* فهذه الأسئلة نبعها عدم اكتمال التوبة واستقامة وضعها الصحيح في حياتنا، لأن أصل التوبة ونبعها هو المحبة، والمحبة تطرح الخوف إلى خارج، لأن لا خوف في المحبة، بل تقوى، أي مهابة الله محب البشر وإكرامه لأنه حبني وأعطى ذاته لي لكي يكسيني بره ويعطيني يمين الشركة الأبدية معه كابن حقيقي مولود من فوق، وحينما أُخطئ فهو لا يطرحني بعيداً بل يربيني في التقوى ويصلب إنسانيتي الساقطة ويجدد حياتي باستمرار بعمل روحه في داخلي.
+ والمحبة التي هي أساس التوبة وقاعدتها تدفع الإنسان لبذل نفسه حتى الموت، ومن هنا نستطيع ان نُميز توبتنا، لأن طبيعة توبة المحبة الحقيقية هي التخلي عن الحياة القديمة بكل ما فيها من مميزات وعيوب وكل شيء، والاتجاه القلبي نحو مسيح القيامة والحياة بالإيمان الحي العامل بالمحبة.
+++ فيا إخوتي ربما يبدأ البعض بتوبة الخوف، لكنها لا تستطيع أن تسنده لأنها في النهاية ستنهار ويفقد سلامه تماماً ويقع في رعبه من الله، وهنا الخوف يظهر أنه هوَّ المسيطر، وهذه هي توبة العبيد وليس الأبناء، لكننا صرنا أبناء لله في الابن الوحيد وتوبتنا توبة المحبة التي أُعلنت في الصليب.
فالتوبة التي يحركها الخوف، يحركها الندم المريض المُتعب للنفس ويحاصرها بالقلق الدائم من المستقبل ورعب الموت، بل ويُطفئ فيها المحبة لأنها ستظل محصورة في التفكر الدائم في الخطية والخوف من الوقوع فيها لأنها ترى العقوبة حاضرة أمام عينيها والتي لا تجعلها تتكل على المسيبح الرب وعمله فيها.
+ أما توبة المسيحي الحقيقي تجعله يرى الغفران الحاضر في المسيح، وأنه لا دينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، وماء الحياة الروح القدس هو الذي يروي توبته لأنها قائمة في الإيمان بمسيح القيامة والحياة، الذي به صار لنا حق الدخول للأقداس على حساب بره هوَّ وليس على أساس أعمالنا نحن، لأن الله سبق واعد لنا أعمال صالحة في المسيح يسوع لكي نسلك فيها بقيادة روحه القدوس الساكن أوانينا، لذلبك توبته تستمر وترفعه فوق الخطية وتعطيه القوة لكي يثبت، وحتى ان تعثر فهو يقوم سريعاً لأن عنده الرجاء الحي بقيامة يسوع من بين الأموات.