مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية
كتاب قصص قصيرة (مع مجموعة من القصص الطويلة) – القمص تادرس يعقوب ملطي
404-
قصة: الضفدعة الأميرة
في قديم الأزمنة كان لملك بنات كثيرات، كلهن لهن مشاكل خطيرة
ما عدا الابنة الصغيرة، وكانت جميلة جدًا. اعتادت أن تذهب إلى الحديقة
تجلس تحت أشعة
الشمس تتأمل في مياه البركة العميقة.
كانت الأميرة الصغيرة تلعب بكرةٍ من
الذهب تعتز بها جدًا..
في أحد الأيام إذ كانت تلعب بالكرة سقطت في البركة..
فصارت تبكي بمرارة. بعد قرابة ساعة، والدموع
تزرف من عينيها، وبدأ
صراخها يعلو بسبب حزنها علي الكرة، سمعت صوتًا يقول لها: “لماذا تبكين
يا سيدتي الأميرة؟”
صورة في |
تطلعت يمينًا ويسارًا فلم تجد أحدًا. ظنت أنه مجرد وهم، أو
أنها تفكر بصوتٍ عالٍ، لكن تكرر الصوت مرة أخري.
تطلعت نحو المياه فرأت
ضفدعة تتحدث معها، وقد غطت المياه
جسمها.
تعجبت الأميرة الجميلة..
وبسرعة قالت لها: “لقد سقطت كرتيِ التي اعتز بها جدًا، إنها من
الذهب،
والمياه عميقة، ولا اعرف من يحضرها لي”.
سألت
الضفدعة: “ماذا تعطين لمن يحضرها؟”
بسرعة أجابت الأميرة: “إني مستعدة أن أقدم كل شيء
حتى الإكليل الذي علي رأسي؟”
سالت
الضفدعة: “أتعدين بذلك وتفي بوعدكِ؟!”
أجابت: “لقد وعدت، أنا أفي!”
بسرعة نزلت
الضفدعة إلى القاع وجاءت بالكرة
الذهبية في فمها.
إذ رأتها الأميرة أسرعت نحو
الضفدعة واختطفت الكرة
الذهبية
وانطلقت تجري نحو القصر. صرخت
الضفدعة: “إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها
الأميرة؟ لقد وعدتيني أنكِ تعطيني ما أطلبه؟”
لم تسأل الأميرة، بل كانت تجري نحو القصر.
في المساء إذ كانت الأميرة جالسة بجوار والدها الملك تأكل،
فجأة سُمع صوت قرع علي الباب. قامت الأميرة وفتحت الباب فوجدت
الضفدعة
تقفز بجوار الباب.
–
ماذا تريدين أيتها
الضفدعة؟ هل هذا وقت للزيارة؟ لماذا لم تأخذي موعدًا
مسبقًا؟
قبل أن تجيب
الضفدعة أغلقت الأميرة الباب بعصبية، وعادت
لتجلس بجوار الملك.
سألها والدها: “ماذا حدث؟”
– “ضفدعة تريد زيارتنا!”
– من أين تعرفينها؟
– لقد سقطت مني كرتي
الذهبية في البركة، وكنت أبكي
بمرارة ..فوعدتها أن أعطيها ما تطلبه مني
أن
أحضرتها ليِ.
– هل أحضرتها؟
– نعم، وبسرعة فائقة.
– وماذا طلبت منكِ؟
– لم أسمع لها بل أسرعت إلى القصر
.. هل
أتحدث مع
ضفدعة؟!
– كيف هذا؟ لقد وعدتي، فكان خير لكِ لو لم تعدين، لكن
مادمتي قد وعدتي فلتنفذي وعدك..افتحي لها.
فتحت الأميرة الباب، فانطلقت
الضفدعة مسرعة نحو المائدة.
– ماذا تريدين؟
– لقد وعدتيني أنكِ تعطيني ما أطلبه.. فلتنفذي
وعدك!
– ماذا تطلبين؟
– احمليني لأجلس بجوارك علي الكرسي.
تطلعت
الأميرة نحو والدها وكأنها تقول له: “ماذا أفعل؟” أما الملك فقال لها:
“إنه خطأك يا ابنتي، لماذا وعدتي؟ عليكِ أن تنفذي ما وعدتي به. احمليها
من
الأرض وضعيها بجوارك”.
بدأت
الدموع تتسلل من عيني الأميرة الجميلة، وفي مرارة قلب انحنت تحمل
الضفدعة وتضعها بجوارها، وهي تقول لها: “ها أضعك بجواري، ماذا بعد
تطلبين؟”
“احمليني
إلى المائدة!”
تطلعت
الأميرة إلى والدها وفهمت من نظراته ما يريد أن يقوله والدها لها، ففي
صمت أمسكت
بالضفدعة ورفعتها إلى المائدة.
– أشكرك أيتها الأميرة. أرجوكِ اسحبي طبقك
الذهبي نحوي لنأكل معًا
من ذات الطبق.
سحبت
الأميرة الطبق وجذبته نحو
الضفدعة، وكانت في مرارة تمد يدها لكي تأكل
مع
الضفدعة.
بعد حوالي ساعة سألت
الضفدعة: “أريد أن
أنام احمليني إلى حجرتك”.
نظرت
الأميرة نحو والدها تسأله: “ماذا أفعل؟ أتنام
ضفدعة في حجرتي
الملوكية؟!”
– أنه خطأك يا أميرتي العزيزة. لماذا تعدين بما لا تستطيعين أن تفعلي..
تممي وعدك مهما كلفك!
حملت
الأميرة
الضفدعة وانطلقت بها إلى حجرتها، ووضعتها في إحدى الزوايا.
انطلقت
الأميرة تخلع ثيابها لترتدي ثياب النوم، وفجأة سمعت
الضفدعة تتوسل
إليها: “إنه آخر طلب.. أعدك لن أطلب شيئًا آخر..
احمليني إلى سريرك وضعيني علي وسادتك، لأستريح علي
الوسادة عوض وجودي في إحدى الزوايا علي
الأرض“.
بتغصب
شديد حملت
الضفدعة لتتمم وعدها
.. وإذ وضعتها
علي الوسادة وجلست علي السرير لتنام، فجأة بدأت
الضفدعة تتمدد وتكبر
جدًا، وتحولت إلى أمير جميل جدًا.
دُهشت
الأميرة، فصرخت: “ما هذا؟”
– أنا الأمير هنري، لقد حولتني إحدى الساحرات إلى
ضفدعة، وعرفت إنني لن أعود إلى أصلي إلا إذا وُضعت علي وسادة ملوكية.
تهللت
نفس الأميرة التي أنقذت الأمير بتنفيذ وعدها.
← ترجمة القصة بالإنجليزية هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت:
The Frog Prince.
إنها قصة
رمزية..
ليتنا لا نتسرع في تقديم أي وعدٍ لإنسانٍ
ما، ومتى وعدنا نلتزم بالتنفيذ.
_____
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
*
بتصرف عن Brothess
Gumm