يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

أن للتوبة أساس راسخ تقوم عليه وتُبنى ، وبدونه تستحيل على وجه الإطلاق ، لأن الله لا يدعو الإنسان ليتوب بمجرد كلام أو نداء ، ولأن الإنسان لا يقدر أن يضيف أو ينتقص من الله شيئاً قط ، بل أن أساس التوبة والدعوة قائمة على الآتي:

محبة الله الشديدة للإنسان.

طول أناه الله.

غفران الخطايا المجاني.

فيقول أشعياء النبي (49 : 15) “هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم أبن بطنها ؟ حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك” .

هكذا يقول (هوشع 11 : 4 ، 8 ) وهو يصف محبة الله للبشر العصاه ويكشف عن عمق المحبة قائلاً “كنت أجذبهم بحبال البشر برُبط المحبة … وشعبي جانحون إلى الارتداد عني .. قد أنقلب علىَّ قلبي اضطرمت مراحمي جميعاً ” .. ولعل ما قاله الرسول بولس لفهم معنى الآية السابقة : “ونحن بعد خُطاه مات المسيح لأجلنا ” (رو 5 : 8 ) ، وأيضاً جاء : ” الذي أحبني وأسلم نفسه للموت من أجلي ” (غلا 2 : 20 ).

يقول العلامة ديوينسيوس الأريوباغي : “أليس حقاً أن المسيح يقترب ، بود شديد من الذين يحيدون عنه ، ويحاول معهم متوسلاً أليهم أن لا يستهينوا بحبه ، وأن لم يُظهروا إلا النفور والتصامم عن سماع مناداته. إلا يظل هو نفسه محامياً وشفيعاً عنهم ” .. حقاً ما أعظم محبة الله .. فأن كنت ترى نفسك خاطئ ومسكين متورط في كل أنواع الشر ، وتشعر في نفسك أنك ميت مرذول وليس من مشفق أو معين . فأعلم أنك محط أنظار الله وشغله الشاغل ، أنت موضوع محبته واهتمامه ، فهو لا يرتاح ولا يهدئ إلا أن يوَّصل لك شعاع نوره الخاص ليردك أليه ” .. هذا ما فعله رب المجد يسوع المسيح مع أحبائه الذي دعاهم بنفسه للدخول للملكوت الأبدي مثل :

بولس الرسول.

زكا العشار.

المرأة السامرية.

كرنيليوس .

يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

القديس بولس الرسول :

ولد (شاول) بولس الرسول في السنة الخامسة الميلادية تقريباً في مدينة طرسوس التي كانت مركزاً من مراكز التهذيب العقلي ، وكان والديه يهوديين من سبط بنيامين ، وكان شاول ملتزماً بالمعتقدات الفريسيه الصارمة. وتعلم حرفة صناعة الخيام ، وتعلم تحت أقدام الفيلسوف اليهودي غماللإئيل ..

عند رجم القديس أسطفانوس كان بولس راضياً بقتله ، وكان له سلطان القبض على المسيحيين وكان وقتها يدُعى شاول وكان متعصباً يُبغض الكنيسة المسيحية ..

حدث أنه في أحد الأيام ، وهو سائر نحو دمشق محملاً برسائل لمضايقة مجتمع دمشق الصغير .. وبينما هو سائر إذا نور من السماء قد سطع حوله ، فسقط إلى الأرض ، وسمع صوتاً يقول له :

” شاول .. شاول .. لماذا تضطهدني ” (أع 3 : 9). فكان سؤاله الفوري ” من أنت يا رب ؟

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 4 : 13 - 18 ) يوم الخميس

” .. أثر هذا اللقاء في داخله وأشرق بداخله نور المسيح وأرشده المسيح عن شخص في دمشق يُدعى حنانيا .. الذي قام بتعميده ، ثم بقى اياماً في دمشق ثم أنطلق إلى الصحراء العربية لقضاء خلوة روحية ..

بعد عودته ، أنطلق إلى أورشليم وهو راغب بلقاء رسل المسيح فمكث عند بطرس خمسة عشر يوماً قابل خلالها يعقوب البار ، ثم بدأ رحلاته التبشيرية في سوريا و كليكه وغيرها.

زكا العشار :

توجه السيد المسيح نحو زكا العشار مخاطباً أياه قائلاً “يا زكا أسرع وأنزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك . ” وكان السيد المسيح يعلم أن تحولاً سيتم في هذا البيت ، ويعلم أن زكا سيطلب الاعتذار من الجميع واعتذاره سيكون بالعمل لا بالكلام إذ سيعيد كل أموال الظلم التي حصل عيلها في الماضي . “

وهكذا نلاحظ أن للمسيح طرقاً مختلفة ليتعامل فيها مع الإنسان فهو لا يهتم بالشكل الخارجي الخدّاع ، وكان حضور المسيح إلى منزل زكا ليعود لله كأبن ضال وهو متمسك بالفرصة التي أعطيت له ليمارس التواضع والتوبة.

يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

السامرية

المرأة السامرية :

جاء في إنجيل يوحنا و الإصحاح الرابع عن المرأة السامرية والتي ألتقى بها الرب يسوع عند بئر يعقوب ، والسامرة هذه للعلم هي يعتبرونها اليهود أنها مدينة نجسه نظراً لأنها مزيج من الأمم واليهود الذين اختلطوا ضمن السبي الأشوري سنة 722 ق.م عندما أتى نبوخذ نصر – وأخذ معظم أهل إسرائيل الشمالية – السامرة وقادهم إلى أرض أشور وأستبدلهم بشعوب أخرى أتت من أماكن عديدة وسكنت هناك وتم التزاوج وأختلط شعب السامرة ..

يسوع أتى إلى تلك المدينة كما يقول الكتاب المقدس ليستريح إذ كان متعب من السفر وجلس عن تلك البئر .. وفي المكان نفسه أتت المرأة السامرية لتستقي ماء وكان الوقت الساعة السادسة أي (في الساعة الثانية عشر بتوقيت مصر) أي في وقت الظهيرة والحر الشديد حتى لا يراها الناس نظراً لسمعتها السيئة في المجتمع التي كانت تنتمي له في السامره – إذ كانت هذه المرأة مشهورة بقلة أخلاقها ، فكانت تتخفى عن المجتمع .

أعد يسوع المسيح لهذه الرحلة لكي يكلمها بكلام الحياة ويقدم لها مياه أفضل من تلك التي تستقيها من البئر ثم بدأ الحوار بين السيد المسيح و المرأة السامرية قائلاً لها أعطني لأشرب .. لأن تلاميذه كانوا قد ذهبوا ليبتاعوا طعاماً فأجابته المرأة السامرية باستغراب قائلة : كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا سامرية !!

أن كلمة (أعطني لأشرب) هذه العبارة التي قالها السيد المسيح كانت السبب الذي عن طريقها للإعلان عن حقيقته وعن هويته .. يقول الكتاب المقدس بأنها تركت الجرّه عند البئر وذهبت إلى المدينة حتى تعلن للجميع أن يسوع هو المسيح وتدعوهم للإيمان به ..

هل تبحث عن  الكرام والامانة

حقيقاً .. أن المرأة السامرية هي صورة كل إنسان محتاجة نفسه لعلاقة حية مع الله ، فقد تبحث عن طرق عديدة للراحة ولكن تبقى حقيقة واحده هي أن الله يريدك .. وهو ايضاً يبحث عنك بنفسه. فأن الخلاص به .. والشبع به .. والسلام به .. والفرح به .. ويقول الكتاب المقدس بأن ” للنفس الجائعة كل مرّ حلو أما النفس الشبعانة تدوس العسل ”

يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

قائد المائة

القديس كرنيليوس القائد . (قائد المائة)

كان كرنيليوس رئيساً على مائة جندي بقيصيرية بفلسطين وكان يعبد الكواكب .. فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والإلهة الوثنية، ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في ألهته.

ترك كرنيليوس عبادة الكواكب وأخذ يرفع قلبه بالصوم والصلاة وكان يقول في صلواته : ” أيها الرب الإله أني قد تحيرت في معرفتك فأرشدني وأهديني أليك . ” .. فتحنن الله عليه وقبل صلاته وصدقته وأرسل له ملاك يبشره بقبولهما وصعودهما أليه ، ويأمره أن يرسل إلى مدينة (يافا) فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سماع الدباغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل ..

ارسل كرنيليوس واستدعى بطرس ، واستقبله ساجداً وواقعاً على قدميه ، فأقامه بطرس قائلاً :” قم أنا أيضاً إنسان ” ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم : ” أنت تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس ، فلذلك جئت إذ استدعيتموني مما تريدون ؟ قال كرنيليوس منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائماً في الساعة التاسعة وكنت أصلي في بيتي وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال : يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله فأرسل إلى يافا واستدعي سمعان الملقب بطرس انه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر فهو متى جاء يكلمك ، فأرسلت أليك حالاً وأنت فعلت حسناً إذ جئت .. والآن نحن جميعاً حاضرون أمام الله لنسمع جميعاً ما أمرك به الله .

فتح بطرس فاه وقال : “بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمه الذي يتقيه ويصنع البر مقبولاً عنده ” .. ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل ، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده ، وعمل الآيات بأسمه ، فأمن كرنيليوس وأهل بيته و كل غلمانه وتعمدوا بأسم الآب والأبن والروح القدس ، فحلت عليهم نعمة الروح القدس في الحال.

هل تبحث عن  القديسون الشهداء سلوانس، أسقف حمص، ورفيقاه (القرن4م)‏

ومن الأمثلة كثيراً وكثيراً منها على سبيل المثال وليس الحصر :

يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

الانبا موسي الاسود

القديس الشهيد الأنبا موسى الأسود :

فأنه مع كل ما كان يفعله من شرور كان يرفع وجهه ويخاطب الشمس كالإله الحقيقي طالباً أن يعرفهّ ذاته .. فسمع صوتاً يرشده أن يذهب إلى البرية ليلتقي برهبان برية شيهيت وكانت شهرتهم في ذلك الوقت ذائعة جداً وتقابل مع القديس أيسيذورس (قس القلالي) خارجاً من قلايته ليذهب إلى الكنيسة فطلب منه ليعرفه الطريق الذي خلصه ، الإله الذي خلصه معترفاً (أنني سبق وأن صنعت خطايا كثرية وشروراً عظيمة) مزرفاً الدموع الغزيرة نادماً بإلحاح ثم حصل هلى نعمة العماد على يد الأنبا مقاريوس الذي وضعه تحت رعايته ، وبعدها تم رسامته راهباً وبعد فترة تم رسامته قساً لمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك 23 وأستحق أن يسمع الصوت المبارك من السماء يقول : أكسيوس . أكسيوس . أكسيوس مستحق . مستحق . مستحق .. وبعدها ألبسوه التونيه البيضاء أما هو فأجاب في تواضع قائلاً : ليت هذا يكون من الداخل كما بالخارج .

يسوع المسيح له المجد يعمل ايضا

أغسطينوس-ابن الدموع

القديس أغسطينوس (أبن الدموع) :

ولد أغسطينوس من أم مسيحية (تُدعى مونيكا) وأب وثني شريراً قط الأخلاق .. واحتملته زوجته المؤمنة بصبر وطول أناه حتى قبل الإيمان قبيل نياحته و كان يُدعى ( باتريكيوس ) .

كان أبوه يريد ان يراه رجلاً غنياً ومثقفاً ، فعندما بلغ السادسة عشر من العمر أرسله أبوه إلى (قرطاجنه) ليتمهر في البيان ، كما ألتقى فيها بكثير من أصدقاء الشر بل وصار قائداً لهم ..

ذهب إلى (روما) لكي ينال مجداً وغنى أكثر فحاولت والده صدّه وإذ لم تفلح تركها وسافر إلى (ميلانو) وفي (ميلانو) دبرت له العناية الإلهيه الالتقاء بالقديس (أمبروسيوس) أسقف (ميلان) الذي شمله بحبه وحنانه فأعجب به جداً أغسطينوس وأحبه .

سمع أغسطينوس تفاسير القديس أمبروسيوس الروحية للعهد القديم وعلى الرد العظيم على الهراطقه ، فبدأ نوور الحق ينكشف أمامه ، هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات .. أنها من الله !! وفيها تتحقق نبوات العهد القديس وفيها يتجلى الكمال الروحي وفيها تظهر المعجزات.

وبعدها .. بدا أغسطينوس يقرأ الكتاب المقدس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول ، فأعجب جداً بها.

وحدث أنه بعد 30 عاماً – من صلوات (مونيكا) أم القديس أغسطينوس قد قُبلت صلاتها وأمن أغسطينوس بالمسيح رباً وألهاً ومخلصاً وفادياً ، ثم بعدها سُيم كاهناً ، وبعدها أقيم أسقفاً مؤمناً وتنيح عن عمر يناهز (76 عاماً) . وكانت دموعه لا

تتوقف أبداً.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي