تفسير

الكتاب المقدس – العهد القديم – أ. بولين تدري

حجي2 – تفسير سفر حجي



* تأملات في كتاب

حجى
:


تفسير سفر حجي:

مقدمة سفر حجي
|
حجي 1 |

حجي 2

|



ملخص عام لسفر حجي

نص سفر حجي:
حجي 1 |

حجي 2

|
سفر حجي كامل

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوه باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الاولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأول
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا



في
الشهر السابع في الحادي والعشرين مِن الشهر كانت كلمة الرب عنْ يد


حجي النبي

قائلًا كلٍم زربابل بن شالتئيل والى يهوذا ويهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم
وبقية الشعب قائلًا مَن الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول. وكيف
تنظرونه الآن. أما هو في أعينكم كلا شيء. فلآن تشدًد يا زربابل يقول الرب
وتشدًد يا يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم وتشدًدوا يا جميع شعب
الأرض يقول
الرب وإعملوا فإني معكم يقول رب الجنود. حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم
مِن مصر وروحي قائم في وسطكم. لا تخافوا. لأنه هكذا قال رب الجنود. هي مرة بعد
قليل فأزلزل السموات والأرض والبحر واليابسة. وأُزلزل كُل الأمم ويأتي مُشتهى
كُل الأمم فأملأ هذا البيت مجدًا قال رب الجنود. لي الفضة ولي الذهب يقول رب
الجنود. مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم مِن مجد الأول قال رب الجنود. وفي هذا
المكان أُعطى السلام يقول رب الجنود” (حجى2: 1-9).


تعزية الشعب مِن أجل قلة فخامة البيت:

أخذ
الشعب يعمل قرابة شهر في بناء الهيكل، تكبدوا فيه متاعب كثيرة، وأكثر شيء أثار
حزنهم، أن البقية منهم الذين رأوا الهيكل القديم بفخامته، ونظروا إلى هذا
الهيكل شعروا بالفرق، فأرسل لهم الرب هذه الرسالة على يد
حجي النبي ليُعزيهم.


أخذوا يعملون قُرابة شهر، لذلك استحقوا تعزيات في وسط الطريق، فيرجع الرب
ويعدهم ثانية

“إني
معكم”، “روحي قائم في وسطكم”، “تشدًد يا زربابل، تشدًد يا يهوشع، تشدًدوا يا
بقية الشعب”
.

ونحن
أيضًا إذا استمر جهادنا، لا يدعنا الرب وحدنا، بل

“لم
تصبكم تجربة إلا بشرية. ولكن الله أمين الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون
بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1كو10: 13).



St-Takla.org Image:
Prophet Haggai promises the temples grandeur (Haggai 2:3), by Gustav Dore

صورة في موقع الأنبا تكلا:
حجي النبي يعد الشعب بمجد بيت الرب الأول (سفر حجي 2: 3) – رسم الفنان
جوستاف دورية

إن
تعزيات الرب لنا وقت الجهاد والمحن هي عون عظيم للنفس، لذلك يقول داود النبي:”

إذ قُلت قد زلت قدمي فرحمتك يا رب تُعضدني. عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك
تُلذٍذ نفسي” (مز94
:
8، 19).

ويقول أيضًا


“طوبى للحزانى الآن لأنهم يتعزون” (مت5: 4).

ويُقدم لنا أشعياء النبي وعد الرب الأمين:

“ومفديو
الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بالترنم وعلى رؤوسهم فرح أبدي. إبتهاج وفرح
يُدركانهم. يهرب الحزن والتنهد. أنا أنا هو مُعزيكم. منْ انتِ حتى تخافي مِن
إنسان يموت ومِن ابن الإنسان الذي يُجعَل كالعُشب. وتنسى الرب صانعك باسط
السموات والأرض وتفزع دائمًا كُل يوم مِن غضب المُضايق عندما هيأ للإهلاك. وأين
غضب المُضايق. سريعًا يُطلق المُنحنى ولا يموت في الجُب ولا يُعدم خُبزه”
(أش51: 11-14).


-وأكثر مِن ذلك فإن الرب يرى أن مجد هذا البيت الأقل فخامة أكثر مِن مجد البيت
الأول، ولك أمثلة كثيرة على هذا:

1
بطرس الرسول الذي خاف وأنكر، عندما رجع سلًمه الرب رعيته وقال له: “يا سمعان بن
يونا أتُحبني أكثر مِن هؤلاء….. إرعى خرافي” (يو21: 15-17).

2
التلاميذ الذين هربوا بسبب الخوف مِن اليهود، دعاهم بعد قيامته وأرسلهم ليكرزوا
لكُل المسكونة (مر16: 15).

3
توما الرسول شك في
قيامة الرب، فجاء
المسيح بنفسه إليه وبدًد شكوكه وأرسله
للكرازة باسمه (يو20: 24-29).

4
شاول الطرسوسي هدًد كنيسته وقتل مؤمنيه، ولكنه بمحبة ظهر له وعلًمه كمْ ينبغي
أن يتألم مِن أجل اسمه (أع9: 1-22).

**
الآيات أيضًا مِن عدد 6-9 هي نبوة عن قُرب
مجيء المسيح في الجسد، البهاء
الحقيقي للهيكل. ومجيء المسيح تسبقه زلزلة ثم يأتي مُشتهى كُل الأمم.
فمجيء
المسيح
تصحبه سعادة، لأنه “مُشتهى كُل الأمم”، فهل هو شهوتي ومصدر فرحى؟ هل إذا
جاء يجد له مكانًا في داخلي ويجد موضع راحة له؟ أم يجد شهوات ومحبات كثيرة تملأ
القلب؟ إن سُكنى الرب في القلب يُعطي بهاءًا ومجدًا للنفس لا يُضاهيه بهاء أو
مجد.


ومجيء المسيح
يصحبه سلام، لأنه إله السلام، وهكذا سبحت الملائكة


“وظهر بغتة مع الملاك جمهور مِن الجند السماوي مُسبحين الله وقائلين. المجد لله
في الأعالي وعلى
الأرض السلام وبالناس المسرة

(لو2: 13، 14). فإله السلام ينتهر الرياح مِن حولنا، وهو الذي بدًد مخاوف
التلاميذ بظهوره وسطهم بعد قيامته. ونحن أحيانًا نرتبك بسبب شرور الناس
ومؤامراتهم ضدنا، ولكن في وسط كُل هذا نسمعه يقول:


“الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت. أقول للرب ملجأي وحصني إلهي فأتكل
عليه. لأنه يُنجيك مِن فخ الصياد ومِن الوبأ الخطر. بخوافيه يُظللك وتحت أجنحته
تحتمي…. لا تخشى مِن خوف الليل ولا مِن سهم يطير في النهار….. يسقط عنْ
جانبك ألف وعنْ يمينك ربوات. إليك لا يقرُب. إنما بعينيك تنظر وترى مُجازاة
الأشرار” (مز91: 1-8).

كانت
قد مضت خمس حِقب في تاريخ شعب الله: مِن آدم إلى نوح، ومِن نوح إلى إبراهيم،
ومِن إبراهيم إلى


موسى
، ومِن

موسى
إلى

هيكل سُليمان
، ومِن
هيكل سُليمان إلى
السبي، وبقيت حقبة واحدة هي
مجيء المسيح في الجسد، الذي هو “مُشتهى كُل الأمم”.


ومجيء المسيح
تصحبه زلزلة، لأنه يأتي ليدين العالم، بعد أن كان نائمًا في إثمه
ولا يدرى. ومجيئه يُزلزل كيان الأسرة الواحدة، لأن واحدًا في الأسرة يؤمن به
والآخر لا يؤمن، كما قال:

“فإنى
جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه. والإبنة ضد أُمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان
أهل بيته”



(مت10: 35، 36).

والزلزلة أيضًا لأنه جاء لقيام وسقوط كثيرين، كما قال سمعان الشيخ للعذراء:

“هذا
قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تُقاوم” (لو2: 34)
.
وربما يُقصد بها الزلزلة التي حدثت عند
قيامة الرب مِن الأموات


“وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت. لأن ملاك الرب نزل مِن السماء وجاء ودحرج الحجر عنْ
الباب وجلس عليه” (مت28: 2).

وأيضًا قد تكون الزلزلة التي حدثت عند موت الرب على الصليب،


“فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد إنشق إلى إثنين مِن فوق
إلى أسفل. والأرض تزلزلت والصخور تشققت. والقبور تفتحت وقام كثير مِن أجساد
القديسين الراقدين. وخرجوا مِن القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة
وظهروا لكثيرين” (مت27: 50-53).




“مجد الأخير يكون أعظم مِن مجد الأول”
،
ربما الهيكل الأول كانت تُمارس فيه كُل الطقوس جيدًا، أما الأخير فيه رجع الشعب
بكُل قلبه.



فالكتاب المقدس

يقول الكثير في ذلك:

“منْ
يُحوٍل أُذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضًا مكروهة” (أم28: 9).

ويقول على لسان أشعياء النبي:


“لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب. إتخمت مِن مُحرقات كباش وشحم مُسمنات. وبدم
عجول وخرفان وتيوس ما أُسر. حينما تأتون لتظهروا أمامي مَنْ طلب هذا مِن أيديكم
أن تدوسوا دوري. لا تعودوا تأتون بتقدمة باطلة. البخور هو مكرهة لي. رأس الشهر
والسبت ونداء المحفل. لست أطيق الإثم والإعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بَغَضتها
نفسي. صارت علىً ثقلًا. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وإن
كثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا. إغتسلوا تنقوا إعزلوا شر أفعالكم مِن
أمام عينيَّ كُفوا عنْ فعل الشر تعلموا فعل الخير. أطلبوا الحق أنصفوا المظلوم إقضوا لليتيم حاموا عنْ الأرملة. هلُم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم
كالقرمز تبيض كالثلج. إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصوف. إن شئتم وسمعتم
تأكلون خير
الأرض. وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم” (أش1:
10-20)

إن الرب يُريد قلب نقي، وأعمال صالحة، ولا يُريد مُمارسات كثيرة جافة كما لقوم
عادة
.


“في
الرابع والعشرين مِن الشهر التاسع في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب عنْ
يد


حجي النبي
قائلًا: هكذا قال رب الجنود. إسأل الكهنة عنْ الشريعة قائلًا إن
حمل إنسان لحمًا مُقدسًا في طرف ثوبه ومسً بطرفه خُبزًا أو طبيخًا أو خمرًا أو
زيتًا أو طعامًا مًا فهل يتقدس. فأجاب الكهنة وقالوا لا. فقال حجي إن كان
المُنجس بميت يمس شيئًا مِن هذه فهل يتنجس. فأجاب الكهنة وقالوا يتنجس. فأجاب
حجي وقال هكذا هذا الشعب وهكذا هذه الأمة قُدامى يقول الرب وهكذا كُل عمل
أيديهم وما يُقربونه هناك هو نجس. والآن فإجعلوا قلبكم مِن هذا اليم فراجعًا
قبل وضع حجر على حجر في هيكل الرب. مُذ تلك الأيام كان أحدكم يأتي إلى عَرَمَة
عِشرين فكانت عشرة. أتى إلى حوض المعصرة ليغرف خمسين فورة فكانت عشرين. قد
ضربتكم باللفح وباليرقان وبالبرد في كُل عمل أيديكم وما رجعتم إلىً يقول الرب.
فإجعلوا قلبكم مِن هذا اليوم فصاعدًا مِن اليوم الرابع والعشرين مِن الشهر
التاسع مِن اليوم الذي فيه تأسس هيكل الرب إجعلوا قلبكم. هل البذر في الأهراء
بعد. والكرم والتين والرمان والزيتون لم يَحمل بعد. فمن هذا اليوم أُبارك”
(حجى2: 10-19).



نسيان الله لتكاسلهم، ومُباركته لهم:

**
طلب الرب مِن
حجي النبي أن يسأل الكهنة على الشريعة: حجي عمله التنبؤ، أما
الكهنة فهم الذين عليهم أن يُعلموا الشعب الشريعة.


فلكُل واحد في بيت الرب عمله وموهبته، كما قال الرسول:

“فإني
أقول بالنعمة المُعطاة لي لكُل مَنْ هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن
يرتأى بل يرتأى إلى التعقُل كما قسًم الله لكُل واحد مقدارًا مِن الإيمان. فإنه
كما في جسد واحد لنا أعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الأعضاء لها عمل واحد. هكذا نحن
الكثيرين جسد واحد في
المسيح وأعضاء بعضًا لبعض كُل واحد للآخر. ولكن لنا مواهب
مُختلفة بحسب النعمة المُعطاة لنا. أنبوة فبالنسبة إلى الإيمان. أم خدمة ففي
الخدمة. أم المُعلم ففي التعليم. أم الواعظ ففي الوعظ. المُعطي فبسخاء. المُدبر فبإجتهاد. الراحم فبسرور” (رو12: 3-8).

ويقول أيضًا:

“أنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد. وأنواع خِدم موجودة ولكن الرب واحد.
وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكُل في الكُل. ولكنه لكُل واحد
يُعطَى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطَى بالروح كلام حكمة. ولآخر كلام
عِلم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح
الواحد. ولآخر عمل قُوًات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة.
ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كُلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكُل واحد
بمفرده كما يشاء. لأنه كما أن الجسد هو واحد وله أعضاء كثيرة وكُل أعضاء الجسد
الواحد إذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك
المسيح أيضًا. لأننا جميعنا بروح واحد
أيضًا اعتمدنا إلى جسد واحد يهودًا كُنًا أم يونانيين عبيدًا أم أحرارًا
وجميعنا سُقينا روحًا واحدًا….. فوضع الله أناسًا في
الكنيسة أولًا رُسلًا
ثانيًا أنبياء ثالثًا مُعلمين ثم قوات وبعد ذلك مواهب شفاء أعوانًا تدابير
وأنواع ألسنة” (1كو12: 4-28).


المُهم أن يكتشف كُل واحد موهبته التي ائتمنه الله عليها لكي يستثمرها، ولا
يتعالَى على الآخرين، بل ويُفسح المجال لغيره لكي يُقدموا مواهبهم أيضًا. ولا
يظن أحد أنه يملك جميع المواهب.

**
الشعب تنًجس بتكاسله:

لقد
سأل الرب سؤال: هل الإنسان إذا حمل شيء مُقدس ولمس أي شيء آخر، يتقدس هذا
الآخر؟ وكانت الإجابة لا. وسأل سؤال آخر: هل الإنسان إذا تنجس بمسّ جسد ميت
ولمس أي شيء آخر، يتنجس هذا الشيء الآخر؟ وجاءت الإجابة بنعم يتنجس. ونفهم مِن
هذين السؤالين، أن النجاسة تنتقل بكيفية أسهل مِن القداسة، كما يقول

الكتاب
:

“لا
تضلوا. فإن المُعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة” (1كو15: 33).


ويُريد الرب مِن توجيه هذين السؤالين أن يقول للشعب، إن تقديمكم الذبائح على
المذبح بدون الاهتمام ببنيان بيت الرب، لنْ يُقدسكم، بل بالعكس، أعمالكم كُلها
تنجست بإهمالكم وتكاسلكم، حتى ذبائحكم التي تُقدموها على المذبح تنجست. والرب
لا يُريد عبادة شكلية
كما
ذكرنا أيضًا هنا في

موقع الأنبا تكلا هيمانوت
في أقسام أخرى-


بل يطلب عبادة مِن كُل القلب. إنهم بتقديمهم الذبائح
كانوا يظنون أنهم في جو مُقدس يحميهم مِن تكاسلهم. وكثير مِن الناس يظنون أن
حياتهم وسط الصالحين يجعلهم مقبولين أمام الله، مع أن الله يعرف كُل واحد على
حقيقته، ويُريد أن يتعامل معه على إنفراد.

وقد
قال يومًا عنْ شعبه:

“يا
مراؤون حسنًا تنبأ عنكم أشعياء قائلًا. يقترب إلى هذا الشعب بفمه ويُكرمني
بشفتيه وأما قلبه فمُبتعد عني بعيدًا. وباطلًا يعبدونني وهم يُعلمون تعاليم هي
وصايا الناس” (مت15: 7-9 ، أش29: 3).


ويقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس مُحذرًا:

“إعلم
هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون مُحبين
لأنفسهم مُحبين للمال مُتعظمين مُستكبرين مُجدفين غير طائعين لوالديهم غير
شاكرين دنسين بلا حُنو بلا رضى ثالبين عديمى النزاهة شرسين غير مُحبين للصلاح
خائنين مُقتحمين مُتصلفين مُحبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم
منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء” (2تي 3: 1-5).


وأعطانا

السيد المسيح

نفسه مثل الفريسي والعشار، عن اثنين صعدوا إلى الهيكل ليصلوا، ولكن قُبلت صلاة
واحد ورُفضت صلاة الثاني (لو18: 9-14)، وذلك لأن كُل منْ يرفع نفسه يتضع ومنْ
يضع نفسه يرتفع.


اليهود كانوا يعتبرون أنفسهم أصحاب المواعيد لأنهم أبناء إبراهيم بالجسد، ولكن
الرب قال لهم أنه قادر أن يُقيم مِن هذه الحجارة أولادًا لإبراهيم. ويقصد
بالطبع أولادًا يخدمونه بالروح والحق.


والله قال عنْ نفسه:

“أنا
هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي
القادر على كُل شيء” (رؤ1: 8)
.
فهو يُريد أن يكون الأول والآخر في حياتنا، ولا يقبل الفضلات بل يُريد أن
نُعطيه مِن إعوازنا، يُريد البكور وليس النفايات، بكور وقتك وعواطفك
واهتماماتك.



الرب
يُكرر
عليهم أخطاؤهم:


يُريد الرب أن يُذكرهم أنه وقت إهمالهم لبيت الرب، كانت البركات المادية غير
موجودة. الرب يُذكرهم لأن الإنسان كثير النسيان، وحينما يأتي الفرج، يُنسى
الألم.


ويُذكرًهم أيضًا بأيام القحط وعدم الخير بسبب تكاسلهم، لكي يُقارنوا حالهم
ساعتها بالخير الذي أنعم به عليهم حينما تابوا، فيحرصوا على الاحتفاظ بهذه
البركة.


يُذكرهم أيضًا لكي يعرفوا أن ما أتى عليهم مِن ضيقات كان بسبب تهاونهم وليس لأن
الرب إله قاسِ.


ويُباركهم:



“اعلموا أنه مِن هذا اليوم الذي وضعتم في قلبكم أن تبنوا بيت الرب. فمن هذا
اليوم أُبارك”.


فبالحقيقة:


“بركة الرب هي تُغنى ولا يزيد معها تعبًا” (أم10: 22)
.

وكما
دعا الرب إبراهيم أب الآباء وقال له:


“أخرج مِن أرضك ومِن عشيرتك ومِن بيت أبيك إلى
الأرض التي أريك. فأجعلك أمة
عظيمة وأباركك وأُعظم اسمك. وتكون بركة. وأُبارك مُباركيك ولاعنك ألعنه.
وتتبارك فيك جميع قبائل
الأرض” (تك12: 1-3)
،
هذه البركة هي لكُل إنسان على إيمان إبراهيم.


ويشهد داود قائلًا:


“طوبى لكُل منْ يتقى الرب ويسلك في طُرقه. لأنك تأكل تعب يديك. طوباك وخير لك.
امرأتك مثل كرمة مُثمرة في جوانب بيتك. بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك. هكذا
يُبَارَكُ الرًجُل المُتقى الرب. يُباركك الرب مِن صهيون وتُبصر خير أورشليم
كُل أيام حياتك. وترى بني بنيك. سلام على إسرائيل” (مز128).



مُكافأة زربابل على حماسه:



“وصارت كلمة الرب ثانية إلى حجي في الرابع والعشرين مِن الشهر قائلًا كلِم
زربابل والى يهوذا قائلًا. إني أُزلزل السموات والأرض وأقلب كُرسي الممالك
وأُبيد قوة ممالك الأمم وأقلب المركبات والراكبين فيها وينحط الخيل وراكبوها
كُلُ منها بسيف أخيه. في ذلك اليوم آخذك يا زربابل عبدي ابن شالتئيل يقول الرب
وأجعلك كخاتم لأني قد إخترتك يقول رب الجنود” (حجى2: 20-23).


“كلِم زربابل”، إن الرب في الآيات السابقة (حجى2: 10-19) طمئن الشعب عن ما
يخصُهم مِن خيرات حياتهم اليومية مِن أكل ولبس ودفء.

أما
زربابل الوالي فتهمه الأمور على أوسع نطاق، فأرسل له الرب
حجي النبي برسالة
خاصة مُفادها، أنه ستأتي أيام صعبة على اليهود، ولكن سوف “أقلب كُرسي الممالك”،
ربما يقصد الأحداث التي حدثت قبل
مجيء
السيد المسيح بالجسد
، انقلاب اليونانيين على الفرس، والرومانيين على
اليونانيين، وتموت مملكة يهوذا، (حيث خُربت بالفعل سنة 70 ميلادية)، ولكن في
هذا الوقت سوف أحميك يا زربابل إذ أجعلك خاتم، لأني قد اخترتك وحفظت لك أمانتك
وغيرتك على بيت الرب.

وقد
تكون هذه الآيات ترمز أيضًا إلى الانقلابات الكثيرة التي تسبق
المجيء
الثاني
للسيد المسيح
في آخر الأيام، وذلك عندما تخضع جميع ممالك العالم لربنا ومسيحه.
كما قال دانيال النبي: “وفي أيام هؤلاء الملوك يُقيم إله السموات مملكة لن
تنقرض أبدًا ومَلكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كُل هذه الممالك وهي تثبت
إلى الأبد” (دا2: 44). وفي سفر الرؤيا يقول: “ثم بوًق الملاك السابع فحدثت
أصوات عظيمة في السماء قائلة قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد
الآبدين” (رؤ11: 15).

هذا
هو الرب الحنون، الذي يفتقدنا في أوقات ضيقاتنا بتعزياته، بل أيضًا يستسمن
أعمالنا الطيبة التي سبق وقدمناها، كما يقول المزمور:

“يستجيب
لك الرب في يوم الضيق. ليرفعك اسم إله يعقوب. ليُرسل لك عونًا مِن قُدسه ومِن
صهيون ليُعضدك. ليذكر كُل تقدماتك ويستسمن مُحرقاتك. ليُعطك حسب قلبك ويُتمًم
كُل رأيك. نترنم بخلاصك وبإسم إلهنا نرفع رايتنا. ليُكمل الرب كُل سؤلك.


الآن
عرفت أن الرب مُخلص مسيحه يستجيبه مِن سماء قُدسه بجبروت خلاص يمينه. هؤلاء
بالمركبات وهؤلاء بالخيل. أما نحن فإسم الرب إلهنا نذكُر. هم جثوا وسقطوا أما
نحن فقمنا وإنتصبنا. يا رب خلصٍ. يستجيب لنا الملك في يوم دُعائنا” (مز20).


“وأجعلك خاتم”، معناها أن زربابل صار موضوع مسرة لله، وأيضًا تنُم على السُلطان
الذي منحه الله إياه.

وقد
كان حماس زربابل لبناء الهيكل الذي سُمي باسمه، داعيًا

لحجي النبي
لكي يرى فيه
شخصية المسيا المُنتظر. فبالفعل كما صار زربابل موضوع مسرة الله، كان

السيد المسيح

موضوع مسرة أبيه، حيث جاء الصوت مِن السماء وقت عماده قائلًا: “هذا هو
ابني
الحبيب الذي به سُررت” (مت3: 17).


وأيضًا قد قيل عنْ

السيد المسيح

“قد اخترتك” كما جاء فى: “هوذا عبدي الذي أُعضده مُختاري الذي سُرت به نفسي.
وضعت روحي عليه فيُخرج الحق للأمم” (أش42: 1). وقال أيضًا: “هنذا أضع في صهيون
حجر زاوية مُختارًا كريمًا والذي يؤمن به لا يُخزى” (1بط2: 6).


وأيضًا يرمز للسيد المسيح، الذي لا تقوى عليه كُل قوى الشر وسُلطان الظلمة.


← تفاسير أصحاحات
حجي:



مقدمة
|
1 |
2

الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح

تفاسير أسفار الكتاب المقدس

1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوه باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني

1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الاولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأول
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا


هل تبحث عن  تتنوع الشهوات التي تقود الإنسان

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي