إلتفتوا اليَّ فتخلصوا
إلتفتوا اليَّ فتخلصوا
دعونا نتأمل في قصة صلب المسيح بين لصين
واحد من الأثنين المذنبين المعلقين علي الخشبات بجوار يسوع المسيح نظر اليه وجدف عليه قائلاً : إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا
هذا خابت نظرته لأنها كانت مليانة شماتة وتجديف وإستهانة
أم المذنب الثاني إنتهرزميله وقال له : أنت لازم تخاف الله إذ أنت الآن تحت هذا الحكم بعينه … أما نحن فبعدل لأننا ننال إستحقاق ما فعلنا … وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله
دعونا نتأمل في هذه اللحظات … يسوع مصلوب علي الصليب وسط أثنين مذنبين … واحد كان مجدفاً والثاني إنتهره ويبدو أن ضميره بداء يصحو
ولكن عندما قال أما ( هذا ) فكلمة هذا هي أسم إشارة وكيف يشير ويداه مربوطتان علي الصليب … وأخيل في هذه اللحظة أنه تحول ببصره وأماء برأسهِ الي جهة الصليب الوسطاني حيث كان عليه يسوع المسيح فالتفت اليه … وحيث إنه كان في إضطراب روحي ونفسي فيما هو عليه
وجائت اللحظة المرتقبة حيث التقت عيناه بعين يسوع المسيح فكان الإنبهار والصمت فرغم الدماء والجلد والشوك فوق الرأس إلا إنه أروع جمالاً من بني البشر
هذا المذنب قد رأى يسوع ليس في ناسوته فقط بل لقد رأى يسوع وهو في ملكوته وحوله ربوات ربوات من جند السماء في أحتفال عظيم بلحظة رجوع الإبن الي حضن الآب
لقد رأى يسوع في مجده وفي قوته وعظمته وجبروته وهو عن يمين الآب
إرتجف قلب المذنب بشدة وإهتز جسده المعلق علي الصليب وذاب قلبه في محبة يسوع المعلق جنبه علي عود الصليب وزرفت دموعه الغزيرة في طلب التوبة والمغفرة من الآله يسوع
فلذلك صرخ بأعلي صوت بحقيقة ما رآه في هذه اللحظة فلم يدعوه يسوع أو المسيح أو إبن داود ولكنه قال جاهراً ( يارب )
هنا إعتراف كامل منه بما رآه وشاهده وكان صوته أقوى من كل الحاضرين والدليل أن لوقا البشير سمع ما صرخ به وكتبه وأكيد لوقا البشير كان يرى يسوع من علي بعد خوفاً من القبض عليه وكتب ما سمعه من هذا المذنب ( أذكرني يارب متي جئت في ملكوتك )
بهذه الصرخة ( يارب أذكرني ) تحمل معني يارب إغفر ليَّ.. يارب إرحمني .. يارب طهرني … يارب خلصني … يارب لا تتركني … يارب أعني
لقد إعترف أن المصلوب هذا هو ( الرب ) وهو المنقذ الوحيد الذى سيغفر له ذنوبه ويطهره من خطاياه . لقد رآه بعينه وهو في مجده بالسماء وعلم أو أفصح له الله أن هذا هو الملكوت المكان المعد لأستقبال يسوع المسيح إبنه الحبيب الذى كان يسر به
فلذلك قال جملته المشهورة والتي سرق بها الملكوت ( أذكرني يارب متي جئت في ( ملكوتك ) )
وايضاً يسوع التفت اليه وهو في أشد لحظات الآلم بمحبة ليس لها مثيل نسي يسوع كل آلامه ونظر الي هذه الصوت الصارخ ويلبي له طلبته وفي حنان وبمحبة فائقة لم يشاء أن يتركه وهو في صراعه من أجل التوبة بل طمأنه ( الحق الحق أقول لك ) عندما سمع المذنب تلك الكلمات إطمأنت نفسه والتفت الي يسوع صاغياً
كانت هذه الكلمات تحمل معني كبير بالنسبة للمذنب بمثابة صك إلهي بالغفران لكل خطاياه ، وإلتفات يسوع اليه كانت كافية لدخول الإطمئنان والراحة الي قلب المذنب
مراحمك يارب لا تحصي ولا تعد وأنت في هذه الحالة لم تترك نفس تريد أن تتوب لن تهملها ولن تنساها لحظة وعودك عظيمة حتي وأنت مصلوب قبلت صراخ الخاطيء ومنحته التوبة بل ووعدته (اليوم تكون معي في الفردوس )
نعم في نفس اليوم وليس غداً أو في يوم القيامة … ما كان يحلم به هذا المذنب أن يحصل علي الغفران فقط … لكنك تعطي دائماً بسخاء قلت له اليوم تكون معي في الفردوس
هل تبحث عن  كتاب حياة الرجاء - البابا شنوده الثالث

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي