كل إنسان عندما يريد تحقيق هدف معين أو الوصول إلى مكان ما ، يحتاج إلى طريق أو طريقة لبلوغ ما يصبو إليه . وفي كثير من الأحيان لا يبلغ هذا الهدف بسبب عدم معرفته للطريق الصحيح أو عدم تميزهُ من بين الطرق المتعددة الأخرى الغير صحيحة ، وهنا يحتاج إلى مَنْ يرشدهُ إلى الطريق المؤدي إلى هدفه هذا .
لذا فعندما أراد الله أن يتعرف الإنسان عليه ويبدأ علاقة جديدة معهُ وجه له نداءً للسير في طريق يخبرهُ بمعالمه للسير فيه والوصل إليه ، فأصبح دور الإنسان وشغله الشاغل هو أن يتعرف على دروب الله واتباعها رغم كونها في كثير من الأحيان طرق محيرة لفكر الإنسان وما رسمه لنفسه فعلم أن طرق الله ليست كطرقهُ ( اشعيا 55: 8 ) . وهذا ما نراه واضحاً في حياة النبي إبراهيم عندما دعاه الله إلى طريق الإيمان ، وكيف بدأ رحلته ُ ومغامرته ليتعرف على دروب الله وتدابيرهُ للوصول إلى ما وعدهُ بهِ . وكان إبراهيم مثلنا اليوم يخطأ الطريق ولكن قيادة الله وارشاده كانا يعيدانه إلى الطريق الصحيح .
وبعدها لا ننسى أيضاً كيف أخرجَ الله شعبهُ من مصر أرض العبودية وقادهُ إلى طريق السير معه أي بدأ مسيرته الروحية مع الله لبلوغ أرض الميعاد .
ولم يكتفي هذا الشعب بالخروج فقط بل كان في كل خطوةٍ يخطوها يحتاج إلى مَنْ يرشدهُ وينير الطريق أمامهُ ولم يكن سوى الله ليفعل ذلك (بالغمام نهاراً ، وعمود النارِ ليلا ً) ومن خلال موسى نبيه وعبدهُ ، فكان كل ما يُبلغه إليهم من الله توراة ً لهم ، و(التوراة ) معناها السهم المنطلق نحو الهدف بدون خطأ .
وكان آي خروج ٍ عن التوراة يُعدُ خروجاً عن الطريق (طريق الله ) ، فكان على الشعب(الإنسان)
ولم يكن الإنسان عديم المعرفةِ بوجود الله وتدابيرهِ وطرقهِ ولكن كان غير قادر باتخاذ قرار السير في طريق الله ، كما فعل إبراهيم ، فسار وفقا ً لإيمانهِ وليس باعتماده على معرفتهِ أو خططهِ
ولهذا كان الرب في كل مرةٍ يرسلُ أحد أنبيائه ليرشدهم للطريق ويساعد شعبه (الإنسان ) لمعرفة طريق الرجوع من السبي . فجاء يوحنا يعلن عن الطريق الصحيح والرجوع من السبي ، أي زمن يسوع هو الرجوع عن الخطيئة . فكان عمل يوحنا يتمثل بإعلانه عن الطريق وهو المسيح وتوجيه أنظار الناس إلى هذا الطريق الحقيقي المؤدي إلى الله الأب والرجوع إليه ، لذا جاء الرب يسوع وقال أنا هو الطريق والحق والحياة .
دورٌ أيضاً ومسؤولية ً كبرى وهي أن يقرر هل يرغب السير في الطريق أم لا .
وربما نسأل الطريق إلى أين ؟ والى ماذا يؤدي ؟ فأجاب المسيح :
انه الطريق المؤدي إلى الله الأب ” لا يجيء أحد إلى الأب ألا بي ” يوحنا 14 : 6
أنه الطريق للمصالحة والغفران مع الله الأب ” أن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم المسيح أبنهُ يطهرنا من كل خطيئة ” 1 يوحنا 1 : 7
أنه الطريق للحياة الأبدية (الملكوت ) “أنا هو القيامة والحياة ” يوحنا 11 : 25
فالمسيح هو المرشد (التوراة ) للعهد الجديد ، وهو المرشد لمسيرتي الإيمانية اليوم / أي العمل مثلهُ والسير على خطاه كما رشد تلميذي عماوس وهم في طريقهم (مسيرتهم الروحية ) الخالية من الإيمان ، فجعل الرب يسوع لهم الطريق مليء بالأيمان وعادوا به وبالمسيح إلى الجماعة بعد أن رشدهم إلى نفسه (التوراة للعهد الجديد ) .
إذا ما احتاج إليه للسير في هذا الطريق المؤدي لله الأب والمسيح هو :
الأيمان المطلق والثقة التامة بأن طريق الرب مهما كان شاقاً سوف يؤدي بي إلى أرض النعمة والسلام وحضن الله الأب ومحبة يسوع .
أحتاج إلى المعرفة الحقيقية بالطريق نفسه ، وهذا لا يتم ألا باتخاذ خطوات السير فيه وأن التقي بالمسيح على الطريق هذا ليزيل كل شك أو خوف أو حزن أو عدم أدراك ولكي أرى الطريق جيداً
الثبات وعدم التراجع عند منتصف الطريق وذلك بتوجيه نظري للرب يسوع دوماً بالصلاة وقراءة الكتاب المقدس فهو خير رفيق للطريق .
* فأن كنت اليوم لا تزال تائها في برية نفسك فالرب يسوع هو طريقكَ المؤدي لمعرفة الله الأب ورفيقكَ للسير فيه .
فابدأ بالخطوة الأولى لتسير معهُ إلى نهاية الطريق فتبلغ الحياة الفضلى .
فالمسيح قال: أ نا هو الطريق والحق والحياة