وداعة المسيح

وداعة المسيح

«تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ»
( متى 11: 29 )


مجد الوداعة: الوداعة تاج فوق رؤوس أصحابها، لا يراه ولا يعرفه إلا المحروم منه، من القديسين. يراه عميان الدهور (الخطاة) فيظنونه ضعفًا ونقص حيلة وغباءً. الوداعة عطية إلهية، ومجد سماوي، وبركة أبوية. فهي جلال النعمة لملوكها وكهنتها، وهي الكأس الحاملة لكل فضائل النعمة. وبدونها لا يمكن لفضيلة أن تصل لمسامع أو عيون المحتاجين. الوداعة تبلغ إلى الكثيرين حاملة إنجيل المسيح.

تعريف الوداعة: الوداعة ليست هي الهدوء الإنساني، ولا هي ضبط النفس الروحاني، إنها هدوء نفس متضعة غرضها مجد المسيح. محبة المسيح قوتها القادرة على امتصاص ثورة وغضب الآخرين. إنها داخلية عميقة جدًا، نتاج تدريب الروح القدس الطويل، لإنساننا الباطن.

الوداعة والاتضاع: الوداعة بنت الاتضاع، وجماله وزينته. فلا وداعة للمتكبرين، ولا جمال لاتضاع فقدَ وداعته. ربما يخدع العدو مؤمنًا مُتضعًا، أو تقوَى الظروف فوق طاقة شركته، فيفقد للُحَيظة وداعته. ولكن لا يمكنه أن ينساها، فهو لا بد أن يعتذر سريعًا لو احتدت روحه، أو ارتفع صوته. الوديع لا يُغضِب أحدًا، والمُتضع لا يَغضَب من أحد.

طريق الوداعة: الوداعة امتياز كل القديسين. ولكن يتمتع بها السالكون بالروح فقط، اللابسون أسلحة النور. من هم بالتوبة مُتسلّحون، ولها عاشقون، وفي دربها سالكون؛ ولسان حالهم توِّبني فأتوب. إنها نتاج شركة روحية عميقة، مع الكتاب وصاحب الكتاب. وكلَّما سلكنا بوداعة لمجدهِ، كلَّما ازددنا قربًا من الوديع الكامل، ونهلنا من وداعته.

هل تبحث عن  كنيسة الشهيد مارجرجس من كبادوكية القبطية الأرثوذكسية، عزبة روفائيل، القوصية، أسيوط، مصر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي