ان يسوع هو المسيح ولكن طريقته تختلف عن طريق البشر، فهو ليس كما ينتظرونه يستولي على المُلك، بل هو المسيح المصلوب، ابن الله. هذه هي الفكرة الاساسية في انجيل مرقس، والتي يريد ان ينشرها بين المسيحيين.
وفي الواقع، يمكن تقسيم إنجيل مرقس إلى جزأين: ينتهي الأول بإعلان بطرس إيمانه بان يسوع هو المسيح “سأَلَهم يسوع: ومَن أَنا، في قولِكم أَنتُم؟ فأَجابَ بُطرس: أَنتَ المسيح” (مرقس 8: 29).
أما الجزء الثاني، يدور حول اعتراف قائد المائة بان يسوع هو ابن الله ” فلَمَّا رأَى قائِدُ المِائَةِ الواقِفُ تُجاهَهُ أَنَّه لَفَظَ الرُّوحَ هكذا، قال: ((كانَ هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً! ” (مرقس 15: 39).
اكتشف قائد المئة من خلال ذلك الموت حضور الله وظهوره بين البشر.
اكتشف عند الصليب حقيقة جديدة تتمثّل في موت الله من أجل الإنسان.
وحاول يوحنا المعمدان ان يُعلن عن هذه الحقيقة وقبولها وذلك بالتوبة عن طريق الاعتراف بخطايانا وحاجتنا للمغفرة.
فلا بد من مسيرة توب والتخلص من تصوراتنا الزائفة عن الربّ وعن أنفسنا من أجل الوصول إلى اعلان الإيمان على مثال قائد المئة الوثني.