هو شفاء بحد نفسه؟
أخذ الرَّبُ المبادرةَ كعادتهِ واقتحم وِحدةَ هذا المخلَّعِ وسأله هل يريد الشفاء.
هو طبعًا يريدُ الشفاءَ، ولا داعي لأن يسأله، وكان يمكن أن يشفيه من دون أن يطرح عليه هذا السؤال. ولكن، سؤاله له اعترافٌ بوجعِ المخلَّع.
وكأنّه بذلك يقول له: أنا أشعرُ بألمكَ، ووجعُكَ هو وجعي، هيَّا، ألا انتهينا مِن هذه الحالةِ المَرَضِيّة ِالمزمنةِ، لتقومَ وتجريَ إلى حياةٍ جديدةٍ؟
فإن تكلَّمَ الإنجيلُ عن ملاكٍ كان ينزلُ ليحرِّكَ الماءَ، ومَن ينزلُ أوّلًا يبرأُ، نرى في المقابلِ أنَّ اللهَ نفسه نزلَ ليشفيَنا. أتى لكي يحرّكَنا مِنَ الدَّاخلِ، فلا تتجمَّعُ الأوساخُ في نفوسنا ويصيبُنا العفن.
هذا بالضبط ما نُصلِّيهِ في هذا الأحد: “لنفسيَ، المخلَّعة جداً بأنواع الخطايا والأعمال القبيحة، أنهضْ يا ربُّ بعنايتكَ الإلهيَّةِ، كما أقمتَ المخلَّعَ قديمًا. حتى إذا تخلّصتُ ناجيًا أصرخُ: أيّها المسيح، المجدُ لعزَّتكَ.
