ارحمني يا اللَّه ارحمني

« معيناً وساترًا صار لي للخلاص. هذا هو إلهي فأمجّده، إله أبي فأرفعه،
لأنه بالمجد قد تمجّد.”
أيها المسيح، من أين ابتدئ أنوح على أفعال عمري الشقي وأي ابتداء أضمره للمناحة الحاضرة؟ لكن بما أنك متحنن، هبني صفح الزلات.
هلمّ أيتها النفس الشقية مع بشرتك، اعترفي لبارئ الكل، وابتعدي، إذا، عن بهيميّتكِ الأولى، وقدّمي للّه مع التوبة دموعاً.
لقد غرتُ بالمعصية من آدم، أول الجبلة، فعرفتّ ذاتي متعرّياً من الله ومن الملكوت والنعيم الأبدي بسبب خطاياي.
ويلي أيتها النفس الشقية! لماذا شابهتِ حوّاء الأولى؟ لأنكِ نظرت نظرًا رديئًا، وجُرّحت بكلوم مُرّة، ولمستِ العود، وذقت الطعام غير الواجب بجسارة.
إن الفكر الأهوائي الكائن في البشرة حصل لي بدلا من حوّاء الحسّية حوّاء عقلية مُريًا إياي الملذات، وذائقًا الأكلة المُرّة على الدوام.
أيها المخلص! إن آدم طرح بواجبٍ خارج عدن لأنه ما حفظ وصية واحدة منك، فماذا يحل بي أنا المتجاوز أقوالك المحيية دائمًا؟
لقد أكملتُ قتلة قايين الجائرة بنيّتي، وصرتُ قاتلاً بضمير نفسي، إذ أحييتُ الجسد وتجندت عليها بأفعالي الخبيثة.
يا يسوع! إنني لم أشابه برّ هابيل، ولم أقدّم لك قط قرابين مقبولة ولا أفعالاً لائقة بالله ولا ضحية طاهرة، ولا سيرة غير مذمومة.
أيتها النفس الشقية! نحن أيضًا قدمنا لبارئ الكل أفعالاً دنسة وضحية ممقوتة معًا وسيرة غير صالحة مثل قايين. فلذلك قضي علينا أيضًا.
أيها الفاخوري! لقد جبلتني من الطين، حيوانًا ووضعت فيّ بشرة وعظامًا ونسمة حياة. لكن يا خالقي ومنقذي وحاكمي اقبلني تائبًا.
أيها المخلّص! لك أعترف بخطاياي التي اقترفتها وبكلوم جسمي التي خزنتها لي باطنًا الأفكارُ القاتلة بطريقة لصوصية.
أيها المخلّص! وإن كنتُ قد خطئتُ، إلا أني أعرف أنك محبّ للبشر، لأنك تضرب بحنو وتترأف بحرارة. تنظرني باكيًا فتبادر إليّ كأبٍ داعيًا إياي أنا الشاطر.
أيها المخلّص! لا ترمني أنا الطريح أمام أبوابك، ولو في الشيخوخة، ولا تطرحني في الجحيم مقفرًا ، لكن امنحني قبل النهاية صفحّ الزلات بما أنك متعطف على البشر.

هل تبحث عن  العقيدرأفت إبراهيم حنا

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي