التسبحة
الأولى
كل
الأجيال تطلعت إليه
v هذا هو اليوم الذي أبهج الأنبياء والملوك والكهنة،
ففيه
تحققت كلماتهم وكملت نبوتهم،
لأن
العذراء قد ولدت اليوم عمانوئيل في بيت لحم!
v ما نطق به إشعياء قديمًا، صار اليوم حقيقة،
إذ
ولد من يحصي عدد الأمم (إش 19: 10)!
ما
تغنى به داود في المزامير، تحقق اليوم!
ما
تحدث به ميخا يومًا ما، تم اليوم فعلاً، أنه يخرج من أفراثا راعيًا، عصاه
تسوس النفوس (مي 2: 5)…
ما
تنبأ به بلعام، وجد له تفسيرًا!
لقد
أتى إلينا النور السري، وظهر جماله بالجسد! النور الذي تكلم في زكريا أضاء
في بيت لحم!…
ما
قيل في الخفاء تحقق اليوم في وضوح!…
v من آدم الرجل الذي لم يكن له أن يلد، خرجت أمنا حواء،
فكم
بالحري يلزمنا أن نصدق أن ابنة حواء تلد طفلاً بغير رجل!
الأرض
البكر حملت آدم الأول الذي كان رأسًا على كل الأرض،
واليوم
حملت العذراء البكر آدم الثاني الذي كان رأسًا على كل السماوات!
v عصا هارون أفرخت، والعود اليابس أثمر،
لقد
أنكشف اليوم سرّ هذا، لأن رحم البتول يحمل طفلاً!
v فليخجل ذلك الشعب الذي تطلع إلى كلمات الأنبياء كوقائع حدثت (في أيامهم)،
لأنه
لولا مجيء المخلص لبطلت أقوالهم!
v مبارك هو الحق الواحد الذي أتى من أبي الحق،
وحقق
كلمات الناظرين الحقيقيين!…
v من كنز بيتك، أيها الرب، من خزائن كتابك المقدس أخرج أسماء الأبرار
القدامى الذين تطلعوا إلى مجيئك!
v ركزوا أنظارهم على ذلك الذي عوض هابيل سُفك دم الابن
كقتيل،
وبموته
حطم الحسد الذي جلبه قايين إلى العالم (تك 8: 4)!…
الأخوان
الاثنان اللذان غطيا نوح (تك 23: 9) تطلعا إلى الابن الوحيد الذي يأتي و يغطي عري
آدم الذي أسكرته الكبرياء!
v تطلع سام ويافث المباركين إلى الابن المبارك، الذي يأتي ويحرر
كنعان من عبودية الخطية!
v توقع ملكي صادق – إذ هو رمز الرب – مجيئه، متطلعًا إلى كهنوت
الرب الذي بزوفاه يطهر العالم (لا 52: 14)!
v نظر لوط كيف أن أهل سدوم خالفوا الطبيعة، فتطلع إلى الرب الذي
يمنح قداسة تفوق الطبيعة!
v إذ رأى هرون إن عصاه أكلت الحيات (خر 12: 7)، تطلع كيف يأكل
صليب الرب الحية التي أكلت آدم وحواء!
v رأى موسى اللحية المرفوعة قد شفت عضات الأفاعي (عد 9: 21)،
فتطلع
ليرى الرب الذي يشفي الجراحات التي سببتها الحية القديمة!
موسى
رأى نفسه أنه وحده الذي احتفظ بضياء من الله،
فتطلع
إلى الرب الذي يجعلنا آلهة (يو34: 10) بتعاليمه!
v حمل كالب الجاسوس العنقود على عصاه (عد23: 13)، وجاء مشتاقًا أن
ينظر “العنقود” (المسيح) الذي خمره يعزي كل العالم!
v اشتاق يشوع بن نون إليه، ليدرك قوة أسمه…
يشوع
هذا الذي جمع الثمرة وحملها وأحضرها معه،
كان
مشتاقًا إلى “الحياة” ليذوق الثمرة التي تنعش الجميع!
v تطلعت راحاب إليه، لأنه عندما فداها الخيط القرمزي من الغضب
(يش18: 2) ذاقت الحق في الرمز.
v رآه موسى وإيليا. الرجل الوديع من العمق صعد، والرجل الغيور من
العلو نزل، وفي الوسط رأيا الابن.
الاثنان
رمز إلى مجيئه (الثاني)،
فموسى
يرمز للأموات،
وإيليا
يرمز للأحياء الذين سيطيرون لملاقاته في مجيئه (1تس 17: 4).
لأن
الأموات الذين ذاقوا الموت جعلهم أولاً،
أما
الباقون الذين لم يدُفنوا، فسُيرفعون أخيرًا لملاقاته!
v من يستطيع أن يحصي لي الأبرار الذين تطلعوا إلى الابن،
الذين
لا تستطيع أفواهنا – نحن المخلوقات الضعيفة- أن تعبر عن عددهم؟!
v من له فصاحة لأن يسبح ابن الحق الذي أشرق لنا، هذا الذي أشتاق إليه
الأبرار، أن يروه في جيلهم!
تطلع
آدم إليه، إذ هو رب الكاروبيم (حارس الفردوس)،
وفي
قدرته أن يوجد مدخلاً وموضعًا للإقامة بواسطة أغصان شجرة الحياة.
اشتاق
هابيل أن يراه، لعله يأتي في أيامه،
فيرى
حمل الله بدلاً من الحمل الذي قدمه!
وتطلعت
إليه وحواء، لأن عريها كان مرًا،
وهو
قادر أن يغطيها – لا بأوراق الشجر – بل بنفس المجد الذي فقدته!
كان
البرج الذي بناه كثيرون يتطلع في سٌر إلى “الواحد” الذي بمجيئه بنى
على الأرض برجًا يصعدنا إلى السماء!
نعم
إن الفلك الذي حفظ المخلوقات الحية، كرمزٍ تطلع إلى ربنا الذي يبني الكنيسة
المقدسة التي فيها تجد النفوس لها ملجأ…
صرخت
الأرض التي غرقت بالطوفان في صمتٍ إلى ربها،
فنزل
وفتح المعمودية التي بها ينجذب البشر إلى السماء.
عاش
متوشالح أقل من 1000 سنة بقليلٍ، فتطلع إلى الابن الذي يجعل البشر وارثين
حياة لا تنتهي!
كانت
النعمة ذاتها بسٌر خفي تطلب لصالحهم،
لعل
الرب يأتي في زمانهم ويكمل نقائصهم،
لأن
الروح القدس يشفع فيهم متأملاً (رو26: 8). هو أثارهم، وفيه تطلعوا إلى ذاك المخلص
موضوع اشتياقهم (1 بط 11: 1).
أدركت
نفوس الأبرار في الابن دواء الحياة، لهذا شعرت بحنين أن يأتي في أيامها فتتذوق
حلاوته!…
تطلع
لامك إليه أن يأتي لكي يمنحه في حب راحة من تعبه وجهاد يديه ومن الأرض التي
لعنها الله العادل (تك 29: 5)!…
أيضًا
تاق نوح أن يراه، لأنه ذاق طعم نعمته المخلصة.
نعم،
إن كان الرمز فقط (أي الفلك) حفظ المخلوقات حية، فبالحق كم يمنح هو بذاته حياة
للنفوس؟!…
إن
كان الرمز قد أنقذ الحياة، فكم بالحري يكون شخصه الإلهي؟!
أدرك
إبراهيم بالروح أن ميلاد الابن لا يزال بعيدًا،
لكنه
تهلل أن يرى يومه بالروح دون أن يراه في الجسد (يو 56: 8).
اشتاق
إسحق أن يراه، لأنه ذاق طعم خلاصه (عب 19: 11).
لنسهر
مع الرعاة
اليوم
أبتهج الحراس، لأن الساهر جاء لإيقاظنا (دا 13: 4).
من
يستطيع أن ينام الليلة التي كان العالم كله فيها ساهرًا؟!
لقد
جلب آدم النعاس على العالم بالخطية، لكن نزل الساهر لإيقاظنا من نوم
الخطية العميق.
فلنسهر
إذًا، ولكن ليس كالمرابين الذين يسهرون الليل كله منهمكين قي حساب أموالهم
والربا…
واللص أيضًا إذ
يخبئ نومه ويدفنه تحت الأرض ويسهر ويقلق، وبقلقه يزعج كثيرين من النائمين.
والإنسان
النهم يسهر ويقلق، وسهره يسبب له آلامًا…
والغني (محب
المال) يسهر، إذ يطرد بغناه نومه، فيبقى ساهرًا على خزائنه خائفًا من اللصوص بينما
كلبه ينام!
والمهموم يسهر، لأن
قلق نفسه يبتلع نومه،
ومع
إن الموت يتعقبه حتى عند وسادته، لكنه لا ينام حاملاً هموم السنوات المقبلة.
وإبليس أيضًا
يعلمنا أيها الاخوة أن نسهر، لكن سهرًا من نوع آخر، هو التراخي في الأعمال الصالحة
مع السهر في الشر.
حتى
يهوذا الإسخريوطي سهر الليل كله، إذ باع الدم البريء الذي أشترى العالم
كله!
ابن
الظلام لبس الظلمة وخلع عنه النور!
بالفضة
باع اللص خالق الفضة!…
نعم،
إن الفريسيين أبناء الظلمة سهروا الليل كله؛
الأشرار
سهروا لعلهم يحجبون النور غير المحصور!
أما
أنتم فاسهروا هذه الليلة كأنوار في السماء،
والتي
بدت خافتة في لمعانها، لكنها مشرقة بفضائلها!
من
يشبه ذلك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء،
تحيطه
هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية.
أما
الشرير فكابن للظلمة يسلك،
إنه
يقف في ضياء النهار، ومع إن النور يكسوه من الخارج،
لكن
الظلمة تكتنفه من الداخل!
v أيها الأحباء ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون،
لأن
من لا يسهر بالبرّ، فسهره الذي لا يحسب له!
من
لا يسهر بالفرح، فسهره يعد نومًا!
من
لا يسهر بطهارة، فسهره يكون عدوًا له!
هذا
هو سهر الحاسد، أنه كتلة جامدة، كلها أذى!…
هذا
هو سهر الغضوب، أنه يتعكر بالغضب، وتصير يقظته كلها هياجًا ولعنة…
هذا
هو سهر الثرثار، به يصير فمه ممرًا مهينًا للإثم،وعائقًا له عن الصلوات.
أما
الساهر الحكيم، فله أن يختار بين أمرين:
إما
ينام نومًا هادئًا معقولاً، أو يسهر سهرًا مقدسًا!
كيف
نستقبل ليلة الميلاد؟
v الليلة ليلة طاهرة، إذ جاء كلي الطهارة لكي يجعلنا طاهرين.
فلننزع
إذًا من سهرنا كل ما يفسد نقاءها:
لتحفظ
الأذن نقية (مت 13: 5)، والعين طاهرة، وتأملات القلب مقدسة، وكلام الفم مملحًا!
v اليوم خبأت مريم العذراء فينا، الخميرة التي أخذتها عن إبراهيم،
فلنشفق
نحن أيضًا على المتسولين مثل إبراهيم.
اليوم
نزلت إلينا نغمات من بيت داود الوديع،
فلنصنع
نحن أيضًا رحمة مع المضايقين لنا،
كما
صنع ابن يسى مع شاول (1 صم 26)!
v اليوم طرح ملح النبي الجيد وسط الأمم (2مل20: 2)،
فليتنا
نقتني نحن خلاصًا جديدًا بهذا الذي فقد القدماء خلاصهم…
لننطق
بكلام الحكمة ولا نتفوه بشيء غريب عنه،
لئلا
نصير نحن غرباء عن الحكمة.
v في ليلة المصالحة هذه، ليصرف كل إنسان عنه الغضب والحزن.
في
هذه الليلة التي فيها هدأ روع الجميع، ليته لا يكون فيها من يهدد أو يضايق!..
في
ليلة الإله الواحد الحلو، ليته لا يكون فيها مرارة أو قسوة.
في
ليلة الإله الوديع، لا يكون فيها متشامٍخ أو متعاٍل.
في
يوم الغفران، لا نزيد فيه الأخطاء!
في
يوم الفرح، لا ننشر فيه أحزان!
في
يوم العذوبة، لا نكون قساة!
في
يوم الراحة والسلام، لا نكون فيه غضوبين!
في
اليوم الذي نزل فيه الله إلى الخطاة، لا ينتفخ فيه الأبرار على الخطاة!
في
اليوم الذي نزل فيه سيد كل أحد إلى العبيد، لينزل السادة بلطف إلى عبيدهم!
في
اليوم الذي صار فيه الإله الغني فقيرًا من أجلنا،
فليشارك
الأغنياء الفقراء في موائدهم!
في
اليوم الذي وهبنا فيه عطايا لم نطلبها،
فلنقدم
صدقة لمن يصرخون متوسلين إلينا إحسانًا!
في
اليوم الذي فيه مُهد لصلواتنا طريق في الأعالي،
لنفتح
أبوابنا نحن أمام الذين أساءوا إلينا وطلبوا منا العفو!
اليوم
أخذ الله الطبيعة غير التي له،
ليته
لا يكون صعبًا علينا أن نغير إرادتنا الشريرة…
اليوم
خُتم الطبع البشري باللاهوت، حتى يتزين بنو البشر بطبع اللاهوت!
تم نسخ الرابط