تعاليم عبادية من إبراهيم إلى إسحاق
21
(1) في السنة السادسة من الأسبوع السابع من هذا اليوبيل، دعا إبراهيم إسحاق ابنه
وأعطاه تعاليم. قال له: “صرتُ شيخًا، ولكني لا أعرف يوم موتي. لقد شبعتُ من
الأيام. (2) وها أنا ابن مئة وخمس وسبعين سنة. في كل أيام حياتي ذكرتُ الرب وطلبت
من كل قلبي أن أصنع مشيئته وأوجّه سلوكي حسب كل طرقه. (3) أبغضتْ نفسي الأصنام
(إحتقرت الذين يخدمونها. وكرّست قلبي وعقلي) لممارسة وتنفيذ مشيئة ذاك الذي خلقني.
(4) فهو الإله الحي، هو القدوس، هو الأمين والعادل فوق كل شيء. ليس بقربه محاباة
للوجوه، ولا يقبل الهدايا: هو الإله العادل ذاك الذي يدين كل الذين يميلون عن
وصاياه ويُهملون عهده.
(5)
“وأنت أيضًا يا ابني، فاحفظ وصاياه وأوامره وأحكامه، ولا تتبع الأنجاس ولا
التماثيل ولا الأوثان المسبوكة. (6) لا تأكل أبدًا دم حيوان بشري أو داجن، (دم)
عصفور يطير في السماء. (7) إذا أردتَ أن تنحرضحيّة كمحرقة سلام مرضية (للرب)،
فانحرها، وأرق دمها على المذبح، وقدّم شحم المحرقة مع الطحين الملتوت بالزيت مع
سكيب يرافقها. تقدّمُ كلَّ هذا في الوقت عينه على مذبح المحرقات: إنه عطر عذب أمام
الرب.
(8)
“تضع في نار المذبح شحم ذبائح السلامة، أي الشحم الذي يغطّي البطن، وكل شحم
الأحشاء والكليتين، وكل الشحم الذي فوق الحقوين وتحتهما. (اقتطع) الكبد حين
(تقتطع) الكليتين. (9) تقدّمُ كلَّ هذا كرائحة عذبة ترضي الرب مع التقدمة والسكيب
اللذين يرافقانه، كرائحة عذبة وطعام يأكله الربّ.
(10)
“كل لحمه في ذات اليوم وفي الغد، ولكن لا تغب شمس الغد عليه إلاَّ ويكون قد
أكل. لا يبقَ منه شيء لبعد الغد، فهذا غير مرضيّ وغير لائق. إذن، لن يؤكل (بعد
الغد). فالذين يأكلون منه يحملون تبعة خطيئة. هذا ما وجدته مكتوباً في كتب آبائي،
في أقوال أخنوخ وفي (أقوال) نوح.
(11)
“وترشّ الملح على جميع تقدماتك. لا يُلغَ عهدُ الملح من أي من التقدمات
المقرّبة للربّ.
(12)
تنبّه للحطب من أجل الذبيحة: لا تحمل إلى المذبح من أجل الذبيحة حطبًا سوى ما كان
من السرو والعرعر واللوز والصنوبر والأرز والتنوب والنخيل والزيتون والآس والغار
والليمون والمسمّى أربت، والبلسان. (13) ضع على المذبح تحت المحرقة حطبًا من هذه
الأشجار بعد أن تكون تحقّقتَ من مظهره. لا تضع حطباً مشقوقًا أو… بل حطبًا
قاسيًا وطاهرًا لا عيب فيه، كاملاً وحديث السنّ. لا تضع حطبًا عتيقًا، لأن رائحته
زالت، وما عاد عليه رائحة كما من قبل. (14) لا تضع (على المذبح حطبًا) آخر غير
(حطب) هذه الأشجار، لأن عطره قد زال وأريجه لا يصعد إلى السماء. (15) راعِ هذا
التعليم يا ابني ومارسه لكي تكون مستقيماً في كل أعمالك.
(16)
“كن في كل وقت نظيف الجسم. إغتسل بالماء قبل أن تذهب لتذبح على المذبح. إغسل
يديك ورجليك قبل أن تقترب من المذبح. وبعد أن تنتهي من الذبيحة، إغسل أيضًا يديك
ورجليك.
(17)
لا يرَ أحد عليكم، وعلى ثيابكم لطخةَ دم واحدة. إحذر الدم، يا ابني، إحذره حذرًا
واستره بالتراب. (18) لا تأكل الدم لأنه النفس. لا تأكل الدم أبداً.
(19)
“لا تقبل هدية لدم إنسان، لئلا يراق للاشيء بدون حكم. فالدم المراق يجعل
الأرض خاطئة، ولا يمكن أن تُطهّر من دم إنسان إلا بدم الذي أراق هذا الدم. (20) لا
تقبل هدية ولا عطية لدم إنسان.فالدم للدم. هكذا ترضي الرب الإله العليّ لأنه حارس
الخير.وهكذا تُحفظ من كل شر وتُخلّص من كل أنواع الموت.
لعنات
وبركات
(21)
“أرى يا ابني أعمال البشر: كم هي خاطئة وشرّيرة. ليست أعمالهم سوى نجاسة
وحقارة ودنس، ولا برّ لديهم. (22) إحفظ نفسك من السير في طرقهم ووضع رجليك في
سبلهم. لا تذهب في الضلال إلى الموت أمام الله العليّ: فهو يُخفي عنك وجهه ويسلّمك
إلى رذيلتك، يقتلعك من الأرض، ونسلك من تحت السماء، فيهلك اسمك ونسلك في كل الأرض.
(23) إرتدّ عن كل أعمالهم وعن كل نجاستهم. راعِ فرائض الله العلي، ونفّذ مشيئته،
وكن مستقيماً في كل شيء. (24) (عندئذ) يباركك في كل أعمالك، وينبت ويخرج منه غرس
البرّ في كل الأرض، في كل أجيال الأرض، ويُذكر دومًا تحت السماء اسمُك واسمي. (25)
إمض بسلام، يا ابني. وليثبّتك الله العلي، إلهي وإلهك، لتتمّ مشيئته. وليبارك بكل
البركات البارّة نسله كلّه، عديد نسلك للأجيال الأبدية لكي تكون للأرض كله
بركة”.
(26)
وترك (إسحاق إبراهيم) وهو مملوء فرحًا.
تم نسخ الرابط