الأخطاء الجغرافية

الأخطاء
الجغرافية

وقع
الكاتب في كثير من الأخطاء الجغرافية التي تؤكد أنه لم يعش في فلسطين في زمن
المسيح، ومن هذه الأخطاء:

1- موقع تيرو Tyre , Tiro:

بعد
أن أشبع يسوع 5000 شخص بخمسة أرغفة وسمكتين نقرأ في برنابا 99: 1 “ولما خلا
يسوع بكهف في البرية في تيرو على مقربة من الأردن”. وهذا النص يوضح أن تيرو
بالقرب من نهر الأردن. وفى الحقيقة أن تيرو تقع الآن في لبنان على شاطئ البحر
المتوسط، على بعد 50كم من نهر الأردن. (30)

2-
الناصرة (31) ميناء على بحر الجليل (بحيرة طبرية).

برنابا
20: 1، 9 ” وذهب يسوع إلى بحر الجليل ونزل في مركب مسافراً إلى الناصرة
مدينته… ولما بلغ الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع “

ويتكرر
هذا في أصحاح 143 حيث كان المسيح مع تلاميذه في دمشق ثم قال لنرجع إلى الجليل (ع5)،
وعليه جاء يسوع إلى الناصرة في صباح سبت. ثم بعد حوار طويل حتى أصحاح 151: 3 يقول
“ثم دخل يسوع إلى سفينة وأسف تلاميذه لأنهم نسوا أن يحضروا معهم خبزاً “،
وهذا يؤكد أن الكاتب قد اعتبر الناصرة ميناء على بحر الجليل، ومما يؤكد ذلك أن
كلمة” مسافراً ” حسب النص الإيطالي تترجم (
sailed toward) أي “مبحراً نحو”.

وهذا
طبعاً خطأ جغرافي لا يمكن أن يصدر من شخص عاش في فلسطين – فضلاً عن أنه يكتب بوحي
وإرشاد الروح القدس- حيث أن الناصرة على بعد 20كم من بحر الجليل وعلى ارتفاع
540متراً من سطح البحر.

(30) The
Gospel of
Barnabas , It’s True Value. p. 14.

(31) الناصرة: اسم
عبري معناه ” القضيب “أو “الحارسة ” أو “المحروسة”
أو “المحبوسة” ذكرت في (مت 2: 23، لو 1: 26)، وهى مدينة في الجليل (مر 1:
9). أي في الجزء الشمالي من فلسطين. وهى تقوم على جبل مرتفع (لو 4: 29)، ويرى منها
جبل الشيخ والكرمل وتابور ومرج بن عامر. وتبعد أربعة عشر ميلاً إلى الغرب من بحيرة
طبرية (بحر الجليل) وتسعة عشر ميلاً شرقي عكا،وستة وثمانين ميلاً إلى الشمال من
القدس (قاموس الكتاب المقدس ص 946).

3-
موقع كفر ناحوم

فى
أصحاح 20 نرى المسيح في الناصرة حيث حاول أهلها التخلص منه برميه من أعلى الجبل،ولكن
يسوع جاز في وسطهم وانصرف عنهم وفى أصحاح 21: 1 “صعد يسوع إلى كفرناحوم ودنا
من المدينة ” وهنا نجد خطأ جغرافياً آخر، لا يمكن أن يقع فيه شخص عاش في
فلسطين حيث أن كفرناحوم تقع على الشاطئ الشمالي الغربي لبحر الجليل (32) وبحر
الجليل هذا ينخفض عن سطح البحر المتوسط حوالي 685 قدماً. وعلماء الآثار يرجحون أنها
هي “تل حوم” في الوقت الحاضر. بينما الناصرة تقع على جبل مرتفع (لو 4: 19)
حوالي 1500 قدم من سطح البحر. (33)

أي
أن الناصرة تقع في مكان يبلغ ارتفاعه 2200 قدم من كفرناحوم ولذلك فمن الخطأ البيّن
أن يقال إن المسيح صعد إلى كفرناحوم، لأن الذهاب من كفرناحوم إلى الناصرة هو نزول
وليس صعوداً والمسافة من كفرناحوم إلى الناصرة لم تكن تزيد على خمسة وعشرين ميلاً
صعوداً عبر وادى يزرعيل إلى الجبل الذي تقع عليه. (34)

وفى
إنجيل يوحنا نقرأ “وفى اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل… وبعد هذا
انحدر إلى كفرناحوم هو (المسيح) وأمه وإخوته وتلاميذه (يو 2: 1، 12) وأيضاً في يو
4: 46 -47، 49، 51. “فجاء يسوع أيضاً إلى قانا الجليل حيث صنع الماء خمراً.
وكان خادم للملك ابنه مريض في كفرناحوم. هذا إذ سمع أن يسوع قد جاء من اليهودية
إلى الجليل انطلق إليه وسأله أن ينزل ويشفى ابنه… قال له خادم الملك: ياسيد أنزل
قبل أن يموت ابني… وفيما هو نازل استقبله عبيده”.

وقانا
على بعد عشرين ميلاً من كفر ناحوم وعلى ارتفاع مثل الناصرة ولأن كاتب إنجيل يوحنا
كان عارفاً بجغرافية فلسطين لم يقع في الخطأ الذي وقع فيه كاتب إنجيل برنابا.

(32) بحر الجليل: يذكر هذا الاسم خمس مرات في العهد الجديد (مت 4: 18،
15: 29، مر 1: 16، 7: 17، لو 6: 1) على مجتمع المياه الذي يُسمى “بحر
طبرية” (يو 21: 1 مع يو 6: 1)، و”بحيرة جنيسارت” (لو 5: 1)،
و”البحر” (لو 6: 16) أما في العهد القديم فكان يسمى “بحر كفارة
” (العدد 34: 11، تث 3: 17)، و”بحر كنروت ” (يش11: 2، 12: 3، 13: 27،
1مل 15: 2) (وغلب عليه في عصور العهد الجديد اسم “بحر طبرية ” نسبة إلى
المدينة التي بنيت عليه وسًميت “طبرية ” تكريماً للامبراطور طيباريوس
قيصر. ويقع بحر الجليل في حوض نهر الأردن.. وينخفض سطح الماء فيه بمقدار 680قدم عن
مستوى سطح الماء في البحر المتوسط، ويتراوح عمقه ما بين 130-148 قدماً.. ويبلغ
طوله نحو 13 ميلاً، ويبلغ أقصى عرض له نحو 7 أميال… وترتفع الجبال في الشرق
والغرب نحو 2000 قدم.. وإذا اتجهنا إلى الغرب من نقطة دخول مياه الأردن إلى
البحيرة، فإننا نجد الجبال تقترب جداً من البحيرة، ويوجد على الشاطئ وعلى بعد
ميلين من الأردن اطلال ” تل حوم” (كفر ناحوم). (دائرة المعارف الكتابية.
ج 2. ص 71-74)

(33) جغرافية
وتاريخ الكتاب المقدس. تشارلس فوستر كنت. ترجمة نقولا يعقوب غبريل. بيروت 1923.ص
211.

(34) في خطوات المسيح. ه. ف. مورتون. تعريب د. عزت زكى. لجنة خلاص
النفوس للنشر. سنة 1970. ص 126-140.

4-
ذهاب المسيح مع تلاميذه إلى دمشق

برنابا
143: 1، 2، 5، 6

“وجاء
حينئذ بمشيئة الله كل التلاميذ إلى دمشق، وتظاهر في ذلك اليوم يهوذا الخائن أكثر
من غيره بمكابدة الحزن على غياب يسوع… وبعد مجيء كل التلاميذ قال يسوع: لنرجع
إلى الجليل، لأن ملاك الله قال لي إنه يجب علىَّ أن أذهب إلى هناك. وعليه جاء يسوع
إلى الناصرة في صباح يوم السبت”.

وهذا
غير صحيح بالمرة، فالمسيح لم يقطع طول حياته على الأرض أكثر من مائة وثلاثين ميلاً
بعيداً عن القدس، وأقصى مكان وصل إليه هو حدود صور وصيدا. (35)

وهو
قد جال يصنع خيراً، ولو أحصينا المدن التي تجول فيها لا نجدها تزيد في العدد عن
ثمانية عشر (36)، فالمسيح لم يذهب هو وتلاميذه إلى
دمشق، ومع بداية التاريخ المسيحي… أصبح لها اسم خالد لارتباطها بتجديد بولس
الرسول وكرازته فيها (أع 9: 1-25)، وقد أشار إلى ذلك مراراً (أع 22: 5-11، 26: 12،
20، 2كو 11: 32 -33، غل 1: 17). (37)

5-
يونان ونينوى

برنابا
63: 4-7 قول المسيح لتلاميذه “اذكروا أن الله عزم على اهلاك نينوى لأنه لم
يجد أحداً يخاف الله في تلك المدينة، التي بلغ من شرها أن دعا الله يونان النبي
ليرسله إلى تلك المدينة. فحاول الهرب إلى طرسوس خوفاً من الشعب. فطرحه الله في
البحر. فابتلعته سمكة وقذفته على مقربة من نينوى “.

وبالرجوع
إلى سفر يونان نرى هذه الأقوال” وصار قول الرب إلى يونان بن أمتأي قائلاً: قم
اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه قد صعد شرهم أمامي. فقام يونان
ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع
أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيس من وجه الرب ” يونان 1: 1-3

“وأما
الرب فأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث
ليالي ” (يونان 1: 17).

“فصلَّى
يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت.. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر”
(يونان 2: 1،10).

وبمقارنة
ما جاء في إنجيل برنابا وبما جاء في سفر يونان نرى الأخطاء التالية:

1-
يونان من بلدة جت حافر (2مل14: 25، يش 19: 13) شمال الناصرة ويقال أن اسمها الآن
المشهد وبها قبر يقولون إنه قبر النبي يونان،(38)
جاء إليه أمر الرب بالذهاب إلى نينوى على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة جنوب العراق
(عاصمة الدولة الآشورية في ذلك الوقت، وتدعى اليوم كوينجك
Kuyunjik (39)).

ولم
يرد يونان أن ينفذ أمر الرب فبدلاً من الذهاب شرقاً نزل غرباً إلى يافا على شاطئ
البحر المتوسط وأخذ سفينة متجهة إلى ترشيش (40) في
أسبانيا.

فيونان
حاول الهروب إلى ترشيش وليس طرسوس. (41)

2-
لم يكن هروب يونان خوفاً من الشعب بل بسبب تعصبه

3-
إن الذي ابتلع يونان حوت وليس سمكة عظيمة

4-
يقول إنجيل برنابا إن السمكة قذفته بالقرب من نينوى وهذا خطأ يوضح جهل الكاتب
فهروب يونان كان إلى ترشيش أي نزل إلى البحر الأبيض المتوسط (وحتى لو كان هروب
يونان إلى طرسوس فهذا أيضاً عن طريق البحر المتوسط) بينما نينوى تقع على نهر دجلة
بالعراق وعلى بعد حوالي 400 ميل من البحر المتوسط (42).
فكيف قذفت السمكة يونان من البحر المتوسط إلى نينوى؟ إلا إذا كان الكاتب يعتبر
نينوى ميناء على شاطئ هذا البحر وهذا غير حقيقي مما يؤكد جهل الكاتب بجغرافية
المكان!

(35) مت 15: 21 “ثم خرج يسوع من هناك وانصرف إلى نواحي صور وصيدا،وهما
تقعان على شاطئ البحر المتوسط بلبنان. وقد كانت هذه هي المرة الوحيدة المعروفة
التي خرج فيها المسيح من حدود فلسطين أثناء خدمته على الأرض.

(36) في خطوات
المسيح. ص 98-99

(37) دائرة المعارف الكتابية. مجلد 2. ص. 448

(38)الأنبياء الصغار. القس. مكرم نجيب. ص 995

(39) الأمم السامية. حامد عبد القادر.ص 38-23

(40) ترشيس: معناها في العبرية “الزبرجد” ويرى البعض أنها
كلمة فينيقية بمعنى “معمل تكرير ” وهى اسم بلاد أو مدينة وتذكر دائماً
بالارتباط بالسفن ” لأنه كان للملك (سليمان في البحر سفن ترشيش مع سفن حيرام
” (1مل 10: 22) مما يدل على أن ترشيس كانت تقع على البحر. كما أن يونان نزل
في سفينة ذاهبة إلى ترشيش (يون 1: 3، 4: 2) من ميناء يافا ليهرب إلى أرض بعيدة.
والأرجح أنها كانت بلاداً في غربى البحر المتوسط. ويظن الكثيرون أنها ترتيسوس في
أسبانيا بالقرب من جبل طارق وقد ذكرها هيرودوت في تاريخه (ج 4: 152) دائرة المعارف
الكتابية. ج2. ص 362.

ولقد كانت سفن سليمان وحيرام تأتى مرة كل ثلاث سنوات إلى ترشيش حاملة
ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس (1مل 10: 22، 2أخ9: 21) ولما كان يقتضى لتلك
السفن ثلاث سنين لكى تعود من سفرها يستنتج أن تكون ترشيش بلداً بعيداً (إش 66: 19)
أي في أسبانيا (قاموس الكتاب المقدس. ص 216)

(41) طرسوس: لما أنشا الرومان أقليم كيليكيا في سنة 64 ق. م في شرق
أسيا الصغرى (تركيا الآن) جعلوا طرسوس مقر الحاكم، وهى مبنية على ساحل متسع على
بعد 12 ميلاً من البحر المتوسط وجبل طوروس. وكانت قديماً قائمة على ضفتى نهر
كيدنوس، غير أن ذلك النهر قد تغير مجراه وكان وقتئذ عند مصب النهر مرفأ ترد إليه
بضائع كثيرة ” قاموس الكتاب المقدس. ص 575 – 576″.

6-
السامرة وإسرائيل

برنابا
100: 1-10 “فلما انتهى اليوم الثالث دعا يسوع في صباح اليوم الرابع كل
التلاميذ والرسل وقال لهم: يكفى أن يمكث معي برنابا ويوحنا. أما أنتم فجوبوا بلاد
السامرة واليهودية وإسرائيل كلها مبشرين بالتوبة”.

برنابا
126: 1 وبعد أن جمع يسوع تلاميذه أرسلهم مثنى مثنى إلى مقاطعة إسرائيل قائلا ً: اذهبوا
بشروا كما سمعتم”.

وأع
1: 8 “وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى
الأرض”، وبالرجوع إلى الخرائط المرفقة نرى أنه في عصر الملوك من القرن العاشر
إلى السادس قبل الميلاد كانت فلسطين منقسمة إلى مملكة إسرائيل الشمالية ومملكة
يهوذا الجنوبية، وفى زمن المسيح أصبح الجزء الشمالي (مملكة إسرائيل) جزئين، هما
السامرة والجليل، وأصبح الكلام عن السامرة والجليل واليهودية. وعندما يتحدث إنجيل
برنابا عن السامرة وإسرائيل، فهذا خطأ حيث أن إسرائيل والسامرة أسماء مختلفة (43) لنفس المنطقة ولكن استخدمت في أزمنة مختلفة (وفى
فترة من الزمن كانت السامرة هي عاصمة مملكة إسرائيل). وهذا يوضح جهل الكاتب
بجغرافية فلسطين مما يؤكد أنه لم يعش في فلسطين ولم يكن تلميذاً أو معاصراً للمسيح.

(42)The
Gospel of
Barnabas, It’s True Value. p.17

(43) المرجع
السابق. ص 15

7
– ذهاب المسيح إلى جبل سيناء

برنابا
92: 1-3 “ففي هذا الزمن ذهبنا ويسوع إلى جبل سيناء عملاً بكلمة الملاك الطاهر
وحفظ هناك يسوع الأربعين يوماً مع تلاميذه فلما انقضت اقترب يسوع من نهر الأردن
ليذهب إلى أورشليم”.

وقد
أوضحنا سابقاً خطأ القول بأن المسيح قد صام ” الصوم الأربعيني” وأوضحنا
أيضاً أن المسيح لم يتعد حدود فلسطين إلا إلى تخوم صور وصيدا، وهنا نؤكد أن المسيح
لم يذهب إلى جبل سيناء حيث أن المسافة بين أورشليم وجبل وسيناء حوالي 400 كم. ومما
يؤكد جهل الكاتب بالموقع الجغرافي قوله:

“فلما
انقضت اقترب يسوع من نهر الأردن ليذهب إلى أورشليم ” متصوراً أن جبل سيناء
بالقرب من نهر الأردن.

8-
مكان معجزة أشباع خمسة آلاف شخص

برنابا
151: 6-7 فقال يسوع: يا قليلي الإيمان أنسيتم إذاً ما فعل الله في نايين حيث لم
يكن أدنى دليل على الحنطة. وكم عدد الذين أكلوا وشبعوا من خمسة أرغفة
وسمكتين؟” وهنا نرى إنجيل برنابا يوضح أن مكان المعجزة هو نايين (44)

وبالرجوع
إلى الكتاب المقدس نجد أن هذه المعجزة وردت في (مت 14: 14-31، مر 6: 30-44، لو 9: 12-17،
يو 6: 11-13)

حان
وقت الفصح فرجع التلاميذ من مهمتهم، وأخبروا المسيح بما فعلوا، كما جاء بعض تلاميذ
يوحنا المعمدان وأخبروه بما فعل هيرودس بسيدهم ” ولما رجع الرسل أخبروه بجميع
ما فعلوا فأخذهم وانصرف إلى

موضع
خلاء لمدينة تُسمى بيت صيدا (45) “(لو 9: 10)
وتبعته جموع كثيرة وهناك في سهل شرقي بيت صيدا تابع لها يسمى اليوم سهل البطيحة
صنع المسيح معجزة إشباع أكثر من خمسة آلاف رجل. (46)

والأدلة
على أنها بيت صيدا وليس نايين ما يلي:

1-
بعد أن سمع المسيح بمقتل يوحنا المعمدان خرج هو وتلاميذه من منطقة حكم ونفوذ
هيرودس وذهب إلى منطقة حكم فيلبس.

2-
ذهب التلاميذ إلى بيت صيدا في سفينة ونايين بعيدة عن بحر الجليل بينما تقع قرية
بيت صيدا بالقرب منه

3-
بعد ذلك ذهب المسيح في طريقه إلى قيصرية فيلبس، وهى أيضاً تقع في منطقة نفوذ فيلبس
وبالقرب من بيت صيدا

4-
لقد أجمع المؤرخون والمفسرون على أن المعجزة تمت في موضع خلاء شرق بيت صيدا بالقرب
من كفرناحوم (يو 6: 24 -25)، والتلاميذ دخلوا السفينة بعد المعجزة لكي يعبروا
خليجاً صغيراً في بحيرة طبرية قاصدين بيت صيدا.

وقد
ذهب البعض إلى أن تلك المدينة بُنيت على جانبي نهر الأردن عند مصبه، وعلى هذا
الرأي تكون المدينة قسمين وفى بشارة يوحنا (يو 6: 16). (47)
فالمعجزة لم تتم في “نايين” كما يذكر كاتب إنجيل برنابا، مما
يؤكد أنه لم يكن من تلاميذ المسيح أو معاصراً له، وإلا ما أخطأ في مكان حدوث معجزة
قد ذكر كتبة الأناجيل الأربعة المكان الصحيح لحدوثها.

الأول
شرقي قرب مكان المعجزة والثاني غربي، وهو الذي ذكر في بشارة مرقس (مر 6: 45)

(44) نايين: اسم عبرى، ربما كان معناه ” لذيذ” وهى بلدة في
الجليل أقام يسوع فيها ابن الأرملة الوحيد من الموت (لو 7: 11-7). ولا تزال البلدة
تحمل الاسم “نين” وهى على الطرف الشمالى الغربى من جبل حرمون وعل بعد
خمسة أميال جنوب شرق الناصرة.قاموس الكتاب المقدس. ص948

(45) بيت صيدا: مدينة
في شرق الأردن، في منطقة خلاء (أي أرض غير مزروعة تستخدم للرعى) وفيها أشبع المسيح
الجموع من خمس خبزات وسمكتين (مر 6: 32-44، لو 9: 1-17). ولاشك في أنها هي قرية
“بيت صيدا” التي رفعها فيلبس رئيس الربع إلى مدينة ودعاها
“جولياس” تكريماً “لجوليا” ابنة أوغسطس قيصر. وهى تقع بالقرب
من ملتقى نهرالأردن ببحيرة جنيسارت. ولعلها تقع عند “التل ” وهو تل من
الأطلال إلى الشرق من الأردن على مرتفع يبعد ميلاً واحداً عن البحر. ومازال موقع
بيت صيدا غير محدد تماماً، إلا أنه من المحتمل جداً أنه كان قريباً من الركن
الجنوبي الشرقي لذلك السهل الواسع (يو6). وقد جاء يسوع إلى تلك الربوع ليستريح هو
وتلاميذه، أما الجموع فقد تبعته سيراً على الأقدام بمحازاة الساحل الشمالي للبحيرة،
ولابد أنهم عبروا نهر الأردن عند “المخاضة” عند مصبه، والتي مازال
المارة يعبرونها على الأقدام إلى اليوم، أما الخلاء المذكور في القصة فهو البرية
حيث تساق المواشي للرعي. ويدل “العشب الأخضر” (مر 6: 39)، أو
“العشب الكثير”(يو 6: 10) على مكان في سهل البطيحة حيث التربة خصبة
ويكثر بها العشب الأخضر بالمقارنة بالأعشاب القليلة الذابلة على المنحدرات
العالية”. دائرة المعارف الكتابية ج 2، ص 295-296.

(46) شرح بشارة لوقا. د. إبراهيم سعيد. ص 219

9-
جبل التجلي

فى
برنابا 35: 1 “وانصرف يسوع من أورشليم وذهب إلى البرية وراء الأردن”.

Jesus departed from Jerusalem and went to the desert beyond Jordan.

