مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية



كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) – القمص تادرس يعقوب ملطي

265-



قصة: أوراق الشجر الميتة


إذ انتهت الحرب العالمية الأولى، وهدأ الجو في أوروبا قام مايكل وأسرته
بزيارة إلى بلجيكا في بدء فصل الربيع.


بعد يومين خرج مايكل وزوجته وابنه مارك إلى خارج المدينة على بعد عدة
أميال من الفندق، حيث توجد طرق قد امتلأت بالمدافع والدبابات وسيارات
عسكرية وغيرها مما تركه الألمان من أدوات بعد انسحابهم العسكري من
المنطقة.


كانت
الشمس ساطعة، والجو رائع، والرياح هادئة تمامًا، أو تكاد تكون غير
موجودة. وكان مارك يسأل والده عن الأدوات العسكرية ولماذا تركها
الألمان عند انسحابهم العسكري.


قال مايكل: “لم يهتم الألمان بهذه البقايا من الأدوات العسكرية، فإنها
لا تساوي شيئًا أمام الملايين من البشر الذين قُتلوا في الحرب، وما حلّ
بالبلاد من خراب ودمار. أن حياة الإنسان أثمن بكثير من كل ما في
العالم”.



St-Takla.org Image:
Fallen leaves, dead leaves – Debra Libanos, St. TaklaHaymanout Feast – From St-Takla.org’s
Ethiopia visit – Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008.

صورة في موقع الأنبا تكلا:
أوراق شجر ميتة، ساقطة، من ألبوم صور دير ديبراليبانوس في عيد نقل جسد
الأنبا تكلاهايمانوت، مايو 2008 – تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، من
رحلة موقع الأنبا تكلا إلى إثيوبيا، إبريل – يونيو 2008.


سأل مارك: “ولماذا يتحارب البشر، ويقتلون بعضهم البعض؟”


بينما كانا يتحدثان معًا إذا بأوراق
الشجر الجافة الميتة تتساقط تارة
على رأسه، وأخرى على ثيابه.


سأل مارك والده: “إن الجو جميل، والشمس ساطعة، ولا توجد رياح، فلماذا
تتساقط هذه الأوراق جافة وميتة؟ إننا في بدء فصل الربيع حيث تُزهر
الأشجار!”

هل تبحث عن  سنكسار ( يوم الاربعاء ) 15 يونيو 2016


أجاب مايكل: “هذه الأوراق قد ماتت بسبب صقيع الشتاء، وفقدت اتصالها
الخفي بالفروع والأصل… الآن إذ بدأ الربيع لم تظهر بعد الفروع
الجديدة ولا الأزهار، بل تتكون البراعم الصغيرة التي قد لا نراها
بالعين المجردة في بداية ظهورها. ببزوغها تتساقط الأوراق الميتة.
فالأوراق لا تتساقط بسبب
الشمس ولا الرياح بل بفعل الحياة الخفية التي
تظهر خلال البراعم الجديدة”.


هزّ مارك رأسه وهو يقول: إذن الحياة ولو كانت خفية في برعم صغير هي
أقوى من الموت”.


قال مايكل:


“نعم يا مارك. هذه هي خبرتنا اليومية مع مسيحنا القائم من الأموات.


فمع كل صباح إذ نذكر قيامتنا مع مسيحنا تهتز أوراق شجرتنا الجافة التي
لإنساننا العتيق مع بزوغ أعمال الإنسان الجديد الذي يعمل على الدوام.


تنهار خطايانا مهما بدت عنيفة ومتأصلة فإنها ليست من طبيعتنا الأصلية
بل دخلت علينا. عوض أن ننشغل بالخلاص من الأوراق الجافة الميتة لنهتم
بالبراعم الحية الجديدة، بظهورها تسقط الأوراق الميتة.


إن تطلعنا إلى الحياة المقامة الجديدة التي صارت لنا في
المسيح يسوع لن
نتحارب قط”.


← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في

موقع الأنبا تكلا هيمانوت
:
The
Dead Leaves of the Trees
.


* إلهي
الحيّ غالب
الموت والهاوية.


لأقتنيك فاقتني الحياة المقامة.


لا يستطيع الموت بأوراقه الجافة أن يعمل
فيّ،


مادمت أنت فيّ أيها القيامة!

* مع كل
صباح أتمتع بخبرة قيامتك المجيدة،


أتمتع بروح النصرة،


فلا أخاف الموت ولا الحياة الزمنية بكل
ضيقاتها ومغرياتها.


لا أخاف شيئًا!


إنما أحمل خوف الابن المحب لأبيه!



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي