الكلمة والتاريخ: (يوحنا 1: 6-13)

الكلمة والتاريخ: (يوحنا 1: 6-13):

بعد أن وصف يوحنا الإنجيلي “الكلمة” أنَّه كائن أزلي وبه خُلق العالم، يصفه الآن في علاقته بالتاريخ مشيراً إلى يوحنا المعمدان الذي بشّر بمجيئه وجاء ليشهد لنوره، وبشهادته قاد الناس إلى إيمان حيٍ في الشخص الآتي إلى العالم (يوحنا 1: 6-9) مؤكدا أولوية “الكلمة” والخضوع له.

وأعلن “الكلمة” المتجسد نفسه تاريخيا إلى شعبه إسرائيل، ولكنهم لم يقبلوه (يوحنا1: 10) وإلى خاصته جاء وأبت خاصته أن ترحّب به (يوحنا 1: 12). مع أنَّ المسيح خالق العالم، لم يعرفه الناس الذين خلقهم (يوحنا 1: 10)، بل رفضه الناس الذين اختارهم الله ليهيئوا بقية العالم لمجيئه (يوحنا 1: 11) بالرغم من أن العهد القديم بأكمله كان يشير إلى مجيئه. وهنا تظهر مأساة الرفض.

أمَّا الذين قبلوا يسوع المسيح رباَ ومخلصاً فقد وُلدوا ثانية ولادة روحية وأصبحوا أبناء الله لا عن طريق الولادة الجسدية بل عن طريق الولادة الروحية الجديدة من الله. إن هذه البداية الجديدة في الحياة متاحة لكل من يؤمن بالمسيح. لأنه جاء إلى الأرض ليهب البشرية رجاء حياته الأبدية ونورها، الحياة التي لا يمكن أن تُباع أو تُشترى لكنها تُعطى كهبة لمن يريد أن يحيا على طريقة أبناء الله الذين سيعيشون مستقبلا في ملكوته الأبدي. وكأبناء الله يطلب منا المسيح أن نكون شهوداً له على مثال يوحنا المعمدان فنعكس نور المسيح للناس ونوجِّههم إلى النور الحقيقي.

هل تبحث عن  الدكتور أنسي نجيب سوريال

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي