~•~•~•~•~•~•~•~•~
لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين. عب ٢ : ١٨
ما اعجب سر التجسد واعمق اعمال الله لانها بحكمة قد صنعت وعسير جدا علي الفاهمين عند انفسهم ان يدركوا عمل الله بل اعلنها الله للضعفاء والمزدري وغير الموجود في ذلك الوقت قال يسوع: «احمدك ايها الاب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء والفهماء واعلنتها للاطفال.مت ١١ : ٢٥
ولان اعمال الله الهية فائقة فلايستطيع العقل ان يفحصها ولهذا اخذ المسيح جسدنا واعطانا روحه القدوس الذي هو يفحص اعماق الله فهو روح الله الرب المحي والروح القدوس الساكن فينا هو الوحيد الذي يمكن ان يعلن لنا عن الله واعماله لان اعمال الله فوق ادراك العقل ويحتاج العقل لنعمة ونور الروح القدس لكي يصمت فنري اعلان الله بنور نعمة الروح القدس فاعلنه الله لنا نحن بروحه. لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله.
١ كو ٢ : ١٠
ومن اعظم الاسرار كلها هو سر التجسد والذي تكلم. عنه الكثير من العلماء وبخثوا فيه بعقولهم ولكن هيهات ان يقتنع العقل او حتي يقترب منه ومن فعله الحقيقي ورفضه الجهلاء الجسديين لان حدودهم هو الجسد الميت الترابي اما الضعفاء وغير الحكماء بحكمة هذا العالم سجدوا تحت اقدام محبوب نفوسهم وشهوة قلوبهم وعندما قبلوه ملك علي كل قلوبهم ولم يريدوا ان يشاركه احد في قلوبهم ارسل الروح القدس لكي يكون هو رباط الحب والحياة بين المسيح والانسان فكما صار المسيح هو الطريق الوحيد لله الاب لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الانسان يسوع المسيح،١ تي ٢ : ٥
هكذا صار الروح القدس المعطي لنا من الله وساكن فينا علي الدوام هو المربي لنفوسنا والرباط الحقيقي بين المسيح والنفس الذي ياخذ مما صنعه المسيح في جسده لحسابنا ويعطينا فكل ما يصنعه الروح فينا هو صادر عن المسيح لانه روح المسيح لأن كل ما سيحدثكم به صادر عني.
يو ١٦ : ١٤
ومن عجب سر التجسد ان المسيح من محبته الفائقة للبشر اراد لا ان يعرف وجع وحزن والم البشرية كأله فقط بل اراد ان يختبرها بشريا مثل كل انسان فقبل الم وظلم ووجع وحزن وشعور بالترك كمذنب محكوم عليه بالموت وكخاطي متألم جدا من الدينونة كل هذا وفوق كل ذلك انه طاهر وليس فيه اي خطية ولكن جاز واختبر جميع معانات البشرية كاملة ليس فكريا او نظريا بل بكامل الاختبار العملي وبالتالي يستطيع ان يشعر بشعور كل متألم مظلوم ليس بالمواساة بل في الشركة بالاختبار العملي لنفس معاناته وهذا هو عجب سر التجسد لانه في ما هو قد تالم مجربا يقدر ان يعين المجربين. عب ٢ : ١٨
ولقد اكد علي هذا الفكر اباء الكنيسة وهذه قطعة ذهبيةمن فم القديس ذهبي الفم توضح هذا المعني
{ هذا معناه انه إذ قدذهب في اختبار الامورالتي نعانيهالم يعد يجهل الامنا وهو لا يعلمها بصفته إلها فقط !
ولكن كإنسان قد ادرك التجارب إذتجرب بها ،
فلانه تألم كثيرا يعرف كيف يعطف ويتعاطف ••
وهويدرك التجارب ليس بأللمما نعانيه لانه هو نفسه عاناها } القديس يوحنا ذهبي الفم