لماذا نحتاج بعضنا لبعض، وما معنى أن لا نكون واحد

دائماً ما نتكلم عن أننا ينبغي أن نكون واحد، ودائماً ما نسعى أن نتآلف ونرتبط ببعضنا البعض، وان لم نتحدث عن هذا فأننا نسعى إليه بتلقائية وبلا هوادة كشيء طبيعي مزروع في كياننا ولا نستطيع أن ننزعه منا قط أو حتى لا نُفكر فيه ولو كان من بعيد، ودائماً ما نبحث عن الصداقة التي لا يكفينا سطحيتها، بل دائماً ما نحاول أن نغوص فيها لنشعر أننا مترابطين ومتآلفين معاً في جسد واحد منسجم، ودائماً ما أنظر إلى صديقي على أساس إني أريد أن أكون معه في حالة وحدة وانسجام تام، سره هو سري، وسري هو سره، وشركتنا مع بعضنا البعض على مستوى عميق مترابط لا ينحل أو ينفك قط !!! أتحدث إليه وكأني أتحدث إلى نفسي، فنحن مترابطين مثل أعضاء الجسد الواحد دون أن نشعر أننا مختلفين، وذلك مثل الجسد الغير منقسم بالرغم من اختلاف أعضاؤه ووظائفها الظاهر لنا !!!

وأن نظرنا للكنيسة نفسها ككيان، سنعرف أنها جماعة المؤمنين الملتفين حول الرب بالحب وثقة الرجاء الحي في كل مكان وزمان، ويجمعهم سرّ الوحدة في المسيح مع جميع القديسين في الشركة، في النور، بلا عائق زمني أو مكاني، لأنها فوق كل زمان ومكان، لأن قوامها جسد المسيح السري الذي يعلو على قانون الجسد والمادة !!!

وكون الكنيسة جماعة، لا يعني على الإطلاق، ذوبان الفرد في الجماعة، وإنما يعني نمو الفرد نحو الكمال وسط إخوته، بل ويتصل ويترابط بهم بالحب والعطاء إلى أقصى درجة حتى أنه مستعد أن يموت لأجلهم، لأنه حاسباً نفسه مصلوباً مع المسيح الرب فوق عود الصليب، بالغاً قوة القيامة معه…

هل تبحث عن  مزمور 21 - الشكر لله من أجل البركات الإلهية

فلنا أن نتيقن إننا كلنا مختلفين عن بعضنا البعض، وكل واحد مميز عن الآخر في شيء أو موهبة ما، وذلك تماماً مثل أعضاء الجسد الواحد، ومع ذلك وفي نفس ذات الوقت متآلفين في جسد واحد لا ينقسم على ذاته، مُكملين بعضنا البعض ولا نستطيع أن نستغني عن أقل عضو أو أصغر شخص موجود معنا في المنتدى أو البيت أو الكنيسة، مثل أعضاء الجسد ذاته، فالعين تختلف عن الأنف وعن القدم، والقدم تختلف عن اليد، ولكن من الصعوبة التامة أن يستغنى عضو عن آخر، أو يذوب عضو في آخر، أو يأتي عضو ليحل محل آخر !!!

أترككم تتأملون في هذه الكلمات القليلة طالباً من الله أن يكشف لنا جميعاً سر إنسانيتنا ووحدتنا الحقيقية التي خُلقنا عليها، وحسب ما أعلن لنا في صلاة جثسيماني :

  • +أيها الآب القدوس أحفظهم في أسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحداً كما نحن ” (يوحنا 17: 11)
  • +ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني ” (يوحنا 17: 21)

فيا إخوتي لا ينظر كل واحد لما هو مختلف عنه في أخيه وينبذه، لأن هذا يوضح أننا لسنا من الجسد الواحد في المسيح، فكل من ينقسم عن الجسد الواحد وينشق، بسبب فكر أو ذات أو أي شيء آخر، بل وتحت اي حجة أو بند، فليعلم يقيناً: أنه لم يعرف الرب بعد، ولم يُطعم فيه، وإيمانه باطل غير صحيح، وليس فيه محبة الله تسكن، ويحتاج أن يتوب مُسرعاً طالباً أن يحل في قلبه روح السلام والمحبة والوحدة الحقيقية التي في المسيح يسوع، ومن له أذان انفتحت بنعمة الله يستطيع أن يسمع صوت الله ويميز مشيئته، كونوا معافين بروح المحبة والسلام ووداعة يسوع آمين


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 36 - 16 : 5 ) يوم الخميس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي