يعطي المسيح الحياة قيمة عالية ، فهي أفضل من الطعام. و في نظره، إنقاذ نفس أسمى من الحفاظ على السبت نفسه. فما كان الله إله أموات ، بل إله أحياء؛ وهو نفسه يأتي بمعجزات شفاء و يعيد الحياة :لعازر، ابنة يائيرس ، ابن أرملة نائين . هذه القدرة على منح الحياة دليل على أن له سلطاناً على الخطيئة وعلى أنه يحمل الحياة التي لا تفنى أي الحياة الأبدية. إنها الحياة الحقيقية، لا بل هي ” الحياة”. ولذا لكي يربحها المرء و يتمتع بها، يجب أن يتخذ الطريق الضيق ويزهد في كل أمواله بل في نفسه ذاتها.
المسيح من حيث أنه هو “الكلمة” الأزلي،حاصل على الحياة منذ البدء. ومن حيث هو “الكلمة” المتجسد، هو كلمة الحياة، له التدبير في الحياة بملك سلطانه، ويفيضها بوفرة على كل الذين وهبهم الآب له؛ يعطي الماء الحي والخبز الحي و”كل من يحيا مؤمناً لا يموت أبداً” وإلا “فلا يرى أبداً الحياة”.
يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات هو ملك الحياة. وهذا الانتقال من الموت إلى الحياة يتكرّر في كل من يؤمن بالمسيح؛ والمؤمن بعماده في موت يسوع وبقيامته معه إلى الحياة يحيا منذ الآن لله في المسيح يسوع فيعرف معرفة حيّة الآب و الابن الذي أرسله، وهذه هي الحياة الأبدية. وإذا اتحدت روح المؤمن بروح الله بواسطة المسيح أصبحت هي نفسها حياة، ويستطيع مثل هذا الشخص أن يقول “الحياة عندي هي المسيح” (فيليبي1/21).
الحياة مع المسيح التي هي ثمرة قيامته ممكنة بعد الموت مباشرة.غير أنها لن تُحقق كمالها إلاّ يوم يشترك الجسد نفسه فيها، بعد قيامته وتمجيده، في أورشليم السماوية، مسكن الله مع البشر “حيث يتدفق نهر الحياة، وحيث تنبت شجرة الحياة” (رؤ22/14و19).