ثم
حدث حوار بين المسيح وتلاميذه استمر حتى أصحاح 42: 18 ثم في عدد 19-24 يقول: “ولما
قال يسوع هذا انصرف وذهب إلى جبل طابور. وصعد معه بطرس ويعقوب ويوحنا أخوه مع الذي
يكتب هذا فأشرق هنا فوقهم نور عظيم، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج. ولمع وجهه كالشمس.
وإذ بموسى وإيليا قد جاءا يكلمان يسوع بشأن ما سيحل بشعبنا وبالمدينة
المقدسة” ثم في 43: 1 “ونزل يسوع إلى التلاميذ الثمانية الذين كانوا
ينتظرونه أسفل”

And having said this,
Jesus
departed and went to the Mount of Tabor.

وقد
جاءت قصة التجلي هذه في (مت 17: 1-9، مر 9: 2-9، لو9: 28-37 وأيضاً 2بط 1: 16-18).

وفى
المواضع الثلاثة لم يحدد لنا كتبة الوحي الجبل الذي حدث عليه التجلي، وأما القول
بأن جبل التجلي هو جبل طابور، فإن أول من ذكر هذا هو أريجانوس في القرن الثالث
الميلادي وبهذا قال إنجيل برنابا، فهذا دليل آخر على أن إنجيل برنابا لم يُكتب في
القرن الأول مثل بقية الأناجيل وهو بذلك يوضح أنه إنجيل مزيف.

(47) ارجع إلى:

أ- الكنز الجليل. وليم إدى. ج2. ص 55-57، 222 -223

ب- شرح بشارة لوقا.د. إبراهيم سعيد. ص 219

جبل
التجلي

تعتبر
حادثة التجلي من الأحداث البارزة في حياة المسيح، ففي هذه الحادثة أعلن المسيح
لتلاميذه صورة المجد الذي سيظهر به عند اكتمال الأزمنة، وحول الملكوت الأبدي،
والحالة التي سيتحولون هم إليها بعد القيامة، ولقد رأي التلاميذ في هذه الحادثة
ملكوت الله وقد أتى بقوة (مر9: 1).

وقد
جرت هذه الحادثة بعد اعتراف بطرس الشهير بمسيحانية يسوع، كان يسوع وهو في طريقه
إلى قيصرية فيلبس قد سأل تلاميذ عمن هو في رأيهم. فأجاب بطرس: أنت هو المسيح ابن
الله الحي… ورغب يسوع في اعلان حقيقة شخصه لبعض تلاميذه ليقوى إيمانهم به، ويؤكد
صحة اعترافهم بأنه المسيح ابن الله.

أخذ
يسوع ثلاثة من تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال وهناك بهرهم بسناء
مجده، عندما سطع نوره كالشمس أمامهم (مر9: 1-9، مت 17: 1-9، لو 9: 27 – 36، 2 بط 1:
16-18).

إن
عدم ذكر اسم الجبل الذي تجلى المسيح عليه في روايات البشائر فتح باب الاجتهاد أمام
الباحثين فتعددت الآراء:

1-
اقترح بعضهم جبل تابور. (48)

لكن
جبل تابور يُستبعد للأسباب التالية:

أ-
يقع جبل تابور غربي بحيرة طبرية وشرقي الناصرة، بينما القرائن تدل على أن يسوع
وتلاميذه قبل التجلي وبعده، كانوا في قيصرية فيلبس(49)
عند سفح جبل الشيخ (حرمون)جنوباً (مر 8: 27، 29، 9، 30، 33).

ب-
يصف متى ومرقس جبل التجلي (بالجبل العالي) وهذا لا ينطبق على جبل تابور الذي لا
يزيد ارتفاعه عن ستمائة متر من سطح البحر

ج-
توجد على قمة جبل تابور آثار تدل على أن الجبل كان مأهولاً زمن المسيح، الأمر الذي
يجعل الموقع غير مناسب لحادثة التجلي حيث رغب المسيح في الانفراد بتلاميذه (50)

2-
اقترح معظم العلماء جبل حرمون (الشيخ)(51) مكاناً
لحادثة التجلي (52) وتدعم هذا الرأي أدلة كثيرة:

أ-
وجود يسوع وتلاميذه في قيصرية فيلبس قبل التجلي مباشرة (مت16: 13، مر 8: 27)،
وقيصرية فيلبس هي بانياس الحالية، الواقعة عند سفح جبل الشيخ (حرمون) الجنوبي.

ب-
صفة “الجبل العالي” لا تنطبق إلا على جبل حرمون في ذلك المحيط. فالجبال
المجاورة لتلك المنطقة لا تعادل حرمون علواً وضخامة. ثم أن يسوع بعد نزوله من
الجبل مباشرة، تحدث عن حبة الخردل وقابلها مع ” هذا الجبل ” (مت 17: 19-20).
وفى هذه المقابلة مفارقة بين ضألة حبة الخردل وضخامة جبل حرمون، الذي كان دون شك،
الجبل الذي أشار إليه المسيح بقوله: هذا الجبل.

ج
– اضطرار يسوع وتلاميذه للمبيت في الجبل، دليل آخر على أنه جبل حرمون. جاء في لو 9:
37، أن يسوع نزل مع تلاميذه من الجبل في اليوم التالي. لقد أخذ صعود الجبل منهم
سحابة النهار، ففضلوا البقاء في الجبل، بسبب هبوط الظلام والنزول في اليوم التالي.
يدل هذا أن الجبل كان حرمون، الذي يتطلب الوصول إلى قمته انطلاقاً من سفوحه، قرابة
ست ساعات.

د-
تسمية الرسول بطرس له “بالجبل المقدس ” 2بط 1: 16-18، دليل آخر على أنه
جبل حرمون. وهو يسميه كذلك لا لأن المسيح تجلى عليه، بل لأن الجبل عُرف بهذا الاسم.
ذكر المؤرخ الكنسى يوسابيوس في أوائل القرن الرابع الميلادى: ” إن الوثنيين
يعدَّون حرمون جبلاً مقدساً ” ولابد أنهم وصفوه بالمقدس ترجمة لمعنى اسمه
“حرمون”، فحرمون تعني” المقدس ” بالإضافة إلى وجود آثار لمعبد
كنعانى، على أعلى قمم حرمون، تعرف عند العامة بقصر شبيب أو قصر عنتر. (53)

إن
هذه البراهين تدل بجلاء على أن جبل التجلي كان جبل حرمون

3-
يرى البعض الآخر أن جبل التجلي هو جبل يرموك “أعلى جبال فلسطين، ويرتفع إلى
نحو 4000 قدم فوق سطح البحر، ويشرف على الجليل الأعلى، كما كان يسهل الوصول إليه
من قيصرية فيلبس(54)

وهكذا
ليس لدينا أدلة يقينية عن جبل التجلي

(48) جبل طابور أو تابور هو “جبل الطور” في فلسطين وهو هضبة
منعزلة ترتفع في أقصى الركن الشمالي الشرقي لسهل يزرعيل على بعد نحو 5 أميال إلى
الغرب من الناصرة.. إن هذا الجبل كان مزاراً مقدساً.. وبسبب الصبغة المقدسة للمكان
وللمظهر الرائع للجبل ظهر تقليد في القرن الرابع الميلادى بأن التجلى قد حدث عليه.
ويقولون إن التجلي قد حدث على الطرف الجنوبي الشرقي من القمة.”دائرة المعارف
الكتابية ج2. ص 231″

(49) قيصرية
فيلبس: بناها فيليب ابن هيرودس الكبير على جانب جبل الشيخ (حرمون) الجنوبي.
واكراماً لأوغسطس قيصر سماها قيصرية وميزها عن المدينة سميتها التي بناها أبوه،
فأطلق عليه اسم قيصرية فيليب. جغرافية الكتاب المقدس. تشارلي فوستر كنت. ترجمة
نقولا يعقوب غبريل. بيروت 1923. المطبعة الأمريكانية. ص 209 – 210

(50) لبنان في الكتاب المقدس. القس غسان خلف. دار منهل الحياة.لبنان
سنة 1985. ص 290-295

انظر أيضاً: 1- تاريخ الموازنة: لبنان في حياة المسيح. الأب بطرس ضو. ص
398

2- دائرة المعارف الكتابية. ج 2. ص 332، 480

3- قاموس الكتاب المقدس. ص 210-211

(51) جبل حرمون: هو القسم الجنوبى من سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويعرف
بجبل الشيخ، ويقال دعى بالشيخ لتراكم الثلوج على قممه كما الشيب على رؤوس الشيوخ،
ويبلغ ارتفاع أعلى قمة في جبل الشيخ 2841 متراً عن سطح البحر، وتشكل قممه الحدود
بين لبنان وسوريا. فتقع سفوحه الشرقية في سوريا، وسفوحه الغربية في لبنان. وقد
أطلق الأقدمون على هذا الجبل اسم “حرمون” الذي يعنى “الحرم”
و”المقدس ” أو “المكان المقدس والمكرس لله”. لبنان في الكتاب
المقدس. ص 267

(52) المراجع:

1- انظر لبنان في الكتاب المقدس. ص 294-295

2- دار الإنجيل. أريك بيشوب.تعريب حبيب سعيد. دار التأليف والنشر
الأسقفية. ص5

3- حياة يسوع. د. بترسن سميث. تعريب حبيب سعيد. دار التأليف والنشر
الأسقفية. ط2 ص206

4- دائرة المعارف الكتابية. ج 2. ص 480- 481

5- قاموس الكتاب المقدس. ص 299

(53) لبنان في الكتاب المقدس. ص 295.

(54) دائرة
المعارف الكتابية. ج2. ص 48.

10-
الموضع الذي ُصلب فيه يسوع

برنابا
217: 78 “فقادوه إلى جبل الجمجمة حيث اعتادوا شنق المجرمين وهناك صلبوه”.

برنابا
217: 84-85 “فالذين ثبتوا راسخين في تعليم يسوع حاق بهم الحزن إذ رأوا من
يموت شبيهاً بيسوع كل الشبه حتى لم يذكروا ما قاله يسوع. وهكذا ذهبوا في صحبه أم
يسوع إلى جبل الجمجمة”. وأيضاً برنابا 220: 16.

أي
أن الكاتب يرى أن المسيح (أو حسب قوله شبيه المسيح) قد ُصلب على جبل الجمجمة
وبالرجوع إلى الأناجيل الصحيحة نرى هذه الأقوال:

مت
27: 33 “ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة وهو المُسمى موضع الجمجمة”.

مر
15: 20، 22 “ثم خرجوا به ليصلبوه.. وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره
موضع جمجمة”

لو
23: 33 “ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك”.

يو
19: 17-18 “فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة ويقال
له بالعبرانية جلجثة. حيث صلبوه”.

أي
أن كتبة الأناجيل الأربعة ذكروا أن المكان الذي صُلب فيه المسيح يُسمى موضع
الجمجمة وبالعبرانية الجلجثة.

“وكلمة
جلجثة مشتقة من الكلمة الآرامية “جولجالتا” التي تعني جمجمة (مت 27: 33،
مر 15: 22، لو 23: 33، يو 19: 7). ويتضح لنا من العهد الجديد أنها كانت تقع خارج
المدينة (عب 13: 12) ولكن على مقربة منها (يو 19: 20). ومن الواضح أيضاً أنها كانت
تقع على قارعة طريق عام (مت 27: 39). كما أنها كانت تُرى عن بعد من بعض الأماكن
(مر15: 4، لو 23: 49). (55)


ولقد كان طريق الآلام قصيراً فطوله حوالي 1 كم، وهى المسافة بين دار الولاية في
قلعة أنطونيا حتى بوابة جنات. وعلى بعد خطوات من سور المدينة خارج هذه البوابة
وبجانب الطريق العام شمال أورشليم يقع موضع الجلجثة أو الجمجمة.

ولا
يوجد في الأناجيل الأربعة ما يفيد أن الجلجثة كانت جبلاً، وأول من سماها جبلاً كان
أحد الحجاج من “بوردو” زار أورشليم سنة 333م، أثناء بناء كنيسة القبر
المقدس، وذكر ” تل الجلجثة حيث ُصلب السيد المسيح ” وقد ظل الكتاب
اللاتين لمئات السنين يشيرون إلى الجلجثة على أنها صخرة الصليب أو صخرة الجلجثة.
ومع القرن السادس بدأ التفكير عن الجلجثة أنها مرتفعة، فصاروا يذكرونها على أنها
جبل الجلجثة “.(56)

أي
أن الكاتب هنا أخطأ بذكر جبل الجلجثة أو على الأقل هذا يوضح لنا أن إنجيل برنابا
لم يُكتب في زمن المسيح حيث أن هذه التسمية أطلقت على الموضع الذي ُصلب فيه المسيح
في القرن الرابع الميلادي.

(55)دائرة المعارف الكتابية. ج 2. ص 553

(56)فى خطوات السيد المسيح. ه. ف. مورتون. تعريب. د. عزت ذكى. ص 262-
263

وانظر أيضاً ساعة بساعة اليوم الذي صلب فيه المسيح. جيم بيشوب. تعريب د.
عزت ذكي ط2 ص 263 – 241.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  حَصَرُ الوسطى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي