الفادي يسوع المسيح

الفادي يسوع المسيح 6

لماذا ندعو يسوع المسيح: ربنا يسوع المسيح؟ نلاحظ من قراءتنا للكتاب أن الله الآب قد عيّنه ربا أو سيدا مطلقا على ملكوته لكي يملك علينا وعلى كل ما السماء والأرض . وكمؤمنين نعني أيضا عندما نقول ربنا يسوع المسيح أنه قد أنقذنا وخلصنا وحررنا من الخطية ومن سلطة الشيطان ولذلك أصبحنا ملكا له. فإنه له المجد قد افتدانا لا بفضة أو ذهب بل بدمه الكريم ولذلك نحن له، جسدا وروحا، في الحياة الحاضرة وفي المستقبل.
كتب الرسول بطرس عن هذا الموضوع في رسالته الأولى إلى أهل الإيمان في القرن الأول الميلادي:
” عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تَفنى: بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلّدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حَمَل بلا عيب ولا دنس: دم المسيح معروفا سابقا قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهر الآن في الأزمنة الأخيرة من أجلكم، أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجدا حتى أن إيمانكم ورجاؤكم هما في الله” (1: 18- 21).
وكتب الرسول بولس لأهل الإيمان في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس:
” قد اشتُريتم بثمن- أي بدم المسيح الزكي- فلا تصيروا عبيدا للناس” (7: 23).
نأتي الآن إلى البحث في معنى هذه الكلمات التي نستقيها من قانون الإيمان:
” الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نـزل من السماء وتجسد بالروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنسانا”
ماذا تعني هذه الكلمات المأخوذة عن قانون الإيمان المسيحي؟ نتعلم من هذه الكلمات أن ابن الله الأزلي الذي هو إله من إله أخذ طبيعة بشرية حقيقية من مريم العذراء وبواسطة عمل الروح القدس لكي يُصبح من نسل ابراهيم وداود مشابها لأخوته في كل شيء ما عدا الخطية.
قال في هذا الموضوع الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية:
” ولكن لما جاء ملء الزمن أرسل الله ابنه، مولودا من إمرأة، مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني” (4: 4و 5).
ونشير أيضا إلى مقدمة الإنجيل حسب يوحنا:” والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا” (1: 14).
وكذلك قال الرسول في مقدمته إلى رومية:
” بولس عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولا، المفرز لإنجيل الله الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من بين الأموات: يسوع المسيح ربنا” (1: 1- 4).
وفي رسالته إلى أهل فيليبي كتب الرسول عن تجسد ابن الله:
” فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضا: الذي إذا كان في صورة الله لم يَحْسِب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس” (2: 5- 7).
وهنا لابد لنا من أن نتسائل: لماذا كان ضروريا لابن الله الأزلي أن يأخذ طبيعتنا البشرية؟ وهنا نقول أن هذه الضرورة لم تكن لِتوجد بِمعزل عن موضوع خلاص الإنسان من الخطية والموت. كان إذن من الضروري أن يتجسد ابن الله لكي يكفر عن خطية البشرية. بدون التجسد لم يكن بوسع ابن الله أن يكون وسيطا لنا أمام الله ولا أن يقوم بانجاز العمل الخلاصي العظيم الذي بحاجة إليه أن كنا سَننقَذ فعليا من براثن الشيطان وعبودية الخطية.
وفي رسالته الأولى إلى أهل تيموثاوس كتب بولس الرسول عن موضوعنا هذا:
” لأنه يوجد واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع” (2: 5).
لماذا تمت ولادة المسيح على هذا الشكل الفريد أي بواسطة عمل الروح القدس وليس حسب الطريقة البشرية؟
إن الخطية قد تغلغلت إلى جميع أفراد الجنس البشري ولذلك نرى أن الروح القدس أعطى لمريم العذراء بأن تحبل وتلد يسوع المسيح وهكذا جاء المخلص إلى العالم بدون أن تكون الخطية البشرية عالقة به. لو كان في المسيح يسوع أية خطية لما كان بمقدوره أن يتمم الخلاص الذي جاء من أجل إنجازه.
ونظرا لهذه الطريقة التي ولد بها السيد المسيح نقدر أن نتكل عليه بصورة تامة كوسيطنا الذي يقدر أن يُغطّي خطايانا بواسطة طهارته وقداسته وأن يَكسب لنا الغفران التام من الله الآب.
وهكذا نقول: بما أن السيد المسيح حُبل به بواسطة عمل الروح القدس نجد فيه حياة الله وبما أنه ولد من العذراء مريم نجد فيه حياتنا. وهكذا أصبح له المجد الوسيط الوحيد بين الله والإنسان. فيه أرى الله وفيه يرى الله سائر المؤمنين والمؤمنات. فإن نظرني الله بقداسته هَلَكتُ وإن نظرت الله القدوس أنا الخاطئ هَلَكت أيضا. ليست هناك أية شركة أو علاقة بين الله وبيني دون أن تكون بواسطة المسيح يسوع. ولهذا السبب أَعُدُ نفسي مديونا لمخلصي في هذه الحياة وفي أجيال الأبدية اللامتناهية لأنني بدونه لن أرى الحياة.

هل تبحث عن  سنكسار ( يوم الخميس ) 25 سبتمبر 2014

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي