مكتبة الكتب المسيحية |
كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية
كتاب الفيلوكاليا، الجزء الأول – القمص تادرس يعقوب ملطي
412-
هل تعرف الشياطين أفكارنا؟
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
27
هل تعرف
الشياطين أفكارنا؟
| من أقوال مارأوغريس الراهب:-
لا تعرف
الشياطين ما في قلوبنا كما يظن
البعض، لأن الذي يعرف قلوب الناس هو
الله الذي وحده يفهم عقل
الإنسان (أي
2.:7)، والذي خلق قلوبهم (مز 15:33).
إنما تعرف
الشياطين الكثير من الحركات التي
تدور في القلب عن طريق الكلمات التي يُنطقها أو بعض حركات الجسم.
فإذا فرضنا أننا في أثناء الحديث حقَّرنا
أولئك الذين تكلموا علينا بسوء، تستنبط
الشياطين من هذه الكلمات أننا قد اتخذنا
موقفًا معاديًا من هؤلاء الناس، فتنتهز هذه الفرصة لتُدخل إلى نفوسنا أفكارًا
شريرة إزاءهم. فإن قبلنا هذه الأفكار، نسقط عندئذ تحت نير
شيطان الغضب الذي
يحرضنا على الدوام لننفذ أفكارًا انتقامية ضدهم.
لهذا يوبخنا
الروح القدس بحق قائلًا: “تجلس
تتكلم على أخيك، لابن أمك تضع معثرة” مز 20:5،وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.
أي أنك تفتح بابك لأفكار
الغضب،
وتزعج ذهنك أثناء
الصلاة، بتصورك وجه عدوك بصفة دائمة. هكذا تصيره إلهًا لك،
لأن ما يتصوره العقل بصفة مستمرة أثناء
الصلاة يجب أن يعترف به بمثابة إله له.
لذلك يلزمنا أن نتجنب الحديث الخبيث، ولا
نحتفظ بأية ذكرى سيئة ضد أي شخص، ولا تكتئب وجوهنا عند تذكرنا لأخ لنا، لأن
الشياطين الخبيثة تراقب حركاتنا باهتمام، وتكتشف جميع الأشياء التي يمكن
استخدامها ضدنا سواء في جلوسنا أو نهوضنا أو وقوفنا أو سيرنا أو في كلامنا أو
في نظراتنا، لأنها دائما تحب الاستطلاع وتنصح بالغش اليوم كله (مز 12:38) حتى
في أثناء
الصلاة، حتى تخزى العقل المتواضع وتطفئ نوره المبارك.