ولد في مذود إذ لم يكن له موضع في منزل. تربي فقيراً مع يوسف النجار في الناصرة مع أنه الوارث الشرعي لعرش داود. عاش بلا مأوي وليس له أين يسند رأسه. كان يبيت في الجبل الذي يدعي جبل الزيتون. جاءت عليه ليإلى شتاء ومطر. عاش بلا نقود وكان بعض النساء التقيات يخدمنه من أموالهن ورضي بهذا الوضع. عاش بلا ممتلكات، كان يستعير كل شئ ويتركه بعد ذلك. ظل لمدة أربعين يوماً جائعاً في البرية خاضعاً لإرادة الله ورفض أن يصير الحجارة خبزاً. عاش وحيداً بلا رفيق أو أنيس يفهمه ويشاركه مشاعره وأفكاره. وفي كل ذلك لم تُسمع كلمة تذمر واحدة تخرج من فمه.
ومع ذلك استمر يعمل الخير ولم تتوقف محبته. ولم ينتظر تقديراً أو مكافأة من الناس، بل احتمل جفاءهم وجحودهم.
« كان إليهود يطردون يسوع»
(يوحنا 5: 16).
ومرات حاولوا أن يقتلوه. فكان يجتاز في وسطهم ويمضي بكل هدوء ليواصل الخدمة في مكان آخر. وكانت لديه الطاقة النفسية والروحية ليفعل ذلك. لم تتولد فيه روح انتقامية كما أنه لم يخر أو يفشل في عمل الخير للنهاية. بلغ الرفض ذروته عند الصليب عندما صرخوا قائلين «اصلبه اصلبه». وعندما قالوا «ليس هذا بل باراباس لصاً». ووسط هذه المشاعر كان صابراً صامتاً وشعاره «إليك يسلم المسكين أمره»
(مزمور 10: 14).
(إشعياء 49: 4).
وكان يوبخ المدن التي صنع فيها أكثر قواته ولم تتب
(متى 11: 20).
لكنه في هذه أيضاً كان صابراً خاضعاً مستودعاً النتائج في بد الآب الحكيم قائلاً :
“أحمدك أيها الآب… نعم أيها الآ ب لأن هكذا صارت المسرة أمامك”
(متى 11: 26).
«إليس هذا هو النجار ابن مريم»
(مرقس 6: 3)
«أليس هذا ابن النجار»
(متى 13: 55 ).
قالوا عنه
«إنه مختل»
( مرقس 3: 21)،
وإنه
“به شيطان وهو يهذي”
(يوحنا 10: 20).
وأيضاً
” إنك سامري وبك شيطان”
(يوحنا 8: 48).
وقالوا إن معه روحاً نجساً
(مرقس 3: 30)
وإنه
«ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين”
(لوقا11: 15).
وقالوا
« أَمِنَ الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح»
(يوحنا 1: 46).
وقالوا للمولود أعمي
«نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطيء»
(يوحنا 9: 24).
وفي المحاكمة قالوا عنه إنه
«يفسد الأمه» و«يضلل الشعب» وإنه «فاعل شر». وبعد موته قالوا لبيلاطس «تذكرنا أن ذاك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم»
(متى 27: 36).
في المحاكمة كان
«كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه»
(إشعياء53: 7).
وقد قال عن نفسه
«أما أنافكأصم لا أسمع وكأبكم لايفتح فاه…لأني لك يارب صبرت»
(مزمور 38: 13).
في المحاكمة الدينية
«لطم يسوع واحد من الخدم كان واقفاً»
(يوحنا 18: 22).
وعندما قالوا إنه مستوجب الموت
«حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه آخرون لطموه قائلين تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك»
(متى 26: 67).
وفي المحاكمة المدنية لم يدافع عن نفسه بكلمة. أمام هيرودس وبيلاطس لم يجب بشئ حتى تعجب الوإلى جدا
(متى 27: 12).
وعندما أخذه بيلاطس وجلده كان صامتاً. وعندما ضفر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه كان صامتاً. وعندما جمعوا علىه الكتيبه كان صامتاً. وعندما تكلم كانت أولي عباراته هي
«يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لايعملون ماذا يفعلون»
(لوقا 23: 34).
«اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك »
(مزمور 110: 1).
ولمدة ألفي عام لايزال صابراً منتظراً رحوماً غافراً ويقرع على باب قلوبنا وهو الذي أتى على هذه ألأرض لخلاصنا وخلصنا. لقد أُهين على الأرض ولايزال الكثيرون يفترون عليه؛ لكنه يقيناً وقريباً جداً سيأتي ظاهراً على سحاب السماء بقوة ومجد سيأتي دياناً ، وستنظره كل عين . وقتها لن تجد الوقت للخلاص لأن الباب سيغلق أمام الذي رفض الإيمان فيه…
وبعدها سيجلس على كرسي مجده ويكون ملكاً كبيراً عظيماً على
الأرض الجديدة .وكذلك تتحقق النبوئات الآخرى بعدها …
لنحاول نحن التمسك في الإيمان والصبر والتسامح والمحبة
لأنه مفتاح الوصول لصاحب المجد الرب يسوع المسيح
«أيها الرب سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض».
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال…هو ينتظرك