عينان معبّرتان
عينان معبّرتان


نتابع تأملنا في تفرُّد ربنا يسوع عن كل البشر في صفاته التي تعلن لنا كماله المطلق.
في الوقت الذي قيل فيه عن كل الناس:
« لَيْسَ خَوْفُ اللهِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ»
(رومية18:3)،
وأيضاً
« لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا »
(2بطرس14:2)؛
دعنا نتأمل الآن في المسيح الذي له عينان معبّرتان.
لنظرات العيون لغة أوضح من لغة الشفتين، نقرأ فيها تعبيرات عما في القلب. فتعالَ صديقي نقف أمام عيني الرب الذين فيهما نرى:
عينا البار:
هناك شخصيات لامعة يذكرها الكتاب المقدس، لكنها بسبب عينيها سقطت في العالم وشهوته فمثلاً:
سقطت وحواء في تعظم المعيشة (تكونان كالله) عندما رأت ثمر الشجرة أنها بهجة للعيون وشهية للنظر
(تكوين3).
وسقط سليمان الحكيم في شهوة العيون عندما اشتهت عيناه ولم يمنع شيئاً عنهما
(جامعة2).
وسقط شمشون النذير في شهوة الجسد عندما سار وراء نظرات عينيه حتى قلعهما الأعداء
(قضاة14-16).
ولكن يظل المسيح متفرِّداً، ففي حياته كان أمام عينيه غرض وهدف نزل من السماء لأجله؛ وهو موته على الصليب. ورغم ما رآه من مباهج ومغريات في عرض إبليس، عندما أراه كل ممالك العالم ومجدها في التجربة
(متى4)،
ورغم كل آلام ومقاومات من الشيطان عندما حاول إرهابه في حياته بموت الصليب؛ لم تتحول عيناه عن قصده.
عيناه على الأبرار:
فالمسيح له:
عينان تحفظان:
نحن لسنا فقط معروفين بأسمائنا عند الرب، بل حتى أعضائنا يراها بعينه ويسجلها في سفره
« رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ،»
(مز139 :16).
عينان ترشدان:
فالرب يعلِّمنا ويرشدنا وينصحنا بعينه التي هي علينا
« أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ »
(مزمور32 :8).
عينان تتعاطفان:
عندما يرانا نبكي وقبل أن يجفف دموعنا، يتحنن وتدمع عيناه ويشاركنا البكاء
« فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، بَكَى يَسُوعُ»
(يوحنا11 :33-35).
وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ
( رؤ 1 : 14 )
«عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ »
(حبقوق1 :13).
فيا من لا تزال في خطاياك.. أنت تفعل الشر في عيني الرب.
ويا من تعيش في النجاسة في الخفاء.. لا تنسَ أن هناك عينين تراقبانك
« فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ ».
(أمثال15:3).
« وَاسْلُكْ فِي طُرُقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ »
(جامعة11 :9)،
« لأَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَى طُرُقِ الإِنْسَانِ، وَهُوَ يَرَى كُلَّ خَطَوَاتِهِ »
(أيوب34 :21).
ومع هذا فابشر…. الرب يسوع ما زال يحبك، وهو مستعد لستر كل خطاياك إن أنت أتيت له الآن تائباً وطالباً الغفران.
وإلا فاعلم أنك قريباً ستراه كالديان وعينيه كلهيب نار
(رؤيا 1 :14؛ 2 :18؛ 19 :12).
ويا له من مشهد مرعب!
فيه سيكشف المسيح كل شيء، ويصُفّ خطاياك أمام عينيك، ثم يحرق كل ما لا يتوافق مع قداسته حيث تطرح في النار الأبدية.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال…هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين


هل تبحث عن  إن البغضة بين الإخوة هي الطريق الذي يُهيء لضد المسيح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي