31-هل كان لعلماء المسيحية في الإسلام لاهوت عربي أم مسيحي؟





مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب رواية عزازيل: هل هي جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟ (ردا على رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان) – القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير

31-


هل كان لعلماء المسيحية في الإسلام لاهوت عربي أم مسيحي؟



St-Takla.org Image:
From the contemporary Coptic art: Christ the Pantocrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
من الفن القبطي المعاصر: المسيح ضابط الكل.

يصر الدكتور
زيدان على نظريته التي لا سند لها ولا وثيقة ولا برهان والتي تزعم بوجود لاهوت
عربي وأن كل من أبيون و
آريوس ونسطور وبولس السموساطي هم من اللاهوتيين العرب!!
وقد بينا أعلاه بطلان هذا الكلام؛ ونؤكد مرة ثانية أنه لم يوجد شخص باسم أبيون بل
هو صفة بمعني الفقير وقد وصف بها آباء الكنيسة فكر
الهرطقة الأبيونية لفقرها
الفكري! وأن

آريوس
كان مؤمنًا بالثالوث ولكن بفكر فلسفي وأنه لم يكن عربيًا! أما


نسطور
فلم ينكر قط
لاهوت المسيح، إنما فهم عقيدة التجسد خطأ، وكان من أشد
المدافعين عن عقيدة الله الواحد في ثالوث! وكان بولس السموساطي متخبطًا في فكره
وتراوحت أقواله بين كون المسيح كلمة الله الذي من ذات الله وأنه حل عليه الكلمة
بدرجة أكبر من حلول الروح القدس على الأنبياء!!

وهناك فئة من
علماء المسيحية تدحض تماما رأي د. زيدان ونظريته الموهومة، وهذه الفئة تتكون من
الفلاسفة المسيحيين الذي عاشوا في قصور الخلفاء والولاة المسلمين وكانوا الرواد
الأوائل للنهضة الإسلامية، حيث قاموا بترجمة التراث اليوناني والسرياني والقبطي إلى
جانب تراث شعوب قديمة أخرى وبرعوا في الفلسفة وعلوم المنطق، بل وكما يقول الآب
سليم دكاش اليسوعي في كتابه عن الفيلسوف العراقي أبو رائطة التكريتي المسيحي أن
هؤلاء العلماء المسيحيين، الذين عاشوا فيما بين 750 و950 م.، عاشوا: “في مرحلة مهمة
من حياة الكنائس الشرقية؛ مرحلة تكونت فيها المصطلحات الفلسفية والتعابير
اللاهوتية
باللغة العربية. وانبرى عدد منهم للدفاع عن عقيدة ديانته باللغة التي
أصبحت أداة الاتصال الثقافي”[97]. كما أنهم برعوا أيضا
في علم الكلام” وقد خاض المسيحيون غماره في العصر الوسيط دفاعا عن عقيدتهم”.
وتحاوروا مع الفلاسفة والعلماء المسلمين وعملوا مناظرات حول صحة المسيحية
وعقائدها ودافعوا عنها جميعا، سواء كانوا
نسطوريين

أو سريان أو أقباط أو غيرهم،
عن أخص العقائد المسيحية مثل
لاهوت المسيح والثالوث واستخدموا في ذلك كل
المصطلحات الفلسفية والمنطقية ومصطلحات علم الكلام، أو كما يقول الأب سليم دكاش
اليسوعي أن هذا الجيل: “انبرى للإجابة بلغة عربية عن الكثير من الأسئلة والآراء
والتعليلات التي طرحها مفكروا الإسلام الأوائل وجلهم من المعتزلة حول بعض الحقائق
الأساسية التي يجتمع حولها النصارى، ومنها التوحيد من ضمن تثليث الألوهة، تجسد
الابن، والفداء والصلب والقيامة”[98]
،وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في

موقع الأنبا تكلاهيمانوت
في أقسام أخرى
.
وكان لاهوتهم
هو نفس لاهوت الكنيسة المسلم مرة من رسل المسيح ولم يقولوا أو يعرفوا ما ادعاه د.
زيدان عن اللاهوت العربي!! ومن أشهر هؤلاء أبو رائطة التكريتي، من القرن التاسع،
وخاصة رسالته في الثالوث المقدس الذي استخدم فيها كل فنون المنطق والفلسفة وعلم
الكلام لإثبات عقيدة الله الواحد في ثالوث. والشيخ يحي بن عدي (893-974م) في
كتابه “مقالة في التوحيد” الذي أثبت فيه توحيد الله مع وجود الثلاثة
أقانيم.
ويوحنا الدمشقي الذي عاش في القرن العاشر وكان أكثر من كتب في
لاهوت المسيح
والثالوث في تلك الفترة. وعبد المسيح الكندي والأنبا بولس البوشي وغيرهم. وهناك
الكثير غير هؤلاء مما لا يسع المجال هنا لذكره. مما يؤكد لنا بطلان كل مزاعم
وإدعاءات ونظرية د. زيدان الوهمية عن اللاهوت العربي!!

هل تبحث عن  إذن ربوا أولادكم في محبة الله وروحانية الحياة



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي