لكن يجب أن لا نضعف عبارة بطرس بحيث نفرغها من محتواها. فالأسفار المقدسة تمّت أيضاً في تمجيد يسوع: حينئذ نستطيع أن نعلن الوجهة الملكية لمسيحانيته. فبطرس لا يشدّد على أن يسوع مجّد جزاء كل ما تألّمه حين صار طائعاً حتى الصليب (فل 2: 9- 10). فالروح وحده أعطاه القدرة ليتحمّل موته. لهذا نحن نرى في هذا الموت التعبير السامي عن مسيحانيته وربوبيته. وبكلام آخر، لم يكن يسوع المسيح لأنه تحمّل الموت طاعة للآب، ولكنّه تألم ومات ليطيع إرادة الله لأنه كان المسيح الذي أعلن عنه الأنبياء. إن الفترة التاريخية التي يحدّثنا عنها أع 2: 36 تقابل واقعاً لا ينكر: إن يسوع قد نُصّب مسيحاً ورباً. والذين يعترفون به كذلك، سيقيم معهم بفيض الروح علاقة خلاص جديدة تتيح لبولس أن يسمّيه في لغته اللاهوتية روحاً يعطي الحياة، روحاً محيياً (1 كور 15: 45). ما أشار إليه لوقا منذ بداية إنجيله، أمكن الإعلان عنه الآن دون خوف الوقوع في التبنيّانية (الآب تبنى الابن). إن يسوع يعيش في علاقة فريدة مع الله (لو 1: 45) الذي أرسله (لو 4: 43) ومنحه سلطة مميّزة (لو 4: 33) يعلن بفضلها كلمة الله عينها (لو5: 1) ويشعّ مجده دون انقطاع (لو 2: 9- 14، 20؛ 7: 16- 17؛ 13: 13).