admin
نشر منذ سنتين
10
المسيح هو رجاء الأمم الّتي تعبد اسمه

المسيح هو رجاء الأمم الّتي تعبد اسمه
يؤكّد بولس الرّسول أنّ التّنعّم برجاء المسيح يتوقّف على العلاقة التّعبّديّة التي تربط الإنسان بالمسيح (رومية 15: 9-13). وفي واقع الحال، كثيرون من الّذين يدّعون معرفة المسيح أو الإيمان به يُخفِقون في المحافظة على حياة تعبديّة حارّة ووثيقة مع المسيح، وبسبب هذا التّعثّر، قليلون يختبرون الرّجاء. فمن لا يؤمن بالمسيح إيمانًا مُطلقًا، لا يقدر على أن يُسلّم له بالتّمام. ومن لا يستسلم له بالعبادة، لا يختبر رجاءه. يُحكى عن اجتماع جرى في إحدى الكنائس لمعالجة وضع مأساويّ؛ فابتدأ أحدهم بالصّلاة: “يا ربّنا الإله الأزليّ الّذي تكفي نعمتك كلّ موقف…” وعندما ابتدأ المُصلّي بشرح المشكلة، قال: “يا إخوتي، وضعنا اليوم يائس جدًّا، ولا أظنّ أنّنا نستطيع أن نفعل شيئاً”. لقد كان هذا القائد غير قادر على أن يُلقي همّه على الرّبّ وينتظر تدخّل العليّ. فأكله اليأس وقتل معه كلّ رجاء في النّجاة. أمّا الرّسول بولس الّذي كان في سفينة تغرق، فكان، على عكسه، مملوًّا بالرجاء وقال: “سلّمنا، فصرنا نُحمل” (أعمال 27: 15). يحتاج المؤمن إلى أن يتعلّم ممارسة التّسليم بالإيمان، وذلك عبر عبادة حيّة حقيقيّة، فيها يضع نفسه بين يديّ الله بثقة تامّة، ليُعطيه الرّبّ أن ينعم بالرّجاء. من يدرس الإنجيل المقدّس، يعرف أنّ الرّجاء ملازم للإيمان بالمسيح (عبرانيين 11: 1). ومن يُخصّص عبادته للمسيح، ينال منه فيض الرّجاء (رومية 15: 12-13).

لكنّ الناس بمعظمهم لا يختبرون قوّة الرّجاء الآتي من المسيح، لأنّهم لا يُلقون همّهم عليه، بل على قواهم الذّاتيّة، وبشكل خاص على مالهم. أمّا كلمة الله، فتُحذّرنا من الاعتماد على الغنى غير المضمون، وليس على اللهِ الحيِّ الّذي يمنحُنا كلَّ شيءٍ بغنىً للتّمتُّع (1 تيموثاوس 6: 17). أمّا من يُلقي همّه على المسيح، فيُبارَك: “مباركٌ الرّجلُ الذي يتّكِلُ على الرّبِّ، وكانَ الرّبُّ مُتكلَهُ، فإنّهُ يكونُ كشجرةٍ مغروسةٍ على مياهٍ، وعلى نهرٍ تمُدُّ أُصولُها، ولا ترى إذا جاءَ الحرُّ، ويكونُ ورقُها أخضرَ، وفي سنةِ القحطِ لا تخافُ، ولا تكُفُّ عن الإثمارِ” (أرميا 17: 7-8).

هل تبحث عن  مارجرجس المصري

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي