بيت الصخر وبيت الرمل


بيت الصخر وبيت الرمل

أشار السيد المسيح فى ختام الموعظة على الجبل إلى أهمية العمل بوصاياه وليس الإعجاب بها فقط أو تجاهلها.
فالحياة المسيحية ليست هى مجرد الإيمان بالمسيح، ولا حتى الإيمان وقبول العماد باسم المسيح فقط. بل هى إلى جوار ذلك كله الالتزام بوصاياه بروح الطاعة والإيمان.
وابتدأ السيد المسيح يشبّه الحياة بالبيت الذى يبنيه الإنسان ليسكن فيه.
فالإنسان سيكون مسئولاً عن نوعية البناء وما سوف يتعرّض له على مر السنين.
من أراد أن يصل إلى الحياة الأبدية، عليه أن يبنى بناءً قوياً سليماً مؤسساً على الصخر. أى مؤسساً بطريقة قوية متينة وليس مبنياً بطريقة سطحية.
البناء الروحى السليم هو المؤسس على الالتزام بالوصية مهما بدت غريبة أو صعبة فى تطبيقها.
إن الله يعرف ما هو لصالحنا، أكثر مما نعرف نحن. وهو أيضاً سوف يمنحنا العون إذا اتكلنا عليه وسلكنا بالإيمان فى طاعة وصاياه.
ونظراً لأن الأمين فى القليل، أمين أيضاً فى الكثير، كما قال السيد المسيح فى (لو16: 10). لذلك فإن الله سوف يتدخل بقوة لمعونة حافظى وصاياه حينما تهب عليهم رياح التجارب العنيفة من قبل الشيطان الشرير.
إن أمانة الإنسان فى تنفيذ الوصية هى إلزام حقيقى للرب أن يتدخل لمعونة أولاده بصورة تفوق الوصف والتصور، كما حدث فى حياة الشهداء فى وسط آلامهم العجيبة التى احتملوها من أجل الشهادة للمسيح.
فمن ينفذ وصية الرب القائل: “لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً” (مت5: 39). هو الذى سيعينه الرب بصورة أقوى إذا تعرض لآلام الاستشهاد.
أما من يتجاهل الوصية، فسوف يضعف فى وقت التجربة ويعثر ويسقط ويكون سقوطه عظيماً، كما قال الرب: “كل من يسمع أقوالى هذه ولا يعمل بها، يشبه برجل جاهل، بنى بيته على الرمل. فنزل المطر، وجاءت الأنهار، وهبت الرياح، وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً” (مت7: 26، 27).
إن سلوك الشهيد مار جرجس فى حياة العفة التى أوصى بها السيد المسيح “كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها فى قلبه” (مت5: 28)، هو الذى جعله يصمد أمام المرأة الخليعة التى أدخلوها إليه فى السجن لتسقطه فى الخطية. فاجتذبها هو إلى الإيمان والتوبة. فهو سلك كشاب عادى فى حياة العفة، وعندما تعرض للإغراء الإجبارى استطاع أن يصمد بصورة مشرّفة كشاب طاهر حقيقى.

هل تبحث عن  معجزات لتماف إيريني بمناسبة عيد نياحتها

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي