مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب مارمرقس – القمص بيشوي كامل

20-

جسد مارمرقس


لمحة
تاريخيه


تعرضت
كنيستنا المستقيمة الرأي لاضطهادات كثيرة على مختلف الأزمان ليس من
الذين هم من خارج فقط، بل أيضًا من الذين من داخل أعني
الكنيسة
الغربية

وزادت وطأة هذا الاضطهاد إثر
مجمع خلقيدونية سنة 451 م حيث نفى
القديس ديسقوروس البابا
السكندري الـ25
. في حين استولى الغربيون وهم حكام
البلاد (لأن مصر كانت آنذاك تحت الحكم
الروماني) بالعنف على كنائسنا ومن بينهم كنيسة


مارمرقس
“البوكاليا” التي بها جسد القديس، وأقاموا
بطريركًا من قبلهم يكون هو الحاكم المدني كذلك كان يعرف بالبطريرك
الملكي (أي أنه من قبل الملوك ولأن الملوك كانت في أيديهم).




St-Takla.org Image:
From a Greek New Testament Manuscripts in Albania showing St. Mark the Gospel
writer.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
من مخطوط يوناني قديم للعهد الجديد محفوظ في ألبانيا يصور القديس مرقس كاتب
الإنجيل.


“عظيم الرب
الصنيع معنا فصرنا فرحين”


ظل جسد
القديس ورأسه معًا في تابوت واحد حتى سنة 64 م. حتى
دخول العرب. وكان
المقوقس هو البطريرك
الملكي والحاكم المدني
في نفس الوقت. فلما أشعل
العرب النار في عدة كنائس وديارات ومن جملتها كنيسة


مارمرقس
حدث أن
حاول أحد البحارة أثناء الحريق سرقة رأس القديس فخبأها سرًا في سفينة،
ولما عزم عمرو بن العاص على مغادرة الميناء بجيشه لم تستطع تلك السفينة أن تتحرك رغم الجهود
المتواصلة وعندئذ أعترف بجريمته وقام ولأحضرها، وفي الحال تحركت المركب فلما رأى عمرو بن العاص هذه الآية
العظيمة اندهش جدًا وأرسل في طلب
بابا
إسكندرية
الشرعي ليستلمها منه وكان وقت ذاك هو
الأنبا بنيامين الـ38 فوجده مختفيًا في الصعيد بسبب
مطاردة الملكيين له فكتب له يستدعيه ويطمئنه
،وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
في أقسام أخرى
.

ولما حضر استقبله وأكرمه إكرامًا عظيمًا، وسلمه الرأس المقدس كما أعطاه عشرة آلاف دينار
لبناء كنيسة عظيمة تليق بصاحب هذا الرأس، كما أمر بتسليمه كنائسه
المغتصبة وكان ذلك في
30 بابه سنة 644 م.

هل تبحث عن  القديسه بوتامينا


لذلك
تخليدًا لهذه الذكرى التي فيها عظم الرب الصنع معنا بالحقيقة، جعلت
الكنيسة من هذا اليوم عيدًا روحانيًا نحتفل به سنويًا كل
30 بابة أي 9
نوفمبر.



سرقة الجسد


ظل
الرأس في حوزتنا بينما الجسد في حوزة الملكيين إلى أن تمت سرقته حوالي
سنة 828 م. بيد بعض الفرنج من فينسيا الذين احتالوا على القائمين بحراسة
الجسد من الروم الملكيين، وخبأوه في السفينة ثم غادروا المنيا قاصدين
البندقية. وهناك استقبلهم أهلها بفرح شديد واحتفال مهيب وبنوا له
كاتدرائية فخمة في بلدهم، وأودعوه فيها وجعلوا علهم هو
الأسد
المرقسي كما اتخذوا أسده رمزًا لهم
.



عودة الجسد


ظل
الجسد هناك حتى
سنة 1968 م حين طالب قداسة
البابا كيرلس السادس بإعادة
رفاته بمناسبة مرور 19 تسعة عشر قرنًا على استشهاده. فعاد
الكاروز
متهللًا بعد غيبة طويلة تقدر بعشرة قرون تقريبًا، وكان
البابا الراحل
في مقدمة المستقبلين في المطار.


ولقد صاحب
وصولة أرضنا التي رواها بدمه بعض الظواهر الروحية شاهدها جميع الحاضرين
وهو
الحمام الأبيض الذي كان يحلق في سماء المطار. فحمل
البابا الصندوق
الذي يحمل رفات القديس على كتفه في بهجة ووقار، وكان قد أعد له
كاتدرائية فخمة بل هي أكبر كاتدرائية في القطر. ووضع الجسد المقدس في
مقصورة خاصة تحت الهيكل.



احتضان
الرأس عند السامة


يذكر
التاريخ أن
الآباء البطاركة كان لهم تقليد عند الرسامة أن يخرجوا
الرأس. وبعد أن يضعوا عليها الأطياب ويلفونها بلفائف غالية يحتضونها
للتبرك بها وطلب شفاعة صاحبها والتعهد أمامه بالاستعداد لاقتفاء أثره
في المحافظة على القطيع.


وظل
هذا
التقليد نافذ المفعول والرأس محفوظًا في كنيسته حتى القرن
الحادي
عشر. ثم خيف عليه. فأخذ يتنقل في بيوت الأعيان فترة من الزمن.

هل تبحث عن  مريم لما رآها يسوع تبكي


ولما
ظهرت قيمتها للحكام وأصبحت مجالًا لسلب أموال الأقباط تحت التهديد
بأخذها وبيعها اضطرت
الكنيسة في عهد
البابا بطرس الـ104
أي في بداية
القرن الثامن عشر أن تبطل طقس احتضان الرأس المقدس، ووضعتها مع جماجم
أخرى في جرن من رخام في الجهة البحرية الشرقية بالكنيسة المرقسية
الحالية حتى لا يمكن الاهتداء ولا تمديد السراق إليها.


أما
الأنبوبة الموضوعة في المقصورة أمام أيقونة القديس إلى اليوم فهي كما
توارثناه بها جزء من يد القديس وأحد أصابعه.


بركة صلواته
تكون معنا دائمًا أبديًا. آمين.



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي