يتطلَّع القديس يعقوب السروجيإلى السيدة العذراء، فيراها نموذجًا فريدًا في كنيسة السيد المسيح. صارت بمسيحها سماءً جديدة، أُمًّا لملك الملوك، سفينة حاملة للكنز السماوي، حقلًا جيدًا أثمر بغير بذورٍ، حواء الثانية التي دفعت بابنها دين حواء الأولى، قدَّمت لأبيها آدم ثوبًا من المجد يستر به عريه، وينزع عنه عاره، هيكلًا مقدسًا لملك الملوك، العروس التي أنجبت بتجسد الكلمة منها. حقًا إنها فائقة الجمال!
لقد فتحت باب الرجاء أمام البشريَّة ليتمتَّع الكل بغِنَى نعمة الله، ويحملوا الرب في قلوبهم، فيصيروا معها هيكلًا مقدسًا، يسكنه روح الله القدوس.
* السماء الثانية، التي حلّ في حضنها رب الأعالي،
وأشرق منها، ليطرد الظلمة من أقاصي الأرض.
المباركة في النساء، بها زالت لعنة الأرض (تك 3: 17-18)،
ومنذ عهدها انتهى القصاص.
العفيفة والمحتشمة والمملوءة بجمال القداسة،
حتى أن لساني يعجز عن أن ينطق بكلمة واحدة بخصوصها.
ابنة الفقراء أصبحت أمًا لرب الملوك، وأعطت الغِنَى للعالم المحتاج ليحيا به.
السفينة الحاملة للكنوز والبركات من بيت الآب
التي جاءت وسكبت غناها على عالمنا المقفر.
الحقل الجيد الذي بغير بذار أنبت حزمة، وبغير حرث أثمر ثمرًا عظيمًا.
حواء الثانية التي ولدت الحياة للمائتين، ودفعت الديون ومزَّقت صك حواء أمها.
الصبية التي ساعدت السيدة العجوز الساقطة (حواء)، وأقامتها من سقطتها حيث ألقتها الحية.
الابنة التي حاكت ثياب المجد، وأعطتها لأبيها (آدم)، ليغطي بها نفسه، لأنه كان عريانًا وسط الأشجار.
العذراء التي بغير زواج، بأعجوبة صارت أمًا، والأم التي بقيت بغير تغيير في بتوليتها.
المقصورة الجميلة التي بناها الملك، ودخلها وسكن فيها،
ولم تُفتَح الأبواب أمامه حين خرج منها (حز 44: 2).
الفتاة التي صارت مثل مركبة السمائيين (حز 1)،
وبقداسة حملت الإله الوحيد القدير حامل الخليقة (كو 1: 17؛ عب 1: 3).
العروس التي حبلت مع أنها لم ترَ العريس نهائيًا،
وولدت طفلًا دون أن تذهب إلى مكان أبيه.