هذا العيد المكرّس للتأمل والزهد والفرح الداخلي وليس الخارجي، إن وضع مغارة في البيت هو وسيلة بسيطة وفعّالة في آن معاً للتعبير عن الإيمان ونقله إلى الأولاد. والمغارة هي نتيجة قبول مريم لكلام الملاك جبرائيل في البشارة قائلاً لها لا تخافي بل افرحي يا مريم، فقد بدأ العهد الجديد، عهد الفرح، فالمغارة تساعدنا على التأمل في سرِّ حبِّ الله لنا الذي تجلى في ميلاد ابنه في بيت لحم بسيطاً وفقيراً”.
نقف أمام مغارة يسوع، الموجودة في كنائسنا وبيوتنا، ونتأمل كثيراً في سرّ التجسد العجيب، ونصلي بعمق كبير لتكون قلوبنا مغارة تحتضن يسوع المولود. نتأمل الملائكة وهم في فرح يرنمون ويبشرون كل واحد منا بنزع الخوف من قلبه كما بشروا الرعاة: “لا تخافوا!”.
ننظر إلى مريم أم الرب يسوع: نلاحظ أمومة عالية وصبر وحنان عظيمين وإيمان قوي تصغي لصوت الرب ولصوت المولود بتواضع ووداعة تتأمل كل ما يجري حولها وتحفظه في قلبها الممتلئ قداسة وحب. نتأمل حياة يوسف العفيف الذي يرمز إلى الطاعة والثقة بالله والصلاة بصمت. كم نحن بحاجة إلى هذا الصمت والإيمان بعمل الله.
ننظر بتمعن عميق إلى النجم: يرمز إلى يسوع النّور الحقيقي الذي يقودنا إلى الآب. يسوع هو نور الحقيقي الذي ينير كل إنسان، ويبدد ظلمات حياتنا الماضية. الرعاة: هم أول من اكتشفوا الراعي الحقيقي الله المتأنس، راعي الرعاة. الذي سيرسلهم الى القطيع المهمل الذين لا راعي لهم. المجوس: فلم ييأسوا وتعبوا من طول السفر وصعوبات الطريق بل في النهاية اكتشفوا بأبحاثهم الحقائق الإلهية، وفازوا بالسجود عند أقدام الطفل الإلهي ملك الكون فحن في هذه الأيام نبحث وندرس ونكتشف يسوع في حياتنا، فبدل ما نعطي يسوع هدايانا كالمجوس، يعطينا هو هدية عظيمة، جسده ودمه لنحيا للأبد.
يسوع المسيح الملك المنتظر: فرح بنا أكثر بكثير من فرحنا نحن به، أحبنا أكثر من محبتنا له، ومستعداً لخدمة كل إنسان منا، يا ليتنا نصغي إليه ونتعلم منه فنكون على مثاله في عمل الخير، ومحبة القريب.