هذهِ هيَ شَهَادَةُ اللهِ التي قد شَهِدَ بها عن ابنهِ. مَن يُؤمِنُ بِابْنِ اللهِ فشهادة الله ثابتة فيهِ. ومَن لا يُصَدِّقُ اللهَ، فقد جَعلهُ كاذباً، لأنَّهُ لم يُؤمِن بالشَّهَادةِ التي قد شَهِدَ بها اللهُ عن ابنهِ. وهذهِ هيَ الشَّهَادَةُ: أنَّ اللهَ أعطانا الحياةَ الأبديَّةَ، وهذهِ الحياةُ هيَ في ابنهِ. من لهُ ابن الله لهُ الحياةُ ومن ليسَ لهُ ابن اللهِ فليست لهُ الحياةُ.
كتبتُ إليكُم بهذا كي تَعلموا أنَّ لكُم حياةً أبديَّةً أيُّها المؤمنونَ بِاسم ابن اللهِ.
ثُمَّ إنَّ مَلاكَ الرَّبِّ تكَلَّمَ معَ فِيلُبُّس قائلاً: ” قُم واذهب وقت الظهيرة، على الطَّريق المُنحدرةِ مِن أُورشليمَ إلى غَزَّةَ التي هيَ بَرِّيةٌ “. فقامَ وذهبَ. وإذا رجلٌ حبشيٌّ خَصيٌّ، وزيرٌ لكَنْدَاكةَ مَلِكةِ الحبشةِ، هذا كانَ على جميع خزائِنِها. وكان قد جاءَ إلى أُورُشَلِيمَ لِيَسجُدَ. وكانَ راجعاً وجالساً عَلى مَرْكَبَتِهِ وهو يقرأُ في إشعياءَ النَّبيَّ. فقالَ الرُّوحُ لفيلُبُّس: ” امضِ والتصق بهذه المَركَبَةَ “. فأسرع فيلُبُّسُ، فسمعهُ يَقرأُ في إشعياء النَّبيَّ، فقال له: ” ألعلَّكَ تَفهمُ ما أنت تقرأُ؟ ” أمَّا هو فقال: ” كيف يُمكنُني إن لم يُرشدني أحدٌ؟ “. وطلبَ إلى فيلُبُّس أن يركب ويجلسَ معهُ. وأمَّا فصلُ الكتابِ الذي كان يقرأُهُ فكان هذا: ” مِثل شاةٍ سِيقَ إلى الذَّبْحِ، ومثل خروفٍ صامتٍ أمامَ الذي يَجُزُّهُ هكذا لم يَفتح فاهُ. في تواضُعِهِ انتُزِعَ قَضَاؤُهُ، وجيلُهُ من يُخبِرُ بهِ؟ لأنَّ حياتَهُ تُنتَزَعُ مِنَ الأرضِ ” فأجاب الخَصيُّ وقال لفيلُبُّس: ” أطلُبُ إليكَ: عن مَن يقولُ النَّبيُّ هذا؟ عن نفسه أم عن واحدٍ آخَرَ؟ ” ففتحَ فيلُبُّس فاهُ وابتدأ يُبشِّرهُ بيسوعَ من هذا الكتاب.
وفيما هما سائران في الطَّريق أقبَلا على ماءٍ، فقال الخَصِيُّ: ” هُوَذا ماءٌ. ماذا يمنعُني أن أعتَمِدَ؟ ” فأمرَ أن تَقِفَ المركبةُ، فنزلا كِلاهُما إلى الماءِ، فِيلُبُّس والخَصيُّ، وعَمَّدهُ. ولمَّا صَعِدا مِن الماءِ، خطفَ روحُ الرَّبِّ فيلُبُّس، فلَم يُبصرهُ الخَصيُّ أيضاً، وذهبَ في طريقهِ فرحاً.
طوباهم الذين تُرِكَتْ لهم آثامُهُمْ، والذين سُتِرَتْ خطاياهم. طُوبَى للرَجُلِ الذي لم يَحسبْ لهُ الربُّ خَطِيَّةً، ولا في فمه غِشٌّ. هللويا.
وكانَ إنسانٌ مِنَ الفَرِّيسيِّينَ اسمُهُ نِيقُوديمُوسُ، رئيسٌ لليهودِ. هذا أتى إلى يسوعَ ليلاً و قالَ لهُ: ” يا مُعلِّمُ، نَعْلَمُ أنَّكَ قد أتيتَ مِنَ الله مُعَلِّماً، لأنَّ ليسَ أحدٌ يقدرُ أن يَعمَلَ هذه الآياتِ التي أنتَ تعملها إنْ لم يَكُنِ اللهُ معهُ “. أجابَ يسوع وقال لهُ: ” الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: إنْ كانَ أحدٌ لا يُولدُ ثانيةً مِن فوقُ لا يقدرُ أنْ يرى مَلكوتَ اللهِ “. قال لهُ نِيقودِيموسُ: ” كيف يُمكِنُ الإنسانُ أنْ يُولدَ ثانيةً بعد أن صارَ شيخاً ؟ ألعلهُ يَقدِرُ أنْ يَدخُلَ بَطنَ أُمِّهِ ثانيةً ويُولَدَ؟ ” أجابَ يسوعُ وقال لهُ:” الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ إنْ كانَ أحَدٌ لا يُولَدُ مِنَ الماءِ والرُّوحِ لا يَقدِرُ أن يَدخُلَ مَلكوتَ اللهِ. المولودُ مِنَ الجسدِ جَسدٌ هو، والمولودُ مِنَ الرُّوحِ هو رُوحٌ. لا تَتعَجَّبْ أنِّي قُلتُ لكَ: ينبغي أنْ تُولَدوا مرةً ثانيةً. الرِّيحُ تَهُبُّ حَيثُ تَشاءُ، وتَسمعُ صوتَها، ولكِنَّكَ لا تَعلَمُ مِن أين تأتي ولا إلى أين تذهبُ. هكذا كُلُّ مولودٍ من الرُّوحِ “.
أجابَ نِيقودِيموسُ وقال لهُ: ” كيفَ يُمكِنُ أنْ يكونَ هذا ؟ ” أجابَ يسوعُ وقالَ لهُ: ” أنتَ مُعَلِّمُ إسرائيلَ ولستَ تَعلَمُ هذا ! الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ: إنَّنا إنَّما نَتكَلَّمُ بما نَعْلَمُ ونَشهَدُ بما رأينا، ولستُم تَقبَلونَ شَهَادَتَنَا. إنْ كُنتُ قُلتُ لَكُمُ الأرضِيَّاتِ ولستم تؤمنونَ، فكيف تؤمِنونَ إنْ قُلتُ لكُمُ السَّماويَّاتِ؟ وليسَ أحدٌ صَعِدَ إلى السَّماءِ إلاَّ الذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابنُ الإنسانِ الذي هو في السَّماءِ.
وكما رَفعَ موسى الحيَّةَ في البَرِّيَّةِ هكذا يَنبغي أن يُرفَعَ ابنُ الإنسانِ، لكي ينال كُلُّ مَن يؤمنُ بهِ الحياة الأبديِّة. لأنَّهُ هكذا أحبَّ اللهُ العالمَ حتَّى بذلَ ابنهُ الوحيدَ، لكي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يؤمنُ بهِ، بلْ ينال الحياةُ الأبديِّةُ. لأنَّهُ لم يُرسِل اللهُ ابنهُ إلى العالم ليَدينَ العالمَ، بلْ لِيَخلُصَ بهِ العَالمُ. مَن يؤمنُ بهِ لا يُدانُ، ومن لا يُؤمنُ بهِ قد دِينَ، لأنَّهُ لم يؤمنْ بِاسم ابنِ اللهِ الوحيدِ الجنس. وهذه هيَ الدِّينونةُ: إنَّ النُّورَ قد جاءَ إلى العالمِ، وأحبَّ النَّاسُ الظُّلمةَ أكثرَ من النُّورِ، لأنَّ أعمالهُم كانت شرِّيرةً. لأنَّ كُلَّ مَن يعملُ الشرَّ يُبغِضُ النُّورَ، ولا يأتي إلى النُّورِ، لئلاَّ توبَّخَ أعمالُهُ. لأنَّها شريرةٌ. وأمَّا مَن يعملُ الحقَّ فيُقبِلُ إلى النُّورِ، لكي تظهرَ أعمالُهُ أنَّها باللهِ معمولةٌ “.