4 (1) يحبّه الله مدى الأجيال، يرتضي إلى الأبد بجميع أعماله



4 (1) يحبّه الله مدى الأجيال، يرتضي إلى الأبد بجميع أعماله

4 (1) يحبّه الله مدى
الأجيال، يرتضي إلى الأبد بجميع أعماله. أما الآخر فيمقت مشورته، وإلى الأبد يبغض
جميع طرقه.

روح
الخير: طرقه والمجازاة

(2)
إليك طرق هذين الروحين في العالم. روح الحقّ هو الذي ينير قلب الإنسان، ويمهّد
أمام الإنسان كل طرق البرّ الحقيقيّ، ويجعل في قلبه مخافة أحكام (3) الله. له روح
التواضع وطول البال، والرحمة الوفيرة والرأفة الأبديّة، والفهم والعقل، والحكمة
القديرة التي تثق بجميع أعمال الله، وتتّكل على نعمته الوافرة، وروح المعرفة في كل
مشروع عمليّ، والغيرة للأرواح البارّة، والحديث المقدس (5) مع ميل ثابت، ومحبّة
كبيرة تجاه جميع أبناء الحقّ، وطهارة مجيدة تكره جميع الأصنام النجسة، واعتدال في
السلوك (6) مع فطنة شاملة، والرزانة حول حقيقة أسرار المعرفة. تلك هي نصائح الروح
لأبناء الحقّ في العالم.

أما
افتقاد جميع الذين يسيرون في هذا الروح، فيكمن في الشفاء (7) ووفرة السلام مع
الخصب وطول الأيام وبركات لا حدّ لها وفرح أبدي في حياة مستمرة وإكليل المجد (8)
وثوب الكرامة في النور الأبديّ.

روح
الشر: طرقه والمجازاة

(9)
أما روح الضلال ففيه الطمع، والتهرّب من خدمة البرّ، فيه الكفر والكذب، والكبرياء
وترفّع القلب، والنفاق والغشّ، والقساوة (10) ووفرة اللصوصيّة، وقلّة الصبر وكثرة
الجنون، والوقاحة الحامية والأعمال المشينة التي يقترفها روح الفجور، وطرق النجاسة
في خدمة الدنس (11) واللسان المجدّف، وعمى العينين وقساوة الأذن وصلابة الرقبة
وثقل القلب التي تجعل الإنسان يسير في طرق الظلمة وشرّها وحيلها.

أما
افتقاد (12) جميع الذين يسلكون في هذا الروح فيقوم في كثرة الضربات التي ترسلها
ملائكة الدمار في الهوّة الأبديّة بفضل غضب إله النقمات وغيظه، في رعب متواصل وعار
(13) لا نهاية له، في خزي الفناء بنار المناطق المظلمة. ويكونون في جميع أزمنتهم،
ومن جيل إلى جيل، في الغمّ والحزن، في الشقاء والمرارة، في الضيق والظلمة إلى أن
(14) يفنوا، ولا يفلت منهم أحد ولا ينجو.

حرب
بين الروحين

(15)
في هذين الروحين تمضي أجيال جميع أبناء البشر، وفي هاتين الطبقتين تتقاسم جيوشهما
من جيل إلى جيل، وفي هاتين الطريقين يسيرون. وكل جزاء (16) أعمالهم يتمّ بهاتين
الطبقتين بحسب ما قُسم لكل واحد، أكان كثيراً أو قليلاً، على مرّ العصور. لأن الرب
رتّب هذين الروحين في أجزاء متساوية إلى الحدّ (17) الأخير وجعل بغضاً أبدياً بين
طبقتيهما: فأعمال الضلال رجس للحق، وجميع طرق الحقّ رجس للضلال. وحميّة (18)
القتال تجعل الواحد يعارض الآخر في جميع أوامرهما لأنهما لا يسيران معاً.

أما
الله، وفي أسرار عقله ومجد حكمته، فقد وضع حداً لوجود الضلال. فهو يزيله بشكل
نهائي في ساعة (19) الافتقاد. وحينئذ يظهر الحقّ بشكل نهائي في العالم. لأن العالم
تنجّس في طرق الكفر تحت تأثير الضلال حتى (20) ساعة الدينونة الحاسمة. حينئذ ينظّف
الله بحقّه أعمالَ كل واحد، وينقّي لنفسه جسد (حرفياً: بناء) كل إنسان ليزيل روح
الضلال كله من أعضاء (الإنسان) (21) اللحمية، ولكي يطهّره بروح قداسته من كل أعمال
الكفر، ويفيض عليه روح الحقّ كما التطهير. وهكذا تنتهي كل أرجاس الكذب، وينتهي كل
تنجيس (22) بروح النجاسة: سيفهم الأبرار معرفة العليّ وسبفقه الكاملون في طرقهم
حكمة أبناء السماء. ولا يعود للضلال من وجود، وكل أعمال الغشّ تؤول إلى العار.

حتى
في الزمن الحاضر يتحارب روحا الحقّ والضلال في قلب كل إنسان: (24) والناس يسيرون
في الحكمة والجهالة. وحسب قسمة كل منهم في الحقّ والبرّ يبغض الضلال. وحسب ميراثه
في حصّة الضلال وحسب الكفر الذي فيه (25) يمقت الحقّ. فالربّ قد رتّب هذين الروحين
في قسمين متساويين، حتى الحدّ الحاسم، حدّ التجدّد. وهو يعرف جزاء أعمال هذين
الروحين على مدّ أزمنة (26) العصور. وقد وزّع هذين الروحين بين أبناء البشر لكي
يعرفوا الخير ويعرفوا الشرّ، وهكذا تعطى قسمة كل حيّ بحسب روحه حتى يوم الدينونة
والافتقاد.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  هل كان جسد آدم قبل الخطية قابلاً للموت والضعف والمرض؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي