لم يكن هو الله فقط، بل كان إنساناً أيضاً، وكإنسان كان بكر كل خليقة (ع 15). والسبب نجده في الآية التالية “لأنه فيه خُلق الكل”.
وبما أنه الخالق فلا بد أن يكون بكر كل خليقة، لكنه لما صار إنساناً أخذ مكانه في الخليقة دون أن يصير مخلوقاً.
فالرب لم يكن مخلوقاً على الإطلاق، بل أخذ مكان المخلوق فصار إنساناً حقيقياً وكان هذا الإنسان هو الله أيضاً.
ولأنه هو الله فكان يليق به أسمى مكان في الخليقة كإنسان.
وحتى عندما وُلد كطفل صغير، كان هو بكر كل خليقة.
وكلمة بكر لا تعني الأسبقية التاريخية، بل الأولوية والتفوق، لذلك كان للرب أهم مكان في الخليقة، وحتى ترتيب الخليقة قد تغيّر.
فالملائكة كانوا دائماً في مركز أسمى من البشر، لكن الآن أتى ذلك الإنسان الذي هو أعظم من الملائكة فصارت الملائكة تخدمه لأنه خالقها. وفي كولوسي1: 16 نرى أنه هو الخالق لكل شيء “الكل به وله قد خُلق”.
لقد خلق كل شيء سواء ما في السماوات أو ما على الأرض، ما يُرى وما لا يُري.
كما يُخبرنا يوحنا1: 3 أيضاً “كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان”.